منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 Apr 2017, 12:10 AM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي ترك الناس الدعاء لولي الأمر على قسمين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
[فقد ذكر أهل العلم أن من لوازم البيعة النصيحة للسلطان، ومن النصيحة الدعاء لهم بالتوفيق والتسديد والصلاح وأن يهيأ الله لهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وأهله وتحذرهم من الشر وأهله.
قال شيخ الإسلام ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع الفتاوى)): ((من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر، ومن النصح: الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة؛ لأن من أسباب صلاح الوالي ومن أسباب توفيق الله له: أن يكون له وزير صدق يعينه على الخير، ويذكره إذا نسي، ويعينه إذا ذكر، هذه من أسباب توفيق الله له)) اهـ.
والسلفيون يرون أن من السنة الدعاء لولاة الأمور بالخير والصلاح والسداد والتوفيق للحكم المسلم البر منهم أو الفاجر] [1].
وأما ترك الدعاء للسلطان فالناس فيه على قسمين:
القسم الأول: من ترك الدعاء لولي الأمر ديانة، بحجة أنهم ظلمة وفسقة وفجرة ويحكمون بغير ما أنزال الله [2]، وهذا مذهب الخوارج من القصبيين والسروريين ومن لف لفهم ودار في فلكهم من أهل الأهواء والبدع.
سئل العلامة ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع الفتاوى)): ((ومن يمتنع عن الدعاء لولي الأمر - حفظك الله -؟
فأجاب: هذا من جهله، وعدم بصيرته؛ لأن الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات، ومن أفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده، ((والنبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: إن دوسا عصت وهم كفار قال: اللهم اهد دوسا وائت بهم)). فهداهم الله وأتوه مسلمين.
فالمؤمن يدعو للناس بالخير، والسلطان أولى من يدعى له; لأن صلاحه صلاح للأمة، فالدعاء له من أهم الدعاء، ومن أهم النصح: أن يوفق للحق وأن يعان عليه، وأن يصلح الله له البطانة، وأن يكفيه الله شر نفسه وشر جلساء السوء، فالدعاء له بالتوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل وصلاح البطانة من أهم المهمات، ومن أفضل القربات، وقد روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: (لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان)، ويروى ذلك عن الفضيل بن عياض رحمه الله)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((لقاء الباب المفتوح)): ((الذي لا يدعو للسلطان فيه بدعة من بدعة قبيحة، وهي: الخوارج -الخروج على الأئمة- ولو كنت ناصحاً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم لدعوت للسلطان؛ لأن السلطان إذا صلح صلحت الرعية، أما بعض الناس إذا رأى من سلطانه انحرافاً وقيل: ادع الله أن يهديه، قال: لا لا هذا لن يهديه الله، ولكن أدعو الله أن يهلكه إذاً! كيف لا يهديه الله، أليس الله هدى بعض أئمة الكفر؟!! هداهم)) اهـ.
القسم الثاني: من ترك الدعاء لولي الأمر كسلًا أو تهاونًا، فهذا قد ترك ما استحبه سلفنا الصالح.
وهذا جملة من أقول أهل العلم من السابقين في تقرير أن الدعاء للسلطان سنة سلفية.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله كما في ((شرح السنة (((للبريهاري (ص 51): (لو أن لي دعوة مستجابة، ما صيرتها إلا في الإمام(.
والمعنى المراد من هذه الكلمة: ((إذا جعلتُها في نفسي لم تَعْدُني، وإذا جعلتُها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد ((.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: (وأني لأدعو له بالتسديد والتوفيق – أي: الإمام - في الليل والنهار - والتأييد، وأرى ذلك واجباً علي).
وقال الإمام الآجري رحمه الله في ((الشريعة)) ((قد ذكرت من التحذير من مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله تعالى، عن مذهب الخوارج، ولم ير رأيهم، وصبر على جور الأئمة، وحيف الأمراء، ولم يخرج عليهم بسيفه، وسأل الله تعالى كشف الظلم عنه، وعن المسلمين، ودعا للولاة بالصلاح)) اهـ.
وقال الطّحاوي رحمه الله في ((عقيدته)): ((وَلَا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى أَئِمَّتِنَا وَوُلَاةِ أُمُورِنَا وَإِنْ جَارُوا، وَلَا نَدْعُو عَلَيْهِمْ)).
وقال رحمه الله أيضا: ((وَنَدْعُو لَهُمْ بِالصَّلَاحِ وَالْمُعَافَاةِ)) اهـ.
وقال الإمام البربهاري رحمه الله في ((شرح السنَّة)): ((وإذا رأيتَ الرَّجلَ يدعو على السلطان فاعلم أنَّه صاحبُ هوى، وإذا رأيتَ الرَّجلَ يدعو للسلطان بالصّلاح فاعلم أنَّه صاحبُ سنَّةٍ إن شاء الله)) ثم نقل كلام الفضيل بن عياض.
وقال الإمام أبو إسماعيل الصابوني رحمه الله في ((عقيدة السلف أصحاب الحديث)): ((ويرى أصحاب الحديث الجمعةَ والعيدين وغيرهما مِن الصلوات خلف كلِّ إمامٍ مسلمٍ، برًّا كان أو فاجرًا، ويرون جهادَ الكفرة معهم وإن كانوا جوَرَةً فجَرةً، ويرون الدعاءَ لهم بالإصلاح والتوفيق والصّلاح وبسط العدل في الرَّعيَّة)) اهـ.
وقال الإِمام الحافظ أبو بكر الإِسماعيلي رحمه الله في ((اعتقاد أهل السنة)): ((ويرون جهاد الكفار معهم، وإن كانوا جورة، ويرون الدعاء لهم بالصلاح)) اهـ.
وقال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في ((جامع بيان العلم)): ((نشدني أحمد بن عمر بن عبد الله لنفسه في قصيدة له:
نسأل الله صلاحًا للولاة الرؤساء * * * فصلاح الدين والدنيا صلاح الأمراء
فيهم يلتئم الشمـل على بعد الثناء * * * وبهم قامت حدود الله في أهل العداء
وهم المغنون عنا في مواطين العناء * * * وذهاب العلم عنا في ذهاب العلماء
فهم أركان دين الله في الأرض الفضاء * * * فجزاهم ربهم عنا بمحمود الجزاء)) اهـ.
وقال ابن المنير رحمه الله في ((الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال)) نُقل عن بعض السلف أنه دعا لسلطان ظالم:
فقيل له: أتدعو له وهو ظالم ؟
فقال:إِي والله أدعو له، إِن ما يَدفعُ الله ببقائه، أعظمُ مما يندفع بزواله.
ثم قال ابن الُمنِّير: لاسيما إِذا ضُمِّن ذلك الدعاء بصلاحه وسداده وتوفيق ((اهـ.
وقال الحافظ النووي رحمه الله في ((المجموع شرح المهذب)): ((فأما الدعاء لائمة المسلمين وولاة أمورهم بالصلاح والإعانة علي الحق والقيام بالعدل ونحو ذلك ولجيوش الإسلام فمستحب بالاتفاق والمختار انه لا بأس بالدعاء للسلطان بعينه إذا لم يكن مجازفة في وصفه ونحوها والله اعلم)) اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((السياسة الشرعيَّة)): ((ولهذا كان السَّلَفُ كالفُضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون: لو كان لنا دعوةٌ مجابةٌ لدعونا بها للسلطان)) اهـ.
وقد جاء عن السلف مصنفات خاصة في ذلك منها: ((دعائم الإسلام في وجوب الدعاء للإمام)) ليحيى بن منصور الحراني الحنبلي المعروف بابن الحبشي ترجمته في ((ذيل طبقات الحنابلة)) لابن رجب [3].
اللهم أصلح ولاة أمورنا وولاة أمور المسلمين وهيئ لهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الحق وترشدهم إليه، ووفقهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين يا رب العالمين.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 16 رجب سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 13 أبريل سنة 2017 ف

[1] ما بين المعكوفتين مستل مع شيء من التهذيب من ردي على الحلبي بعنوان: وقفات مع الحلبي في تحقيقه لرسالة ((نصيحة الملك الأشرف)) (وفيها موافقته للقطبيين).
[2] يكفر من حكم بغير من أنزل الله إذا استحل ما حرم الله وهو عالم غير مكره أو يرى أن التحاكم للقوانين الوضعية أحسن من شرع الله أو مساوية له واعتقده جائزا.
[3] هذا النقولات السلفية أخذتها من ردي السابق على الحلبي.

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, مسائل, الدعاءلولاةالأمر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013