منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10 Feb 2016, 11:03 AM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي تعقيب وجيز على تهور المدعو أحمد النّجار - أصلحه الله -

بسم الله الرحمن الرحيم


تعقيب وجيز على تهور المدعو أحمد النّجار - أصلحه الله -



إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾،
﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً﴾،
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾ .
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسنَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار

أمّا بعد :

فقد كنت اطّلعت في هذا المنتدى المبارك على شيء من تخريف المدعو أحمد محمد صادق النّجار الطرابلسي اللّيبي ، في ردّه على الشيخ عبد الله البخاري في مسألة العسل ، وطالعت مقال الشيخ خالد في الرّد عليه ، ثمّ كلامه عن صفتي السّمع والبصر وردّه على الشيخ عبيد ، وجواب الأخ عباس بوفلجة له ، ولم أكن أعرف الرّجل ولا مستواه العلمي ولا توجّهه البدعي ، إذ أنّه تكلّم في مسائل هي من أوليات العلم ، الذي لا يكاد يجهله صغار الطلبة وتخبّط فيها ، واستند إلى كلام أئمة أعلام أثبات ولم يفهمه ولا أنزله منزله ، وقد اكتفيت بقراءة ما خطّه الاخوة الكرام في بيان جهله وسوء فهمه

ثمّ أرسل إلي البارحة أحد الإخوة تغريدة للشيخ أزهر حفظه الله عن جهله وتطاوله ، ومعها حسابه على الفيسبوك ، وعنوان مدوّنته الشخصية ، وموقعه الرّسمي!!!؟؟؟
فدخلتها بدافع الفضول ووجدت مالم يكن بالحسبان ، شاب غرّ لم يكمل دراسته بالجامعة بعد ، ويضع على اسمه رمز الدّكتور استباقا وتأمّلا واستشرافا ....
وهو مع ذلك ينشر المؤلفات الكثيرة ويؤصّل ويفصّل ويردّ ويشنّع ..!!!؟؟؟

فبدأت بأوّل ما ظهر لي من مدونته ، وهو مقاله في التّشنيع على الشيخ عبيد - حفظه الله - ، جاء فيه بجواب للشّيخ عبيد مليء بالحلم والتواضع قال : " جاءت في القرآن وفي السنَّة, ويُمكن أن يُقال يعني أنا لا أعلم أحدًا فَصَّلَ في السمع, فقال هو ذاتيَّة باعتبار وفعليَّة باعتبار
وكذلك البصر؛ لا أعلم أحدًا فَصَّلَ هذا التفصيل, فأنا حتَّى هذه الساعة على أنَّهُما صفتان ذاتيتَّان لله – عزَّ وجل – .. "
ولو تأمّل كلام الشّيخ – حفظه الله – لعلم أنّه أخبر بما علم ، ونفى علمه بهذا التّفصيل وما أنكره انكارا جازما ، ولا شنّع على قائله ومعتقده ، وكفى بها فضيلة للشّيخ لو علمها النّجار ، مع أنّ الحقّ كلّ الحقّ للشيخ فيما قال – كما سياتي بيانه بإذن الله –
ثمّ أتبع النّجار كلام الشيخ هذا بأنّه عين كلام الأشاعرة ومعناه ( أنّ السّمع والبصر صفة واحدة متّحدة في الأزل متّحدة المتعلّق ، فسمع الله للدّعاء مثلا هو عين سماعه للغناء وسمعه لكلامي هو عين سمعه لكلام غيري ، ومتعلّق ذلك كلّه هو الوجود مطلقا )
فهل يفهم عاقل في هذا الكون مثل هذا المعنى من كلام الشيخ ولو على سبيل اللّزوم الذي لا يعتبر قولا للمتكلّم عند عامة اهل العلم !!!؟؟؟
ثمّ راح النّجار يقرر أنهما صفتان ذاتيتان من جهة النوع ، متجددتان من جهة الآحاد ، وأنّهما ليستا من صفات الذّات
والمشكلة عند هذا المتطاول أنّه لم يفهم الفرق بين الصفات المتجددة والصفات الذاتية ، فظن انّ تفريق العلماء بينهما من جهة الحدوث والقدم فقط – مع ما في هذه الاطلاقات البدعية من مخاطرة -
وأغفل فروق أخرى ثابتة ومؤثرة منها : أنّ آحاد المتجدد ليست دائمة وأنّها غير لازمة للذّات وأنّها تقع مرّة بعد أخرى فقد يسبق آحاده العدم ، وقد يتبعها العدم .
ومنه أنّ المتجدّد بآحاده متعلّق بالمشيئة ، فهو جائز لله ، فقد يفعله وقد لا يفعل

ثمّ أهمل ضابط كلّ نوع :
فالصّفات الذاتية هي: الاّزمة للذّات التي لا تنفكّ عنها

قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - في شرح لمعة الاعتقاد : " فالذاتية هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها كالسمع والبصر "

قال الشيخ محمد أمان جامي - رحمه الله - في شرح القواعد المثلى :" الصفات الذاتية: الصفات التي لا تنفكّ عن الذات، قديمةٌ قِدَم الذات، ليست خاضعةً للمشيئة كالقدرة والإرادة والسمع والبصر والعلم "

وهو يثبت أنّ السّمع والبصر لازمان للذّات ، وأنّهما لا ينتفيان عن الله عزّ وجل في وقت من الأوقات ؛ ومع ذلك ينكر أنّها صفات ذاتية!!!؟؟؟

وأمّا متجدّد الآحاد : فهو المتعلّق بالمشيئة

قال الشيخ ابن عثيمين– رحمه الله - في شرح لمعة الاعتقاد : "ومعنى قديم النوع أن الله لم يزل ولا يزال متكلماً ، ليس الكلام حادثاً منه بعد أن لم يكن ، ومعنى حادث الآحاد أن آحاد كلامه أي الكلام المعين المخصوص حادث ؛ لأنه متعلق بمشيئته متى شاء تكلم بما شاء كيف شاء " انتهى

وقال الشيخ صالح آل الشيخ– حفظه الله -: " أهل السنة يقررون في هذا الباب، يقررون أن صفة الكلام لله جل وعلا قديمة النوع، حادثة الآحاد. يعنون بذلك أن الله جل وعلا لم يزل متكلما.
حادثة الآحاد، لم يزل الله جل وعلا متكلما سبحانه، يتكلم كيف شاء، إذا شاء، متى شاء. كلامه قديم وأفراد الكلام حديثة. يعني أن كلام الله جل وعلا لعيسى بقوله: يَا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ? هذا لم يكن كلاما في الأزل بل كان كلاما حين وُجِدَ عيسى، وصار هذا الكلام متوجها إليه، هذا كلام أهل السنة "

ولست أدري إن كان النّجار يقول بأنّ سمع الله وبصره تحت المشيئة ، وأنّه قد لا يرى أشياء أو قد لا يسمع أخرى ، أو أنّه الكلام دون النّظر في االلّوازم و العواقب؟

ثمّ هو مع اهماله للضّوابط والقواعد ، أهمل أيضا أقوال أهل العلم في المسألة وأنا هنا أذكر بعض ما وقفت عليه منها في عجالة من الوقت:

بعض أقوال أهل العلم في أنّ السمع والبصر صفات ذاتية :

قال الشيخ ابن عثيمين– رحمه الله - في شرح لمعة الاعتقاد : " الفرع الثالث: الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين ذاتية وفعلية :
فالذاتية هي : التي لم يزل ولا يزال متصفا بها كالسمع والبصر
والفعلية هي : التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها كالاستواء على العرش والمجيء
وربما تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين كالكلام، فإنه باعتبار أصل الصفة صفة ذاتية؛ لأن الله لم يزل ولا يزال متكلما، وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام متعلق بمشيئته، يتكلم بما شاء ومتى شاء "

وقال الشيخ - رحمه الله - في القواعد المثلى :" الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين : ذاتية وفعلية
فالذاتية هي : التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، ومنها الصفات الخبرية، كالوجه، واليدين، والعينين
والفعلية هي : التي تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا
وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين، كالكلام، فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً. وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى شاء بما شاء كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) "

قال الشيخ عبد العزيز الراجحي– حفظه الله - في شرح اللّمعة : " ثم الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين كما سمعنا، صفات ذاتية وصفات فعلية
الصفات الذاتية : ضابطها أنها لا تنفك عن البارئ في وقت من الأوقات كالسمع والبصر والعلم والقدرة والحياة والعلو والعظمة والكبرياء والعزة هذه ملازمة للرب، ما يقال في وقت عالم وفي وقت ليس بعالم، هذه صفات ثبوتية ذاتية لا تنفك عن البارئ، أما الصفات الفعلية فهي التي تتعلق بالمشيئة والاختيار مثل الكلام والخلق والرزق والإماتة والإحياء والاستواء والنزول هذه صفات فعلية، ينزل إذا شاء، استوى على العرش هذا بعد خلق السماوات والأرض دل على أنه في وقت كان مستويا وفي وقت لم يكن مستويا
والكلام يقال: إنه صفة ذاتية وصفة فعلية باعتبار ذات أصل الكلام فهو ذاتي لأن نوع الكلام قديم، أما أفراد الكلام فهي حديثة يتكلم إذا شاء، لكن أصل الكلام قديم، لم يزل ولا يزال "
قال الشيخ محمد أمان جامي - رحمه الله - في شرح القواعد المثلى :" الصفات إما فعلية أو ذاتيّة :
الصفات الذاتية : الصفات التي لا تنفكّ عن الذات، قديمةٌ قِدَم الذات، ليست خاضعةً للمشيئة كالقدرة والإرادة والسمع والبصر والعلم، كما أنّ الذات العليّة قديمة علمُ الله قديم، فقدرة الله قديمة، وإرادة الله قديمة، وسمع الله قديم، وبصر الله قديم، أي: لم يزل الله متّصفا بهذه الصفات أزلاً وأبدًا؛ هذه يقال لها: الصفات الذاتية
وهناك صفات يقال لها : الصفات الفعلية، وهي التي تتعلّق بالمشيئة؛ الصفات المتعلِّقة بالمشيئة يقال لها الصفات الفعلية "

قال الشيخ عبد الرحمن البراك– رحمه الله - في شرح الطحاوية :" وصفات الله نوعان: صفات ذاتية وهي: اللازمة لذات الرب ـ التي لا تنفك عن الذات ـ كالعلم، والسمع، والبصر، والحياة، والقدرة، والعزة، والرحمة، والقيّوميّة، فهي صفاتٌ ذاتية
وصفاتٌ فعلية مثل: الاستواء على العرش، والنزول، والمجيء، والغضب
فكل ما تستطيع أن تقول فيه (مازال كذا) فهي ذاتية.
وضابط الذاتية والفعلية (أن الذاتية لا تتعلق بها المشيئة، وأما الفعلية فتتعلق بها المشيئة )
فتقول: إن الله تعالى ينزل إذا شاء، واستوى على العرش حين شاء، ويجيء يوم القيامة إذا شاء، فهذه فعلية
ولكن لا يصح أن تقول: إنه يعلم إذا شاء، ويسمع إذا شاء، وهو حيٌ إذا شاء؛ لأن هذه من لوازم ذاته سبحانه وتعالى
وهناك صفات ذاتية فعلية ، مثل: الكلام، والخلق، والرَزق
فيصح أن تقول: إنه مازال متكلما إذا شاء؛ لأن الكلام من جهة القدرة عليه معنى ذاتي، فيقال للمتكلم مازال متكلما، وهو يتكلم بمشيئةٍ، خلافا لمن قال: إن كلام الله قديم مطلقا "
هذه بعض النقول - وسياتي النقل عن الشيخ ابن سعدي والشيخ صالح آل الشيخ لاحقا - ، وغيرها كثير ، وليس المقام مقام جمع ، بل هو مقام تنبيه وتلميح

تنبيه مهم:

لقد بنى النّجار مخالفته هذه على أساس توسّعه غير المنضبط في تقرير الصفات قديمة النوع، حادثة الآحاد ، وأهل السنّة والعلماء إنّما قيّدوها بنوع خاص من الصفات المعنوية

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فمجيبا على سؤال كما في لقاء الباب المفتوح : " السؤال: قولنا في صفة الكلام باعتبار الأصل ذاتية وباعتبار الآحاد فعلية، هل ينطبق ذلك على بقية الصفات أو بعضها، كالمجيء والإتيان والسمع والبصر بمعنى هل نقول: إنها ذاتية باعتبار الأصل، وفعلية باعتبار الآحاد؟ وما الضابط في ذلك؟
الجواب: لا، أولا: صفات الله عز وجل تنقسم إلى: - صفات خبرية. - صفات معنوية. الصفات الخبرية: مثل الوجه، واليد، والعين، والساق، والقدم، هذه لم يزل الله تعالى ولا يزال متصفا بها. الصفات المعنوية: منها ما يتجدد أفراده، ومنها ما لا يتجدد، فالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، هذه لا تتجدد أفرادها، ولم يزل ولا يزال عليما بكل شيء، ولم يزل ولا يزال قادرا على كل شيء، ولم يزل ولا يزال سميعا بصيرا، هذه لا يمكن أن نقول: إنها صفة فعلية، لا في أصلها ولا في آحادها. هناك صفات قسم ثالث: صفات معنوية لكنها فعلية باعتبار تجدد آحادها. فالكلام مثلا تتجدد آحاده، تكليم الله لموسى كان في وقت موسى، وتكليم الله تعالى لمحمد عليه الصلاة والسلام كان في وقت محمد، أي أن الكلام الثاني ليس هو الكلام الأول، فهنا أفراده تتجدد، ولهذا نقول: هو صفة ذاتية باعتبار أصله أي: باعتبار أن الله لم يزل ولا يزل متكلما، وباعتبار أفراده وآحاده يكون صفة فعلية، أما النزول إلى السماء الدنيا فإنها صفة فعلية فقط، لأنه ينزل إلى السماء الدنيا، والسماء الدنيا مخلوقة حادثة بعد أن لم تكن، فيكون النزول صفة فعلية فقط، لكن جنس الفعل وأن الله لم يزل ولا يزال فعالا، هذه صفة ذاتية "

طامة ورزية :

نسب النّجار رأيه هذا إلى شيخ الإسلام والشّيخ السّعدي – رحمهما الله - والشّيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله – وأتى بكلام عام فهمه بما هو أهله من قلة عقل وقصر نظر ، وأغفل أو تغافل عن تصريح هؤلاء الأعلام بخلاف تقريره :

قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح العقيدة الطحاوية : " صفات الرب - عز وجل - ونعوته تنقسم إلى أقسام باعتبارات مختلفة "
فتنقسم باعتبار قيامها بالرب - عز وجل - إلى قسمين إلى صفات ذات ، وإلى صفات فعل
القسم الأول صفات الذات: وهي التي لا ينفكُّ ربنا - عز وجل - عن الاتصاف بها، لم يزل موصوفَاً بها وهو متصف بها دائماً، مثل الوجه والعينين واليدين، مثل الرحمة والسمع والبصر، فإنَّ الله سبحانه لم يزل ذا وجه وذا سمع وذا بصر ـ، وكذلك في صفاته الذاتية، ومنها صفة الرحمة، فالله - عز وجل - متصف بصفة الرحمة وهي ملازمة له ـ.
القسم الثاني صفات الأفعال: وصفات الفعل لله - عز وجل - يسميها بعض الناس من أهل العلم الصفات الاختيارية، وهي التي يفعلها ربنا - عز وجل - تارة ولا يفعلها تارة، صفات الفعل هي التي تقوم بالرب - عز وجل - بمشيئته وقدرته ـ.
وهذه الصفات التي هي الصفات الاختيارية أَوَّلُ من نفاها بخصوصها الكُلَّابية، وتبعهم على ذلك أبو الحسن الأشعري؛ يعني ابن كُلَّابْ أَوَّلْ من نفاها ثم تبعه أصحابه ثم تبعهم أبو الحسن "

وقال الشيخ السعدي في التنبيهات اللّطيفة " فائدة أخرى ذكرها شيخ الإسلام وغيره
وهي أن صفات الرب القولية والفعلية قديمة النوع حادثة الآحاد ، كالكلام ، والخلق والرزق ، والنزول ، وأشباه ذلك ونحو ذلك ، فجنس الكلام والخلق والرزق والنزول قديم ، وأنواعه تحدث شيئا فشيئا على حسب حكمة الرب سبحانه ، كما في قوله تعالى: " ما يأتهم من ذكر من ربهم محدث " الآية ، وكخلق آدم بعد أن لم يكن مخلوقا ، وغير ذلك ، وهكذا الرزق والكلام.
وأما صفات الذات كاليد والقدم والسمع والبصر فهي صفات قديمة كالذات "

ولست أدري إن كان قد جهل هذه النّقول ، أو أنّه تعمّد إخفاءها ، فهي في نفس الكتب التي نقل منها ( شرح الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ ، والتعليقات على الواسطية للشيخ السعدي ) ، فإن كانت الأولى فهي والله رزية ومصيبة أن يتصدّر مثل هذا الذي لا يكاد يتم قراءة مبحث إلى آخره ، وإن كانت الثانية .........

وأمّا شيخ الإسلام فقد قضى أنّ في المسألة قولان ، فكيف يمكن للجاني أن يستدلّ بقوله في تجنّيه هذا :
قال - رحمه الله - " وتخصيص من يحب بالنظر والاستماع المذكور يقتضي أن هذا النوع منتف عن غيرهم . لكن مع ذلك هل يقال : إن نفس الرؤية والسمع الذي هو مطلق الإدراك هو من لوازم ذاته فلا يمكن وجود مسموع ومرئي إلا وقد تعلق به كالعلم ؟ أو يقال : إنه أيضا بمشيئته وقدرته فيمكنه أن لا ينظر إلى بعض المخلوقات ؟ هذا فيه قولان : والأول قول من لا يجعل ذلك متعلقا بمشيئته وقدرته وأما الذين يجعلونه متعلقا بمشيئته وقدرته فقد يقولون : متى وجد المرئي والمسموع وجب تعلق الإدراك به . والقول الثاني : أن جنس السمع والرؤية يتعلق بمشيئته وقدرته فيمكن أن لا ينظر إلى شيء من المخلوقات وهذا هو المأثور عن طائفة من السلف كما روى ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني قال : ما نظر الله إلى شيء من خلقه إلا رحمه ولكنه قضى أن لا ينظر إليهم " ( مجموع الفتاوى 13/134)

قاصمة الظّهر وأمّ الدواهي :

لقد أبلغ هذا المتطاول بكلام الشيخ ابن عثيمين في شرح الواسطية ، الذي نقله أخونا " بوفلجة عباس " فكان ردّه :

" أن على طالب العلم أن يستدل على قول الرجال لا أن يستدل بقول الرجال، فالسنى مهما علا كعبه في العلم اذا خالف الحق فإنه يرد عليه قوله الذي خالف فيه الحق، فالعبرة بالدليل لا بقول الرجال
ومن الخطأ المنهجي أن نترك أصول اهل السنة وقواعدهم وطريقتهم في باب الاسماء والصفات ونردها بقول وآراء بعض المعاصرين مع مكانتهم "
هكذا وبكلّ برودة دم ....والى الله المشتكى !!!


هذا الذي خطّه قلمي ممّا امكنني ستحضاره في مجلسي هذا ، ولم يكن لي فيه من غاية سوى أن أبيّن للنّاس معنى أن يتصدّر الأصاغر للرّدود والتآليف وكبار المسائل
ولعلّ القارئ يلاحظ أنّي تعمّدت أن أنقل الكلام عن مؤلفات هي مما يعرض لطالب العلم في أوّل الطّريق ، وفي مسائل لا يسع المبتدئ جهلها ، فكيف بمن يستبق لنفسه وسم الدّكتور ، ويؤلف الكتب ، وتنشأ له المدونات والمواقع ، ويصدّر للتّأصيل والرّدود!!!؟؟؟
فلعلّه إن رأى ردّ رجل عامي مثلي على مقالته السّيئة أن يتوب إلى ربّه ويراجع نفسه ، ويصحح سيره ، ويعرف للعلماء قدرهم ويلزم مجالسهم ، ويستشف من سمتهم قبل علمهم
والبحث برمّته ردّ وإلزام ، المقصد منه بيان من وافق الشيخ عبيد على مقولته تلك من العلماء ، فهل سيتجرّأ هذا الغرّ ويقول أنّ جميعهم وافقوا الأشاعرة !!؟
أمّ تحقيق المسألة وبيانها فلعلّها أكبر من أن يقول فيها مثلي ومثله والله المستعان -

وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم


كتبه : أبو عبيد الله مراد قرازة
فجر يوم الأربعاء 01 جمادى الأولى 1437 ه

التعديل الأخير تم بواسطة مراد قرازة ; 13 Feb 2016 الساعة 01:17 PM
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, توحيد, ردود, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013