منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 20 Feb 2017, 10:34 PM
أبو صهيب منير الجزائري أبو صهيب منير الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 208
افتراضي من العبادات المتعلقة بمجالس النصح والإصلاح



من العبادات المتعلقة بمجالس النصح والإصلاح


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
من النعم العظيمة التّي حبانا الله عزوجل بها، نعمة العلماء وشيوخ السنة في كل عصر ومصر، كيف لا وهم ورثة الأنبياء في علمهم وأخلاقهم ودعوتهم إلى الله عزوجل، ومما ورثوه من سادة البشر عليهم السلام، الإصلاح كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا... } سورة البقرة -103.
يقول الإمام ابن كثير في (تفسيره ابن كثير (2/90): "وهذا السياق في شأن الأوس والخزرج، فإنه كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية، وعداوة شديدة وضغائن، وإحَنٌ وذُحُول طال بسببها قتالهم والوقائع بينهم، فلما جاء الله بالإسلام فدخل فيه من دخل منهم، صاروا إخوانا متحابين بجلال الله، متواصلين في ذات الله، متعاونين على البر والتقوى"
نعم بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا وتصالحوا على البر والتقوى، وكذلك علماء الأمة عامة وعلماء الجزائر وشيوخها خاصة يسعون جاهدين إلى هذا المقصد العظيم، وهو جمع الكلمة بين طلبة العلم والإخوة كافة عملا بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} سورة الحجرات - 10، ومجالس الصلح التّي يشرف عليها العلماء وطلبة العلم ولله الحمد، يجني منها السلفيون ثمارا طيبة من اجتماع الكلمة والنصح ورجوع المخطئ وتوبته وغير ذلك من الآثار النافعة على الفرد والمجتمع.
فأحببت في هذه العجالة أن أذكر نفسي وإخواني ببعض الواجبات المتعلقة بهذه المجالس، وهذه الواجبات هي من العبادات التّي يشكر بها الله عزوجل على نعمة العلم وأهله، ولعلها تكن من الأسباب المعينة على الاجتماع ونبذ الفرقة ومحفزة للتوبة النصوح وحب الخير للمسلمين، ومن هذه الواجبات:
أولا: احترام العالم والشيخ، الحاضر في المجلس:
من العقوق الذي يقع فيه بعضنا وهو رفع الصوت أمام الشيخ الذي يريد الصلح والنصح لنا وهذا من العقوق المذموم فالعلماء والمشايخ لابد أن يوقروا ويحترموا وأن يعرف حقهم وبخاصة في هذه المجالس جاء في الحديث الصحيح عن عبادة بنِ الصامت؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «ليس من أُمتي من لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويَرحَمْ صغيرَنا، ويعرِفْ لعالمِنا حقه». صحيح الجامع الصغير 5443.
قال عبد الرؤوف القاهري:"وَذَلِكَ بِمَعْرِفَة حق الْعلم بِأَن يعرف حَقه بِمَا رفع الله من قدره فانه قَالَ يرفع الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم ثمَّ قَالَ وَالَّذين أُوتُوا الْعلم فاحترام الْعلمَاء ورعاية حُقُوقهم توفيق وهداية وإهمال ذَلِك خذلان وعقوق وخسران" التيسير بشرح الجامع الصغير (2/331).

ثانيا: الصدق:
على الجالس في هذه المجالس أن يتحل بالصدق مع الشيخ وإخوانه ويجتنب الكذب، فالصدق منجاة في الدنيا والآخرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» رواه البخاري 6094.
وإياك أخي الحبيب أن تبهت إخوانك فهذا شر عظيم لما رواه ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ...... مَنْ قالَ في مؤمِنٍ ما ليسَ فيه؛ أسْكَنَهُ الله رَدْغَةَ الخَبالِ، حتّى يَخْرُج مِمَّا قالَ» صحيح الترغيب 2845.

ثالثا: أحبب الخير لأخيك كما تحبه لنفسك:
يكمن في هذه المجالس بخاصة في رجوعه إلى الحق والتوبة مما وقع فيه من الزلات كما تحب هذا لنفسك، ولا تدخل المجلس وفي صدرك خلاف ذلك، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» متفق عليه وفي رواية لمسلم ( أو قال لجاره).
أخي الحبيب العمل بهذا الحديث دليل على الإيمان القوي لما فيه من مشقة على النفس، قال ابن بطال رحمه الله تعالى: "لا يؤمن أحدكم الإيمان التام، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وقال أبو الزناد: ظاهره التساوي وحقيقته التفضيل، لأن الإنسان يحب أن يكون أفضل الناس، فإذا أحب لأخيه مثله، فقد دخل هو في جملة المفضولين، ألا ترى أن الإنسان يجب أن ينتصف من حقه ومظلمته، فإذا كمل إيمانه وكانت لأخيه عنده مظلمة أو حق، بادر إلى إنصافه من نفسه، وآثر الحق، وإن كان عليه فيه بعض المشقة. وقد روى هذا المعنى عن الفضيل بن عياض، أنه قال لسفيان بن عيينة: إن كنت تريد أن يكون الناس كلهم مثلك، فما أديت لله النصيحة، كيف وأنت تود أنهم دونك." شرح صحيح البخاري (1/65).

الرابع: تذكر أن النصح والإصلاح من أجل العبادات:
تذكر أخي الحبيب أن النصح والإصلاح من أجل العبادات، ولهذا عليك بالإخلاص حتى يقبل عملك عند الله لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} سورة البينة -5، ولقوله تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلك ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} سورة النساء -114.

خامسا: شكر أهل العلم والمصلحين والناصحين:
شكر أهل العلم والمصلحين لجلوسهم لنا وسماعهم ونصحهم لنا في هذه المجالس الطيبة وهذا من تمام الشكر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَشْكُرُ اللَّهُ مَنْ لَا يشكر الناس". صحيح الأدب المفرد 218، وفي رواية آخري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «من لم يشكر القليل؛ لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس؛ لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شُكرٌ، وتَرْكُها كُفْرٌ، والجماعة رحمة، والفُرقة عذاب». صحيح الترغيب 976.
وأخيرا أسأل الله الكريم أن يجمع بيننا، وأن يوفق علماءنا للخير كله في الدنيا والآخرة، وأسأله عزوجل أن يجعل هذه الكلمات خالصة لوجهه الكريم، وأن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 21 Feb 2017 الساعة 08:58 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 Feb 2017, 11:40 PM
خالد أبو أنس خالد أبو أنس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: الجزائر/بومرداس/أولادموسى
المشاركات: 468
افتراضي

أحسن الله إليك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 Feb 2017, 08:54 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خير أخي الفاضل منير على هذه الإلتفاتة الجميلة و النصيحة الجليلة.
وزيادة على ما تفضلت وفقك الله:
أن من العبادات التي ينبغي مراعاته في مجالس الصلح:
التواضع: الذي أوله قبول دعوة الصلح
العفو: فالمظلوم ينبغي أن يغلب جانب العفو في مجلس الصلح حتى يأتي المجلس ثماره
التغافل: وهو من أجل الخلال التي مدح بها العقلاء، فلا ينبغي الوقوف عند كل زلة.
الستر: وهو مبني على الإخلاص فلا يجوز فضح الخصم وكشف معاصيه في المجلس لاسيما المعاصي التي لا علاقة لها بموضوع الصلح.
أسأل الله أن يثبتنا جميعا على صراطه المستقيم.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 25 Feb 2017 الساعة 12:00 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 Feb 2017, 09:01 AM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم و نفع بهذه الكلمات كل من إطلع عليها .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 Feb 2017, 09:35 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي منير - طرقت موضوعا يعالج أمرا مهما نحتاجه في هذا العصر-
وزيادة على هذه العبادات
عبادة : طاعة العلماء والانقياد لأمرهم فهم ورثة الأنبياء وقد أمر الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وطاعة أولياء الأمور ويدخل فيهم العلماء.
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وأولي الأمر منكم ) يعني : أهل الفقه والدين . وكذا قال مجاهد ، وعطاء ، والحسن البصري ، وأبو العالية : ( وأولي الأمر منكم ) يعني : العلماء . والظاهر - والله أعلم - أن الآية في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء. [ تفسير ابن كثير ].
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 Feb 2017, 10:40 AM
عبد الله سنيقرة عبد الله سنيقرة غير متواجد حالياً
عفا الله عنه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 268
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي منير , تنبيهات مهمة تعين على تحقيق المقصد الأسنى لهذه المجاس من الاجتماع ونبذ الفرقة والنزاع .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 Feb 2017, 03:36 PM
أبو صهيب منير الجزائري أبو صهيب منير الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 208
افتراضي

بارك الله فيكم جميعا على المرور والفوائد من الأخ الفاضل محمد والأخ جابر، من تعليقاتكم نستفيد، وأشكر المشرف الذي وضح المقال بالخط الملون.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 Feb 2017, 09:59 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا إخي منير مقال جيدا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 Feb 2017, 10:49 PM
د.محمد الأمين زيان خوجة د.محمد الأمين زيان خوجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 43
افتراضي

جزاك الله خيراً أخي منير على طرحك لهذا الموضوع وجمعك لهذه النصائح الطيبة المستمدة من الكتاب والسنة، وما زاده الإخوة الأفاضل يُعتبر كالتكملة والتتمة لهذا الموضوع فجزاهم الله خيراً.
ولعلّ أعظم ما يُحقق المقصود من مجالس الصُلح هو الإخلاص، فلا يكون الداعي لهذه الجالس هو الانتصار للنفس وكسب الشهرة والمدح وغير ذلك من الأغراض الدنيئة التي تُنافي الإخلاص، بل أن يكون المقصود إحقاق الحق وإبطال الباطل ولو على حساب النفس، وما ذكره الشيخ محمد مرابط عن الستر وأنّه مبني على الإخلاص فيه إشارة إلى هذا الأمر.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 Feb 2017, 08:11 PM
أبو صهيب منير الجزائري أبو صهيب منير الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 208
افتراضي

وإياك أخي عباس، وجزاك الله خيرا أخي أمين على زيادة التوضيح والبيان، وقد ذكرت الإخلاص في التذكير بأن النصح من العبادات العظيمة ولا عبادة صحيحة دون الإخلاص والمتابعة، وبارك الله فيكم نتعلم من مشاركاتكم أخي الحبيب.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, النصيحةوضوابطها

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013