منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 09 Oct 2014, 05:37 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي علماء منطقة الزيبان للعلامة الشيخ عبد المجيد حبة رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وعلى آله وصحبه آجمعين.

أمابعد:

ان الفخر كل الفخر ، يكمن في نشر علم العلماء وخاصة ان كان هذا العالم من منطقتك أو بلدك وعلى معتقد صحيح، فقد يفخر الإنسان بقبيلته وعشيرته ولكنه فخر زائل لا محالة ،
قال تعالى : ( ألهاكم التكاثر ( 1 ) حتى زرتم المقابر ( 2 ).
وقد فسرها الطبري رحمه الله تعالى : ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم ، وعما ينجيكم من سخطه عليكم .
وعن قتادة ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) قال : كانوا يقولون : نحن أكثر من بني فلان ، ونحن أعد من بني فلان ، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم ،
والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم .
وصدق من قال :
أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ ***إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة *** أم حديد أم نحاس أم ذهب
بل تراهم خلقوا من طينة ***هَلْ سِوَى لَحْمٍ وعَظْمٍ وَعَصَبْ؟
إنما الفخر لعقلٍ ثابتٍ ***وَحَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَأَدَبْ.

وقد أنجبت مدينة بسكرة عبر العصور فطاحل وأدباء وشعراء وعلماء أجلاء تفتخر بهم إلى اليوم ، ومن هؤلاء الأعلام الشيخ العلامة عبد المجيد حبه رحمه الله تعالى .
مكــانته بين علمـــاء الوطـــــن: إن للشيخ مكانة كبيرة بين علماء هذا البلد الطيب نذكر بعض الذين أثنوا عليه و مدحوه فمثلا:
الشيخ عبد الرحمان الجيلالي عليه رحمة الله عندما أتى إلى مدينة المغير لتدشين و افتتاح المسجد العتيق و سأله بعض الحاضرين بعض الأسئلة قال : لا يفتى و عبد المجيد في المغير ...
وقد أثنى عليه الشيخ عبد القادر الياجوري رحمه الله عضو جمعية العلماء المسلمين عندما زار المغير بدعوة من الشيخ عثمان بوزقاق وعبد الرزاق قسوم
لأنهما كانا يدرسان عنده في قسنطينة فأثنى على الشيخ و نزل عنده في بيته و من أعضاء الجمعية الذين زاروا المغير و التقوا بالشيخ و أثنوا عليه :
الشيخ البشير الإبراهيمي و الشيخ النعيمي(1909-1973) و الشيخ الطيب العقبي و الشيخ محمد خير الدين رحمة الله عليهم أجمعين
وقد أثنوا عليه كلهم ووصفوه بالشيخ العلامة
وقد أثنى عليه صاحبه أمير الشعراء في الجزائر محمد العيد آل خليفة رحمه الله و رثاه بعد موته بأبيات قال فيها:
قل للفتى عبد المجيـــد أقرنا عيــنا أداؤك واجبا مهــــجورا
لله درك بـــاحثا متــــــحريا في بحثه ومؤرخا مــــــبرورا
ألفت أطراف البحوث كأنما في السلك تنضم لؤلؤا منثورا
وجمعت من أبناء عقبة باقة نضراء عابقة ترف زهـــورا
قدمتـــها للشعب منك هديــة حسنى فكاد بها يطير سـرورا
فعليك منه تحيـــة مرفـــوقة بالشكر ما تلت الدهورا دهورا

وعند بحثي عن هذا العالم المتبحر وجدت محاضرة قيمة في موقع جريدة الشمال بعنوان علماء منطقة الزيبان للعلامة الشيخ عبد المجيد حبة ،
وهي من اهتمام واخراج الأستاذ عبد الحليم صيد الباحث البسكري صاحب كتاب ‘’معجم أعلام بسكرة’’ الصادر عن دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع.
ونقلها عنه عز الدين العقبي في مجلة أصوات الشمال وهي موجودة على موقعها.
قال وجدت هذه المحاضرة منشورة في صحيفة الشعب فاستأذنت ناشرها الأستاذ عبد الحليم صيد في الانتفاع العام بها
أي نشرها لقراء أصوات الشمال تقريبا للقراء وتعميما للفائدة فوافق مشكورا..
وهذه مقدمته:
هذه محاضرة أعدها الأستاذ العلامة شيخنا عبد المجيد حبة رحمه الله أثناء انعقاد الأيام الدراسية حول الشخصيات العلمية لمدينة بسكرة
وضواحيها في أواخر الثمانينات
.
والفضل في حصولي عليها يعود إلى الأستاذ أحمد بن السايح الذي أعارني نسخة منها ضمن مجموعة من محاضرات الشيخ حبة عليه الرحمة والرضوان
ونظرا لما لهذه المحاضرة من أهمية وقيمة بالغة أقدمت على نشرها تعميما للفائدة والتعريف برجالات بسكرة الأفذاذ الذين غادروا بلدتهم ليسيحوا في الأرض
ويملأوها نورا وعلما وهدى. فتجد أحدهم يسافر إلى نيسابور بإيران والثاني يهاجر إلى المدينة المنورة، والثالث يذهب إلى مصر وتجد الآخر يستقر ببلاد الهند..الخ.
إن هذه المحاضرة –على الرغم من صغرها- تفتح لنا آفاقا جديدة في تاريخنا الثقافي وتسلط الأضواء على قمم علمية شامخة تندثر أسماؤها ويطوى ذكرها.
ولولا جهود بعض مؤرخينا الجهابذة –ومن بينهم أستاذنا عبد المجيد- لأصبحوا في عداد المنسيين والمجهولين.
إن مدينة بسكرة وما جاورها من الضواحي كانت وما زالت منطقة علم وأدب وتقوى وصلاح، ولقد شهد لها بهذا الفضل العظيم أهل الاختصاص
في العلم والتاريخ ويكفي أن أقتصر في هذا المقام على شهادة العلامة الحسين الورتيلاني المتوفى عام 1193هـ- 1779م الذي قال في رحلته المشهورة
(نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار) ص 109: بعد أن تجول في ربوع بسكرة الفيحاء، (وهذه المدينة قديمة مشهورة بالعلم والولاية والجد في طلبها).
وأن المتمعن جيدا في المحاضرة ليدرك إدراكا كاملا صحة كلام الورتيلاني. ولا يعثر ولن يعثر بين طياتها على أية مبالغة أو إطراء أو غلو.
الأستاذ عبد الحليم صيد

التعريف بصاحب المحاضرة:

صاحب المحاضرة هو الشيخ العلامة الفقيه المفسر المؤرخ النسابة عبد المجيد حبة العقبي مولدا ومنشأ المغيري دارا ومدفنا.
ولد بمدينة سيدي عقبة عام 1329هـ الموافق لـ1911م وتوفي بالمغير التابعة لولاية وادي سوف يوم السبت 21 ربيع الأول 1403هـ الموافق لـ19 سبتمبر 1992م.
(1) تعلم بمسقط رأسه على علماء أجلة وأقرأ ودرس –بتشديد الراء- علوما شرعية عدة، وتخرج على يديه تلاميذ كثيرون كما ترك آثارا مخطوطة قيمة أغلبها في التاريخ والحديث.
ومن أراد التوسع في معرفة حياته وآثاره ومواقفه، فما عليه إلا أن يطالع الدراسات التالية:
1- دراسة الأستاذ أحمد بن السايح التي نشرتها صحيفة الشعب في أربع حلقات بعنوان (عبد المجيد بن حبة هذا العلامة المغمور) في الأعداد 823، 8241، 8242، و8243.
2- دراسة الأستاذ محمد بن سمينة التي تحمل عنوان (الشيخ عبد المجيد بن حبة العقبي العلامة الزاهد) وقد نشرتها جريدة البصائر- السلسة الثالثة- في أعدادها 17 و18 و19.
3- دراسة صاحب هذه الأسطر المسماة (عبد المجيد حبة هذا العلامة الكبير) التي نشرتها صحيفة العقيدة على أربع حلقات في أعدادها 162، 163، 164، 165.
مصادر ومراجع المحاضرة:
اعتمد الشيخ العلامة عبد المجيد حبة على مراجع تاريخية كثيرة، منها ما ذكر عنوانها ومنها ما لم يذكر عنوانها اكتفاء بالنقل وذكر مؤلفيها،
كما فعل في آخر ترجمة الشيخ زرزور حيث نقل كلام ابن سلامة ولم يذكر المرجع وهو كتاب فتح المغرب وهناك مراجع نقل عنها بواسطة مراجع أخرى
لذلك لم أذكرها هنا، وجل اعتماد الشيخ في كثير من التراجم على كتاب معجم أعلام الجزائر.
وهذه الآن مراجع مرتبة حسب مرتبة حسب ورودها في المحاضرة:
1- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي
2- شجرة النور الزكية في طبقات المالكية للقاضي مخلوف
3- نيل الابتهاج بتطريز الديباج لأحمد التمبكتي
4- تاريخ ابن خلدون
5- القاضي الأديب الشاذلي القسنطيني للدكتور أبي القاسم سعد الله
6- تعريف الخلف برجال السلف لأبي القاسم الحفناوي
7- تاريخ الجزائر الثقافي للدكتور سعد الله
8- معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان لابن ناجي التنوخي
9- فتح المغرب (مخطوط) لعيسى بن سلامة
10- طبقات علماء إفريقيا وتونس لأبي العرب القيرواني
11- معجم أعلام الجزائر لعادل نويهض
12- الوفيات لابن قنفذ القسنطيني
13- دائرة المعارف الإسلامية
14- شرح السلم المرونق لعبد الرحمن الأخضري
15- شرح الدرة البيضاء للأخضري
16- فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدية بجامع الزيتونة
17- الأعلام لخير الدين الزركلي
كما اعتمد الشيخ على أخبار استقاها من كبار السن.
عملي في المحاضرة:
نظرا لضيق الوقت وكثرة الأشغال فإنني لم أتفرغ للمحاضرة تفرغا كبيرا ولذلك فإن عملي فيها ظهر ضئيلا، بحيث اقتصرت على إعادة كتابتها وكتابة العناوين
الصغيرة المتمثلة في أسماء العلماء المترجم لهم مع ترقيم هذه الأسماء لحصر هذه التراجم (26 ترجمة).
ولا يفوتني أنت أنبه إلى المشقة التي عانيتها أثناء تبع الكلمات المطموسة لأن المحاضرة كتبت على الآلة الراقنة وسحبت على آلة (استانسيل)،
وانطماس تلك الكلمات تطلب مني الرجوع إلى معظم المراجع المذكورة.
وأدعو الله تعالى أن ينفع بهذه المحاضرة ويجزل الثواب لصاحبها العلامة المرحوم طيب الله بالرحمات ثراه. وآمل أن أجد وقتا كافيا في المستقبل إن شاء الله،
فأضيف دراسات جديدة إلى المحاضرة لتخرج في شكل أقرب إلى الكمال مما عليه الآن..

يتبع....


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 12 Oct 2014 الساعة 09:38 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09 Oct 2014, 05:46 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

الآن مع المحاضرة القيمة.
تمهيد:
أيها الإخوة تعلمون أنه من حقوق المسلم على أخيه المسلم التحية
–تحية الإسلام- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما تعلمون أن هذه المنطقة، التي تقلنا غبراؤها، وتظلنا خضراؤها، قد أطلق عليها منذ القديم اسم الزاب،
وبالتالي فإن لفظ الزاب يعني الأرض الخصبة الممرعة لوفرة مائها وهذا الخصب والإمراع جعلها تعج بالعلماء الذين
لا يأتي عليهم الإحصاء بحيث لا تخلو قرية من قراها ولا مدينة من مدنها من عالم أو أكثر من أبنائها ومن الوافدين
عليها وغالبهم مدفونون في المساجد التي كانوا يعمروها أو في دورهم التي كانوا يعظون فيها فاتخذت بعد المساجد
فجعلت العامة تستشفع بهم وتستغيث، ومن المؤسف أنا لا نعرف لهؤلاء العلماء إلا أسماءهم أما تراجمهم فلم تزل مطوية عنا،
حاشا عبد الرحمن الأخضري الذي جعلته آخر مطاف هذه الكلمة.
1- إبراهيم الطولقي التونسي:
ثم أن من علماء طولقة إبراهيم الأخضري الطولقي ثم التونسي المتوفى وقد قارب الثمانين عام 879هـ.
ولست أدري هل هو من أسرة الأخضري أم من قبيلة الأخضر الرياحية صليبا، فقد جاء في الضوء اللامع:
الأخضري نسبة لقبيلة من العرب، وقال في شجرة النور: الأخضري التونسي شيخها وعالمها ومفتيها المشهور وفي نيل الابتهاج:
شيخ تونس وعلمائها مولده قبل القرن كما في أعيان الأعيان للسيوطي.
وقال أحمد زروق: كان فقيها صالحا، مفتي تونس وكبيرها وكان شيخه قاسم العقباني يصفه بالاجتهاد المطلق لكن لا يفتي إلا بمذهب مالك،
وأما في خاصة نفسه فكان لا يعمل إلا بما يراه.
2- سعادة الرحماني:
ومن علماء طولقة وصلحائها سعادة الرحماني، قال ابن خلدون: كان هذا الرجل من مسلم إحدى شعوب رياح ثم من رحمن منهم
وكانت أمه تدعى خصيبة في أعلى مقامات العبادة والورع ونشأ هو منتحلا للعبادة والزهد وارتحل إلى المغرب
ولقي شيخ الصالحين والفقهاء في ذلك العهد بنواحي تازة أبا إسحاق التسلي وأخذ عنه وتفقه عليه ورجع إلى وطن رياح بفقه صحيح
وورع وافر ونزل طولقة من بلاد الزاب وأخذ نفسه بتغيير المنكر على أقاربه وعشيرته ومن عرفه أو صاحبه فاشتهر بذلك
وكثرت غاشيته من قومه وغيرهم ولزم صحبته أعلام منهم عاهدوه على التزام طريقته، وكان من أشهرهم
أبو يحيى بن أحمد بن عمر شيخ بني محمد بن مسعود من الذواودة وعطية بن سليمان بن سباع وعيسى بن يحيى..
منهم وحسن بن سلامة.. منهم هجرس بن علي من أولاد يزيد زغبة ورجالات ورجالات من العطاف زغبة في كثير
من أتباعهم والمستضعفين من قومهم فكثر بذلك تابعه فاستظهر بهم على شأنه في إقامة السنة وتغيير المنكر
وسماهم السنية وطالب عامل الزاب -ابن مزني- بإعفاء الرعايا من المكوس والظلامات فاعتزم على الإيقاع به فأوعز إلى أهل طولقة
بالقبض عليه فخرج منها وابتنى بأنحائها زاوية ثم جمع أصحابه المرابطين فقصد بهم بسكرة فحاصرها وقطع نخيلها لكنها امتنعت عليهم وذلك عام 703 هـ
ثم عاودها عام 704 هـ فامتنعت عليه كذلك ثم في عام 705 هـ بعد انحدار أصحابه من الذواودة إلى مشاتيهم وبقائه في قليل من أصحابه
غزا بهم قرية مليلي فاستغاث أهلها بابن مزني فجاءهم بجيش جرار ووقعت بين القريتين معركة قتل سعادة
فحمل رأسه إلى ابن مزني /انتهى منه وبعضها لمعنى/ ثم قال: وبقي من عقب سعادة في زاويته بنون وحفدة
يوجب لهم ابن مزني ورعاية وتعرف لهمن أعراب الفلاة من الرياح حقا في إجارة من يجيرون من أهل السابلة.
3- شمس الدين الطولقي:
ومن طولقة قاضي القضاة شمس الدين محمد بن يحيى بن عبد الله الطولقي المالكي سمع عن العلامة جمال الدين الطمطامي،
قال ابن طولون: قدم علينا دمشق واتجر بحانوت بسوق الذراع ثم ولي قضاء دمشق عوضا عن قاضي القضاة شمس الدين المريني
ثم عزل ثم ولي مرارا ثم استمر معزولا مخمولا إلى أن توفي فجأة عام 928 هـ.
4- الشاذلي الطولقي القسنطيني:
ومن متأخري علماء طولقة محمد الشاذلي البوزيدي وقيل الصولي القسنطيني هاجر أبوه من طولقة إلى قسنطينة فولد له محمد بها
وقد كان من بيت علم فقرأ الفقه والحديث واللغة والأدب والحساب والمنطق وسائر العلوم المتداولة ذلك فكان متمكنا من المعارف التي
كانت في عصره، فقيها، أديبا، لا سياسيا ولا مرابطا ولهذا دعته فرنسا لمؤانسة الأمير عبد القادر الجزائري المقيم في امبواز من مدنها
فكانت بين الرجلين مساجلات شعرية ومطايبات تضمنها كتاب تحفة الزائر.
ولما كانت الوظائف الممكنة له ولأمثاله لا تخرج عن الإمامة والتدريس أو القضاء قد أصبحت تحت تصرف المكتب العربي الذي جعله الاستعمار
يشرف على الشؤون الدينية، كان الشاذلي يسعى جهده في الحصول على عمل يليق بمنصبه، تقدم بطلب للمكتب المذكور فحصل على
وظيفة قاض مالكي في قسنطينة فظل بها حوالي عشرين سنة، وتولى بالإضافة إلى ذلك مدرسة سيدي الكتاني. كما كان مدرسا لمادة النحو
وظل محافظا على إدارة هذه المدرسة إلى وفاته عام 1294 هـ - 1877م.
ودفن بتربة أسلافه بطولقة على ما قاله الدكتور سعد الله، والذي في تعريف الخلف عن ابن الشاذلي أنه دفن في نفس المدرسة.
الزاوية العثمانية قلعة شامخة:
وإذا التفتنا إلى الزاوية العثمانية العامرة فإننا نجدها قد أنجبت الجم الغفير وكرع من معين علومها العدد الكثير من أبنائها ومن
الوافدين عليها وكم أتمنى ممن يعنيه أمرها القيام بواجب جمعهم ولم شتاتهم.
5- محمد بن عزوز البرجي:
ومن أبرز سكان برج طولقة الشيخ محمد بن أحمد بن يوسف بن عزوز البرجي الحضري المولود بها عام 1170 هـ، وقد وجد نفسه
بين أسرة شأنها العلم والتدريس فحفظ القرآن مبكرا ثم اشتغل بالعلم على علماء وطنه حتى تضلع من المنقول والمعقول ثم تعلقت
همته بالتصوف فارتحل إلى عاصمة الجزائر حيث الشيخ محمد بن عبد الرحمن البرجي الأزهري –يربي المريدين ويأخذ بأيدي السالكين-
فلازمه إلى أن مات عام 1208 هـ فانتقل إلى خليفته بقسنطينة –بوصية منه- الشيخ عبد الرحمن باش تارزي إلى أن مات عام 1222 هـ
فعاد إلى مسقط رأسه البرج وانتصب لبث طريقته التي اشتهرت فأصبحت في الصحراء والأوراس تسمى الطريقة العزوزية بعد أن كانت تدعى الطريقة الرحمانية.
وقد تخرج على يديه كثير من شتى البلاد وفي عام 1232 هـ عزم على الحج فاصطحب معه مجموعة من أكابر تلامذته
وما أن رجعوا حتى وجدوا الوباء -الطاعون- ضاربا أطنابه في المنطقة فكان الشيخ ابن عزوز من ضحاياه أول عام 1233 هـ
وقد ترك ستة أولاد كلهم أتقياء بررة وعلماء خيرة أشهرهم الشيخ مصطفى بن عزوز شيخ زاوية نفطة كما أن للشيخ ابن عزوز تآليف منها
شرح التلخيص ومنظومة رسالة المريد وشرحها أما الرسالة فمطبوعة وأما الشرح فلم يزل مخطوطا.
6- عبد الرحمن بن القرون الليشاني:
ومن قرية ليشانة الشيخ عبد الرحمن بن القرون ذكرته ولم أقف على ترجمته يقول الدكتور سعد الله أنه من مشايخ الأخضري.
7- سيدي زرزور القيرواني البسكري:
وربما كان أقدمهم أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن زرزر /وفي بعض نسخ معالم الإيمان زرزور/ كان عالما بمذاهب أهل الكوفة
وبجميع الأقاويل وله مناقب جليلة وكان حافظا للغريب وبصيرا بالعربية راويا للأشعار يحسن الصنعة جيد القول فيها وشعره كثير جدا
وأكثره في توحيد الله والرد على الزنادقة والملحدين فمن قوله:
تهتك الستر عن ذوي البغي والفند * وحصحص الحق بعد الغي واللدد
وأيقن المشرك الداعي له ولدا * بأنه الله لم يولد ولم يلد
لا موت يدركه لا شيء يشبهه * يبلي الآباد ولا يبلى على الأبد
ويح ابن آدم من عاص يخالفه * ومن مصر على الآثام معتقد
وفي الخلود نعيم غير منصرم * باق بقدرته، باق بلا أمد
وقد توفي سنة 291 هـ وكان من أصحاب سحنون، قال ابن سلامة: ولم يذكر المالكي أين مات فلعله المدفون بوادي بسكرة،
وإنما غيرت العامة لقبه من زرزر إلى زرزور –ولم يطلع على إحدى نسخ المعالم التي جاء فيها زرزور-
8-9- أبو عبد الملك الملشوني وابنه إسحاق:
ومنهم أبو عبد الملك الملشوني وابنه إسحاق وملشون قرية كانت فيما بين بسكرة وتهودة قال أبو العرب: حدث عن مقاتل بن سليمان
وغيره وحديثه يدل على ضعفه، وقال غيره: كان صاحب أخبار ومغاز وله كتاب كبير في أخبار الأنبياء وفي البدء يعني العجائب وكان أمراء بني الأغلب
يرسلون إلى إسحاق فيكون عندهم في شهر رمضان فيحدثهم بتلك العجائب حتى يقطع بهم طول النهار، وكان ربما جالس سحنون بن سعيد.
10- يوسف بن جبارة البسكري النيسابوري:
ومن أشهر علماء بسكرة، بل هو الذي دون اسمها في غير ما كتاب وفي غير ما فن من الفنون، القرآن وسائر العلوم المتداولة،
يوسف بن علي بن جبارة الهذلي البسكري مقرئ متكلم نحوي نشأ في بسكرة، كان كثير الترحال في طلب القراءات المشهورة والشاذة،
زار أصبهان وبغداد وسمع أبا نعيم الأصبهاني وغيره، عينه نظام الملك مقرئا في نيسابور سنة 459 هـ فمكث ناشرا علمه بها إلى أن توفي عام 465 هـ.
وقد كف بصره في أواخر عمره، ألف الكامل في القراءات الذي جاء فيه قوله: وألفت هذا الكتاب فجعلته جامعا للطرق المتلوة والقراءات المعروفة
ونسخت به مصنفاتي كالوجيز والهادي. وظاهر ما تقدم أنه دفن حيث يعلم مع أن له قبرا مشهورا بقداشة إحدى ضواحي مدينة بسكرة.
11- أحمد بن قمود البسكري:
ومنها أحمد بن المكي بن أحمد بن قمود البسكري كان حيا عام 516 هـ أبو العباس فقيه مشارك في بعض العلوم رحل في طلب العلم
فدخل مصر سنة 516 هـ لم نعثر له على ترجمة وافية.
12- الحسين بن يحي البسكري المغربي:
ومنها الحسين بن يحيى البسكري قاض من فقهاء المالكية، سكن المغرب الأقصى أيام عبد الحق المريني وولي القضاء هناك.
13- محمد بن الأزرق المقري البسكري:
وممن ولي القضاء ببسكرة أبو عبد الله محمد بن الأزرق من فقهاء مقرة بالحضنة وكان استدعاه ابن مزني أمير الزاب إضعافا للسنية
فأجابه وولاه قضاء بسكرة، وقد كان أخذ عن أبي محمد الزواوي كبير شيوخ بجاية وبانتقاله إلى بسكرة طويت صفحة السنية.
14- عبد الله البسكري المدني:
ومن علماء بسكرة عبد الله بن عمر بن موسى البسكري أبو محمد من علماء المالكية شاعر أديب، رحل إلى المشرق وحج
واستقر بالمدينة المنورة لقي الحافظ المحدث المؤرخ عبد الله بن عبد الله المطري فأخذ عنه ولازمه وكان الحافظ المطري كثيرا
ما ينشد قصائد البسكري ويحفظها لإعجابه بها وفي تحقيق النصرة، قصيدة طويلة للبسكري أنشدها المطري في المدينة المنورة.
قلت: والقصيدة التي أشار إليها عظيمة ذكرت في غير ما كتاب مطلعها:
دار الحبيب أحق أن تهواها * وتحن من طرب إلى ذكراها
وعلى الجفون متى همت بزورة * يا ابن الكرام عليك أن تغشاها
فلأنت أنت إذا حللت بطيبة * وظللت ترتع في ظلال رباها
وقد مات صاحب الترجمة عام 765 هـ.
15- محمد البسكري:
ومن بسكرة محمد بن محمد بن عمر بن عنقة شمس الدين أبو جعفر البسكري من كبار المحدثين وفقهاء المالكية من أهل بسكرة
رحل في طلب العلم فدخل بلاد الشام والديار المصرية والحجاز وغيرها ولقي أعلام المحدثين والفقهاء،
قال ابن حجر في الكامنة: سمع الكثير من بقية أصحاب الفخر بدمشق وحمل عن ابن رافع وابن كثير وحصل الأجزاء وتعب كثيرا،
سمعت منه يسيرا وكان متوددا، رجع من الإسكندرية إلى مصر ومات بساحل بولاق غريبا عام 804 هـ.
16- عبد الله بن إبراهيم البسكري:
ومنها عبد الله بن إبراهيم البسكري من فضلاء فقهاء المالكية ولد في بسكرة وبها نشأ وتعلم، رحل إلى المشرق ونزل بيت المقدس
وقرأ بالمدرسة قال السخاوي: كان للناس فيه اعتقاد كبير، مات عام 829 هـ بعد أن قارب التسعين أو جاوزها حتى صار يحمل على البساط.
17- محمد بن أحمد البسكري المدني:
ومنها محمد بن أحمد بن حامد شمس الدين البسكري، ويعرف بابن ثابد نحوي ومقرئ من فقهاء المالكية سكن المدينة المنورة
أخذ عن علمائها وعلماء القاهرة ولقي السخاوي بالمدينة ولم أعثر على تاريخ وفاته قاله السخاوي.
18- أحمد اللياني البسكري:
ومنها أحمد بن محمد بن علي بن أحمد اللياني البسكري ويعرف بابن فاكهة فاضل له مشاركة في علوم الفقه والقرآن والعربية،
ولد في ليانة من قرى بسكرة وتحول منها إلى مدينة بسكرة وهو طفل فقرأ بها القرآن والآجرومية الألفية ثم ارتحل إلى تونس فأقام بها خمسة أعوام،
أخذ فيها عن إبراهيم الأخضري وغيره وعاد إلى بجاية فأخذ عن سليمان بن أحمد الهندسي ولم أقف على تاريخ وفاته
قاله السخاوي لكن في أعلام نويهض أنها بعد عام 890 هـ.
19- أحمد بن محمد البسكري المدني:
ومنها أحمد بن محمد بن أحمد البسكري فقيه له اشتغال بالحديث، رحل إلى المشرق واستقر بالمدينة المنورة
فأخذ عن السخاوي صاحب الضوء أثناء مجاورته بالمدينة.(2)
20- أحمد البسكري الهندي:
ومنها أحمد بن علي بن أحمد البسكري عالم صوفي رحل إلى الهند ومات بحيدر آباد عام 1009 هـ
قال صاحب السنا الباهر: كان لطيف الذات أكثر همه الاستعداد ليوم الميعاد. وقال صاحب النور السافر:
كان من أهل العلم والصلاح متبعا الكتاب والسنة سالكا على نهج السلف الصالح متصفا بالكفاف ولا يرى في أكثر الأوقات إلا مشغولا بمطالعة
أو كتابة له جملة مصنفات وكان قد كف بصره قبل وفاته بقليل وللناس فيه مدائح.
21- الحسين البسكري الفاسي:
ومنها حسين بن ست الآفاق الفقيه الصالح كان من أهل الفضل والدين والاجتهاد كثير الصدقات وكان له مال أنفقه على أهل الفضل والدين
وفي بناء القناطر وعمارة المساجد وكان صاحب ورع أصله من بسكرة واستوطن مدينة فاس حتى توفي بها. ذكره الكتاني في المستفاد ولم يذكر وفاته.
22- ناصر بن مزني البسكري المصري:
ومن علماء بسكرة ناصر بن أحمد بن يوسف بن المنصور بن الفضل بن مزني أبو زيان ويقال أبو علي مؤرخ من فقهاء العلماء ولد ببسكرة من أسرة كريمة
كانت لها رئاسة الزاب أخذ عن علي بن عبد الرحمن التوزري وابن عرفة وغيرهما وفي سنة 803 هـ قدم إلى القاهرة حادا واتصل بابن خلدون
ولازم الحافظ ابن حجر، جمع كتابا كبيرا في تاريخ الرواة ومات قبل تبييضه فتفرق شذر مذر وقال ابن حجر: لو قدر أن يبيضه لكان مائة مجلدة
وعمي عام 822 ه، قبل وفاته بالقاهرة رحمه الله.
23- محمد الأخضري البسكري:
ومنهم محمد بن عمر الأخضري أقول في نسبه ما مر عند ذكر إبراهيم الأخضري المغربي المالكي، قال السخاوي: هو ممن سمع مني في المدينة المنورة.
فلم يذكر تاريخ وفاته وهل هو من طولقة أو من بسكرة.
24- أبو الفضل البسكري:
أبو الفضل البسكري من علماء وصلحاء القرن السادس 496-568 هـ ترجمه ابن عيسى بن سلامة البسكري في كتابه فتح المغرب وهو من مشايخ السلوك
ومن أبرز تلامذته أبو علي السني النفطي ومن الغريب أن ابن قنفذ جعل هذا أبا للتوزري بينما غيره يقول إن التوزري أحد شيوخ البسكري.
25- عيسى بن سلامة البسكري:
أبو مهدي عيسى بن سلامة البسكري تلميذ عبد الرحمن الثعالبي وإنما عرفه الناس بكتابيه فتح المغرب ولم يزل مخطوطا منه نسخة في مكتبة الزاوية
العثمانية والثاني لوامع الأسرار في فضل القرآن والأذكار ألفه عام 860 هـ وهو في بسكرة،
وسمعت من بعض مسني بسكرة أن قبره في طريق محطة القطار وتدعوه العامة سيدي سعيد.
وبعد فهؤلاء العلماء المذكورون ليسوا كل علماء الزاب، بل إن من ورائهم ممن لم يذكروا أكثر وأكثر ثم أكثر عدا بل ربما فيهم من هو أغزر علما
وأفسح شهرة من بعض من ذكروا وإنما طوى ذكرهم الجهل بتراجمهم.
26- عبد الرحمن الأخضري البنطيوسي البسكري:
أيها الإخوة قبل ختام كلمتي اسمحوا لي بلحظات نعيش فيها مع الشيخ عبد الرحمن الأخضري لا لأذكر من ترجمته ما ذكره مؤرخوه
إنما أزمع أن أرفع أوهاما وقعت لبعضهم أما شذرات ابن العماد والكواكب السائرة في بيان المائة العاشرة لنجم الدين الغزي، فلم يكن له فيهما مكان،
ولعل أول من ترجمه هو الحفناوي في كتابه تعريف الخلف وصدر ترجمته بقوله: لم أطلع على ترجمته وكل من ترجمه بعده فإنما هو عالة عليه
وحتى بروكلمان فقد اعترف بجهله ترجمته، بل زاد فجعل اسمه ولفظه من دائرة المعارف الإسلامية ج2، ط2 الأخضري الصدر بن عبد الرحمن بن
أمير بن الولي الصالح سيدي الصغير محمد البنطيوسي المالكي مؤلف عربي لا نعرف عن حياته شيئا.
واتفقوا على أن نسبه العائلي الأخضري فجزم بعضهم أنه من صميم قبيلة الأخضر الرياحية وأنه من ذواودة أما نسبه إلى الأخضر لحما فقد كفانا هو مؤنتها
فقال في شرح سلمه: أن لقب الأخضري تعريف لنسبنا على ما اشتهر على ألسنة الناس وليس كذلك بل المتواتر عن أعلى أسلافنا وأسلافهم
أن نسبنا للعباس بن مرداس السلمي يعني أنه من قبيلة السلمية.
ويعضده ما جاء عنه آخر الجزء الأول من شرحه للدرة البيضاء وهو يتحدث عن كتبه التي سطا عليها بعض لصوص الأعراب:
ولقد رد لنا بعض إخواننا في أرض ريغ يعني وادي ريغ وبذلك كان يسمى.
وهبه من صميم قبيلة الأخضر فكيف يكون من الذواودة؟ إنما يجمع بينهما رياح وليس كل رياح ذواوديا، بل إنما ذكر ابن خلدون في مقدمته
أن بعض الذواودة من شيوخ رياح زعم أنهم من أعقاب البرامكة.
وقد ذكر مترجموه غالبا مؤلفاته وفاتهم جميعا نظمه مغني ابن هشام ففي صفحة 327 من فهرس المكتبة الأحمدية من خزائن جامع الزيتونة ما لفظه:
منظومة لمغني ابن هشام لعبد الرحمن الأخضري 983 هـ - 1085م مطلعها:
هذا بحمد الله نظم سهل * مورده للطالبين نهل
وفي الفهرس المذكور صفحة 321 بلفظ: نظم في قواعد الإعراب وذكر البيت المذكور:
معتمدا على كتاب المغني * لابن هشام شيخ هذا الفن
أما الدكتور سعد الله فيقول عن الأخضري: إن نضجه العلمي لا يمكن أن يكتمل إلا إذا تقدم في السن ثم يميل إلى أنه توفي ابن الثالثة والثلاثين،
ويدعي تحريف وتصحيف بين نظم الآجرومية: في إحدى وثمانين سنة، فيرى أن الثمانين هنا محرفة عن ثلاثين- دعوى لا ترتكز على بينة-
واعجبوا ما وسعكم العجب من عد مخلوف في شجرته صفحة 445: الأخضري ممن لم يقف على شيخه.
والزركلي في الأعلام زعم أن مولد الأخضري عام 918 هـ فكأنه لم يقف على في آخر السلم ومن إحدى وعشرين سنة مع قوله بعد
من سنة إحدى وأربعين من بعد تسعين من المئين
وقد نسب متن السراج لسحنون بن عثمان وشرحه للأخضري واتبعه في ذلك نويهض في أعلامه والواقع العكس.
صوفية الإمام الأخضري:
ثم إن كل من تحدث عن الأخضري العالم المؤلف ولم يعنى بالأخضري الصوفي مع أن صوفيته لا غبار عليها فهي واضحة للعيان لا يختلف فيها اثنان
لكنها صوفية شرعية نابعة من شريعة الكتاب والسنة لا تعدوها بحيث لم تشبها خرافة ولم تشنها شطحة وقد تجلت في قصيدته القدسية واللامية.
وإذا كان كل إناء يرشح بما فيه فقد طرز جميع مسائل جواهره البلاغية بألفاظ صوفية أعفيكم من جلبها لكثرتها إنما أقتصر على شاهد واحد
من إنشائه ذكره في الشرح لا في المتن وهو شاهد تكرير المسند إليه للتلذذ:
محمد أجل من أهواه * محمد شغفت من ذكراه
محمد يا فوز من رآه * محمد أفلح من أتاه
محمد يا ليتني ألقاه * محمد محبه بشراه
فرحم الله شيخنا الأخضري ورحم أئمتنا وعلماءنا وجزاهم خيرا جزيلا لنشرهم الإسلام لهداية المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(3)
***
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) أخذت تاريخ ميلاده ووفاته من دراسة الأستاذ عبد الحليم صيد وذلك لوقوع التداخل عند نقله في الصحيفة المذكورة.
(2) لقد قام الأستاذ عبد القادر بومعزة مشكورا بإعادة طبع هذه المحاضرة من نسخة خطية كانت بحوزته وكتب في هامش كل ترجمة المصادر
التي وصل إليها تسهيلا للباحث والقارئ؛ مع أن هناك مصادر ومراجع أخرى غيرها؛ والملاحظ في هذه الطبعة أنه تنقصها ترجمة واحدة هي رقم 19
حسب طبعة الأستاذ عبد الحليم صيد.. وننتظر دراسات أخرى أكثر توسعا وأكثر عمقا..
(3) نشرت هذه المحاضرة على ثلاث حلقات بصحيفة الشعب في الأعداد: 10798، 10799، 10803 بتاريخ: 19، 20، و24 سبتمبر 1995 على التوالي.
وجاء عند نشر الحلقة الثانية على لسان الصحيفة: نواصل اليوم نشر الحلقة الثانية من المحاضرة القيمة التي ألقاها العلامة عبد المجيد حبة
قبل رحيله إلى الدار الباقية والتي خصصها لعلماء منطقة الزيبان، وقد أرسلها مشكورا الأستاذ عبد الحليم صيد بعد أن كتب لها مقدمة لها أهميتها
في السياق العام للمحاضرة، وهذه المبادرة من الأستاذ عبد الحليم لفتة طيبة وخدمة للعلم والتراث واعتراف بآفضال العلماء الذين رحلوا
وتركوا بصمات واضحة على تاريخنا وتراثنا.
وعند نشر الحلقة الأخير جاء على لسان الصحيفة أيضا: نواصل اليوم نشر بقية المحاضرة التي أرسلها إلينا الأستاذ عبد الحليم صيد مشكورا،
والتي كان قد ألقاها العلامة عبد المجيد حبة قبل رحيله في إحدى المناسبات الثقافية والعلمية، حيث تركها مخطوطا إلى أن بادر الأستاذ عبد الحليم
بنفض الغبار عنها، وبذلك قدم خدمة عامة للقارئ وللمرحوم وللثقافة.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 09 Oct 2014 الساعة 08:53 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09 Oct 2014, 06:47 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

مع التنبه لهذا البيت الشعري الذي نقلها للشيخ الاخضري قوله :

محمد أجل من أهواه * محمد شغفت من ذكراه
محمد يا فوز من رآه * محمد أفلح من أتاه
محمد يا ليتني ألقاه * محمد محبه بشراه

قوله: محمد أفلح من أتاه ..فإن كان يقصد به القبر و التمسح به ودعاءه من دون الله فهذا شرك.

---------------------
نقلت المحاضرة كما هي للأمانة العلمية.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09 Oct 2014, 09:40 PM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي



مجهود يذكر فيشكر أبا عبدالسلام

واصل في عطاءك واستمر في ابداعك لا فض الله فاك

و جزاك الله خيرا

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 Oct 2014, 04:58 PM
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 352
افتراضي

اقتباس:
ان الفخر كل الفخر ، يكمن في نشر علم العلماء وخاصة ان كان هذا العالم من منطقتك أو بلدك وعلى معتقد صحيح،

صدقت والله
بارك الله فيك على هذه الدرة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 Oct 2014, 12:02 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عبد السلام لهذه التراجم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 Aug 2015, 11:09 PM
يونس المغيري يونس المغيري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 23
افتراضي

بارك الله فيك اخي الكريم
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 Oct 2017, 12:42 AM
العابد عمر بن الخطاب الجزائري العابد عمر بن الخطاب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 2
افتراضي

بارك الله فيك أخي والأمة تعرف برجالها لا بأطلالها
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 Oct 2017, 11:04 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي عقيدة الشيخ عبد المجيد حبة - رحمه الله تعالى -

استشكل على بعض الإخوة جزاهم الله خيرا قول العلامة عبد المجيد حبة - رحمه الله تعالى - مابين القوسين:..
لا تخلو قرية من قراها ولا مدينة من مدنها من عالم أو أكثر من أبنائها ومن الوافدين
عليها ( وغالبهم مدفونون في المساجد التي كانوا يعمروها أو في دورهم التي كانوا يعظون فيها فاتخذت بعد المساجد ،فجعلت العامة تستشفع بهم وتستغيث، ) ومن المؤسف أنا لا نعرف لهؤلاء العلماء إلا أسماءهم أما تراجمهم فلم تزل مطوية عنا....إهـ
فهذا من باب الإخبار لا الإقرار. وكذلك لا نرضى هذا ولابد من الإنكار.
وبمعرفة عقيدة الشيخ يزول الإشكال .

عقيـــــــــــــدته:
كان الشيخ على عقيدة جمعية العلماء المسلمين أي على عقيدة العلامة بن باديس والإبراهيمي والطيب العقبي وغيرهم .. فهو وإن لم ينضم إليهم فقد كان معهم بقلبه فكان كثير الدعاء لهم و كان من مؤيديهم و أنصارهم فيما يقومون به من نشر للإسلام و إعلاء كلمة الله جل وعلا
فعقيدة شيخنا عقيدة سلفية صافية ولله الحمد والمنة
وقد زاره الشيخ جمال عزون في بيته في مكتبته العامرة وكان فضيلة الشيخ لزهر سنيقرة كلما زار المنطقة التي هي بلده الأول يزور الشيخ ويجلس معه
كما كان الشيخ في دروسه يقرر التوحيد ويفهمه للعامة ويحذرهم من الشرك والبدع من الطروقية وغيرها من الجماعات البدعية المنحرفة بل كان من أعرف الناس بمساوئها
كان يحذر الناس من تعظيم القبور ودعاء أصحابها والذبح والنذر لها وصرف أي نوع من العبادة لها بل دعا إلى هدم هذه القبور التي تعبد من دون الله التي كانت تنتشر في هذه المنطقة لكن سنة الله في عباده المصلحين بل في من هم أفضل منهم أنبياؤه أنهم يعادون ويضيق عليهم بل و يؤذون أيضا فشيخنا رحمه الله صحيح أنه كان عند جل أهل المغير المرجع في الفتوى إلا أنه لم يؤخذ برأيه في كل ما دعا إليه ولعل هذا هو السبب في أن شيخنا لم تظهر آثار دعوته جليا فلم يترك طلبة ينشرون علمه من بعده ويحملون عنه مشعل الإصلاح في المنطقة
والزائر لمكتبته رحمه الله يجدها تعج بكتب العقيدة السلفية الصافية ككتب شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه بن القيم عليهما رحمة الله إلى غير ذلك من كتب علماء السلف المتقدمين
والذي يجب أن يخص بالذكر احتواء المكتبة على كتب الأئمة النجدية مثل كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبناؤه ككتاب ثلاثة الأصول وكتاب التوحيد وكشف الشبهات والقواعد الأربع وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد وكتاب "عقيدة الموحدين والرد على الضلال والمبتدعين "جمع الشيخ عبد الله الغامدي وتقديم العلامة بن باز وهو كتاب
جمع فيه صاحبه مجموعة من رسائل أئمة الدعوة النجدية . وغيرها من كتبهم رحمهم الله
بل إن المكتبة تحوي على بعض كتب العلماء السلفيين المتأخرين ككتب ابن باز وابن عثيمين والألباني وأحمد شاكر وغيرهم ككتاب: التوسل أنواعه وأحكامه للعلامة للألباني رحمه الله
وكتاب رسائل الجزائري ومنهاج المسلم لأي بكر جابر الجزائري
وكتاب منزلة السنة في التشريع الإسلامي للعلامة محمد أمان الجامي
وكتاب منهج السلف في العقيدة للشيخ صالح بن سعد السحيمي
ووجدته في أحد الكتب يهمش وينقل كلام العلامة الألباني في التوسل والشفاعة ويقرر ما قاله رحمه الله
وكل هذا يدل على سلامة عقيدة شيخنا رحمه الله
مكتبته العامرة ومؤلـــــــــفاته القيمة:
" كان الشيخ قد استغرق معظم بل جميع مراحل عمره في الاعتكاف على الحث والقراءة ،وكان الكتاب أنيسه أينما حل وأينما ارتحل ...وما كنت تلقاه حيث تلقاه إلا والكتاب بيمينه فقد كان من أبرز المترددين على دور الكتب والملازمين لها فأنت إن سألت في إقامته وجدته في غرفة مكتبته ، وإن بحثت عنه في خارج منزله فإنك واجده بإحدى مكتبات المدينة وقد كان له في كل بلدة استقر بها أو حام حولها صلة بواحدة أو اثنتين من مكتباتها"
فرغم أن الاستعمار الفرنسي الغاشم قد أحرق مكتبته التي كانت تعج بالكتب والمخطوطات وهذا سنة 1957 م إلا أن الشيخ ترك مكتبة ضخمة جمعها طيلة سنوات طلبه للعلم ضمت مجموعة ضخمة من المخطوطات النادرة والكتب القيمة التي يحتاجها طالب العلم والعامي في مختلف أنواع العلوم
هذه المكتبة الضخمة تركها الشيخ وقفا لله جل وعلا و أوصى أن يسمح لكل من يريد دخولها والاستفادة منها . لكن بعد أن فقدت بعض المخطوطات والكتب اضطر أحفاده أن ينظموا أوقات الزيارة مع بعض المراقبة لكل من يدخلها وقد بوبها ونظمها حفيده البار عبد الوهاب ليسهل الانتفاع بها جزاه الله خيرا .

----------
بحث من إعداد الطالب :عبد الله مرزوق المغيري - ليسانس في العلوم الشرعية -
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
علماءمنطقةالزيبان, عبدالمجيدحبة, فوائد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013