تبجيل الشيخ ابن باديس رحمه الله بما كان ينكره و يرده!!!!!
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
فإن مما يندى له الجبين ما صاحب حدث افتتاح ما يسمى" قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"!!!كان من ضمن فعاليات و مشاهد المهرجان- صنم يجسد صورة الشيخ ابن باديس رحمه الله- يزعمون أنهم بذلك يذكرون جميل الشيخ و يذكّرون الأجيال به و لم يعلموا أنهم أساؤوا إلى أنفسهم و إلى الشيخ طيب الله ثراه فما كان الشيخ يوما يرضى بهذا الذي صنعوا بل كان رحمه الله يحاربه بقلمه و لسانه و يدعوا إلى إزالته
يقول الشيخ رحمه الله:""كانت عبادة الأوثان في الجاهلية بالخضوع والتدلّل لها، ورجاء النفع وخوف الضرّ منها، والناس اليوم طوائف كثيرة لها أشجار وأحجار تسميها بأسماء وتذكرها بالتعظيم وتذبح عندها الذبائح وتتمسح بها وتتمرغ عليها مثل فعل الجاهلية وتزيد، يصدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وحتى يعبد الأوثان، هذا كله واقع في الأمة لا شك فيه، ولو أن الأمة سمعت صيحات الإنكار من كل ذي علم، لأقلعت عن ضلالها ورجعت إلى رشدها، فما أسعد من نصحها من أهل العلم، وجاهد لإنقاذها، وما أشقى من غشها وزادها رسوخا في ضلالها وتماديا في هلاكها"، ويختم الشيخ مقاله بالقول: "إن عهد الغش والخديعة قد أذن بالذهاب وإن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب"آثار ابن باديس2/238).
و يقول الشيخ وهو ينكر الغلو في الشيوخ و الأولياء[الآثار(2/258) :"لقد ابتلى كثير من الناس بالغلو فيمن يعتقدون فيهم الصلاح فيجزمون لهم بما لا يعلمه إلا الله، ثم زادوا على هذا فيزعمون أن فلانا مات في رتبة كذا وحصل عند الله على منزلته كذا، ثم زادوا على هذا فيزعمون أن فلانا يشفع لأتباعه ويعديهم على الصراط أو يجعله في بطنه ويمر بهم وأنه يحضر لهم عند الموت ويحضر لهم عند السؤال ويكون معهم في مواقف يوم القيامة...."إلخ كلامه.
و من هذا المنبر نقول اللهم إنا نبرأ من هذا الصنم المجسم و الذي لا يرضاه كل موحد مسلم بل لا يرضاه حتى الشيخ نفسه رحمه الله فإن هذا وسيلة و ذريعة من ذرائع الشرك كما وقع لقوم نوح صنعوا لصالحيهم تماثيل ثم عكفوا على عبادتها و الله المستعان!!!!!
يقول الشيخ ابن باديس رحمه الله "فكانوا بسبب فعلهم من بناء المساجد على القبور، ونحتهم للصور شرار الخلق عند الله، وذلك لأن القبر المعظم ببناء المسجد عليه، والصورة المعظمة لتمثيلها ذلك الصالح، يصيران مما يعبد ويعتقد فيه النفع والشر والعطاء والمنع، وجاء في صحيح البخاري أن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا التي كانت أصناما لقوم نوح، وعبدتها العرب من بعدهم، كانت أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن أقاموا في مجالسهم التي كانوا يجلسون، تماثيلا وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك الذي نصبوها فعبدت من بعدهم، فعلم من هذا أن ما يكون موضوعا في أصله، يقصد حسن، يمنع وينهى عنه إذا كان يؤدي بعد ذلك إلى مفسدة" الآثار (2/247).
لو أراد هؤلاء أن يحسنوا إلى الشيخ فلينشروا تراثه و يدرسوا علمه و يعقدوا الندوات حول حياته لا أن يهدمو دعوة الشيخ بإحياء ما كان هو ينهى عنه و يعلن النكير عليه.
فهذا الأمر و الله إحدى البوائق و آخر الدواهي التي سمعنا بها لا يقل شأنه عن قانون تحرير الخمور و خرجات السفهاء!!!بل قد يعلوا....
و الحمد لله رب العالمين
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله بوزنون ; 16 Apr 2015 الساعة 10:11 PM
|