منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 03 Feb 2017, 08:20 PM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي (فائدة) من مبتكرات القرآن التقييد و التخصيص.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله على نبيه و مصطفاه و آله وصحبه و من والاه و بعد :





قال الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير و التنوير" (مجلد1/ص120) , ساردا أضربًا من المبتكرات القرآنية في البلاغة و الخطابة و النظم و القصص : (و أعدّ من جملة ذلك أنه جاء بالجمل الدالة على معانٍ مفيدة محررة شأن الجمل العلمية والقواعد التشريعية,فلم يأت بعموميات شأنها التخصيص غير مخصصة , و لا بمطلقات تستحق التقييد غير مقيدة , كما كان يفعله العرب لقلة اكتراثهم بالأحوال القليلة و الأفراد النادرة ,مثاله قوله تعالى : {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون} وقوله: {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير (أ)هدى من الله} فبيّن أنّ الهوى قد يكون محمودا إذا كان هوى المرء عن هدى , وقوله{إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} ).اهـ


و في تلك الأمثلة التي سردها العلامة ابن عاشور –رحمه الله- تدليل على الابتكار القرآني المقصود بالبيان , ففي مثل قوله تعالى : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون} (الآية 95 سورة النساء) بيانٌ لما كان شأنه التقييد فقُيِّد و لم يهمل , لكيلا يظلم أحد شيئا , و لا يحمّل اْمرء ما لا يطيق من جهد , و المعنى لا يستوي القاعدون من المؤمنين و المجاهدون منهم عند الله, فلكل مكانة بحسب بذله و جهده , إلاّ أن يكون القاعد من أولي الضرر , فإنه غير مقصود بالمفاضلة , و هو التقييد المقصود من عموم المفاضلة بين العامل و العاطل و لو كان من المؤمنين ,و لذلك يقول ابن كثير رحمه الله تعالى : (فقوله تعالى :{لا يستوي القاعدون من المؤمنين}كان مطلقا ، فلما نزل بوحي سريع:{غير أولي الضرر}صار ذلك مخرجا لذوي الأعذار المبيحة لترك الجهاد - من العمى والعرج والمرض - عن مساواتهم للمجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم.


ثم أخبر تعالى بفضيلة المجاهدين على القاعدين ، قال ابن عباس: {غير أولي الضرر}وكذا ينبغي أن يكون لما ثبت في الصحيح عند البخاري من طريق زهير بن معاوية ، عن حميد ، عن أنس ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ، ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه "قالوا : وهم بالمدينة يا رسول الله ؟ قال:"نعم حبسهم العذر"(1) ).اهـ


وقد ساق قبل ذلك الإمام ابن كثير –رحمه الله- حديث البخاري -رحمه الله- عن البراء –رضي الله عنه- في نزول الآية و اعتذار ابن أم مكتوم-رضي الله عنه – وقت نزولها و كتابتها بالعمى المانع من الجهاد , فكان أن نزل الله قوله :{غير أولي الضرر} (2) , و أورد البخاري –أيضًا- طريقا أخرى ساقها ابن كثير –أيضا- من حديث زيد بن ثابت –رضي الله عنه- يصف فيها كيف كان نزول الوحي بقوله تعالى :{غير أولي الضرر} فيقول –رضي الله عنه-: (فأنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفخذه على فخذي ، فثقلت علي حتى خفت أن تُرَّضَ فخذي ، ثم سري عنه ، فأنزل الله : (غير أولي الضرر)(3).


و في الثاني من قوله تعالى : {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} (الآية 50 سورة القصص) يقول الإمام ابن جرير الطبري –رحمه الله – في تفسيره : (يقول تعالى ذكره : {وَمَنْ أَضَلُّ}عن طريق الرشاد, وسبيل السداد ممن اتبع هوى نفسه بغير بيان من عند الله, وعهد من الله)اهـ


يشير ابن جرير-رحمه الله- إلى المعنى في تقييد المطلق من مبتكرات القرآن , إذ حكم بالضلالة , بل بغاية ما يكون منه , فقال :{ومنْ أضل} و المعنى لا أحد أضلُّ من الذي اتبع هواه , ثم عطف بقوله تعالى : { بغير هدًى من الله} أي : إلا أن يكون هواه موافقا لمراد الله , منساقا في مراضيه , ببيان الله و هداه . و في بيان معنى العموم المنفيِّ المأخوذِ من قوله تعالى :{و من أضلُّ} يقول ابن عاشور –رحمه الله-: (و {مَنْ}اسم استفهام عن ذات مبهمة وهو استفهام الإنكار فأفاد الانتفاء فصار معنى الاسمية الذي فيه في معنى نكرة في سياق النفي أفادت العموم فشمل هؤلاء الذين اتبعوا أهواءهم وغيرهم).اهـ


و يقول –رحمه الله- تتميما لبيان المعنى : (وقوله {بغير هدى من الله} الباء فيه للملابسة وهو في موضع الحال من فاعل {اتبع هواه} وهو حال كاشفة لتأكيد معنى الهوى لأن الهوى لا يكون ملابساً للهدى الرباني ولا صاحبه ملابساً له لأن الهدى يرجع إلى معنى إصابة المقصد الصالح).اهـ


-هذا تمام ما أحببت الإفادة به , فإن كان من صواب في الجمع فمن توفيقه و هداه , وإن كان من زلل فمن نفس عجولة ! و لعلي أطرح ختاما اشكالا على تفسير العلامة ابن عاشور للآية الأخيرة , و ذلك حين حكمه باعتبار قوله تعالى : { بغير هدى من الله} في موضع حالٍ كاشفةٍ لتأكيد المعنى!

إذ كيف يصح هذا الاعتبار للكشف , و قد اعتُبِرَ قبلُ التقييد!


و لا شك أن الكشف و التقييد متنافران , فالكشف زيادة إظهار و بيانٍ , و التقييد تخصيص للمفهوم , كما هو معلوم! فهل كلام ابن عاشور من باب ذكر الأوجة المتعددة في التفسير , أم أن للاشكال صورة جمعٍ لم يدركها فكري الهزيل ,ورحم الله امرءً علّق فأفاد.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(أ) في تفسير العلامة الطاهر سقط قوله تعالى :{بغير} , فليصحح من عنده التفسير.
(1)صحيح البخاري .كتاب المغازي حديث رقم 4423.مسند الإمام أحمد.رقم12874.
(2) صحيح البخاري.كتاب الجهاد رقم 2831.
(3) صحيح البخاري.كتاب الجهاد رقم 2832.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي ; 03 Feb 2017 الساعة 09:37 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013