لنخفف عنكم معاناة حر الدنيا تدبر هذه الأحاديث معنا

[أبو عبد السلام جابر البسكري]

بسم الله الرحمن الرحيم


لنخفف عنكم معاناة حر الدنيا تدبر هذه الأحاديث معنا .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أمابعد:

نتسائل كثيرا عن شدة حرارة الجو ونتذمر من ذلك ، ولنخفف عنكم معاناة حر الدنيا تدبر هذه الأحاديث معنا:
يا من تنعمت بالمكيفات و أنواع المبردات تذكروا معاناة نبيكم صلى الله عليه وسلم و سلفكم في رمضاء الصحراء وشدة حر شمسها ولفحها وقارن معيشتك اليوم بمعيشتهم .
1 - عن أنس رضي الله عنه : ( كنَّا نصلِّي معَ النَّبيِّ ﷺ في شدَّةِ الحرِّ فإذا لم يقدِرْ أحدُنا أن يُمكِّنَ جبهتَهُ بسطَ ثَوبَهُ فسجدَ علَيهِ ) . [ صحيح ابن ماجه ٨٥٢]
(أنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ كانَ في سفرٍ ومعَهُ بلالٌ ، فأرادَ ، أن يُقيمَ فقالَ أبرِدْ ثمَّ أرادَ أن يقيمَ فقالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ أبرِدْ في الظُّهرِ قالَ حتَّى رأينا فَيءَ التُّلولِ ثمَّ أقامَ فصلَّى فقالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ إنَّ شدَّةَ الحرِّ مِن فَيحِ جَهنَّمَ ، فأبرِدوا عنِ الصَّلاةِ).[صحيح الترمذي ١٥٨].
وسنسأل عن هذا النعيم الذي نحن فيه :
قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ أوَّلَ ما يُسأَلُ عنهُ يومَ القيامةِ يعني العبدَ منَ النَّعيمِ أن يقالَ لَهُ : ألم نُصحَّ لَكَ جِسمَكَ ، ونُرْويَكَ منَ الماءِ الباردِ). [صحيح الترمذي ٣٣٥٨].
وقال صلى الله عليه وسلم : ( هذا و الَّذي نفسِي بيدِهِ من النعيمِ الذي تُسألُونَ عنهُ : ظِلٌّ بارِدٌ ، ورُطَبٌ طيِّبٌ ، وماءٌ بارِدٌ ) . [صحيح الجامع ٧٠٠١].
2- نار الدنيا جزء واحد من سبعين جزءا من نار الآخرة:
قال صلى الله عليه وسلم : (نارُكُم هذِهِ الَّتي توقِدون جزءٌ واحدٌ مِن سبعينَ جزءًا مِن حرِّ جَهَنَّمَ . قالوا : واللَّهِ إن كانَت لَكافيةً يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : فإنَّها فُضِّلَت بتِسعَةٍ وستِّينَ جُزءًا كلُّهنَّ مثلُ حرِّها ).[صحيح الترمذي ٢٥٨٩].
وقال صلى الله عليه وسلم : ( تَحسبون أنَّ نارَ جهنَّمَ مثلَ نارِكم هذهِ هيَ أشدُّ سَوادًا من القارِ هيَ جُزءٌ مِن بضعةٍ وستِّينَ جُزءًا منها أو نَيِّفٍ وأربعينَ ) .[صحيح الترغيب ٣٦٦٦].
3- شدة الحر من نفس جهنم:
قال صلى الله عليه وسلم: (اشتَكَتِ النَّارُ إلى ربِّها ، فقالت: يا ربِّ أَكَلَ بَعضي بعضًا ، فجعلَ لَها نفَسينِ: نفَسٌ في الشِّتاءِ ، ونفَسٌ في الصَّيفِ ، فشِدَّةُ ما تجدونَ منَ البردِ من زمهريرِها ، وشدَّةُ ما تجدونَ مِنَ الحرِّ من سمومِها ). [صحيح ابن ماجه ٣٥٠٥].
4 - فشدة حرارة شمسكم هذه لا تساوي شيئا مع شدة حرارة شمس يوم الموقف
قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان يومُ القيامةِ أُدنيتِ الشمسُ من العبادِ حتى تكونَ قيْدَ مَيْلٍ أو اثنينِ ، فتُصْهرُهم الشمسُ ، فيكونون في العرقِ كقدْرِ أعمالِهم ، فمنهم من يأخذُه إلى عقبَيْه ، ومنهم من يأخذُه إلى ركبتَيْه ، ومنهم من يأخذُه إلى حقْويْه ، ومنهم من يُلْجِمُه إلجامًا ) .[ صحيح الجامع ٧٧٧].
وقال صلى الله عليه وسلم : (يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ ) . [صحيح البخاري ٦٥٣٢].
5- الشمس والقمر من وقود جهنم :
قال صلى الله عليه وسلم : ( الشمسُ والقمرُ ثوران مكوَّران في النارِ يومَ القيامةِ). [ السلسلة الصحيحة ١٢٤].
6 - أدنى حرارة جهنم:
قال صلى الله عليه وسلم : (إنَّ أدنى أهلِ النارِ عذابًا ، يَنتعلُ بنعلينِ من نارٍ ، يغلي دماغُه من حرارةِ نعلَيه ) .[صحيح مسلم ٢١١].

اللهم اجرنا من النار
اللهم اجرنا من النار
اللهم اجرنا من النار

جمع وكتابة : أبو عبد السلام جابر البسكري .
الأربعاء 25 شوال 1438 هجري