منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09 Aug 2014, 08:57 AM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي [ نصيحة ] إلى شاب سلفي

بسم الله الرحمن الرحيم

نصيحة إلى شاب سلفي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد ،،،

فَقَد حذَّرَك السلف الصالح مِن مُصاحَبَة المبتدعة و من الإستماع إليهم و من مجادلتهم !

قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله: [ مَن جالَسَ صاحِبَ بدعة لم يَسْلَمْ مَن إحدى ثلاث:

إما أن يَكون فِتنةً لِغَيره !
وإما أن يَقَعَ في قلبه شيءٌ فَيَزِلَّ به فَيُدْخِلُه الله النار !!
وإما أن يقول: (والله ما أُبالي ما تكلموا، وإني واثق بنفسي) فَمَنْ أَمِنَ اللهَ على دينه طَرْفَةَ عَيْنِ سَلَبَه إياه !!! ] (البدع) لابن وضاح ص104.

وقال الإمام الآجري رحمه الله : [ ينبغي لكل من تَمَسَّكَ بما رَسَمْناه في كتابنا هذا، وهو كتـاب الشريعة، أن يَهْجُرَ جميع أهل الأهواء من الخوارج، والقدرية، والمرجئة، والجهمية، وكل من ينسب إلى المعتزلة، وجميع الروافض، وجميع النواصب، وكل مَن نَسَبَه أئمـة المسلمين أنه مبتـدع بدعة ضلالة (1) ، وصح عنه ذلك، فلا ينبغي أن يُكَلَّمَ ولا يُسًلَّمَ عليه، ولا يُجالَس، ولا يُصلى خلفه، ولا يُزوج، ولا يتزوج إليه من عرفه، ولا يُشارِكه، ولا يُعامله، ولا يُناظره، ولا يُجادله(2) ، بل يُذله بالهوان له، وإذا لَقيتَه في طريق أَخَذْتَ في غيرها إن أَمْكَنَك.

فإن قال: فَلِمَ لا أُناظِره، وأُجادِله، وأَرُد عليه قوله؟

قيل له: لا يُؤمَنُ عليك أن تُناظرَه، وتَسمع منه كلاماً يُفْسِدُ عليك قلبك، ويَخْدَعَك بباطله الذي زَيَّنَ له الشيطان فَتَهْلك أنت(3) ، إلا أن يضطرك الأمر إلى مناظرته وإثبات الحجة عليه، بحضرة سلطان أو ما أشبهه، لإثبات الحجة عليه،فأما لغير ذلك فلا، وهذا الذي ذَكَرْتُه لك فَقَوْل مَن تَقَدَّمَ مِن أئمة المسلمين وموافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ] (الشريعة) (3: 574).

قلتُ: لقد تكاثرت أقوال السلف في التحذير مِن مجالسة المبتدعة ومُجادلتهم:

{ قال ابن عباس رضي الله عنهما : [ لا تُجالِسْ أهلَ الأهواء فإنَّ مجالستَهم مُمْرِضَةٌ للقلوب ] (الإبانة) ( 2 : 438 ).
{ قال أبو قلابة:[ لا تُجالِسوا أهل الأهواء ولا تُجادلوهم؛فإني لا آمن أن يَغْمِسوكم في ضلالتهم أو يُلَبِّسوا عليكم ما تَعْرِفون ](الإبانة)(435:2).

{ قال إبراهيم النخعي : [ لا تُجالِسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تُذهِبُ بِنور الإيمان من القلوب، وتَسْلبُ محاسن الوجوه، وتُورثُ البغضة في قلوب المؤمنين ] (الإبانة) (2: 439 ).
{ قال عمرو بن قيس الملائي: [ لا تُجالِسْ صاحبَ زَيْغٍ فَيَزيغَ قَلْبُكَ ](الإبانة) ( 2 : 436 ).

{ قال محمد بن النضر الحارثي : [ مَن أصغى سَمْعَه إلى صاحب وهو يَعْلَمُ أنه صاحب بدعة ؛ نُزِعَتْ منه العِصْمة وَوُكِّلَ إلى نفسه ] (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي)( 1 : 153 ).
{ قال إسماعيل بن عبيد الله: [ لا تُجالِسْ ذا بدعة فَيُمْرِضَ قَلْبَكَ، ولا تُجالِسْ مَفْتوناً فإنه مُلَقّنٌ حُجَّته ] (الإبانة) ( 2 : 443 ).

{ قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله:[ لا تُجالِسوا أهل الكلام وإنْ ذَبَّوا عن السُّنة ] (مناقب الإمام أحمد) لابن الجوزي ص205.
{ قال رجل لأيوب السختياني:[ يا أبا بكر أسألك عن كلمة. قال: فَرَأَيْتُه يُشيرُ بِيَدِه ويقول: ( ولا نصف كلمة ، ولا نصف كلمة) ](الإبانة)(2 : 472).

{ قال معمر: [ كان ابن طاوس جالساً فجاء رجل من المعتزلة فجعل يتكلم، قال فَأَدْخَلَ ابن طاوس إصبعيه في أذنيه، قال: وقال لابنه: أَيْ بُنَيَّ أَدْخِلْ أُصْبُعَيْك في أُذِنَيْك واشْدُد، ولا تَسْمَعْ مِن كلامه شيئاً ] (الإبانة) ( 2 : 446).

{ عن ثابت بن عجلان قال : [ أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر - وكان قد أدرك أبا بكر الصديق - ويزيد الرقاشي وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة ويَنْهوني عن أصحاب الأهواء ] (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي) (1 : 133).

{ قال عمران القصير : [ إياكم والمنازعة والخصومة، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون: أرأيت أرأيت ] (الإبانة الكبرى) ص405.

{ عن هشام بن حسان قال: [ كان الحسن ومحمد بن سيرين يقولان: لا تُجالِسوا أصحاب الأهواء ، ولا تُجادِلوهم ، ولا تَسْمَعوا مِنهم ] (الإبانة) ( 2 : 444 ).

{ عن ابن سيرين أنّه كان إذا سمع كلمة من صاحب بدعة وضع إصبعيه في أذنيه ثم قال: [ لا يَحِلُّ لي أن أُكَلِّمَه حتى يَقومَ مِن مَجْلِسِه ](الإبانة)(2: 473) .

وقال رجلٌ لابن سيرين: [ إنَّ فلاناً يُريد أن يأتيك ولا يَتَكَلَّمَ بشيء. قال: ( قل لفلان: لا، ما يأتي، فإن قلب ابن آدم ضعيف، وإني أخاف أنْ أَسْمَعَ منه كلمةً فلا يَرْجِعَ قلبي إلى ما كان) ](الإبانة) (2 : 446) .

قال الشيخ الوالد والعالم المجاهد ربيع السنة حفظه الله كما في (الموقف الصحيح من أهل البدع) : [ وإذا كان كبار السلف من أمثال أيوب السختياني ، وابن سيرين، ومجاهد، وغيرهم، لا يطيقون أن يسمعوا كلمة أو نصف كلمة من أهل الباطل، ولا يسمحون لك أن تناظر أهل البدع؛ لأن المناظرة تَجُرُّكَ إلى الوقوع في الفتنة، فهم أهل خبرة، وأهل ذكاء، وأهل نُصْح ... ] .



أخي الحبيب عليك بحفظ دينك وهو رأس المال – فَحِفْظه مُقَدَّم على الرِّبْح– وإياك والغرور والثقة بالنفس فَعِلْمُكَ قليل والشُّبه خَطَّافة، واعْتَبر بقصص مَن سبق ولا تَكُنْ درساً لغيرك – فـ[السعيد من وُعِظ بغيره]–



اسْمَعْ بالله عليك إلى ما قاله الإمام ابن بطة رحمه الله (الإبانة) (1 : 390) : [ اعلموا إخواني أني فَكَّرْتُ في السبب الذي أخرج أقواماً مِن السنة والجماعة واضطرهم إلى البدعة والشناعة وفتح باب البلية على أفئدتهم ، وحجب نور الحق عن بصيرتهم , فوجدت ذلك من وجهين :

أحدهما : البحث والتنقير وكثرة السؤال عما لا يَعْني ولا يَضُرُّ المسلم جَهْله ولا يَنفع المؤمن فَهْمه .

والآخر : مجالسة مَن لا تُؤمنُ فِتنته وتُفسدُ القلوبَ صحبتُه ].



بل قال رحمه الله في كتابه (الإبانة) ( 2 : 470 ): [ فالله ، الله معشر المسلمين لا يَحْمِلَنَّ أَحداً منكم حُسْن ظنه بنفسه وما عَهِدَه من معرفته بصحة مذهبه، على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول: أُ داخله لأناظره أو لأستخرج منه مذهبه ! فإنهم أ شد فتنة من الدجال وكلامهم ألصق من الجرب، وأحرق للقلوب من اللهب. ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم فما زالت بهم المباسطة، وخفي المكر ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم ].



قلتُ : تأمل أُخَيَّ فيما حكاه الإمام ابن بطة رحمه الله عن الذين كانوا على الجادَّة = السلفية كيف فُتنوا وانتكسوا – عياذاً بالله – بسبب مخالطتهم ومجالستهم لأهل البدع للإنكار والرد عليهم ، حتى تُدرك خطر مجالستهم ومناظرتهم.



و ها هو الإمام المبجل أحمد ابن حنبل رحمه الله – كما في (طبقات الحنابلة) (1 : 234 ) – يحكي عن أُناسٍ وقعوا في التَّجَهُّمِ بسبب مجالستهم للمحاسبي، فَهَلْ مِن مُدَّكِر ؟ قال علي بن أبي خالد: قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله: [ إنّ هذا الشيخ – لِشَيْخٍ حَضَرَ معنا – هو جاري، وقد نَهيته عن رجل، ويُحبُ أن يسمع قولك فيه: حارث القصير – يعني حارثاً المحاسبي – وكنت رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلت لي: لا تُجالِسه، فما تقول فيه؟

فرأيت أحمد قد احمرّ لونه، وانتفخـت أوداجه وعيناه، وما رأيتـه هكـذا قَطُّ، ثم جعل ينتفض، ويقول: ( ذاك؟ فَعَلَ الله به وفَعَلَ ! ليـس يَعْرِفُ ذاك إلا من خَبَره وعَرَفَه،أوّيه،أوّيه، أوّيه . ذاك لا يعرفـه إلا من قد خبره وعرفه ، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه)! فقال له الشيخ: يا أبا عبـد الله، يروي الحديث، ساكنٌ خاشعٌ، من قصته ومن قصته؟ فغضب أبو عبد الله، وجعـل يقول: ( لا يَغُرَّك خُشوعه ولِينه، ويقول: لا تَغْتَرَّ بِتَنْكيس رأسه، فإنه رجل سـوء ، ذاك لا يعرفه إلا مـن خبره، لا تُكلمه ولا كرامة له، كل مَن حَدَّثَ بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مبتدعاً تجلس إليه؟! لا، ولا كرامة ولا نُعْمَى عَيْن، وجعل يقول: ذاك، ذاك ) ].



وها هو المُحَدِّثُ الذهبي رحمه الله– كما في(سير أعلام النبلاء)(4 : 59)– يقول في ترجمة (الريوندي) الزنديق مُبَيِّناً سبب وقوعه في الضلال:

[ الرِّيوَنْدي‌ المُلْحِد : عدو الدين أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الريوندي، صاحب التصانيف في الحط على الملة ، وكان يُلازم الرافضة والملاحدة ! فإذا عوتِبَ قال : (إنما أُريد أنْ أَعْرفَ أقوالهم) !! ثم إنه كاشف وناظَرَ وأبرز الشُّبَه والشكوك ] !!!



ونَقَلَ الذهبي رحمه الله – كما في (سير أعلام النبلاء) (19 : 447) – في ترجمة أحد العلماء الفقهاء وهو أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي قوله عن نفسه : (وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة من العلماء ، وكان ذلك يَحرمني عِلماً نافعاً)، ثم عَلَّقَ الذهبي بقوله:[ كانوا يَنهونه عن مجالسة المعتزلة و يأبى،حتى وقع في حبائلهم وتجسَّر على تأويل النصوص،نسأل الله السلامة ] ! وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في (ذيل الطبقات ) (1 : 144) : [ إن أصحابنا كانوا يَنْقِمون على ابن عقيل تَرَدُّده إلى ابن الوليد وابن التبان شَيْخَيْ المعتزلة، وكان يَقرأ عليهما في السر عِلْمَ الكلام، ويَظهرُ منه في بعض الأَحيان نوع انحراف عن السنة وتأول لبعض الصفات، ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله ] !



يقول العلامة ربيع المدخلي حفظه الله كما في (الموقف الصحيح من أهل البدع): [ فنحن نحذر الشباب السلفي من مخالطة هؤلاء، والاستئناس بهم، والركون إليهم، فَلْيَعْتبروا بمن سَلَفَ ممن كان يَغْتَرُّ بنفسه ويرى نفسه أنه سَيَهْدي أهل الضلال، ويَرُدَّهم عن زيغهم وضلالهم؛ وإذا به يَتَرَنَّح ويَتَخَبَّطُ ثم يُصْرَعُ في أحضان أهل البدع.

وقد مضت تجارب من فجر تاريخ الإسلام، فأُناس من أبناء الصحابة لما رَكنوا إلى ابن سبأ؛ وقعوا في الضلال ! وأُناس من أبناء الصحابة والتابعين لما ركنوا إلى المختار بن أبي عبيد؛ وقعوا في الضلال ! وأناس ركنوا إلى كثير من الدعاة السياسيين الضالين ومن رؤوس البدع؛ فوقعوا في حبائل أهل الضلال ! وكثيرون وكثيرون جداً، ولكن نَذْكر منهم قصة عمران بن حطان، كان من أهل السنة وهَوِيَ امرأة من الخوارج، فأراد أن يتزوجها ويهديها إلى السنة، فتزوجها؛ فأوقعته في البدعة، قبحه الله، وكان يريد أن يهديها فضل بسببها ! وكثير من المنتسبين إلى المنهج السلفي يقول: (أنا أدخل مع أهل الأهواء لأهديهم) فيقع في حبائلهم ! عبد الرحمن بن ملجم، و عمران بن حطان، كلهم كان ينتمي إلى السنة ثم وقع في الضلال، وأدى بعبد الرحمن بن ملجم فجوره إلى أن قتل علياً، وأدى بعمران بن حطان فجوره إلى أن مدح هذا القاتل نسأل الله العافية قال :

يا ضربة من تقي ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبه *** أوفى البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير قبرهم *** لم يخلطوا دينهم بغياً و عدوانا

إلى آخر أبيات رديئة قالها في مدح هذا المجرم، بارك الله فيكم.

وحصل لعبد الرزاق - من أئمة الحديث- أَنِ انْخَدَعَ بعبادة وزهد جعفر بن سليمان الضبعي، وأنِسَ إليه؛ فوقع في حبائل التشيع.

وانخدع أبو ذر الهروي راوي الصحيح بروايات، وهو من أعلام الحديث، انخدع بكلمة قالها الدارقطني في مدح الباقلاني؛ فجَرَّته هذه الكلمة في مدح الباقلاني ، إلى أن وقع في حبائل الأشاعرة، وصار داعية من دعاة الأشعرية؛ وانتشر بسببه المذهب الأشعري في المغرب العربي، فأهل المغرب يأنسون إليه ويأتونه ويزورونه، ويبث فيهم منهج الأشعري، وهم قَبْله لا يعرفون إلا المنهج السلفي؛ فَسَنَّ لهم سنة سيئة ، نسأل الله العافية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من دعى إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن دعى إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزارهم إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئاً ) فنسأل الله العافية.

والبيهقي انخدع ببعض أهل الضلال، كابن فورك وأمثاله، وكان من أعلام الحديث! أنت جاهل وتثق بنفسك، وتغتر بنفسك، وأنت ما عندك علم يحميك؛ فأنت أولى مئات المرات بالوقوع في البدعة من هؤلاء. و انخدع البيهقي بابن فورك فوقع في الأشعرية، وكثير وكثير من الناس، وفي هذا العصر أمثلة كثيرة ممن عرفناهم كانوا على المنهج السلفي؛ ولما اختلطوا بأهل البدع ضلوا؛ لأن أهل البدع الآن لهم أساليب، ولهم نشاطات، ولهم طرق – يمكن ماكان يعرفها الشياطين في الوقت الماضي– فعرفوا الآن هذه الأساليب وهذه الطرق وكيف يخدعون الناس !

فمن أساليبهم (أنك تقرأ وتأخذ الحق وتترك الباطل) ! كثير من الشباب لا يعرف الحق من الباطل، ولا يميز بين الحق والباطل، فيقع في الباطل يرى أنه حق، ويرفض الحق يرى أنه باطل، وتنقلب عليه الأمور، وكما قال حذيفة t:( إن الضلالة كل الضلالة أنْ تُنْكِرَ ما كُنْتَ تَعْرف، وتَعْرفَ ما كُنْتَ تُنْكِر ).

فترى هذا سائر في الميدان السلفي والمضمار السلفي ما شاء الله ! ماتْحِسْ إلا وقد استدار المسكين، فإذا به حَرْبٌ على أهل السنة،وأصبح المنكر عنده معروفاً والمعروف عنده منكراً، وهذه هي الضلالة كل الضلالة، فنحن نحذر الشباب السلفي من الاغترار بأهل البدع والركون إليهم ]اهـ

ختاماً :


تأمل أُخَيَّ في نصيحة الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله لـ عدي بن أرطأة رحمه الله ، و فيها: [ أما بعد: فإني أَحْمَدُ إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله، والاقْتصادِ في أَمْرِه، واتِّباعِ سُنةِ نبيه صلى الله عليه وسلم وتَرْكِ ما أَحْدَثَ المُحْدِثون مما قد جرت سنته، وكُفوا مؤنته، فَعَلَيْك بلزوم السنة، فإن السنة إنما سَنَّها مَن قَدْ عَرَفَ ما في خِلافِها مِن الخطأ والزلل والحمق والتعمق.

فارْضَ لنفسك ما رَضِيَ به القوم لأنفسهم، فإنهم عَن عِلْمٍ وَقَفوا، وبِبَصَرٍ نافِذٍ قد كَفُّوا، وَلَهُمْ كانوا على كَشْفِ الأمور أقوى وبِفَضْلٍ لو كانوا فيه أحرى، فَلَئِنْ قُلتم: (أَمْرٌ حَدَثَ بعدهم) ! ما أَحْدَثَه بَعْدَهم إلا مَن اتَّبَعَ غير سُنَّتهم، وَرَغِبَ بِنَفسه عنهم، إنهم لَهُمُ السابقون، فَقَدْ تَكَلَّموا منه بما يَكْفي، ووَصَفوا منه ما يَشفي، فما دُونَهم مُقَصِّرٌ، وما فوقهم محسر، لقد قصر عنهم آخرون فَضَلُّوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم ]اهـ ، انظر سنن أبي داود (4/203)، والشريعة للآجري (1/443-445)، والحلية لأبي نعيم (5338).



كَتَبَهُ : مُحِبُّكم في القوي العلي

أَبُو عِمْرانٍ الأَثَرِيّ

عامَلَهُ الله بِلُطْفِه الْخَفِيّ



_______

1 - قلتُ: كالصوفية ، والإخوان المسلمين ، وجماعة التبليغ ، وحزب التحرير، والقطبية السرورية التكفيرية، والحدادية، والحلبية....

2- كَتَبَ رَجل إلى أبي عبد الله رحمه الله– يقصد الإمام أحمد – كتاباً يستأذن فيه أن يَضَعَ كتاباً يشرح فيه الرد على أهل البدع، وأن يَحْضرَ مع أهل الكلام فيناظرهم ويَحْتَجَّ عليهم.

فَكَتَبَ إليه أبو عبد الله: ( بسم الله الرحمن الرحيم. أَحْسَنَ اللهُ عاقِبَتَك، ودفع عنك كل مكروه ومحـذور، الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من أهل العلم، أنهم يكرهون الكلام والجلوس مع أهل الزيغ، وإنما الأمور بالتسليم والانتهاء إلى ما كان في كتاب الله أو سنة رسول الله لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لِتَرد عليهم، فإنهم يُلَبِّسون عليك وهم لا يَرجعون ! فالسلامة إن شاء الله في تَرْكِ مُجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم) (الإبانة للإمام ابن بطة) ( 2 : 472 ).

قلتُ : قوله (يكرهون) أي يَمْنَعونَ ويُحَرِّمون ، هذا هو معنى لفظ (الكراهة) عند السلف ، فانْتَبه !

وقال الإمام أحمد رحمه الله : [ تجنبوا أصحاب الجدال والكلام، عليكم بالسنن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم؛ فإنّهم كانوا يكرهون الكلام والخوض في أهل البدع والجلوس معهم، وإنما السلامة في ترك هذا، لم نُؤْمر بالجدال والخصومات مع أهل الضلالة؛ فإنَّه سلامة له منه ] (الإبانة) ( 2: 539 ) .

وقال العلامة شيث بن إبراهيم القفطـي المعروف بابـن الحاج رحمه الله ( ت: 598 هـ ) في (حز الغلاصم في إفحام المخاصم) ( ص : 110-111) : [ فَبَيَّنَ سبحانه بقوله (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ) النساء:140، ما كان أَمَرَهُم بِه من قوله في السورة المكيّة (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الأنعام:68، ثم بَيَّنَ في هذه السورة المدنيّة أنَّ مُجالسة مَن هذه صفته لُحوقٌ به في اعتقاده !

وقد ذَهَبَ قوم من أئمة هذه الأمة إلى هذا المذهب، وحَكَمَ بِموجِبِ هذه الآيات في مُجالِسِ أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم أحمد بن حنبل والأوزاعي وابن المبارك ، فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع قالوا: يُنهى عن مجالستهم، فإن انتهى وإلا أُلْحق بهم ، يَعْنون في الحكم.

قيل لهم : فإنه يقول: إني أُجالِسُهم لأُبايِنَهم وأَرُدَّ عليهم !

قالوا: يُنْهى عن مجالستهم فإن لم يَنْتَه أُلْحِقَ بِهِم ].

3- قال مُفضَّل بن مهلهل رحمه اللهكما في (الإبانة) لابن بطة رحمه الله (2 : 444) :[ لو كان صاحب البدعة إذا جَلَسْتَ إليه يُحَدِّثُك بِبِدعته حَذَرْتَه وفَرَرْتَ منه، ولكنه يُحَدِّثُك بأحاديث السنة في بدو مَجلسه، ثم يُدْخِلُ عليك بدعته، فَلَعَلَّها تَلْزَمُ قلبك فمتى تَخْرُجُ من قلبك؟! ] .

منقول شبكة سحاب


التعديل الأخير تم بواسطة ابومارية عباس البسكري ; 09 Aug 2014 الساعة 09:10 AM سبب آخر: المصدر
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09 Aug 2014, 11:41 AM
أسامة العابد أسامة العابد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 159
افتراضي شكر

بارك الله فيك أخي ونفع بك ما أحوجنا الى مثل هذه الدرر من السلف الصالح التي تذكرنا من حين لآخر , جزاك لله عنا كل خير
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013