منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 10 Jan 2015, 12:07 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي هل دخل النبي الحمام؟ وهل كان في زمنه حمامات؟ موضوع للمذاكرة فلا تبخلوا عليَّ بفائدة...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسلام على أشرف المرسلين، وآله وصحبه والتَّابعين، أما بعد:
فهذا مقال حول إثبات هل كان هناك حمَّامات في زمن النَّبيّ صلى الله عليه وسلَّم؟ وهل دخل النبيُّ الحمَّام أمْ لا؟
قال المناوي في"فيض القدير" (1): (( قال ابن القيِّم (2) : ولم يدخل نبيُّنا - صلَّى الله عليه و سلَّم - حمَّامًا قطُّ، ويرُدُّه ما رواه الخرائطي عن أحمد بن إسحاق الورَّاق (3) عن سليمان بن ناشرة (4) عن محمد بن زياد الألهاني (5) قال : كان ثوبانُ مولى المصطفى - صلَّى الله عليه و سلَّم - جارا لي، وكان يدخل الحمَّام، فقلت : فأنت صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدخل الحمَّام؟ فقال : "كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يدخل الحمَّام وكان يتَنَوَّر" (6) ، وأخرجه - أيضًا - يعقوبُ بن سفيانَ في "تاريخه": عن سليمانَ بن سلَمة الحمصيّ (7) عن بقيّة (8) عن سليمان بن ناشرة به، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه": من طريقه )) اهـ.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في "مجموع الفتاوى" (21 / 300-301): " ولهذا لم يكن بأرض الحجاز حمَّام على عَهْد رسولِ الله وخلفائه، ولم يدخلِ النَّبِيُّ حمَّامًا، ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان، والحديث الذي يُرْوَى أنَّ النَّبيَّ دخل الحمَّام مَوْضُوعٌ باتفاق أهل المعرفة بالحديث، ولكن عليٌّ لمَّا قدم العراق كان بها حمَّامات، وقد دخل الحمَّامَ غيرُ واحد من الصحابة، وبُنِيَ بالجُحفة حمَّامٌ دخلها ابن عباس وهو محرم " اهـ.
ويردُّ هذا ما جاء عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ قالتْ: خَرَجْتُ مِنَ الْحَمَّامِ فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: "مِنْ أَيْنَ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ"، قَالَتْ: مِنَ الْحَمَّامِ، فَقَالَ: "وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِى غَيْرِ بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّهَاتِهَا إِلاَّ وَهِىَ هَاتِكَةٌ كُلَّ سِتْرٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْمَنِ".

قلتُ: والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (10 / 6540 - 6541 الأرقام: 27680 - 27681 – 27683 المكنز، ت: أحمد معبد عبد الكريم) من طرق على ترتيب الأرقام السَّابقة:

الأولى: من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَبَّانُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ به، قلتُ: ابن لهيعة وزبَّان بن فائد ضعيفان، وسهل لا بأس به إلا في روايات زبَّان عنه، وأبوه معاذ بن أنس صحابي، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، كذلك الذي بعده.
الثانية: من طريق رِشْدِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَبَّانُ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ به، قلت: رشدين بن سعد ضعيف سيِّئ الحفظ، وباقي الإسناد تقدَّم.
الثالثة: من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: وَقَالَ حَيْوَةُ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ أَنَّ يُحَنِّسَ أَبَا مُوسَى حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – فذكره، قلتُ: أبو صخر حميد بن زياد الخرَّاط صدوق يهم، وقال أحمد: ليس به بأس، وحيوة بن شُريْح ثقة، ويحنِّس بن أبي موسى ثقة، فالحديث بهذا الإسناد يرتقي إلى درجة الحسن، إن كان يحنّس لقي أمَّ الدَّرداء وإلَّا فهي مرسلة، لأنَّني لم أجد مَنْ ذكر في شيوخه أمَّ الدَّرداء، ولا مَن ذكر في تلاميذه من يُسَمَّى بأبي صخر ولعلَّه من أوهامه التي ذكرها الحفَّاظ، وبهذا تعلم خطأ المحقِّقيْن: شعيب وعبد القادر الأرناؤوطيَّيْن في تصحيحهما لهذا الحديث عندما عقَّبا على ابن القيم - رحمه الله - لمَّا قال في "الزَّاد" (1/167): "ولم يدخل نبيُّنا حمَّامًا، ولعلَّه ما رآه بعيْنه، ولايصحُّ في الحمَّام حديث" اهـ ، ولعلّهما أرادا بالشَّاهد من حيث عائشة (9) - رضي الله عنها - والله أعلم.
وكذا أثر ابن عمر - رضي الله عنهما -: "أنَّه كان لا يدخل الحمَّام، وكان يتنور"، رواه البيهقي في "السُّنن الكبرى" من طريقين: الأولى: فيها عبد الله بن عمر العمري المكبَّر وهو: ضعيف عابد، والثانية: فيها أسامة بن زيد الليثي وهو: صدوق يهم.
قلتُ: ولعلَّها متابعة حسنة، والله أعلم.
وفي "إتحاف المهرة" (510): عن داود بن عمرو، عن عطية بن قيس: أنَّ أبا الدَّرداء كان يدخل الحمَّام ويقول: "نِعْمَ البيتُ الحمَّامُ، يُذهِبُ السَّيِّئةَ ويُذَكِّرُ النَّارَ". قال البوصيري الحافظ: "هذا إسناد رجاله ثقات" اهـ.
قلتُ: داود بن عمرو الأودي صدوق يُخطئ، وعطيَّة ثقة، فالحديث حسن، والله أعلم.



=========
(1)- عند حديث: "كان إذا اطلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة وسائر جسده أهله" انظر طبعة "المكتب الإسلامي" تحقيق: زهير الشاويش.
(2) - في "زاد المعاد" (1/167) تحقيق شعيب وعبد القادر الأناؤوطيين، وقال ابن القيم: "ولا يصح في الحمام حديث" اهـ.
(3)- وقيل "الوزَّان" كما في بعض النُّسخ، فإن كان هو فقد قال الدارقطني: لا بأس به كما في سؤالات الحاكم النيسابوري، وإن كان غيره فلم أعرفه.
(4)- وقيل: "ابن باشرة" بالباء، روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك، وروى عنه بقية وهو مدلس، ومنه هذا الحديث عند ابن عساكر في "تاريخه"، وكذا يعقوب بن سفيان في "تاريخه"، كما ذكر المناوي رحمه الله، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يذكر البخاري له في تاريخه جرحا ولا تعديلا، وقال الألباني: وسليمان بن باشرة لم أجد له ترجمة، انظر: "السلسلة الضعيفة: 1801".
(5)- ثقة، وقال ابن أبي حاتم: لا بأس به.
(6) - قال الألباني في "السلسلة الضعيفة" رقم 1801: "ضعيف جدًّا" اهـ.
(7)- الخبايري متروك وهو مُتَّهم بالكذب، وانظر المصدر السّابق.
(8) - مدلس بالاتفاق وقد عنعنه.
(9)- أخرجه أبو داود: 4012، عَنْ أَبِى الْمَلِيحِ قَالَ دَخَلَ نِسْوَةٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى عَائِشَةَ رضى الله عنها فَقَالَتْ: مِمَّنْ أَنْتُنَّ قُلْنَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَتْ: لَعَلَّكُنَّ مِنَ الْكُورَةِ الَّتِي تَدْخُلُ نِسَاؤُهَا الْحَمَّامَاتِ؟ قُلْنَ: نَعَمْ، قَالَتْ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَخْلَعُ ثِيَابَهَا فِى غَيْرِ بَيْتِهَا إِلَّا هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى"، وأخرجه الترمذي: 3033، وابن ماجه: 3882، والإمام أحمد: 26044 – 26045 – 26266 – 26945، من طرق، وهو حديث صحيح.


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 15 May 2015 الساعة 10:46 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 Jan 2015, 07:23 PM
عبد الله بوزنون عبد الله بوزنون غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 187
افتراضي

في كتاب الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام لإسماعيل بن عمر بن كثير رحمه الله ص(25)قال:" والحديث الذي يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حمام الجحفة، موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، وليس بصحيح.وإنما روى الإمام الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في كتابه الذي صنفه: عن إسماعيل بن علية عن أيوب عن عكرمة: أن ابن عباس رضي الله عنهما، دخل حمام الجحفة، وهذا إسناد صحيح ".
فائدة : قال ابن كثير قبل ذلك :"ذكر كثير من علماء التفسير والتاريخ أن أول من بني له الحمام سليمان بن داود عليه السلام، وكان سبب ذلك قدوم بلقيس عليه، لما رأى في ساقها شعرا كثيرا، فسأل الجان عن ما يزيله، فصنعوا له النورة، وصنعوا له الحمام والله أعلم. وقيل: إن سليمان عليهما السلام لما دخله فوجد حره فقال: أوه من عذاب الله أوه قبل أن لا ينفع أوه "[قال عنه في البداية : "فيه نظر " كما أفاده المحقق] , ثم قال :" ثم لا تزال الأعاجم من ذلك الزمان يعتادونه، وكذلك الروم والقبط، وغيرهم من الأمم، وأما العرب ببلاد الحجاز ونحوها، فلم يكونوا يحتاجون إليها، ولم يعرف ببلادهم إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الصحابة ".اهـ

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله بوزنون ; 10 Jan 2015 الساعة 07:26 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 May 2015, 07:58 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عبد الله، وحدثني الشيخ أحمد محمد قرياتي - وهو ثقة عندي - قال: سألت الشيخ العلامة "الحديثي" عن قول ابن القيم في "الزاد": "ولعله ما رآه بعينه" هل هذا يعني أنه لم يكن في زمنه حمامات؟
فأجاب: أن مراد ابن القيم هو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخ الحمام لأنه لم يكن من المُترَفِين لا أنه لم يكن في زمنه حمامات" اهـ.
والله أعلم
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013