منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 Nov 2007, 04:08 PM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي عقيدة اهل السنة والجماعة/للشيخ العثيمين

سم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله
, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله,أما بعد.....

فهذا شرح لكتاب " عقيدة أهل السنة والجماعة " للشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله وقد ألقيْتُ وما زلتُ أُلقي هذا الشرحَ كل يوم ثلاثاء الساعة الثامنة مساء في مركز الجمعية, وحتى تعم الفائدة ولجميع الإخوة الذين لا يستطيعون الحضور أنشرُ هذا الشرح على الإنترنت. واللهَ أسألُ أن لا يكلني إلى نفسي طرفة عين وأن يمدني بروح من عنده وتوفيق وأن يجعل أعمالي كلها صالحة ولوجهه الكريم خالصة, ولعباده نافعة وأن يهدي الناس جميعا إلى هذا الدين عقيدة سليمة وعبادة صالحة وأخلاقا راقية وأن يحسن خاتمتنا وجميع المسلمين.

واعلم رحمك الله أني آثرت أن أضع كلام الشيخ بين قوسين عند الشرح وهو باللون الأزرق وأقول قال الشيخ ثم أذكر كلامه وبذلك تستطيع أن تميز كلام الشيخ من كلامي. وهذا الشرح سيكون إن شاء الله على شكل دروس أسبوعية, وسأسعى جاهدا أن تكون إضافة الدرس الجديد كل يوم أربعاء إن شاء الله. ولا تبخل أخي المسلم بدعاء لي بالغيب أو بنصيحة توجهها إلىّ على عنواني الإلكتروني المدون في الأسفل أو بنشر هذا الشرح بين الناس فتشاركني الأجر إن شاء الله.


بيــــــــــــــــــــــــان
اعلم غفر الله لك أن العقيدة عند أهل السنة والجماعة مرجعها إلى القرآن الكريم وما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما أجمع عليه سلف هذه الأمة كما بيّن وفهم أئمة أهل السنة والجماعة, وسيأتي هذا كثيرا إن شاء الله في الشرح, فإذا تنبهت لهذا نجوت من كثير من الشبهات والتخبطات. وأنا أذكر هذا لأبيّنَ أن ما صدر مني في هذا الشرح أو غيره سهوا أو خطأ أو نسيانا على خلاف ما نزل به القرآن أو ما صح به الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ما أجمع عليه سلفنا الصالح فأنا منه بريء, والقول ما قال الله عز وجل وقال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأجمع عليه سلفنا الصالح. ولا أجيز لأحد عن حسن قصد أو غيره أن ينقل ذلك السهو أو الخطأ أو النسيان عني أو أن ينسبه لي. فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة 181).

ترجمة مختصرة للشيخ محمد الصالح العثيمين
رحمه الله
الاسم والمولد والنشأة
هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن عثيمين المقبل الوهيبي التميمي, ولد في مدينة عُنَيْزَة عام 1347 هجري,في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.
مشايخه
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي, المتوفى عام 1376هجري, المفسر المشهور, وعليه تخرج وبه تأثر قال عنه رحمهما الله – : لقد تأثرت كثيرا بشيخي عبد الرحمن السعدي في طريقة التدريس, وعرض العلم, وتقريبه للطلبة بالأمثلة والمعاني.
الشيخ محمد الأمين بن محمد بن المختار الجنكي الشنقيطي, المتوفى عام 1393 هجري, المفسر اللغوي.
الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن باز, قرأ عليه من صحيح البخاري, وبعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية, وبعض الكتب الفقهية.
الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ وهو جد الشيخ من جهة أمه, قرأ القرآن وحفظه عليه. وغيرهم ...
مرضه ووفاته
توفى الشيخ يوم الأربعاء الموافق الخامس عشر من شوال 1421 هجري, بعد صراع ومعاناة مع المرض الشديد والألم المرير. حتى نزل وزنه إلى 38 كغم, وصارت درجة المناعة عنده صفرا.

فنسأل الله عز وجل أن يتغمده برحمته,وأن يعلي قدره ومنزلته, ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

عقيدة أهل السنة والجماعة
للشيخ محمد الصالح العثيمين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
تقديــم
:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد اطّلعت على العقيدة القيّمة الموجزة، التي جمعها أخونا العلامة فضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين، وسمعتها كلها، فألفيتها مشتملة على بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في باب: توحيد الله وأسمائه وصفاته، وفي أبواب: الإِيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، وبالقدَر خيره وشره.

وقد أجاد في جمعها وأفاد وذكر فيها ما يحتاجه طالب العلم وكل مسلم في إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وقد ضمَّ إلى ذلك فوائد جمة تتعلّق بالعقيدة قد لا توجد في كثير من الكتب المؤلفة في العقائد. فجزاه الله خيراً وزاده من العلم والهدى، ونفع بكتابه هذا وبسائر مؤلفاته، وجعلنا وإيّاه وسائر إخواننا من الهداة المهتدين، الدّاعين إلى الله على بصيرة؛ إنه سميع قريب.

قاله ممليه الفقير إلى الله ـ تعالى ـ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز سامحه الله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
الرئيس العام
لإِدارات البحوث العلمية والإِفتاء والدعوة والإِرشاد
الشرح
اعلم رحمك الله أن العادة قد جرت في هذا الزمان أن يدفع المصنف تصنيفه إلى عالم من العلماء الأكابر, ممن يظن أنه أعلم منه, أو يشهد الواقع بسبقه في الميدان ليقدِّم أو يعلق علي ما صنف, فيُبيِّن خطأً, أو يصحح فهما أو غير ذلك, فيأمن المصنف على نفسه من الإتيان بأشياء قد تكون مخالفة للشرع في حقيقة الأمر. وهذا وللأسف قد عمَّ البلاء بأولئك الذين يقولون ما لا يعلمون, ولا يأبهون بمخالفة العلماء الأجلاء في فهم النصوص من كتاب وسنة وآثار عن سلف الأمة, فوقعوا في ما الله به عليم من مخالفات وضلوا وأضلوا, هذا لجرأتهم على الله ورسوله. نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى دينه ردا جميلا, وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه. ولهذا تجد في بداية هذا الكتيب تقديم سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله فنعم الشاهد والمشهود له.
العقيدة أولا لماذا
...
؟
نعلنها صريحة العقيدة أولا لأن العقيدة شرطا في قبول العمل, فلا يقبل الله جل وعلا عملا من صاحبه إلا إذا آمن بأركان الإيمان التي جاءت بها النصوص وترجمها إلى أقوال وأعمال. وفي هذه العقيدة تجد ما يجب على كل مسلم إيمانه من أركان الإيمان وما لها من ثمرات, ما يضمن له الفلاح في الدنيا والآخرة, وهكذا لم يزل القرآن المكي يتنزل ثلاث عشرة سنة في بيان التوحيد, بل القرآن كله مكيّه ومدنيّه في بيان التوحيد ومكملاته وحقوقه ونواقضه وجزاء أهله ومخالفيه وقصصهم وعاقبتهم. وكذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أرسل رسله أول ما يوصيهم ببلاغه هو التوحيد. لهذا صار أول أولويات الدعوة إلى الله, الدعوة إلى التوحيد وبيان العقيدة السليمة, التي منها تنبثق الأعمال والأقوال, وبها تعيد الأمة مجدها وكرامتها. وهل وقعت الأمة فيما وقعت فيه من ذل وهوان إلا بسبب ذلك الانفصام النكد بين عقيدتها وواقعها ؟
ولماذا عقيدة أهل السنة والجماعة
...؟
قال الطحاوي في عقيدته: ونتبع السنة والجماعة, ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة. قال الشارح ابن أبي العز: السنة طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, والجماعة: جماعة المسلمين,وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. فاتباعهم هدى, وخلافهم ضلال. قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران31). وقال: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (النساء 115).وقال تعالى: وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (المائدة 92). وقال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (الأنعام 153). وقال تعالى: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (آل عمران 105). وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (الأنعام 159). وثبت في السنن الحديث الذي صححه الترمذي, عن العرباض بن سارية, قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة بليغة, ذرفت منها العيون, ووجلت منها القلوب, فقال قائل: يا رسول الله, كأن هذه موعظة مودع؟ فماذا تعهد إلينا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أوصيكم بالسمع والطاعة, فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا, فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي, تمسكوا بها, وعضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور, فإن كل بدعة ضلالة. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة, وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة, يعني الأهواء, كلها في النار إلا واحدة, هي الجماعة. وفي رواية قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنا عليه وأصحابي. فبين صلى الله عليه وآله وسلم أن عامة المختلفين هالكون من الجانبين, إلا أهل السنة والجماعة. ثم ذكر الشارح رحمه الله قول ابن مسعود رضي الله عنه في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورضي عنهم أجمعين فراجعه إن شئت فإنه ماتع عزيز.... وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: فَصْلٌ: ثُمَّ مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ اتِّبَاعُ آثَارِ رَسُولِ اللهِ ـ صلى الله عليه وآله سلم ـ بَاطِنًا وَظَاهِرًا، وَاتِّبَاعُ سَبِيلِ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَاتِّبَاعُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ ـ صلى الله عليه وآله سلم ـ حَيثُ قَالَ: (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيْينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ). وَيَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْدَقَ الْكَلامِ كَلامُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ـ صلى الله عليه وآله سلم ـ وَيُؤْثِرُونَ كَلاَمَ اللهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ كَلامِ أَصْنَافِ النَّاسِ، وَيُقَدِّمُونَ هَدْيَ مُحَمَّدٍ ـ صلى الله عليه وآله سلم ـ عَلَى هَدْيِ كُلِّ أَحَدٍ. وَلِهَذَا سُمُّوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ؛ لأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الاِجْتِمَاعُ، وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ، وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ الْمُجْتَمِعِينَ. انتهى كلامه عليه رحمة الله وقال الشيخ المحدث عبد المحسن بن بدر العباد في كتابه رفقا أهل السنة بالسنة: فأهل السنة والجماعة هم المتبعون لِما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله سلم وأصحابه، ونسبتهم إلى سنة الرسول صلى الله عليه وآله سلم التي حث على التمسك بها بقوله: " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليه بالنواجذ "، وحذر من مخالفتها بقوله: " وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "، وقوله: " من رغب عن سنتي فليس مني "، وهذا بخلاف غيرهم من أهل الأهواء والبدع، الذين سلكوا مسالك لم يكن عليها الرسول صلى الله عليه وآله سلم وأصحابه،فأهل السنة ظهرت عقيدتهم بظهور بعثته صلى الله عليه وآله سلم، وأهل الأهواء ولدت عقائدهم بعد زمنه صلى الله عليه وآله سلم، ومنها ما كان في آخر عهد الصحابة، ومنها ما كان بعد ذلك، والرسول صلى الله عليه وآله سلم أخبر أن من عاش من أصحابه سيُدرك هذا التفرق والاختلاف، فقال: " وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً "، ثم أرشد إلى سلوك الصراط المستقيم، وهو اتباع سنته وسنة خلفائه الراشدين، وحذر من محدثات الأمور، وأخبر أنها ضلال، وليس من المعقول ولا المقبول أن يُحجب حقٌ وهدى عن الصحابة رضي الله عنهم ويُدخر لأناس يجيئون بعدهم؛ فإن تلك البدع المحدثة كلها شر، ولو كان في شيء منها خير لسبق إليه الصحابة، لكنها شرٌ ابُتلي به كثير ممن جاء بعدهم ممن انحرفوا عما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم، وقد قال الإمام مالك رحمه الله: " لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها "، ولذا فإن أهل السنة ينتسبون إلى السنة, وغيرهم ينتسبون إلى نحلهم الباطلة كالجبرية والقدرية والمرجئة والإمامية الإثنى عشرية، أو إلى أسماء أشخاص معينين، كالجهمية والزيدية والأشعرية والإباضية. قال الإمام الشاطبي في الاعتصام (1/79):" وقال عبد الرحمن بن مهدي: قد سئل مالك بن أنس عن السنة؟ قال: هي ما لا اسم له غيره السنة، وتلا: ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ".وقال ابن القيم في مدارج السالكين (3/179):" وقد سئل بعض الأئمة عن السنة؟ قال: ما لا اسم له سوى السنة. يعني أن أهل السنة ليس لهم اسم يُنسبون إليه سواها ".وفي كتاب الانتفاء لابن عبد البر (ص:35): أن رجلاً سأل مالكاً فقال: من أهل السنة؟ قال: " أهل السنة الذين ليس لهم لقبٌ يُعرفون به؛ لا جهمي ولا قدري ولا رافضي ". انتهى كلامه حفظه الله تعالى. قال الشيخ ناصر العقل في " مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة ": أهل السنة والجماعة هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه. وسموا أهل السنة لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وسموا الجماعة لأنهم الذين اجتمعوا على الحق, ولم يتفرقوا في الدين, واجتمعوا على أئمة الحق, ولم يخرجوا عليهم. واتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمة. ولما كانوا هم المتّبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المقتفين للأثر, سموا " أهل الحديث " و " أهل الأثر " و " أهل الإتباع " ويسمون " الطائفة المنصورة " و " الفرقة الناجية ". انتهى كلامه حفظه الله تعالى وبهذه النقولات يتضح الجواب والله الموفق.

الدرس الأول
قال الشيخ رحمه الله – : (بسم الله الرحمن الرحيم)بدأ الشيخ رحمه الله بالبسملة تبركا بها واقتداء بالقرآن الكريم واتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كتابتها في مراسلاته. وقد ورد في البداءة بها أحاديث لا تخلو من ضعف لذلك أعرضت عنها. و (الله) علم على نفس الله عز وجل, ولا يسمى به غيره, وهو مشتق على الراجح, متضمن لصفة الالوهية, ومعناه ذو الالوهية أي المعبود محبة وتعظيما وتألها. وذهب بعض أهل العلم على أنه الاسم الأعظم. والبسملة متعلقة بمحذوف وقُدّرَ بأنه فعل خاص متأخر. وتقديره بسم الله أكتب أو أصنف, وقدّروه فعلا لأن الأصل في العمل الأفعال, وخاصا لأنه أدل على المعنى من العام. متأخرا للحصر وتيمنا للبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.والباء في (بسم الله) للإستعانة والتبرك وقيل للمصاحبة (الرحمن) اسم من أسماء الله الحسنى المتضمن لصفة الرحمة القائمة به سبحانه وتعالى, ولا يُسمى به غيره, و(الرحيم) الموصل رحمته من شاء من خلقه, فالرحمن دال على أن الرحمة صفته, والرحيم دال على أنه يرحم خلقه برحمته.قال الشيخ رحمه الله – : (الحمد لله رب العالمين)الحمد هو وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيما, فإن وصفه بالكمال خوفا ورهبة سُمي ذلك مدحا لا حمدا. (والعاقبة للمتقين)قال الله جل وعلا: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (هود 49), ومن هنا يتبين أن المسلم عليه أن يتقي الله ويعلم علم اليقين أن حسن العاقبة في الدنيا والآخرة للمتقين. وحسن العاقبة للمسلم في الدنيا تكون إما بالنصر وإما بالقتل في سبيل الله, وفي الآخرة نعيم لا ينفد في جنة عرضها السماء والأرض. قال الشيخ رحمه الله – : (ولا عدوان إلا على الظالمين)وهذا إنما هو رد لعدوان الظالمين, فصار بذلك في حقيقة الأمر من دفع الظلم ومحاسن الأمور. وفي الحديث: انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا: يا رسول الله: هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم فذلك نصر له (رواه البخاري). قال الشيخ رحمه الله – : (وأشهدُ أن لا إله إلا الله)ومعنى لا إله إلا الله, لا معبود حق إلا الله, وسبق الكلام عن اسم الله في البسملة, واعلم رحمك الله أن هذه الشهادة مع شهادة أن محمدا رسول الله, أعظم أركان الدين وعليها يقوم البناء كله. وقد تضمنت نفيا وإثباتا,النفي: لا إله, وهذا بمعنى التخلية, الإثبات: إلا الله, وهذا بمعنى التحلية. لذلك لا يصح إسلام أحد إلا بنفي وإثبات. نفي وجود ألهة تعبد بحق إلا الله, والإستثناء فيه الإثبات. وهذا معنى قول بعض العلماء أن التخلية قبل التحلية. قال الشيخ رحمه الله – : (وحده لا شريك له)فلا شريك لله تعالى في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته ولا في أفعاله. قال الشيخ رحمه الله – : (الملك الحق المبين)والله هو الملك وهو المالك, يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير. والمبين فيها معنيان,المعنى الأول: البيَّنُ الواضح,كما قيل: وله في كل شيء آية .... تدل على أنه واحد. فهو سبحانه بَيَِّنٌ بآياته ومخلوقاته وآلائه. المعنى الثاني: المُبيِّن الذي يُبيِّنُ لعباده الخير ليفعلوه والشر ليجتنبوه. قال الله تعالى: يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(النساء 26). قال الشيخ رحمه الله – : (وأَشهد أن محمداً عبده ورسوله)أي أقر بقلبي إقرار من شاهد بعينه وأنطق بلساني وأنقادُ بجوارحي لمن أرسله الله بشيرا ونذيرا, ومعنى هذه الشهادة أن لا متبوع بحق إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, واعلم بارك الله فيك أن مقام العبودية أشرف المقامات لذلك تقدمت العبودية على الرسالة في الشهادة السابقة. قال الشيخ رحمه الله – : (خاتم النبيين وإمام المتقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين، أما بعد:)قال الله تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا(الأحزاب 40). قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية: فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بعده بطريق الأولى والأحرى؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة، فإن كل رسول نبي، ولا ينعكس. وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة ثم سرد جملة من الأحاديث عليه رحمة الله فراجعه إن شئت. ورسول الله إمام المتقين من الأولين والآخرين. ومعنى صلاة الله على النبي قال فيها أبو العالية رحمه الله – : صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء, قال ابن عباس (يصلون) يُبَرِّكُونَ (أخرجهما البخاري هكذا معلًقَيْن). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: قَوْله: (قَالَ أَبُو الْعَالِيَة: صَلاة الله ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلائِكَة، وَصَلاة الْمَلائِكَة الدُّعَاء) أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَمِنْ طَرِيق آدَم بْن أَبِي إِيَاس " حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيُّ عَنْ الرَّبِيع هُوَ اِبْن أَنَس بِهَذَا " وَزَادَ فِي آخِره " لَهُ ". قَوْله: ( وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : يُصَلُّونَ يُبَرِّكُونَ ) وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله: ( وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ ) قَالَ : يُبَرِّكُونَ عَلَى النَّبِيّ ، أَيْ يَدْعُونَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ ، فَيُوَافِق قَوْل أَبِي الْعَالِيَة، لَكِنَّهُ أَخَصّ مِنْهُ. انتهى كلامه رحمه الله. وآل النبي فيه معنيان معنى خاص: الذين تحرم عليهم الصدقة قال ابن الأثير رحمه الله في النهاية في غريب الأثر عند (لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد): قد اختُلِفَ في آل النبي صلى الله عليه وآله سلم : فالأكثر على أنهم آل بيته. قال الشافعي رضي الله عنه: دل هذا الحديث أن آل محمدٍ هُم الذين حَرُمتْ عليهم الصدقة وعُوّضوا منها الخمسَ وهم صَلِيبَة بني هاشم وبني المطلب. انتهى كلامه رحمه الله. قلت: ولا شك أن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم على هذا المعنىومعنى عام: وهم أتباعه. والصحابي هو من لقي النبي مؤمنا به ومات على ذلك. وجمع الصاحب صَحْبٌ وصُحْبَةٌ, وصِحابٌ وصُحْبانٌ, والأصحابُ جمع صحب والصحابة بالفتح: الأصحاب, وجمع الأصحاب أصاحيب. ومعنى الاحسان في الاتباع عدم الزيادة ولا النقصان مما تلقوه عنهم. وعلى هذا المعنى يكون عطف الأصحاب ومن تبعهم على الآل من باب عطف الخاص على العام تنبيها لشرفهم ورفعا لشأنهم. قال الشيخ رحمه الله – : (فإن الله تعالى أرسل رسولَه محمداً صلى الله عليه وسلّم بالهدى ودينِ الحقّ رحمةً للعالمين وقدوة للعاملين وحجّة على العباد أجمعين)قال الشيخ الألباني رحمه الله في " الشرح والتعليق على العقيدة الطحاوية" : اعلم أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول وقد ذكروا فروقا بين الرسول والنبي تراها في " تفسير الآلوسي " (5 / 449- 450) وغيرها ولعل الأقرب أن الرسول من بعث بشرع جديد والنبي من بعث لتقرير شرع من قبله وهو بالطبع مأمور بتبليغه إذ من المعلوم أن العلماء مأمورون بذلك فهم بذلك أولى كما لا يخفى. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. الهدى وهو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح وهو دين الإسلام. رحمة للعالمين قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (الأنبياء 107). وقدوة للعاملين قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا (الأحزاب 21). وحجة على العباد أجمعين قال الله تعالى: رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا (النساء 165). قال الشيخ رحمه الله – : (بيّن به وبما أنزل عليه من الكتاب والحكمة كل ما فيه صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم، من العقائد الصحيحة والأعمال القويمة والأخلاق الفاضلة والآداب العالية، فترك صلى الله عليه وسلّم أمّته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)أي أن وظيفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت في البلاغ والبيان وإرشاد الناس إلى ما فيه صلاح دنياهم وأخراهم قال الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (النحل 44). وقال تعالى:وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (النحل 64). لذلك لا يُفْهَمُ القرآنُ الكريم إلا من خلال الحكمة وهي السنة النبوية إذ أنها قسيمة القرآن في الوحي. ولم يزل النبي صلى الله عليه وآله سلم يدعو إلى ربه عز وجل بلسانه وماله ويده, وقد أدّى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الظلمة والغمة عن هذه الأمة وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه الموت, فاجزه اللهم عنّا خير ما جازيت نبيا عن أمته ورسولا عن رسالته. أما جملة ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته على المحجة البيضاء فقد ورد هذا في حديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " (حديث 937) من حديث العرباض بن سارية رضى الله عنه قال:وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ... الحديث. وقال الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " (حديث 59): وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله سلم يقول: لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة بإسناد حسن. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. بل صحح الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (الحديث 1803) عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: تَرَكْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ، وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ، إِلا وَهُوَ يُذَكِّرُنَا مِنْهُ عِلْمًا، قَالَ (أي أبو ذر): فَقَالَ: صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه سَلَّمَ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ، ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ، إِلا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ. وقال الألباني: وله شاهد من رواية عمرو عن المطلب مرفوعا بلفظ : ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا قد أمرتكم به وما تركت شيئا مما نهاكم عنه إلا قد نهيتكم عنه. وإسناده مرسل حسن. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. قال الشيخ رحمه الله – : (فسار على ذلك أمته الذين استجابوا لله ورسوله، وهم خيرة الخلق من الصحابة والتابعين والذين اتبعوهم بإحسان، فقاموا بشريعته وتمسكوا بسنّته وعضّوا عليها بالنواجذ عقيدة وعبادة وخلقاً وأدباً، فصاروا هم الطائفة الذين لا يزالون على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى وهم على ذلك). وهذا حق كله فما استقامت لهم أمور الدنيا والآخرة إلا بعد أن استقاموا لله تعالى وامتثلوا أمر الله جل وعلا واقتدوا برسولهم صلى الله عليه وآله وسلم في العقيدة والعبادة والأخلاق والآداب. فجمعوا بذلك الإيمان والعلم النافع والعمل الصالح والدعوة إلى المعروف والنهي عن المنكر, فصاروا بذلك خير الأمم, قال الله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ.. الآية (آل عمران 110). والمقصود بهذه الآية هم الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان. وفي الصحيحين واللفظ للبخاري من حديث عَبْدِ اللهِ بن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ. وإنما حدثت لهم هذه الخيرية بإيمانهم الصادق وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتمسكهم بالسنة وعضهم عليها بالنواجذ. وما أحوجنا إلى العض على السنة ولا سيما في أزمان الفرقة والاختلاف المذموم كهذه الأزمان عملا بوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم. واعلم علمك الله وإياي أن من تمسك بنصوص الوحيين لن يضل أبدا بل سيبقى ظاهرا أبدا, لا يضره من خذله ولا من شَهَّر به ولا من جَهَّله ولا من خالفه حتى يلقى الله عز وجل, قال الله تعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ, إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ, وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (الصافات 171 – 173). وعن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضى الله عنهما قال:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ يَقُولُ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ. متفق عليه واللفظ لمسلم. وقد توسع الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (حديث 270) في النقل عن أهل العلم كعبد الله بن المبارك وعلى بن المديني والإمام أحمد وأحمد بن سنان والبخاري, أن هذه الطائفة هم أهل الحديث, ومنه أنقل الكلام التالي بتصرف قليل: قال الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه " شرف أصحاب الحديث " انتصارا لهم و ردا على من خالفهم: (ولو أن صاحب الرأي المذموم شغل بما ينفعه من العلوم ، وطلب سنن رسول رب العالمين، واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين، لوجد في ذلك ما يغنيه عن سواه، واكتفي بالأثر عن رأيه الذي يراه، لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد، وصفات رب العالمين- تعالى عن مقالات الملحدين - والإخبار عن صفة الجنة والنار، وما أعد الله فيها للمتقين والفجار، وما خلق الله في الأرضين والسماوات وصنوف العجائب وعظيم الآيات وذكر الملائكة المقربين، ونعت الصافين والمسبحين. وفي الحديث قصص الأنبياء وأخبار الزهاد والأولياء ومواعظ البلغاء, و كلام الفقهاء، وسير ملوك العرب والعجم، وأقاصيص المتقدمين من الأمم، وشرح مغازي الرسول صلى الله عليه وآله سلم، وسراياه، وجمل أحكامه وقضاياه، وخطبه وعظاته، وأعلامه ومعجزاته، وعدة أزواجه وأولاده، وأصهاره وأصحابه، وذكر فضائلهم ومآثرهم، وشرح أخبارهم ومناقبهم, ومبلغ أعمارهم، وبيان أنسابهم . وفيه تفسير القرآن العظيم، وما فيه من النبأ و الذكر الحكيم، وأقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم، و تسمية من ذهب إلى قول كل واحد منهم، من الأئمة الخالفين، والفقهاء المجتهدين. وقد جعل الله أهله أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله في خليقته، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وآله سلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة. وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، وتستحسن رأيا تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء. يقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه العدول. حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته،إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع. منهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلة، ومخصوص بفضيلة، وقارىء متقن، وخطيب محسن. وهم الجمهور العظيم وسبيلهم السبيل المستقيم، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر، من كادهم قصمهم الله، ومن عاندهم خذله الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير. وقال الخطيب البغدادي بعد أن نقل قولا لعلي بن المديني: فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين، وصرف عنهم كيد العاندين، لتمسكهم بالشرع المتين، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين، فشأنهم حفظ الآثار، وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى، لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى. قبلوا شريعته قولا وفعلا، وحرسوا سنته حفظا ونقلا، حتى ثبتوا بذلك أصلها، وكانوا أحق بها وأهلها، وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها، والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها، فهم الحفاظ لأركانها، والقوّامون بأمرها وشأنها, إذا صدف عن الدفاع عنها، فهم دونها يناضلون، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون". ثم ساق الخطيب رحمه الله تعالى الأبواب التي تدل على شرف أصحاب الحديث و فضلهم. ثم قال الشيخ الألباني: وأختم هذه الكلمة بشهادة عظيمة لأهل الحديث من عالم من كبار علماء الحنفية في الهند، ألا وهو أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي (1264- 1304) قال رحمه الله : " ومن نظر بنظر الإنصاف، وغاص في بحار الفقه والأصول متجنبا الاعتساف، يعلم علما يقينيا أن أكثر المسائل الفرعية والأصلية التي اختلف العلماء فيها، فمذهب المحدثين فيها أقوى من مذاهب غيرهم، وإني كلما أسير في شعب الاختلاف أجد قول المحدثين فيه قريبا من الإنصاف، فلله درهم، وعليه شكرهم ( كذا ) كيف لا وهم ورثة النبي صلى الله عليه وآله سلم حقا، ونواب شرعه صدقا، حشرنا الله في زمرتهم، وأماتنا على حبهم وسيرتهم ". انتهى النقل عن الشيخ الألباني رحمه الله. فراجع إن شئت قول الخطيب البغدادي في مقدمة كتابه " شرف أصحاب الحديث " لتعرف شرفهم, جعلني الله وإياك منهم ومن أتباعهم. قال الشيخ رحمه الله – :(ونحن ـ ولله الحمد ـ على آثارهم سائرون وبسيرتهم المؤيّدة بالكتاب والسنّة مهتدون، نقول ذلك تحدُّثاً بنعمة الله تعالى وبياناً لما يجب أن يكون عليه كل مؤمن. ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإخواننا المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب)الشيخ يتكلم بضمير الجمع لأنه يتكلم باسم أهل السنة والجماعة وليس للتعظيم, والشيخ يقصد أن من نظر إلى سيرة الصحابة والتابعين وتابعيهم وجد حرصهم الشديد على اتباع الكتاب والسنة وعدم مفارقتهما وأن أخذ الأقوال أو ردها لا يكون تبعا للأهواء والشهوات إنما ما دل عليه الدليل من كتاب أو سنة يُأخَذُ وما خالفَهما يُهْملُ ويُرَدُ قال به من قال, لأن الحجة في قول الله عز وجل وقول رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. وعلى هذا جريتُ في هذا الشرح المبارك, ولهذا ستجد إن شاء الله تعالى فيه تقريرات ونقولات عن أهل العلم على ما أقول حتى لا يظُنَنَّ ظانٌّ أن ما أقوله هو من جعبتي أو من جعبة أبي رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وقدس الله روحه بل أنا في كل ما أقول متبعا لورثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم العلماء وأعوذ بالله من البدع وأهلها. قال ابن القيم رحمه الله في نونيته: والجهلُ داءٌ قاتلٌ وشفاؤه .... أمرانِ في التركيبِ متفقانِ, نصٌ من القرآنِ أو من سنةٍ .... وطبيبُ ذاكَ العالمُ الربانِي. وخير ما يقع للإنسان في هذا الزمان أن يعثر على عالمِ سنةٍ رباني يُبَصَّرُه في طريقه إلي ربه عز وجل. واليك بعض النقولات عن سلفنا الصالح في الحض علي التمسك بالسنة وعلمائها نقلتها لك من كتاب " الوجيز في عقيدة السلف الصالح " للشيخ عبد الله بن عبد الحميد الأثري قال حفظه الله في فصل: وصايا وأقوال أئمة أهل السنة في الاتباع والنهي عن الابتداع: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: لا يزال الناس على الطريق, ما اتبعوا الأثر. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: لن تضل, ما أخذت بالأثر. وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله – : عليك بآثار من سَلَفَ وإن رفضك الناس, وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول, فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم. وقال محمد بن سيرين رحمه الله – : كانوا يقولون, ما دام على الأثر, فهو على الطريق. وقال الإمام مالك رحمه الله – : السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. وصدق ابن عباس رضي الله عنهما في وصفه لأهل السنة, حيث قال: النظر إلى الرجل من أهل السنة, يدعو إلى السنة, وينهى عن البدعة. وقال سفيان الثوري رحمه الله – : إذا بلغك عن رجل بالمشرق, أنه صاحب سنة, فابعث إليه بالسلام, فقد قَلَّ أهل السنة. وقال أيوب السختياني رحمه الله – : إني لأُخْبَرُ بموت الرجل من أهل السنة, فكأنِّي أفقدُ بعض أعضائي. وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله – : اعلم أي أخي أن الموت اليوم كرامة , لكل مسلم لقى الله على السنة, فإنا لله وإنا إليه راجعون, فإلى الله نشكو وحشتنا, وذهاب الإخوان, وقلة الأعوان, وظهور البدع, وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة, من ذهاب العلماء, وأهل السنة, وظهور البدع. وقال الفضيل بن عياض رحمه الله – : إن لله عبادا يُحْيي بهم البلاد, وهم أصحاب السنة. وما أصدق قول ووصف الإمام الشافعي رحمه الله لأهل السنة, وهو يقول: إذا رأيتُ رجلا, من أصحاب الحديث, فكأنِّي رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ونقل الشيخ حفظه الله في مسك الختام من نفس الكتاب قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: انظروا عمن تأخذون هذا العلم, فإنما هو الدين. انتهى النقل عن الشيخ عبد الله بن عبد الحميد الأثريحفظه الله – . ومتى تكلم المسلم عن اهتدائه وانتمائه لهذا المنهج عُدََّ ذلك من باب التحدث عن نعم الله فهو من باب قول الله تعالى: وَأَمَّابِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى 11). وهذا المسلك الذي بيَّنه الشيخ ليس من المستحبات التي يسوغ للمسلم تركها بل هو من الفرائض المطالب بها كل مسلم في كل زمان ومكان إلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها. وما أحوجَنا إلى أن نتضرع إلى الله عز وجل أن يثبتنا وإخواننا المسلمين على هذا المنهج الذي فيه صلاح الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه. قال الشيخ رحمه الله – : (ولأهمية هذا الموضوع وتفرُّق أهواء الخلق فيه، أحببت أن أكتب على سبيل الاختصار عقيدتنا، عقيدة أهل السنّة والجماعة، وهي الإِيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، سائلاً الله تعالى أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه موافقاً لمرضاته نافعاً لعباده)سبق لنا بيان أهمية موضوع العقيدة وأنها شرط لقبول العمل, مما يجعل الاهتمام بها من ألويات الأمور, ولا سيما وقد بدا الاختلاف المذموم واضحا, مما يستلزم على المسلم أن يعرف طريق الحق من غيره ليستمسك به إلى أن يلقى الله عز وجل. والشيخ جرى في ترتيب أصول الايمان على ما ورد في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث جبريل الطويل عندما سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإيمان. أسألُ اللهَ عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وباسمه الأعظم الذي إذا سُألَ به أعطى وإذا دُعيَ به أجاب أن يجعل هذا العمل وكلَّ أعمالنا لوجهه خالصة وأن يجعلها كلها صالحة ولعباده نافعة. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 13 Nov 2007 الساعة 04:35 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 Nov 2007, 04:31 PM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 Nov 2007, 04:39 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03 Dec 2007, 12:11 AM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي

بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03 Dec 2007, 08:18 AM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03 Dec 2007, 10:53 AM
سفيان القبائلي الجزائري سفيان القبائلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 285
افتراضي

جزاك الله خيرا و نسأل الله سبحانه و تعالى ان يجعلنا من اهل السنة و الجماعة و ان يثبتنا على دلك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عقيدة أهل السنة والجماعة kahled الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 0 25 Dec 2007 04:22 PM
قواعد في منهج أهل السنة والجماعة للشيخ عبدالله العبيلان حفظه الله بشير ابو عبد الرحمن الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 21 Dec 2007 09:30 PM
عقيدة أهل السنة والجماعة في الروح النعاس السلفي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 5 08 Dec 2007 08:43 PM
صفوة عقيدة أهل السنة والجماعة أبو عبد الله الأثري الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 27 Nov 2007 09:33 PM
من عقيدة أهل السنة والجماعة في الله تبارك وتعالى. ابو عبد الله غريب الاثري الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 6 10 Nov 2007 01:15 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013