أهمية بيان حال البلد للمفتي،وخطورة تنزيل فتوى العالم على غير الواقع الذي صدرت فيه الفتوى للشيخ سليمان الرحيلي-حفظه الله-

[أبو الحسن نسيم]

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فإن من المسائل المهمة التي يحتاج إليها ما يتعلق بالفتوى وخطأ تنزيل فتوى العالم على غير الواقع الذي أفتى فيه،أو عدم تصوير الحال للعالم عند استفتائه،مما يؤدي إلى المفاسد الكثيرة،وقد نصح الشيخ العلامة سليمان الرحيلي-حفظه الله- حول هذا الموضوع،فأحببت أن أتحف به إخواني.


قال الشيخ العلامة سليمان الرحيلèحفظه الله- في دورة فقه المعاملات المالية المعاصرة شريط السادس:

(إن من الأصول المتقررة عند أهل العلم مراعاة حال المستفتي،فحال المستفتي أو الحال تؤثر في النظر إلى القضايا وحال المستفتي قد تكون عامة في البلد وقد تكون خاصة بالمستفتي،فينبغي على المفتي أن يعرف حال من يستفتيه أو حال البلد الذي يستفتى عن واقعة فيه،حتى لا يخطأ الحكم أو لا يترتب على فتواه مفسدة متعدية وينبغي على المستفتي إذا استفتى أحدا من أهل العلم ليس من البلد أن يبين له الحال وأن يوضح حال البلد أو حال المستفتي،وهذا الأمر مهم جدا لأننا نرى بعض طلاب العلم يجد فتوى لعالم في صورة عامة فينزلها على الوقائع الخاصة بدون النظر إلى اختلاف الأحوال وقد يجد فتوى لعالم في مسألة وقعت في بلد كأن تكون مسألة في السعودية مثلا ثم يقوم بنقلها مثلا إلى الإمارات من غير نظر إلى حال البلد أو يقوم بنقلها إلى مثلا إلى أذربيجان من غير نظر إلى حال البلد،والمسألة مما تختلف باختلاف الأحوال وقد يفتي العلماء في مسألة على السلامة ،على الأصل،لكن يكون الحال في بلد مختلفا،فتكون المسألة عند بعض طلاب العلم في بلد من البلدان من باب ارتكاب أخف الضررين،الأصل المنع ويفتي العلماء بالمنع لكن قد يأتي بعض طلاب العلم في بلد في مدينة في مسألة فيكون بين مفسدتين إحداهما أكبر من الأخرى ويتعين عليهم الطريق،فيرتكبون مفسدة هي أخف من المفسدة الكبرى فلا يجوز هنا أن تنقل فتوى العالم في أصل المسألة وسلامة الحال على هؤلاء طلاب العلم الذين قاموا بهذا العمل في هذا الحال أنا أقول هذا لأن إدراك هذا الأمر يجنبنا كثيرا من المشاكل إدراك المفتين للأحوال وتغيرها،وبيان المستفتين للحال وحقيقته وإدراك طلاب العلم إلى مسألة تغير الأحوال يجنبنا الكثير من المشاكل فبعض الناس مثلا يريد أن يكون إخواننا في الأقليات الأروبية في جميع الأحوال كحالنا في السعودية وهذا لا يمكن ففرق كبير بين حال بلد التوحيد والسنة وبين حال إخوان يعيشون في وسط الكفار فلا بد من النظر في هذا الأمر سواء فيما يتعلق بالأحكام أو فيما يتعلق بالأحكام على الوقائع التي تقع من بعض طلاب العلم بالميزان الشرعي الصحيح حتى نقر الحق ونتجنب الباطل والمفاسد وهذا من الأهمية بمكان ولذلك أنا أحث طلاب العلم الكبار في كل بلد أن يحرصوا على بيان حقيقة البلد لعلمائنا الذين يتولون الفتوى)