الحمدُ لله ربِّ العالمين ناصِر عبادِه المتَّقين، وولي الصَّالحين، والصَّلاةُ والسَّلام على نبيِّه محمَّد وعلى آله وصحبه، ومَن تبعَه بإحسَان إلى يوم الدِّين؛
وبعد:
كنتُ أحسبُ أنَّ الدُّكتور جمعة ـ أصلحَه الله ـ سيقرَأ ما كتبتُه قراءةَ أخ لما كتَبه أخُوه متجرِّدًا عن روح الانتقام والتَّحامُل، ومُبتَغيا الوصُول إلى الرُّشد والحقِّ؛ إلَّا أنَّه كان على خلافِ ذلك تمامًا حيث إنَّه بمُجرَّد ما اطَّلع عليه وسُئل عنه في الواتساب، قَال:
«مليء بالكذب والتدليس وستسمع ردِّي عليه يتبيَّن لك كذبه».
بل وجعل له عنوانًا قبلَ أن يكتُب ردَّه؛ فقَال لأحد السَّائلين في الواتساب:
«آسف لما آل إليه القوم من الكذب والتدليس، والتمويه والتلبيس، مقال توفيق عمروني حشاه بذلك، وستسمع مني الجواب في: «التصريح في التعقيب على بيان التوضيح»»، كما أنَّه نهَى عن قراءة ما يكتبُه إخوانُه، فسألَه أحدُهم عن طريق الواتساب: هل نقرَأ للطَّرفين ومتى تبيَّن الحقُّ نتَّبعُه؟ فقال مجيبًا:
«ليس بصحيح؛ لأنَّ الشُّبه خطَّافة».
وهذا كلُّه منَ العَجلة في ردِّ الحقِّ والمكابَرة وعدَم الاعتراف بالخطَأ، وهُو ما أوقعَه في طامَّات ودواهٍ، لهذا بمُجرَّد ما بدَأ ردَّه وقَع في زلَّة تُثير التَّعجُّب والاستغرَاب، حيثُ قال:
«واستغربت جرأته في نفي هذه الجلسة رغم علم جميع الأعضاء دون استثناء أحد ـ كما سيأتي بيانه ـ إلا من كابر؛ لكنّه دلّس ولبّس في بيانه».
فأنا ما كتبتُ الَّذي كتبتُه إلَّا لبيَان ملابسَات الجلسَة، فكيفَ أكونُ نافيًا لها، وإنَّما نفيتُ أن توصفَ بأنَّها جلسَة سرِّيَّة؛ فأينَ التَّدليس والتَّلبيس في بياني؟!
وهذا من آثار الاندفَاع الزَّائد الَّذي يُميِّز الدُّكتور جمعَة ـ أصلحه الله ـ في ردِّه على كلِّ مَن يُخالفه، إذ لا يتَوانى في رميِه بالكذِب كما هُو الحالُ معي، حتَّى إنَّه وردَ لفظُ
«الكذب» في مقاله أكثر من أربعين مرَّةً، ونسبَني إليه مرَّات عديدَة وتعجَّبَ من جُرأتي على الكَذب ـ بزعمِه ـ !!؛ بل وكانَ يحلفُ بأغلَظ الأيمان غير حانِث أنَّ كلامي كذبٌ محضٌ، وهي جُرأةٌ غير محمُودة، إذ لو تأنَّى وتحرَّز قليلا لكانَ أسلم لهُ وأحوَط لدينه؛ لكن لا يُستَغربُ مِنه ذلكَ إذا وجدتَه يُكذِّبُني حتَّى فيما أحلفُ عليه بأغلَظ الأيمانِ، وعليه؛ فإنِّي أكادُ أجزمُ أنَّنا في قَلب السِّنين الخَوادع، الَّتي أخبَر بها النَّبيُّ ح في قوله:
«سيَأْتي علَى النَّاسِ سنَوَاتٌ خَدَّاعَات، يُصَدَّقُ فيهَا الكاذِبُ، ويُكَذَّبُ فيهَا الصَّادِقُ، ويُؤْتَمَنُ فيهَا الخائِنُ، ويُخَوَّنُ فيهَا الأَمِينُ؛ وينطقُ فيهَا الرُّوَيْبضَة؛ قيلَ: وما الرُّوَيْبضَة؟ قَال: الرَّجُل التَّافه يتكلَّمُ في أمر العَامَّة»(
[1]).
ثمَّ بعدَما ذكر أنَّه ما كانَ ليردَّ عليَّ لولا أن طلبَ منه مَن لا يسَعُه ردّ طلبِه منَ المشايخ، والإخوة الكرام؛ قال:
«وسأقتصر في ذلك على ما هو أهمّ؛ أمّا ما لا طائل من ورائه فسأُعرِض عنه حرصًا على الاختصار».
وهذا يعني أنَّ ما لم يردَّ عليَّ فيه لا طائل من ورائه، ومَن يتتبَّعه يجد أنَّه أغفَل قضايا مهمَّة ومسائل أساس لم يُجب عنها، وعدَّها منَ المسائل الَّتي لا طائل مِن ورائها(
[2]).
ثمَّ قسَّم ردَّه إلى
...
([1]) أخرجه ابن ماجه (4036)، والحاكم (4/512)، وأحمد (7912)، وهو في «الصَّحيحة» (1887).
([2]) مثل مسألة اتصالي بالشيخ عبد الغني وإخباره بموعد الجلسة، ومثل الطعون المزعومة في بيان الشيخ عز الدين ...
📍تعليقات للإمام ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- على مقال "
(نسف التصريح وبيان ما فيه من التشغيب والتلبيس الصريح، رد على د. عبد المجيد جمعة -أصلحه الله- )
لفضيلة الشيخ أبي عبد الأعلى توفيق عمروني -حفظه اللّه-
📌قيدها فضيلة الشيخ عبد الحكيم دهاس الوهراني حفظه الله يوم 21 شعبان 1439 هـ