منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 Feb 2014, 12:30 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي "سْلاَيْمِيَّة"و"فلاَّحِي" وَجْهَان لعُملَةٍ واحدةٍ هِيَ: التَّرويجُ لِدِينِ الشِّيعَة بين الجزائرين

بسم الله الرحمن الرحيم



"سْلاَيْمِيَّة" و"فلاَّحِي" وَجْهَان لعُملَةٍ واحدةٍ هِيَ: التَّرويجُ لِدِينِ الشِّيعَة








هذا مقال رائع نشرته اليوم جريدة الشروق الجزائرية،



ما باتَ هُناكَ مِن شَكٍّ في أنَّ صَوْلاَتِ وجَوْلاَتِ النَّائِب البرلمانيِّ (عَدَّة فلاَّحِي) تَصُبُّ في ما أقدَمَ على الكَشْفِ عنهُ والتَّجاهُرِ بِهِ - أكثر وأكثر - مَنْ مَلأَ أَعمدةَ الجرائد والصُّحف عندنا مُدَّةً من الزَّمانِ، في مَرحليَّةٍ مُنظَّمةٍ مقصُودَةٍ، أعني: (الصادق سلايميَّة)، الّذي كشفَ القِنَاعَ عَن وَجهِهِ وأعلنَ عن وِجهتِهِ وقِبْلَتِهِ وبَاحَ بما كان قبلُ يَحُومُ حولَهُ ويترصَّدُ لهُ ويُمهِّدُ السَّبيلَ للمُواجهَة بِهِ! وهُوَ أنَّهُ على دِينِ الشِّيعَة الرَّوافِض الكائِدِينَ للإسلامِ والمُسلِمِين، وإِن زعمَ مُراوَغةً وتَبَاكِيًا أنَّنا نُكفِّرُ مَن يُخالفُنَا، وهل باتَ يَخفَى على أحدٍ أنَّ (شِيعتَهُ) يُكفِّرونَ خِيارَ المُسلِمين وهُم الصَّحابة، ويَستَحِلُّونَ دَمَ (النَّاصِبِيِّ): وهُو الَّذِي لا يُكفِّرُ أبا بكرٍ وعمر ولا يَتَبَرَّأُ مَنَ المُؤمِنينَ الأوَّلِين؟؟
هَا هُو (فلاَّحي) يحلُّ محلَّ سابِقِهِ (سلايميَّة) ويَقْتَفِي أَثَرَهُ ويَستَلِمُ بالمُدَاوَلَة مَوقعَهُ - زَمنَ كَانَ في البِدَايات - ويَنطَلقُ مِن حيثُ انطلَقَ... وسيأتي يومٌ يَصِلُ فيهِ (عَدَّة) إلى (الغايَة)، ويُنْهِي دَورَهُ كاملاً بصَولاتِهِ وجَولاتِهِ بل بمُرَاوَغَاتِهِ وَتلاعباتِهِ وتَمثِيلِيَّاتِهِ، فيحتضِنُ الشِّيعَةَ الرَّوافِض ويَحتَضِنُونَهُ، ويكونُ همزةَ الوصلِ بينَهُم وبينَ أَهلِينَا مِنَ الجزائِرِيِّين، كما فعلَ ويَفعلُ سَلفُهُ (سلايميَّة) حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِِ.
(أ) كانت بداياتُ (سلايميَّة) في مراحله الأولى السَّعيُ - وخابَ سَعْيُهُ - في مُلاَحَقَةِ السَّلفيِّين الّذِين يُسمِّيهِم بالوهَّابيِّين - لِعلمهِ أنَّهم دُونَ غيرِهِم أشدُّ النَّاس مُعارضةً للشِّيعَة الرَّوافِض وأَقْدَرُهُم على فَضحِهِم وتَجرِيدِهِم مِن أقنعتهم لصلابتِهِم في السُّنَّة وغَيرتِهم الدِّينيَّة الَّتي لا يُدَانِيهِم فيهَا غيرُهُم وللهِ الحمدُ -.
(ب) كما عمل - وبَطَلَ عَمَلُهُ - على إِشَاعَةِ ما يَحسبُهُ عَوْرَاتٍ لأَهلِ السُّنَّة وأنصارِهَا - لعِلمِهِ أنَّهُم دُونَ غيرهم الّذين لهم التَّأثِيرُ على العامَّةِ بما لهُم عِندهُم مِن السُّمْعَة الطَّيِّبَة، وهُم الّذين وجَّهُوا ضرباتٍ مُوجِعةً للشِّيعَة الرَّوافضِ وكشفُوا عَن عوراتِهِم- .
(ج) وممَّا ركَّزَ عليهِ (سلايميَّة) في تَشنيعِهِ ومُلاحقاتِه: إِشَاعَةُ ما يَرَاهُ مَثالِبَ وفضائحَ وتناقضًا عند: الدَّولةِ السُّعوديَّة (الَّتِي تَتَبنَّى رسميًّا المنهجَ السَّلفيّ)، لعِلمِهِ بأنَّهم - علماء وأُمراء - يَنصرونَ الطَّريقةَ السَّلفيَّة طريقة التَّوحيد والسُّنَّة واحترام أئمَّة الإسلام - بمن فيهم الأئمَّة الأربعة - وأنَّهم لا يَدَّعُونَ الاِجتهاد، بل هُم حنابلَةٌ في الفتوى والقضاء، وأنَّهم أشدّ النَّاس مُباعدةً عَن البدع ومُحَارَبةً لها ولأهلِها مِن الرُّؤُوسِ (كالشِّيعَة الرَّوافض)...إلخ خصائص السَّلفِيِّين بعامَّة (ومنهم المالكيَّة كابنِ باديسٍ وإخوانِهِ، وغيرِهم) وأهل نجد (السُّعوديِّين) بخاصَّةٍ، الّذينَ نَبَزَهُم أعداؤُهُم بالوهَّابيَّة! ونَبَزُوا كُلّ مَن كان على الطَّريقة السَّلفيَّة فقالوا عن جمعيَّة عُلماء الجزائر: وهابيَّة، وعن ابن باديس: مُتَزَعِّمُ الوَهَّابِيَّة في قَسنطينة... وهكذا.
وهذا مِثالٌ على ما ذَكَرتُ:
ـ نَشَرَت جريدة "البصائر" (لسان حال جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريِّين)، في عددها (327) الاثنين:1-9 صفر1428هـ/19 - 26 فيفري2007م، (ص:6) مقالةً عنوانها: "في مذكّرات المستر "همفر": تذكرة لمن يتذكّر"، (خبَّط) كاتبُها: سلايميَّة و(خلَّط) كثيرًا، في زعمه أنّ بريطانيا أَوْجدت علماء يعملون على تمزيق وحدة المسلمين بقيامهم بالتّحذير مِن فتنة التّشيّع، لاسيّما في حرب لبنان الأخيرة، ثمّ استنتج من أهداف بريطانيا -اعتمادًا على مذكّرات همفر؛ الجاسوس طبعًا: "...3- التّشكيك في العلماء المصلحين المسيِّرين مع الفصل بينهم و بين الجماهير. 4- إيجاد علماء في الطّرف السُّنّيّ يكفِّرون الشِّيعة ويحذِّرون الأُمّة منهم، لأنّ الشِّيعة كما شهد بذلك الأعداء ومنهم الجاسوس همفر أكثر ارتباطًا بالعلماء، ويكفي أنّ المراجع في الشِّيعة هُم المتحكِّمون في رأي الجماهير". ثمّ استمرّ على ذلك الهُراء في "الجزء الثاني" مِن مقالته، المنشور في العدد (329)"الاثنين:15-22 صفر1428هـ/5 - 12 مارس2007م، (ص:17)"، ليكتب فصلاً عنوانُهُ: "همفر في عباءة محمّد"، وبعد أن جعل يُعدِّدُ إنجازات هذا الجاسوس، قال: ".. ويكون له الدّور الأكبر في بلورة شخصية (المصلح) محمّد بن عبد الوهّاب"!!!، ثمّ بعد فصلين يكتب تحت عنوان: ""همفر" في البصرة مع محمّد بن عبد الوهّاب": "...وهناك تعرَّف على محمّد بن عبد الوهّاب الّذي قال عنه أنّه يعرفُ اللُّغات الثّلاث: العربيّة والتّركيّة والفارسيّة"، وقال عنه: "كان شابًّا طَمُوحًا للغاية، عصبيَّ المزاج، ناقمًا على الحكومة العثمانيّة، أمّا حكومة فارس فلم يكن له شأنٌ بها"، وذكر "همفر" أنّ محمّد بن عبد الوهّاب كان متحرِّرًا ولا يُقيم أيَّ وزنٍ للمذاهب وليست له عداواتٌ مع الشِّيعة، ممّا يُؤكّد أنّ العداوة الحالية بين السّلفيّة والشِّيعة هي مِن صناعةِ أمريكا وإنجلترا.." إلخ ذلكم الهُرَاء.
ـ وقد رَدَدتُ عَلَيهِ حِينَها، بمقالةٍ عنوانُها: "عن الإمام المصلح محمّد ابن عبد الوهَّاب: ردُّ افتراءٍ"، نُشِرَ في: "البصائر"، في العدد (339)"الاثنين 26 ربيع الثاني-4جمادى الأول1428هـ/14 - 21 ماي2007م، (ص:21)"، أُورِدُ منهُ المقتطفات التَّالية:
"...أخصُّ بالحديث مِن هذا كلِّه، وفي هذا التّاريخ المحدَّد بالذّات، أمر (الإمام المصلح مجدِّدِ دينِ الإسلام وعقيدة التّوحيد في (جزيرة العرب) خاصّة، والعالم الإسلاميِّ عامّةً؛ محمّد بن عبد الوهّاب، فإنّه (رحمه الله) قد شُوِّهَ تاريخه وتاريخُ دعوته كثيرًا، وافتُريت عليه وأُلصقت بِهِ العظائم، وظُلِم ظلمًا كبيرًا مِن أعدائه الّذين ما عادوه إلاَّ مِن أَجلِ (دِينِهِ) و(عَقيدتِهِ) و(دَعوتِهِ).
لقد نُسِبت الأكاذيب والاِفتراءات إلى هذا الشّيخ في حياته وبعد مماته، للتَّشنيع عليه والتّنفير منه، ولقد طارت الرُّكبان بالشَّائعات حوله والاِتِّهامات، وقد حَوَت ووَعَت (مُذكّرات) أولئك السُّيَّاح الأوربّيِّين الَّذين تجوَّلُوا في جزيرة العرب قسطًا كبيرًا مِن الأوهام والجهالات - الّتي لا أساس لها مِن الصّحّة - عن تاريخ هذا الإمام، ولقد طفحت بالآراء الباطلة حول دعوته، حيثُ تَناقَلُوا تلكم الشّائعات وساقُوها مَساق المسلَّمات وصحيحِ الرِّوايات، وما هي إلاَّ محض افتراءات، هذا وتلكُم (المذكّرات) معروفٌ أصحابُها، ومُعيَّنٌ مصدرها، فما هو القول فيما كان مجهول المصدر، مجهول الهويّة؟...ومِن هذا القبيل: (المذكّرات) المزعومة لشخصٍ خياليٍّ؛ هُو (الجاسوس الإنجليزيّ) الّذي يُقال له: "همفر"، فقد كشف (التّمحيص) وإِعْمَالُ (التَّثبُّت)، أنّها مُذكّرات مصنوعةٌ موضوعة، لشخصيّةٍ (وهميّةٍ) لا حقيقة لها ولا وجود، وقد مُلئت كسابقاتها كذبًا وافتراءً على الإمام المصلح المجدِّد (ابن عبد الوهّاب)، وقد تلقَّف أعداءُ عقيدة التّوحيد الخالص، وأُولُو المعتقَد الفاسد، وأصحاب الخُرافة وأنصار البدعة الَّتي محاها الإمام محمّدٌ بدعوته وجهاده، وجدَّد على أنقاضها (الإسلام الصَّحيح) (النَّقِيّ الطَّاهِر) مِن كُلِّ شَائِبَةِ شِركٍ أو بدعة، تلقَّفُوا مِن هذه المذكّرات (المكذوبة) - انتقامًا مِن هذا الّذي هدم باطلهم - : أنّ هذا الإمام (صَنَعَهُ الإنجليز)، وأنّ دعوته (مخطَّطٌ بريطانيّ)، قد قامت على أموالهم و بدَعمِهم، فيقولُ شقيُّهُم - كذبًا وزُورًا -: "وفي عام (1125هـ - 1713) وقع في شراك الجاسوس الإنجليزي "همفر" وأصبح آلةً لمساعي الإنجليز لمحو الإسلام، ونشر عبد الوهاب ما أملى عليه الجاسوس مِن الأكاذيب باسمِ "الوهّابيّة"" اهـ.
تعليقٌ: قال اللهُ تعالى: »يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ« "الحُجُرات:6". كيف نعتمد على هُرَاءِ (كافرٍ نصرانيٍّ...نَكِرَةٍ مجهول)، كان يَشربُ الكأسَ إلى الثَّمَالة "كما في مذكّراته"، بل هُوَ يَذكرُ عن نفسِهِ الكذب "كما في مذكّراته في أكثرَ مِن موضعٍ"، كيف يُؤخذ بكلامه، ويُوثَقُ بنَقلِهِ، ويُسَاقُ هُراؤُه وافتراؤُهُ دُون بيانٍ وتفنيد، دفاعًا عن الحقِّ في شخصِ هذا الإمام ودعوته؟؟؟
"مذكّرات "همفر" باطلةٌ مِن أصلها و"همفر" شخصيةٌ وهميَّةٌ":
لقد أكّد الدّارِسون لهذه المذكّرات، أنّها مِن نسج خيالِ (فردٍ) أو (مجموعةٍ)؛ المقصودُ منها تشويه دعوة الإمام محمّدٍ بالكذب والاِفتراء، وهذه بعضُ أدلّةٍ على ذلك:
1- بتتبُّع التّواريخ المذكورة في (المذكّرات) يظهر لنا أنّ "همفر"! لمَّا التقى بالشّيخ (رحمه الله) كان عُمْرُ الشّيخ - الاِفتراضي - وقتئذٍ (عشر سنين !!)، وهذا أمرٌ لا يتناسب - بل يتناقض - مع ما ذُكر في المذكّرات مِن أنّ "همفر" تعرّف "على شابٍّ كان يتردّد على هذا الدّكّان، يعرف اللّغات الثّلاث: التّركيّة والفارسيّة والعربيّة، كان في زيِّ طلبة العلوم الدِّينية، وكان يُسمّى بـ (محمّد بن عبد الوهّاب)، وكان شابًّا طموحًا للغاية"اهـ. ويزعم "همفر" أنّه التقى به في البصرة سنة (1125هـ)، والشّيخ (رحمه الله) وُلد سنة (1115هـ) (1703م)؛ فيكونُ عمر الشّيخ وقتَ لقاءِ "همفر" به: عشر سنين! وهذا واضحٌ جدًّا في بطلان هذه المذكّرات جملةً وتفصيلاً.
2-ذكر في (المذكّرات) أنّ الشّيخ أظهر دعوته في سنة (1143هـ)، وهذا كذبٌ واضحٌ؛ حيثُ إنّ تاريخ إعلان الشّيخ دعوته هُو سنة (1153هـ)، كما في المصادر الموثوقة؛ كَـ"تاريخ ابن بشر" النّجدي، فانظر إلى هذا التّفاوت الواضح في التّاريخ.
3- لا نجِدُ ذِكرًا لهذه المذكّرات في سالِفِ الزَّمان؛ رغم حِرصِ أعداءِ دَعوةِ التَّوحيد على تَشويهِها، ونَشرِ كُلِّ ما يُسِيءُ إليها، وخروجُها في هذا الوقت المتأخِّر دليلٌ على افترائِها وتَلفِيقِها "انظر ما سيأتي حول طبعات هذه المذكّرات".
4- "همفر" هذا (نَكِرَةٌ) لا يُعرف؛ فأين هي المعلومات التّفصيليّة عنه؛ مِن حيثُ اسمه، ورتبته، وما يتعلّق بوظيفته ومهمّته مِن كتب ووثائق (الحكومة البريطانيّة)؟!
5- ما وُجد مِن نُسخ ترجمةِ هذه المذكّرات، لم يُذكر فيه أيّ معلوماتٍ عنها؛ مِن حيثُ النُّسخة الأصليّة الّتي تُرجمت عنها، وهل هي مطبوعةٌ أم مخطوطة؟ وبأيّ لغة؟!
6- المترجِم (نَكِرَةٌ) في الطبعات الموجودة.
7- تاريخ الشّيخ مِن مصادره الأصيلة الصّحيحة، يُكذِّب كلَّ التّكذيب ما ورد في هذه المذكّرات.
8- إنّ موقف (الحكومة البريطانيّة) مِن دعوة الشّيخ الإمام محمّدٍ ليس التّأييد والدّعم، وإنّما هُو العِداء والمحاربة؛ فبعد أن وَضع الإمام محمّد بن سعود يدهُ في يد الإمام محمّدٍ، وعاهده على النُّصرة والتّأييد، وقامت ما عُرف بالدّولة السّعوديّة الأولى، عاصمتُها "الدّرعيّة" - في رُبوع نجد -، وظهر سُلطانها، ومَكَّنَ اللهُ لها، وبدأت دولتُها تتَّسِع شيئًا فشيئًا، عندها رأت (الحكومة البريطانيّة المستعمِرة) قوّة أهل "نجد" خَطَرًا عظيمًا على مصالحها في "آسيا"، ورأى فيها حُكّام الأتراك نذيرًا بزوال مُلكهم أو ملك الحجاز مِن أيديهم، إذْ أنّ دولة ابن سعود وصلت إلى مشارف الشّام "الأردن"، فاتَّحَدَ الإنجليز والأتراك والمصريُّون (ثلاثةُ جُيُوشٍ) للقضاء عليها، فأمَرَ الأتراكُ الوالي محمّد علي باشا خديوي مصر، فشَنَّ الغارات على النَّجديِّين، وعلى بلاد الحجاز في سنة (1229هـ=1814م)، إلى أن قَضَوا عليهم، ودُمِّرت عاصمتهم "الدّرعيّة" سنة (1233هـ)، وجاءت (تهنئةُ الحكومة البريطانيّة)؛ إذ كان الحكّام الإنجليز مسرورين بهلاك النَّجْدِيِّين، فقد جاء وَفدٌ منهم، ووقف على أطلال "الدّرعيّة" المدمَّرة عن تخطيطٍ اشترك في الإِعداد له (الإنجليز) مع الأتراك، إذ انزعجوا مِن وجود هذه القوّة و(الدَّعوة الإِصلاحيّة السَّلفيَّة) في قلب الجزيرة، الَّتي أخذت في التّوسّع، وقدّمت التَّهاني والهدايا بهذا النَّصر! وهكذا عملت الحكومة التّركيّة والمصريّة على التَّشنيع على أهل نجد، وكذلك عامَّةُ سُيَّاح أوربّا مِن الإنجليز وغيرهم، وقد كان مِن مُؤرِّخيهم مَن يَتَلَذَّذُ بذِكْرِ الأساطير الباطلة عن الشّيخ ودعوتِهِ ودولةِ أَنصارِهِ مِن بعدِهِ "إذ تُوفِّي (رحمه الله) سنة: 1206هـ= 1792م"، وجعلوا يُردِّدون التُّهم المكذوبة عليه، وكانت كُلّما قامت حركةٌ إسلاميَّةٌ في العالم الإسلامي، ورأى الأوربّيُّون فيها خطرًا على مصالحهم وقَضَاءً على نُفُوذِهِم رَبَطُوا حِبَالَهَا بالوَهَّابيّة النَّجديَّة"، كما فعلت فرنسا تَمَامًا في الجزائر واضطَهَدت العُلماء السَّلفيِّين المُصلِحين (ابن باديس والعُقبيّ وإخوانهما).
قال (عدوُّ الإسلام والمسلمين) "مَاسِينْيُونْ" ومَن معهُ مِن المستشرِقِين في كتابهِم: (وِجهة الإسلام): "حِزب السَّلَفِيِّين المُتَشَدِّدِين الَّذِي يَنزِعُ نَزعَةً نِصْف وَهَّابِيَّة ... هذا الحِزب.... صار لَهُ بعضُ التَّأثِير بسَبَبِ برنامجِهِ المُنطَوِي على الرُّجُوعِ إلى تَعَالِيمِ القُرآن الَّتي لم يَتَطَرَّق إليها الفَساد، وأَكبرُ لِسَانٍ مُعَبِّرٍ عن هذا الحِزب صحيفة "الشِّهاب" الَّتي تُنشَر بالعربية في قسنطينة ويُدِيرُها عبد الحميد بن باديس..."ا-.
هذا كانَ ردُّنَا على (سلايميَّة) فيما مضى. وأنتَ ترى - أيُّها القارئُ- أنّ النَّائِب (فلاَّحِي) على خُطَى (سلايميَّة) في طَمْسِ الحقائق والتَّرويجِ للاِفتِرَاء وتَردَادِ الأكاذيب وسَوْقِها مَساقَ مَا صحَّ وثَبَتَ إِمْعَانًا في التَّلبِيس وسَعيًا في الفِتنَة وكَيْدًا لِلأَبرِياءِ، وأنَّ مُخَطَّطَهُما واحِدٌ وهدَفَهُمَا مُتَّحِدٌ وأسلوبَهُمَا في حربِهِما لدعوةِ الحقِّ مُتَطَابِقٌ، وأقربُ مثالٍ: أُسطورةُ (همفر)، والمقصودُ منهَا (كما يقال ضرب عصفورينِ بحجَرٍ واحِدٍ): التَّنفَير مِن الحقِّ باسمِ القَضَاءِ على الوهَّابيَّة (أَعظَم عَقبَة في طريقِهِم)، وتَلمِيع صُورَة الشِّيعَة والتَّرويج لمذهبِهِم. وعليهِ: فما رَدَدنا بِهِ على ذَا هُوَ رَدٌّ على ذاكَ. وهذهِ هِيَ الوَقفةُ الأُولَى معَ النَّائِب (فَلاَّحِي).
الوقفةُ الثَّانية مع (النَّائِب)، بلْ: (النَّائِبَ ة= المُصيبَة والفاجِعَة) (عدَّة فلاَّحِي):
يقولُ (أبطلَ اللهُ كَيدَهُ ودَمَّرَ تَدْبِيرَهُ): "وإذا كان السَّلفيُّون بأُمرائهم وعلمائهم يُنكِرون هذه الأقوال الَّتي تهزُّ عَرشهم - يعني: أكاذيب (همفر) -، فهل مِن حَقِّهم التَّشكيك في الآخرين والقول مثلاً بأَنَّ مُؤسِّس الشِّيعة هُو مِن أَصلٍ يَهودِيٍّ"اهـ. هُنا انفضَحَ المَستُور؛ وهُوَ إحدى الغايتينِ: تبرئَةُ مَذهبِ الشِّيعَةِ الرَّوَافِض، والغايةُ الأخرى: إِزَاحَةُ صخرَةُ السَّلفيَّة الَّتي تتكسَّرُ عليهَا المذاهِبُ الزَّائِفَة والنِّحَلُ الضَّالَّةُ، ومِن ثَمَّ يَخلُو الجوُّ للشِّيعَةِ ووُكَلاَئِهِم ونُوَّابِهِم عندنَا لِيَعيثُوا في أرضِنَا وعُقُولِ قَومِنَا فسادًا، ويَسْرَحُوا في بلادنا دُونَ رَقيبٍ ولا حَسيبٍ.
ونَكتَفِي في جوابِهِ: بأنَّ الرَّوافِض (= شِيعَة البَاطِل) قد اعترفُوا (أنفُسُهُم) بأنَّ مُخترِعَ ضلالَتِهم ومُؤَسِّسَ نِحْلَتِهِم هُوَ اليهوديُّ: (عبد الله ابن سبأ) المعروف (بابنِ السَّوْدَاء)، وإلى مَن قَد يَغترُّ بتَلبِيسِكَ: هذه النُّقول عَن أَمِينٍ من الأُمَناء ومُدَافِعٍ عن مصالحِ الأُمَّة وعن دِينِها بحقٍّ - لا كأمثالِ (النَّائِبَة) وصاحِبِه في خِيانَاتِهِما وتَلبِيسَاتِهِما (أَرْغَمَ اللهُ الكائِدِين) -:
الشِّيعةُ يَعْتَرِفُون بمُختَرِعِ ضلالتهِم عبد الله بن سبأ اليهوديّ:
يقول العلاَّمة محبّ الدِّين الخطيب (رحمه الله) - الصَّحافيُّ المُجاهِد، صاحب مجلَّة "الفتح" الشَّهيرة بنِضَالِها عَن قضايا العالم الإسلاميّ والمغرب العربيّ، وهُوَ هُوَ (رحمهُ اللهُ وتقبَّلَ جِهَادَهُ) -، يَقُولُ عن عبد الله بن سبأ: "الَّذِي اخترَعَ للشِّيعة عقيدةَ أنّ عليًّا وصيُّ محمّدٍ (صلَّى الله عليه وسلَّم) كما كان يُوشَع وصيَّ مُوسَى... وجاء بعدهُ مُخترِعٌ آخر وهو شيطان الطّاق محمّد بن جعفر الرَّافِضيّ الَّذِي ابتدع أُكذوبةَ أنَّ الإِمامةَ مَعهُودٌ بها إلى أشخاصٍ بأعيانِهِم" "التّعليق على "منتقى مِنهاج الاعتدال للحافظ الذَّهبيّ" (ص419)".
ويقولُ محبّ الدِّين:
"نقل المامقاني في كتابهم "تنقيح المقال" (2/184) عن محمّد بن عمر الكشي ـ رأس علمائهم في الجرح والتّعديل وأوّل من فتح لهُم بابَ التَّأليفِ فِيهِ ـ ما نصُّه: "وذَكَرَ أهلُ العلم أنَّ عبد الله بن سبأ كان يهوديًّا فأسلم ووَالَى عليًّا، وكان يقول ـ وهو على يهوديتّه ـ في يوشع بن نون (وصيّ موسى) فقال في إسلامه في عليٍّ مثل ذلك". فهذا نصٌّ عنهم صريحٌ صحيحٌ بأنّ مخترِع لقب (الوصيّ) لعليٍّ هُوَ عدوُّ الله ابن سبأ....فإنّ الخبر اليقين هو الّذي نقله المامقاني عن الكشّي عن علمائهم أنّ صاحب الحقّ في هذا الاِختراع هو ابن سبأ اليهوديّ، وهذه بضاعتُهُم رُدَّت إليهم، هُم أحقُّ بها وأهلُها، فَلِيُكذّبوا عُلماءَهم إِن شاءوا، أو ليُكذّبوا الكشي في نَقلِهِ عن علمائهم إن شاءوا، ونحن يَكفينا أن يَتسَلسَلَ الخبر مِن ابن سبأٍ إلى علمائهم إلى عالمهم الكشي حتّى يستقرّ في كتاب "تنقيح المقال" أكبر وأَحْدَث كتبهم في الجرح والتّعديل. وبذلك برَّأَ الله نبيّهُ (صلَّى الله عليه وسلَّم) من هذه التّهمة....بل برَّأَ اللهُ آخر رسالاته مِن أن تُوصَمَ بهذا (الاِحتكار) الّذي تَكُونُ به الأمَّةُ يتيمةً مَسلوبةَ التّصرّف تحت أوصياء مِن البشر آخرهم لم يلد ولم يولد، وهي مِن بعدِ الّذي لم يلد ولم يولد - بل من بعد أبيه- تائهةٌ ضائعةٌ راسِفَةٌ في قُيودها بين الأُمم، بينما رسالةُ الإسلام جاءت لتحرير الإنسانية كلّها، وإطلاق العُقول في الأخذ عن ينبوع هذه الهداية العظمى بالغة راشدة ليس عليها قيّم ولا وصيّ إلاَّ هذا الشَّرع العالميّ القَوِيم""التّعليق على "المنتقى" (ص318 - 319)".
ويقول محُبّ الدِّين:
"الشِّيعة مُعترِفُون بأنّ أوّل مَن قال بالوصيّة لعليٍّ ابنُ سبأ كما ذكره المامقاني في "تنقيح المقال" (2/184) نقلاً عن الكشّي. وابنُ سبأ - مخترع خُرافة الوَصِيَّة- لم يكن معروفًا للمسلمين زمنَ النّبيّ (صلَّى الله عليه وسلَّم)، فالنّبيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) لم يذكر الوصيّةَ ولم يَسْمَعْ بها" "التّعليق على "المنتقى" (ص459)".
- وإليكَ - أيُّها القارئ ما يُؤكِّدُ هذا أكثرَ -:
سَعْيُ الشّيعةِ لإبطالِ حُكْمِ القرآنِ وَالشَّريعة المحمّديّة بالافتراءِ على أئمَّةِ آلِ البيتِ:
يقولُ مُحبّ الدِّين: "وشَهوةُ الرّافضة في نَسْخِ حُكْمِ القرآن واتّهام الأئمّة بالعمل بشرائع اليهود لا تنحصرُ في الماضي بل تتعدّاه إلى المستقبل، وقد نقلنا في هامش (ص313) عن بُخَارِيّهم الّذي يُسَمُّونَهُ "الكافي" للكليني أنّ فيه بابًا عنوانه: "باب في أنّ الأئمّة إذا ظهر أَمرُهُم حَكَمُوا بحُكمِ داود وآل داود ولا يُسأَلُون البَيِّنَة"، ونَعُوذُ باللهِ من النَّكْسَةِ بتَعْطِيلِ آخِرِ رسالاتِ اللهِ أَكمَلِها وأَعَمِّهَا، إلى رسالاتٍ مَحدُودةٍ نَسَخَهَا اللهُ وأَغْنَى الإِنسانيَّةَ عَنهَا" "التّعليق على "المنتقى" (ص356)".
ويقولُ مُحبّ الدِّين في موضعٍ آخر: "أي: أنّهم يَنْسَخُون الدِّينَ المحمّديّ ويَرجِعُون إلى دين اليهود" "التّعليق على "المنتقى" (ص313)".


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 16 Feb 2014 الساعة 12:50 PM
  #2  
قديم 16 Feb 2014, 12:50 PM
أبو عبد الله محمّد الذّهبي أبو عبد الله محمّد الذّهبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الجزائر - البليدة - موزاية
المشاركات: 183
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الله محمّد الذّهبي
افتراضي

عله استدراك من جريدة الشروق ::: ولكنه كما وصفت " رائع " وإن كان متأخراً ::

https://www.facebook.com/37414249937...type=1&theater
  #3  
قديم 16 Feb 2014, 03:26 PM
أبو مالك أبو بكر حشمان أبو مالك أبو بكر حشمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
إرسال رسالة عبر ICQ إلى أبو مالك أبو بكر حشمان
افتراضي

أحسن الله إليك أخي محمد على هذه الجهود .

ووفقك الله إلى فضح أمثال هؤلاء ، وجعل ذلك في ميزان حسناتك .
  #4  
قديم 16 Feb 2014, 04:01 PM
أبو عبد الله سليم عنون الجزائري أبو عبد الله سليم عنون الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: بومرداس الجزائر
المشاركات: 42
افتراضي

هذا رد على مقال لعدة فلاحي بعنوان :

السلفية الوهابية صناعة مخابراتية؟

يوم : 2014/02/13

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/194874.html
  #5  
قديم 16 Feb 2014, 05:23 PM
حسان البليدي حسان البليدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: وادي العلايق - البليدة
المشاركات: 340
افتراضي

السلام عليكم واخيرا جريدة الشروق قالت كلمة حق في المروجين للفكر الشيعي في بلدنا الجزائر
  #6  
قديم 16 Feb 2014, 05:30 PM
أبو عبد المحسن زهير التلمساني أبو عبد المحسن زهير التلمساني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: تلمسان حرسها الله من الشرك والبدع
المشاركات: 394
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". رواه مسلم
الحمد لله على هذه البشارة
  #7  
قديم 16 Feb 2014, 06:27 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي

جزاكم الله خيراً على نشر هذه الصّيحة العزيزة في نصرة الحق وكسر شوكة الباطل.

ولعلّ القارئ اللّبيب يبصر بعين الحقيقة، من احتضن فكر سلايميَّة في بداية زيغه وبزوغه، ومن فتح له ذراعيه ليكتب بقيحه وقيئه على صفحات جرائده، ومنابر دعوته، وهل صنع الرفض في بلادي إلاّ الحزبيّون ومن على دعوة التوحيد يحقدون؟

سبع سنواتٍ مضت على تاريخ نشر ذاك المقال العفن، ولم يكن حينها الكاذب الأفاّك إلاّ مسودّة لمشروعه الذي أظهره اليوم للعلن، وفي هذا عبرة للأغيار بما فرّطنا فيه في نصرة منهج الحقّ وأعراض البررة الأخيار.

ردّنا الله إليه ردّاً جميلا، وعفا عنّا بمنّه وكرمه.
  #8  
قديم 17 Feb 2014, 11:05 AM
أبوعبد الرحمن صدام حسين شبل أبوعبد الرحمن صدام حسين شبل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: ولاية سطيف/الجزائر
المشاركات: 291
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي أبو معاذ
و خاب سعيكما يا سلايمية و يا فلاحي
اللهم احفظ بلدنا الجزائر من شر هؤلاء و أعزّه بالتوحيد والسّنة
.
  #9  
قديم 19 Feb 2014, 06:17 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

بارك الله فيكم.

هل المقال لمحمد بن يحيى المدرس بمدينة برج أم نائل ببومرداس؟
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013