منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » مــــنـــتــدى الـــلـــغـــة الــعــربـــيـــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 Sep 2010, 10:18 PM
نجيب جلواح نجيب جلواح غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4
افتراضي تَشْنيفُ الآذان بتقويم اللِّسان


بسم الله الرحمن الرحيم




﴿ تَشْنيفُ الآذان بتقويم اللِّسان




الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الأمين و على آله و صحبه أجمعين أما بعد :

فقد اختصّتِ اللّغةُ العربيّةُ بخصائصَ عديدةٍ ، و لها مِيزاتٌ كثيرةٌ ، و إنّ مِن أعظمِ ما اختصّـتْ به أنّ اللهَ تعالى أنزلَ بها خيرَ كتبِهِ و أحسنَ شرائعِ دينِهِ ، فهي لغةُ القرآنِ الكريمِ ، قالَ اللهُ تعالى : ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ يوسـف : 2 ]و قالَ أيضاً : ﴿وَ لَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[ الزّمر : 27- 28 ] وقالَ : ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [ فصّلت : 3 ] وقالَ :﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَاإِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا [ الشّورى : 7 ] .

فارتباطُ الإسلامِ باللّغةِ العربيّةِ ارتباطٌ مَتينٌ ، لذا لا يمكنُ فصْلُ العربيّةِ عن الدّينِ ،لأنّ القرآنَ الكريمَ نزلَ بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ، وسنّةُ نبيِّ الإسلامِ – عليهِ الصّلاةُ و السّلامُ -لا تُفْهَمُ و لا يُدركُ ما فيها مِن أحكامٍ إلاّ باللّغةِ العربيّةِ . و الإلمامُ باللّغةِ العربيّةِ و إتقانها ، و التّعمُّق في معرفةِ معانيها ، و التّبحُّر في إدراكِ مبانيها و أساليبها مِن أبرزِ أسبابِ صِحّةِ فهْم المسلمِ لدينِ اللهِ تعالى ؛ وذلك لأنّ ممّا يُتوصّلُ به إلى إدراكِ معاني النّصوصِ فَهْمَ العِباراتِ على ما وُضِعتْ له في أصلِها اللُّغويِّ لا بحسبِ ما يُمليهِ العقلُ وحدَهُ ، و لذلك كانتْ معرفةُ اللُّغةِ العربيّةِ مِن شروطِ الاجتهادِ ، و كان الجهلُ بها سبباً للْهَلَكَةِ .

و إنَّ مِن العلومِ النّافعةِ ، المتعدّيةِ إلى غيرها : عِلْمَ النّحْوِ ، فهو أُسُّ العُلومِ الشّرعيّةِ ، وأصلٌ مِن أُصولها ، فَبِهِ تُعرفُ مـدارِكُ الأحكامِ ، و بِهِ يَستقيمُ اللّسانُ و البَنانُ - نُطقاً و خَطّاً - . لذا يَنبغي لمن يريدُ التّفقُّهَ في الدّيـنِ ، أنْ يُقدِّمَ على ذلك تعلُّـمَ العلومِ العربيّةِ و علمِ النّحوِ .

و للهِ درُّ القائلِ :



النّحوُ يُصلِحُ مِنَ لِسانِ الألْكَنِ *** و المرءُ تُكرِمُـهُ إذا لم يَلْحَـنِ

و النّحوُ مِثلُ المِلـحِ إنْ ألقيتَـهُ *** في كلِّ ضدٍّ مِن طعامِكَ يحسُنِ

و إذا طلبتَ مِنَ العُلومِ أجلَّهـا *** فأجلُّهـا منها مُقيـمُ الألسُنِِِ [1]

و قدْ " هجمَ الفسادُ على اللّسانِ ، وخالطتِ الإساءةُ الإحسانَ ، و دخلتْ لغةَ العربِ ، فلم تَزلْ كلَّ يومٍ تنهدمُ أركانُهـا ، و تموتُ فُرسانُهَا ، حتّى استُبيحَ حريمُهَا ، و هَجُنَ [2]صَميمُهَا [3]، و عفّتْ آثارُهَا ، و طَفِئَتْ أنوارُهَا ، و صارَ كثيرٌ مِن النّاسِ يُخطِئُونَ وهم يَحسبونَ أنّهم مُصيبونَ . و باتتِ الحاجةُ ماسّةً إلى تحفيزِ الهِممِ إلى تقويمِ اللّسانِ ، و إصلاحِ اعوجاجِـهِ بِطلبِ العربيّةِ ، و فَهمِهَا و إتقانِهَا "[4].

إنّنا نشكُو - في هذه الأيّامِ – و أكثرَ مِن أيِّ وقتٍ مضَى ، منَ الضّعفِ العامِّ في اللّغةِ العربيّةِ ، و نتألّمُ ألمًا شديداً منَ الوضعِ المؤسفِ الّذي وصلتْ إليه لغتُنا و على أيدي أبنائِها ، و نتوجَّسُ خِيفةً من خطرِ هذا الضّعفِ الذي يزدادُ مـع مرورِ الأيّامِ ،و لو استمرَّ هذا الضّعفُ في اللّغةِ العربيّةِ مِن غيرِ عِلاجٍ ، لأدّى إلى استفحالِه ، ثمّ ينتهي الأمرُ بموتِ اللّغةِ و القضاءِ عليها .

و إذا أُصِبنا بضعفٍ في لغتنا ، ضعُفَتْ صِلتُنا بديننا ، لأنّنا نكون – حينئذ– قد فقَدنا أداةَ الاغترافِ مِن معينِهِ الصّافي ، و لهذا فإنَّ تقصيرنا في حقِّ هذه اللّغةِ تفريطٌ منّا ، نُسألُ عنه ، ونُدانُ به .

نَعَم ، إنّهُ لَمِنَ المُؤسِفِ جدّاً أنْ ترى - في هذا الزّمانِ - بعضَ طلبةِ العلمِ حينمـا يتكلّمُ أو يكتبُ ، تَجِدُ عنده مِـن الخطإِ و اللَّحنِ ما تكادُ تقولُ: إنّهُ في أوّلِ الدّراسةِ ، مع أنّهُ قد يكونُ ممّن حازَ الشّهاداتِ العاليةَ . كما قد تَسمعُ مِن بعضِهم خِطاباً في موضوعٍ ذِي أهميّةٍ ، لكنْ يُزهّدُكَ فيه ، و يَصرِفُكَ عن سماعهِ و الاستفادةِ منه ما شوّهه مِـنْ لحنٍ[5] و تصحِيفٍ[6]، فتسمعُه يرفعُ ما حقُّهُ النّصبُ ، و يجرُّ ما حقُّهُ الرّفعُ ، فتنقلبُ الأُمورُ على السّامعِ ، و يَفهمُ مِن كلامِهِ خِلافَ مُرادِه ؛ و هذه - و اللهِ - مِحنةٌ . لهذا يَتعيَّنُ على الطّلبةِ أنْ يَتعلّمُوا النّحـوَ ، و أن يُمَرِّنُوا ألسنتَهُمْ و أقلامَهُمْ عليه ، حتّى لا تَسُوءَ سُمعتُهمْ بين النّاس ، و يَسقطَ قدرُهم ، و يُوصَفوا بالجهلِ .
قالَ عبدُ اللهِ بنُ المباركِ - رحمهُ اللهُ - : " اللّحنُ في الكلامِ أقبحُ مِن آثارِ الجُدَرِيِّ في الوجهِ "[7].
و ما أحسنَ ما قيلَ :
و لا تَعْدُ إصلاحَ اللّسانِ فإنّهُ *** يُخبِّـر عمّا عنـده و يُبيِّنُ
و يُعجِبُني زَيُّ الفَتى و جمالُه *** فيَسقُطُ مِن عَيْني ساعةَ يَلْحَنُ[8].

واللّحنُ ضررُهُ وَخِيمٌ ، وخَطْبُهُ جسيمٌ ؛ فقد يؤدِّي بِصاحبِه إلى الكذبِ على اللهِ تعالَى ورسولِه صلّى الله عليه و سلّم ، والتّقوّلِ عليهما ؛ وكفَى بذلك جُرماً عظيماً و إثماً مُبيناً ؛ روى أبُو حاتمِ محمّدُ بنُ حِبّانَ البُسْتيّ عن الأصْمَعيّ أنّه قالَ : " إنَّ أخوفَ ما أخافُ علـى طالبِ العلمِ إذا لم يَعرفِ النّحوَ أنْ يَدخُلَ فيما قالَ النّبيُّ صلّى الله عليه و سلّم : " مَن كذبَ عليَّ متعمّداً فليتبوّأْ مقعدَهُ منَ النّارِ " ، لأنّهُ عليه الصّلاةُ و السّلامُ لم يكنْ لحّاناً ، و لم يلحَنْ في حديثِهِ ، فمهْمَا رَويتَ عنه ولحنتَ فيه ، فقد كَذبتَ عليه " [9].
و صاحبُ اللّحْنِ يُدخِلُ في الكتابِ و السُّنةِ ما ليسَ فيهما ، و يُخرِجُ منهما ما هو فيهما ، بخلافِ الفصيحِ ، فإنّه يقرأُ القرآنَ دون لحنٍ ، فيُقِيمُ حُروفَهُ و حُدودَهُ ، لذا كانَ أفضلَ حـالاً و أرْفعَ شأناً ؛ فعنْ سَلْمِ بنِ قُتَيْبَةَ قـال : " كنتُ عندَ ابنِ هُبَيْرَةَ الأكبرِ فجرَى الحديثُ حتّى جرَى ذِكرُ العربيّةِ فقالَ : واللهِ ما استوَى رَجُلانِ دينهُما واحدٌ ، و حَسَبُهما واحدٌ ، ومُروءتُهما واحدةٌ ، أحدُهما يَلْحنُ و الآخرُ لا يَلْحنُ ، إنّ أفضلَهُما في الدّنيا و الآخرةِ الذي لا يَلْحـنُ ، قُلتُ : أصلحَ اللهُ الأميرَ ، هذا أفضلُ في الدُّنيا لِفضلِ فصاحتِهِ و عَربيّتِهِ ، أرأيتَ الآخرةَ ما بالُهُ فُضِّل فيها ؟ قـالَ : إنّهُ يقـرأُ كتابَ اللهِ على ما أنزلَهُ اللهُ ، و إنّ الذي يَلْحنُ يحمِلُهُ لحنُهُ على أنْ يُدخِلَ في كتابِ اللهِ تعالى ما ليسَ فيه ، و يُخرِجَ منه ما هو فيهِ . قالَ : قلتُ : صـدقَ الأميرُ و برَّ "[10].
و أكثرُ مَن ضلَّ مِن أصحابِ الفِرقِ المنحرفةِ ، و مَن زاغَ من المبتدعةِ وأهلِ الأهواءِ ، إنّما أُتوا من جهلِهـم باللّغةِ العربيّةِ ؛ ففسَّروا النّصوصَ تبعاً لأهوائِهم ، وفهمُوا القرآنَ على غيرِ مُراد الله تعالى ، فضلُّوا وأضلُّوا ؛قال الزُّهريّ : " إنّما أخطأَ النّاسُ في كثيرٍ من تأويلِ القرآنِ لجهلِهم بلغةِ العربِ " .
و قالَ أبُو عُبَيْدٍ : " سمعتُ الأصمعيَّ يقولُ : سمعتُ الخليلَ بنَ أحمدَ يقولُ : سمعتُ أبَا أيّوبٍ السَّخْتِيَانيّ يقولُ : " عامّةُ مَن تزندقَ بالعراقِ لقلّةِ علمِهم بالعربيّة "[11].
و قالَ الشّاطبيّ رحمهُ اللهُ - في معرضِ حديثِه عن استدلالاتِ أهـلِ البدعِ - :" و منها : تخرّصُهـم على الكلامِ في القرآنِ و السّنةِ العَرَبِيَيْنِ مع العُزوفِ عن علمِ العربيّةِ ، الذي يُفهمُ به عن اللهِ و رسولِه ، فيفتاتونَ على الشّريعةِ بما فهمُوا ، و يدينونَ به ، و يُخالفُونَ الرّاسخينَ في العلمِ"[12].
و قالَ ابنُ جِنِّيّ – رحمهُ اللهُ - : " ... و ذلكَ أنَّ أكثرَ مَنْ ضلَّ مِن أهلِ الشّريعةِ عنِ القصدِ فيها ، و حادَ عن الطّريقةِ المُثلى إليها ، فإنّما استهواهُ و استخفَّ حِلمَهُ ضعفُهُ في هذه اللّغةِ الكريمةِ الشّريفةِ ، التي خُوطِـبَ الكافّةُ بها ... و لو كانَ لهم أُنسٌ بهذه اللّغةِ الشّريفةِ ، أو تصرُّفٌ فيها ، أو مُزاولةٌ لها ، لحَمَتهم السّعادةُ بها ما أصارتهم الشِقوةُ إليه ، بالبُعد عنها " [13].
أمّا علماءُ أهلِ السّنةِ فقد أدركُوا علاقةَ الإسلامِ المتينةَ باللّغة العربيّة ، فأتقنوها غايةَ الإتقانِ ، فكان ذلك خيرَ وسيلـةٍ للفهمِ الصّحيحِ لنُصوصِ الكتابِ و السنّةِ ، و خيرَ عونٍ لهم على استنباطِ الأحكام الشّرعيّةِ .
و لقدْ كانَ سلفُنا الصّالحُ يحرِصونَ على تقويمِ ألسنتِهم ، و يجتنبونَ اللّحنَ في كلامِهم ، و يعدّون ذلك عَيْباً ؛ لذا أمرُوا بتعلُّمِ العربيّة و التّفقّه فيها ، للبُعد عن معرّةِ الخطأ ، و شَيْنِ الخطلِ . و مِن التّشبُّهِ بهم اجتنابُ اللّحنِ ، لأنّهم ما كانوا يَلحَنونَ في نُطقِهم ، و لا يُخطِئون في خطِّهم .
و لمّا كانتِ اللّغةُ العربيّةُ بهذه المثابةِ و في هذه المنزلةِ ، و أنّها طريقٌ إلى فهمِ نُصوصِ الوحيَيْنِ ، ووسيلةٌ لحفظِ الشّريعةِ ، ذهبَ كثيرٌ مِنْ أهلِ العلمِ إلى القولِ بوجوبِ تعلُّمِها ، و حُسنِ استعمالِها ، و اعتبرُوا ذلكَ منَ الدِّينِ .

قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميّةَ - رحمهُ اللهُ - : " و اعلمْ أنَّ اعتيادَ اللّغةِ يُؤثّرُ في العقلِ و الخُلُقِ و الدّينِ تَأثيراً قويّاً بيِّناً ، ويُؤثّـرُ أيضاً في مُشابهةِ صدْرِ هذه الأمّةِ مِن الصّحابةِ و التّابعينَ . و مُشابهتُهمْ تزيدُ العقلَ و الدِّينَ و الخُلُقَ . و أيضاً فإنّ نفسَ اللّغـةِ العربيّةِ مِن الدّينِ ، و معرفتُها فرضٌ واجبٌ ، فإنّ فهمَ الكتابِ و السّنةِ فرضٌ ، و لا يُفهمُ إلاّ بفهمِ اللُّغةِ العربيّةِ ، و ما لا يتمُّ الواجبُ إلاّ به فهوَ واجبٌ ، ثمّ منها ما هو واجبٌ على الأعيانِ ، و منها ما هو واجبٌ على الكِفايـةِ ، و هذا معنى ما رواهُ أبو بَكرِ بنِ أبي شَيْبَةَ [14]حدّثنَا عِيسى بنُ يُونُسَ عن ثَوْرٍ عنْ عُمَرَ بنِ يَزيدَ قالَ :" كتبَ عُمَرُ رضي الله عنه إلى أبي مُوسى الأشعريّ رضي الله عنه : أمّا بعدُ ، فتفقّهُوا في السّنةِ ، و تفقّهُوا في العربيّةِ ، و أَعْرِبوا القرآنَ فإنّه عربيّ " . وفـي حديثٍ آخرَ عن عُمَرَ رضي الله عنه أنّه قالَ : " تعلّمُوا العربيّةَ فإنّها مِن دينِكمْ ، و تعلّمُوا الفرائضَ فإنّها مِن دينِكمْ " . و هذا الذي أَمَرَ به عُمَرُ رضي الله عنه مِن فِقهِ العربيّةِ ، و فِقهُ الشّريعةِ يَجمعُ ما يُحتاجُ إليهِ ، لأنَّ الدّينَ فيه فِقهُ أقوالٍ و أعمالٍ ، ففِقهُ العربيّةِ هو الطّريقُ إلى فِقهِ أقوالِهِ ، و فِقهُ السّنةِ هو الطّريقُ إلى فِقهِ أعمالِهِ " [15].



و قَالَ النّووِيّ - رحمهُ اللهُ -: " و على طالِبِ الحديثِ أن يتعلّمَ مِنَ النّحوِ و اللُّغَةِ ما يَسلَمُ به منَ اللّحْنِ و التّصحيفِ " [16].



و قال ابنُ الصَّلاحِ - رحمهُ اللهُ - : " فحقّ على طالبِ الحديثِ أنْ يتعلّمَ مِنَ النَّحْوِ و اللُّغَةِ ما يتخلَّصُ بهِ عنْ شَيْنِ اللَّحْـنِ ، و التّحريفِ ، و مَعَرَّتِهمَا "[17].


و قال السَّخاويّ -رحمهُ اللهُ- : " و ظاهرُه الوجوبُ ، و به صرّحَ العزُّ بنُ عبدِ السّلامِ ، حيثُ قال - في أواخرِ القواعدِ -: ... فالواجبةُ : كالاشتغالِ بالنّحوِ الذي نُقيمُ به كلامَ اللهِ تعالى و رسولِه صلّى الله عليه و سلّم ، لأنَّ حِفظَ الشّريعةِ واجبٌ لا يتأتّى إلاّ بذلك ، فيكونُ مِنْ مُقدّمةِ الواجبِ ، و لذا قال الشّعبيّ : " النّحوُ في العلمِ كالملحِ في الطّعامِ ، لا يَستغني شيءٌ عنه " ... و كذا صرّحَ غيرُه بالوجوبِ أيضاً ، لكنْ لا يجبُ التّوغُّلُ فيه ، بل يكفيهِ تحصيلُ مُقدّمةٍ مُشيرةٍ لمقاصدِهِ بحيثُ يفهمُها و يميِّزُ بها حركـاتِ الألفاظِ و إعرابها لئلاَّ يلتبسَ فاعلٌ بمفعولٍ ، أو خبرٌ بأمرٍ ، أو نحو ذلك . و إنْ كان الخطيبُ قال - في جامعه -: إنّهُ ينبغـي للمُحدِّثِ أنْ يتّقيَ اللّحنَ في روايتِهِ ، و لنْ يقدِرَ على ذلك إلاّ بَعْدَ دُرْبةِ النّحوِ ، و مُطالعتِهِ عِلمَ العربيّةِ " [18] .

و قال المُظَفَّرُ بنُ الفَضْلِ - رحمهُ اللهُ- : " فأمّا النّحوُ فإنّهُ مِن شرائطِ المتكلِّمِ ، سواء كان ناظماً أو ناثراً ، أو خطيباً أو شاعراً و لا يمكنُ أنْ يَستغنيَ عنه إلاّ الأخْرسُ الذي لا يُفصحُ بحرفٍ واحدٍ . و كان بعضُ البُلغاءِ يقولُ : إنّي لأجدُ لِلَّحنِ في فمـي سُهُوكَةً [19] كَسُهُوكَةِ اللّحمِ ... وهذا حثٌّ على تقويمِ اللّسانِ وتأدُّبِ الإنسانِ . وقال عليّ رضي الله عنه : " تعلّمُوا النّحوَ فإنّ بني إسرائيلَ كفرُوا بحرفٍ واحدٍ كانَ في الإنجيلِ الكريمِ مَسْطُوراً ، و هو : ( أنا ولّدتُ عيسى ) - بتشديدِ اللاّمِ – فخفَّفُـوه ، فكفرُوا . و ما قدْ وردَ في الحثِّ على تَعلُّمِ النّحوِ ، و في شرفِ فضيلتِه وجلالةِ صِناعتِه ، لو تعاطينا حِكايتَه لاحتجْنا فيه إلى كتابٍ مُفردٍ ، إذْ بمعرفتِهِ يُعقَلُ عنِ اللهِ عزّ وجلّ كتابُه ، و ما استوعاهُ مِن حكمتِهِ ، و استودعَهُ مِن آياتِه المبِينةِ ، و حُجَجِـهِ المنِيرةِ ، و قُرآنِهِ الواضِحِ ، و مواعظِـهِ الشّافيةِ ، وبه يُفهمُ عن النّبيِّ صلّى الله عليه و سلّم آثارُه المؤدّيةُ لأمرِهِ و نهيِهِ و شرائعِهِ و سُننِهِ ، و بـه يَتّسِعُ المرءُ في مَنطقِهِ ، فإذا قالَ أفْصحَ ، و إذا احتجَّ أوْضحَ ، و إذا كتبَ أبلغَ ، و إذا خَطبَ أَعْجبَ " [20] .

و قدْ ضُرِبَتْ أمثالٌ بليغةٌ فيمنْ أحسنَ ألواناً منَ العلمِ ، و لكنّه لم يُتقنِ العربيّةَ ، و لم يُحسنْ ضبطَ ألفاظِها ؛ فقالَ شُعبـةُ : " مَن طلبَ الحديثَ ولم يُبصِرِ العربيَّةَ ، فمَثَلُهٌ مَثَلُ رَجُلٍ عليه بُرْنُسٌ ليسَ له رأسٌ " أو كما قالَ [21].

و قالَ حمّادُ بنُ سَلَمَةَ : " مَثَلُ الذي يَطلبُ الحديثَ و لا يَعرِفُ النّحوَ مَثَلُ الحِمارِ عليه مِخْلاَةٌ [22] لا شَعيرَ فيها " .


و تَضيِيعُ اللّسانِ أَشدُّ و أَضرُّ على النّفسِ مِن تضييعِ المالِ و الثّروةِ ؛ فقدْ قالَ الشّافعيّ – رحمهُ اللهُ - : " تعلّمُوا النّحوَ ، فإنّه - واللهِ - يُزْرِي بالرّجُلِ أنْ لا يكونَ فَصيحاً ، و لقدْ بَلغَني أنَّ رَجُلاً دخلَ على زيّادِ ابنِ أبيه فقالَ له : أصلحَ اللهُ الأميرَ ، إنَّ أَبِينَا هلكَ ، و إنَّ أَخِينَا [23] غَصَبَنا على ما خلّفهُ لنا ، فقال له زِيَادٌ : ما ضيَّعتَ مِن نفسكَ أكثرُ ممّا ضاعَ مِنْ مالِكَ " [24] .

و كثرةُ الاعتناءِ بجمعِ المالِ و الحرصُ على ذلك مَشْغلةٌ عن تقويمِ اللّسانِ ؛ فقد روى البيهقيّ عن ابنِ السّائبِ قال : " شهدتُ الحسنَ ، فأتاهُ رَجُلٌ ، فقال : يا أبو سعيدٍ ! قال : " كَسْبُ الدّوانيقِ [25] شغلكَ أنْ تقولَ : يا أبا سعيدٍ ! "[26].
و مِن الآثارِ السيِّئةِ للّحنِ أنّه قد يكونُ مانِعاً مِن إجابةِ دُعاءِ الدَّاعينَ ، و مَسألةِ السّائِلينَ ؛ فقد روى البيهقيّ – أيضاً – عـن محمّدِ بنِ الفَضْلِ حدّثني الرِّياشِيّ قال : " مرّ الأصْمَعيُّ برَجُلٍ يدعُو و يقولُ - في دعائِه - : يا ذُو الجلالِ و الإكرامِ ! فقال له الأصْمعيّ : " يا هذا ! ما اسمُكَ ؟ فقالَ : لَيْثٌ ، فقال الأصْمَعيّ :

يُناجِي ربَّهُ باللَّحنِ لَيْثٌ *** لِذاك إذا دعاهُ لا يُجِيبُ "[27].

بعدَ أن عرفنا هذا كلََّه ، كيفَ نرضى إذا تكلَّمنا أنْ تكونَ ألسنتُنا مُعوجّةً ، و أحدُنا لا يرضى أنْ يكونَ الحذاءُ الذي في رجلِه إلاّ في نهاية الحُسنِ و البهاءِ و الجمالِ ؟! . و أيُّ عُضوٍ أَولى بأنْ يُحفظَ من الزّلل مِن اللّسان الذي كرّمهُ الله تعالى ، إذْ أنطقَهُ بتوحيدِه ؟! [28].
وَ العَجبُ - الذي لا يكادُ ينقضِي- مِنْ أُناسٍ لا يَعلمُ أحدُهم مِن عِلمِ العربيّةِ إلاّ اسمَه ، و لا مِن النّحوِ إلا رسمَه ، بل إنّه قد لا يَستطيعُ أنْ يُركِّبَ جملةً تركيباً صحيحاً ، ولا يقدرُ على ضبطِ الكلماتِ بالشّكلِ على الصّـوابِ ، ثمّ يتسوّرُ المراقـي ، فيدّعي العلمَ ، ثمّ تراهُ يُمطِرُ على كلِّ مَن خالفَهُ بوابلٍ من السِّبابِ و الشّتائمِ ، وهـو يحسبُ أنّه يُحسنُ صُنعاً ؛ و تأمّلْ معي - رعاكَ اللهُ - في هذه الواقعةِ و اعتبرْ ؛ فعنِ العبّاسِ بنِ المغيرةَ بنِ عبدِ الرّحمنِ عن أبيهِ قـالَ : " جاءَ عبدُ العزيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ في جماعةٍ إلى أَبي لِيعرضُوا عليه كتاباً ، فقرأهُ لهم الدَّرَاوَرْدِيُّ ، وكانَ رَديءَ اللّسانِ ، يَلْحَنُ لحناً قبيحاً ، فقالَ أبي : ويحكَ يا دَرَاوَرْدِيُّ ! أنتَ كنتَ إلى إصلاحِ لسانِكَ قبلَ النّظرِ في هذا الشّأنِ أحوجُ منكَ إلى غيرِ ذلك " [29].

و أُنبِّهُ – في الخِتامِ - على أمـرٍ مُهمٍّ ، و هو أنَّ دراسةَ النّحوِ و مَعرفةِ قواعدِه ليس مَطلوباً لذاتِه ، بل هو وَسيلةٌ لغايةِ كُبرى و هي تقويمُ اللِّسانِ ، و ضبط التّعبيرِ . و مِن الخطإِ البيِّنِ أنْ نقصرَ الاهتمامَ على دراسةِ النّحوِ دونَ تطبيقٍ لقواعدِه ، و ضبطٍ للكلماتِ ضبطاً صحيحاً .
و لمّا قلَّ أنْ يجتمِعَ في طالبِ العلمِ – اليومَ - تمكُّنٌ في النّحوِ و في العلومِ الشّرعيةِ ، فيَكفِيه أنْ يأخذَ مِن اللّغةِ العربيّةِ ما يُقوِّمُ به لسانَه ، و يَصونُه عن الخطإِ ، و إنْ لم يَغُصْ في دقائقِها ، و يتعمّقْ في مسائلِها .

هذا و العلم عند الله و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.










________

[1] انظر : " بهجة المجالس و أُنس المجالس " لابن عبد البرّ ( ص : 8 ) .
[2] هَجُنَ الكلامُ و غيرُه : صار مَعيبا مَرذولاً . و هَجُنَ الأمرُ : قبُح .
[3] الصّميم : المحض الخالص في الخير و الشّر .
[4] مُقتبس مِن مقدّمة ابن مَكيّ الصّقليّ لكتابه " ثتقيف اللّسان و تنقيح الجَنان " .
[5] اللّحْن : هو الخطأ ، كنصب المرفوع ، و رفع المجرور ، و نحو ذلك .
[6] التّصحيف : هو التّشابُهُ في الخطِّ بين كلمتينِ فأكثر ، بحيثُ لو غُيّرتْ نُقَطُ كلمةٍ لكانت عينَ الثّانية ، نحو : التّحلّي ، و التّجلّي ، و التخلّي .
[7] انظر : " بهجة المجالس و أُنس المجالس " لابن عبد البرّ ( ص : 9 ) .
[8] المصدر السّابق ( ص : 7 ) .
[9] " روضةِ العقلاءِ و نزهة الفضلاء " ( ص : 223 ) .
[10] انظر : " الجامع لأخلاق الرّاوي و آداب السّامع " للخطيب البغدادي [ التّرغيب في تعلُّم النّحو و العربيّة لأداء الحديث بالعبارة السّويّة ] ( 2 / 25 ) .
[11] انظر : مقدّمة كتاب " المؤمّل في الرّدّ إلى الأمر الأوّل " لأبي شامة المقدسيّ ، و " عناية المسلمين باللّغة العربيّة خدمة للقرآن الكريم " لسليمان بن إبراهيم العايد ( ص : 25 ) .
[12] " الاعتصام " ( 1 / 237 ) .
[13] " الخصائص " ( 3 / 245 ) .
[14] " المصنّف " رقم : ( 25651 ) و ( 29914 ) .
[15] " اقتضاء الصّراط المستقيم " ( ص : 207 ) .
[16] انظر : " تدريب الرّاوي " للسّيوطيّ ( 2 / 106 ) .
[17] " مقدّمة ابن الصلاح " ( 1 / 47 ) .
[18] " فتح المغيث شرح ألفيّة الحديث " ( 2 / 258 – 259 ) .
[19] و هي رائحة اللّحم الخنز ، و ريح السّمك ، أو ريح العرق و الصّدأ .
[20] " نضرة الأغريض في نصرة القريض " ( ص : 3 ) .
[21] انظر " المقنع في علوم الحديث " لابن الملقن ( ص : 379 ) .
[22] و هي التي تُعلّق على رأسه .
[23] و هذا مِن اللّحن الشّائع عندنا ، فيُنادِي بعضُ النّاس المستقيمَ من المسلمين به ، فيقول : " أَخِينا ! " و الصّواب : " أَخَانا ! " بحذف حرف النّداء ، و التّقدير : " يَا أَخَانا ! " .
[24] انظر : " تاريخ دمشق " لابن عساكر ( 19 / 195 ) .
[25] جمع دَانَِق – بفتح النّون و كسرها – مِن الأوزان : و هو سُدُس الدّرهم و الدّينار .
[26] " شُعَب الإيمانِ " ( 1563 ) .
[27] " شُعَب الإيمانِ " ( 1565 ) .
[28] انظر " اتّفاق المباني و افتراق المعاني " لتقيّ الدّين المصريّ ( ص : 138 ) .
[29] انظر : " سير أعلام النّبلاء " للذّهبيّ ( 15 / 382 ) .


التعديل الأخير تم بواسطة نجيب جلواح ; 27 Sep 2010 الساعة 06:24 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 Sep 2010, 10:20 PM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل و زادكم الله توفيقا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 Sep 2010, 10:25 PM
أبو أيمن حسن الورثلاني أبو أيمن حسن الورثلاني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 31
افتراضي

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 Sep 2010, 06:04 PM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
مفيد جدا
ما أجمل الاهتمام بتقويم اللسان
بارك الله في جهدكم ووقتكم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 Sep 2010, 07:57 PM
وسيم قاسيمي وسيم قاسيمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 209
إرسال رسالة عبر Skype إلى وسيم قاسيمي
افتراضي

بارك الله فيك يا شيخ ونفع بك وبعلمك ،
ولأهمية المقال وتسهيلا لنشره وضعته في ملف PDF
التحميل من هنا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 Sep 2010, 12:05 AM
معبدندير معبدندير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,034
إرسال رسالة عبر MSN إلى معبدندير إرسال رسالة عبر Skype إلى معبدندير
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 Sep 2010, 10:03 PM
مهدي بن الحسين
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرا يا شيخنا النجيب" نجيب".
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03 Oct 2010, 05:32 PM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك شيخنا,ونفع بما خطه يراعك,وأجزل لك فيه المثوبة
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04 Oct 2010, 10:12 AM
مصطفى قالية
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك شيخنا الكريم على هذا الموضوع الجميل في هذا الزمن الذي أعرض فيه أكثر الناس عن العلم عموما وعن اللغة وعلومها خصوصا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08 Oct 2010, 09:01 PM
أبو بثينة إبراهيم عباوي أبو بثينة إبراهيم عباوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 56
افتراضي

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل و زادكم الله توفيقا
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 08 Oct 2010, 11:19 PM
يونس بوختالة يونس بوختالة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 8
افتراضي

جزاكم الله خيرا و بارك في علمكم
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 09 Oct 2010, 03:20 PM
أبو عبد الله محمّد الذّهبي أبو عبد الله محمّد الذّهبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الجزائر - البليدة - موزاية
المشاركات: 183
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الله محمّد الذّهبي
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل نجيب جلواح
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 09 Nov 2010, 11:31 AM
أبو عبد الله سمير السكيكدي أبو عبد الله سمير السكيكدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 37
افتراضي

بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 Nov 2010, 10:05 AM
سفيان سفيان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 23
إرسال رسالة عبر MSN إلى سفيان إرسال رسالة عبر Skype إلى سفيان
افتراضي

بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 06 Jan 2011, 05:22 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

حفظ الله الشيخ نجيب
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013