منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #61  
قديم 14 Jan 2015, 05:32 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قال تعالى: " فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)"
1- كرَّرَ لفظ: " ظَلَمُوا " ولم يُضمِره تعظيمًا للأمر، والتَّكرير يكون على ضربين:
أحدهما: استعماله بعد تمام الكلام كما في هذه الآية، وقوله: "فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ" ، ثم قال بعد: "فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ"، ولم يقل: مِمَّا كتبوا، وكرَّر الويلَ تغليظًا لفعلهم، ومنه قول الخنساء: من المتقارب

تَعَرَّقَني الدَهرُ نَهساً وَحَزّاً *** وَأَوجَعَني الدَهرُ قَرعاً وَغَمزا

أرادت: أنَّ الدَّهر أوجعها بكُبْرَيات نوائبه وصُغْرَيَاتها.

والضرب الثاني: مجيء تكرير الظَّاهر في موضع المُضمَر قبل أن يتمَّ الكلام، كقوله تعالى: "الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2)" و "الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2)" ، كان القياس لولا ما أريد به من التَّعظيم والتفخيم: الحاقَّة ما هي؟ والقارعة ما هي؟ ومن هذا الضَّرْب قول الشَّاعر وهو جرير: من الكامل

لَيتَ الغُرابَ غَداةَ يَنعَبُ بِالنَوى *** كانَ الغُرابُ مُقَطَّعَ الأَوداجِ

ويُروى: ينعب دائبا، ويُروى: دائما.

وقد جمع عدِيُّ بن زيد المعنَيَيْن ويُنسب لابنه: سَواد، وقيل لأميَّة بن أبي الصّلت، فقال: من الخفيف

لا أَرى المَوتَ يَسبِقُ المَوتَ شَيءٌ *** نَغَّصَ المَوتُ ذا الغِنَى وَالفَقيرا

فكرَّر لفظ: الموت ثلاثا، وهو من الضَّرْب الأوَّل، ومنه قول الحطيئة: من الطويل

أَلا حَبَّذا هِندٌ وَأَرضٌ بِها هِندُ *** وَهِندٌ أَتى مِن دونِها النَأيُ وَالبُعدُ

فكرَّر ذكر محبوبته ثلاثا تفخيما لها، والنَّأي: البُعْدُ، كرَّره التَّأكيد وتقدَّم الكلام فيه.

فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي - رحمه الله تعالى - في قوله تعالى: " فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ" قال: "أنَّ الزِّيادة في الدِّين والابتداعَ في الشَّريعة عظيمةُ الخَطَر، شديدةُ الضَّرَر، هذا في تغيير كلِمةٍ هي عبارةٌ عن التَّوبة، أوجبت كلَّ ذلك من العذاب، فما ظنُّك بتغيير ما هو من صفات المعبود؟! هذا والقولُ أنقصُ من العمل، فكيف بالتَّبديل والتَّغيير في الفعل؟!".

وقال - رحمه الله - عندما تكلَّم عن قوله تعالى: "رِجْزًا" - قال: "والرَّجَزُ - بفتح الرَّاء والجيم -: نوعٌ من الشِّعْر، وأنكر الخليلُ أن يكون شِعرًا، وهو مشتَقٌّ مِن: الرَّجَز، وهو داءٌ يصيب الإِبل في أعجازها، فإذا ثارَتْ، ارتعشَتْ أفخاذُها" اهـ.

قلتُ: ويقال لمَن مهَر به رجَّاز، ولا يُقال له شاعِرٌ، ويُستَعمَل تامًّا، كقول الشَّاعر وهو الحطيئة جَروَل بن أوس (ت:45هـ):

قَالَتْ -وَفِيهَا حَيْدَةٌ وَذُعْرُ-:*** عَــــوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وَحُجـْـــرُ

ويُستَعمل مجزوءا، كقول عمرَ بنِ أبي ربيعةَ المخزوميّ (ت: 93هـ):

قَدَ هَاجَ قَلْبِي مَحْضَرُ *** أَقْوَى وَرَبْعٌ مُقْفِرُ

وبَيْتُهُ العَرُوضِي:

في أَبْحُر الأرجازِ بحرٌ يسهُل *** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ

******

رد مع اقتباس
  #62  
قديم 20 Jan 2015, 12:09 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)}

1- العرب تقول : سقيته وأسقيته لغتان بمعنى ، قال لبيد بن ربيعة : من الوافر

أَقولُ وَصَوبُهُ مِنّي بَعيدٌ *** يَحُطُّ الشَثَّ مِن قُلَلِ الجِبالِ
سَقى قَومي بَني مَجدٍ وَأَسقى *** نُمَيراً وَالقَبائِلَ مِن هِلالِ

2- العصا : معروف، وهو اسم مقصور مؤنث، وألفه منقلبة عن واو، قال ذو الرُّمَّة : من الطويل

فَأَدلى غُلامي دَلوَهُ يَبتَغي بِها *** شِفاءَ الصَدى وَاللَيلُ أَدهَمُ أَبلَقُ
فَجاءَت بِنَسجِ العَنكَبوتِ كَأَنَّهُ *** عَلى عَصَوَيها سابِرِيُّ مُشَبرَقُ

والجمع: عُصِيّ وعِصِيّ، وهو فُعول، وإنَّما كُسِرت العين لما بعدها من الكسرة، وأعْصٍ -أيضا- مثله، مثل: زَمَن وأزْمُن، وفي المثل : "العصا من العَصِيّة" أي: بعض الأمر من بعض، وقولهم: "ألقى عصاه" أي: أقام وترك الأسفار وهو مَثَل، قال الشَّاعر ويُنسَب لمُضرِّس الأسدي وللأحمر المزني ولعبد ربه السلمي ولمُعقِّر البارقي ولسليم الحنفي: من الطويل

وخَبَّرها الوُرَّادُ أَنْ ليس بينَها *** وبَيْنَ قُرَى قَسْر ونجرانَ كافِرُ
فأَلْقَتْ عَصاها واستقَرَّ بها النَوى *** كما قَرَّ عَيْناً بالإِيابِ المسافِرُ
وفي التنزيل: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا}، قال الفراء : "أوَّل لحن سُمع بالعراق: هذه عَصاتِي".

وقد يعبَّر بالعصا: عن الاجتماع والافتراق، ومنه يقال في الخوارج: قد شَقُّوا عصا المسلمين، أي: اجتماعهم وائتلافهم، وانشَقَّت العصا، أي: وقع الخلاف، قال الشَّاعر ويُنسَب لجرير : من الطويل

إذا كانتِ الهيجاءُ وانشقَّتِ العصا *** فحسبُك والضَّحَّاكَ سيفٌ مهنَّد

أي: يكفيك ويكفي الضحاك.
وقولهم : "لا ترفع عصاك عن أهلك": يُراد به الأدب، والله أعلم.

فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي - رحمه الله تعالى -: "وقد استسقى نبيُّنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فخرج إلى المصلَّى متواضعا متذلِّلًا متخشِّعًا متوسِّلًا متضرِّعًا، وحسبك به! فكيف بنا ولا توبة معنا إلا العنادَ ومخالفةَ ربِّ العباد؟ فأنَّى نُسقى! لكنْ قد قال - صلى الله عليه وسلم -في حديث ابن عمر: "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطَروا" الحديث" اهـ.
******
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 28 Jan 2015, 10:22 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: " {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}

1- الطعم - بالفتح - : هو ما يؤدِّيه الذَوْق، يقال : طَعمه مُرٌّ، والطَّعم - أيضًا - : ما يُشتهى منه يُقال : ليس له طُعم، وما فلان بذي طَعم : إذا كان غثًّا.
والطُّعم - بالضَّم - : الطَّعام، قال أبو خراش الهذلي: من الطويل

وَأَغتَبِق الماءَ القَراحَ فَأَنتَهي *** إِذا الزادَ أَمسى لِلمُزَلَّجِ ذا طَعمِ
أَرُدُّ شُجاعَ البَطنِ قَد تَعلَمينَهُ *** وَأوثِرُ غَيري مِن عِيالِكِ بِالطُعمِ


أراد بالأوَّل: ما يُشتهى ، وبالثَّاني: الطعام.
وفلان ما يَطْعْم النَّومَ إلا قائمًا، قال بشر بن أبي خازم : من المتقارب

فَأَمّا تَميمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ *** فَأَلفاهُمُ القَومُ رَوبى نِياما
وَأَمّا بَنو عامِرٍ بِالنَسارِ *** غَداةَ لَقونا فَكانوا نَعاما
نَعاماً بِخَطمَةَ صُعرَ الخُدو *** دِ لا تَطعَمُ الماءَ إِلّا صِياما


في "الصِّحاح" : رَوْبى، أي: خُثَراءُ الأنفسِ مختلطون، وهم الذين أثخنهم السيرُ فاستَثْقَلوا نوماً، ويقال: شَرِبوا من الرَّائب فَسَكِروا.
ويروى الشَّاهد هكذا:

نعاما بوجْرة صُفر الخدو *** د ما تطعم النَّوم إلا صياما


2- فثأت القدر سكنت غليانها بالماء قال النَّابغة الجعدي : من الطويل

فَنَحنُ غِضابٌ مِن مَكانِ نِسائِنا *** ويَسفَعُنا حَرُّ مِنَ النارِ يُصطَلى
تَفُورُ عَلَينا قِدرُهُم فَنُديِمُها *** وَنَفثَؤُها عَنّا إِذ حَميُها غَلا

وفثأتُ الرَّجُلَ: إذا كسرته عنك بقول أو غيره وسكَّنْتَ غضبَه، وفي المثَل: "إنَّ الرَّثيئَةَ تفثَأُ الغضَبَ"، وفي "الصِّحاح": وأصله: أنَّ رجلاً كان غضب على قوم، وكان مع غضبه جائِعاً، فسقَوْهُ رثيئةً فسَكَنَ غَضبُهُ وكفَّ عنهم، والرثيئة: لبن محلوب على لبن حامض ليَخثُر اهـ.

3- الفوم قيل: هو الثُّوم، والثاء تُبدَل من الفاء، قال أمية بن أبي الصلت :من البسيط

كانَت لَهُم جَنَّةٌ إِذ ذاكَ ظاهِرَةٌ *** فيها الفَراديسُ وَالفومانُ وَالبَصَلُ

ويُروى:

كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة *** فيها الفراديس والفومان والبصل

وقال حسَّان : من المتقارب

وأنتم أُناسٌ لئام الأصول *** طعامُكُمُ الفُوم والحَوْقَل

يعني: الثوم والبصل، وهو قول ابن مسعود وابن عبَّاس في رواية، والضَّحَّاك والكِسائي والنَّضر بن شُميْل.

4- وقيل الفوم: هو الحِنطة، وهو قول ابن عباس في رواية، والزجاج والجوهري، قال أحَيْحة بن الجَلَّاح : من الكامل

قَد كُنتُ أَغنى الناسِ شَخصاً واحِداً *** سَكَنَ المَدينَةَ عَن زِراعَةِ فُومِ

وقال الشاعر: من الكامل

قَد كُنتُ أحسبُني كأغنى واجدٍ *** نزل المدينة عن زراعة فوم

ويُروى عن أبي محجن الثقفي: من الكامل

قَد كُنتُ أحسبُني كأغنى واحدٍ *** وَرَدَ المدينة عن زراعة فول

قال ابن دريد : "الفُومَة: السُّنبُلة"، وأنشد: من الوافر

وقال رَبيئُهم لمَّا أتانا *** بكفِّه فُومَة أو فومَتان

وقيل الفوم: الحِمَّص، وهي لغة شاميَّة، وقال عطاء وقتادة: الفوم كلُّ حبٍّ يُخْتَبَز، وقال محمد البخاري رحمه الله: " وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْحُبُوبُ الَّتِي تُؤْكَلُ كُلُّهَا فُومٌ" اهـ.

5- عَدَسْ : زَجْر للبِغال، قال يزيد بن مفرِّغ الحميري (ت: 69هـ) في هجاء عبَّاد: من الطويل

عَدَسْ ما لِعَبّادٍ عَلَيكِ إِمارَةٌ *** نَجَوتِ وَهَذا تَحمِلينَ طَليقُ

وعَدَسَتْ إليه المَنِيَّة، أي: سارَتْ، قال الكُمَيْت بن زيد الأسدي (ت: 126هـ) : من الطويل

أكلِّفها هول الظَّلام ولم أزلْ *** أخا اللَّيل معْدوسًا عليَّ وعادِسا

أي: يُسار إليَّ بالليل، وعَدَس: لغة في حَدَس، قاله الجوهري في "الصّحاح" (عدس).

6- {مِصْراً} بالتنوين مُنَكَّرًا قراءة الجمهور، قال ابن عباس: "مِصرًا من هذه الأمْصار". وقالت طائفة ممن صرفها - أيضا - : أراد مصر فرعون بعينها، وأجازوا صرفها، قال الأخفش والكسائي : لخفتها وشبهها بهِنْدٍ ودَعْدٍ ،قال جرير: من المنسرح

لَم تَتَلَفَّع بِفَضلِ مِئزَرَها *** دَعدٌ وَلَم تُغذَ دَعدُ بِالعُلَبِ

ويروى لعبيد الله الرقيات: من المنسرح

لَم تَتَلَفَّع بِفَضلِ مِئزَرِها *** دَعدٌ وَلَم تُسقَ دَعدُ في العُلَبِ


فجمع بين اللغتين.
وسيبويه والخليل والفرَّاء لا يجيزون هذا، لأنك لو سمَّيْت امرأةً: بزيد لم تصرف.
وقال غير الأخفش: أراد المكان فصَرَف، وقرأ الحسن وأبان بن تغلب وطلحة: {مِصْرَ} بترك الصرف، وكذلك هي في مصحف أبيّ بن كعب وقراءة ابن مسعود، وقالوا: هي مصر فرعون، وهو قول مالك في رواية أشهب.

7- والمِصْر أصله في اللُّغة: الحَدُّ، ومِصْر الدَّار: حُدُودُها، قال عَدِيّ بن زيد ويُنسَب لأميّة بن أبي الصلت: من البسيط

وَجاعِلُ الشَمسِ مِصراً لا خَفاءَ بِهِ *** بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ قَد فَصَلا


8- {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} أي: أُلزِموهما وقُضِي عليهم بهما، مأخوذ من ضَرْب القِبَاب ، قال الفرزدق في جرير : من الكامل

ضَرَبَت عَلَيكَ العَنكَبوتَ بِنَسجِها *** وَقَضى عَلَيكَ بِهِ الكِتابُ المُنزَلُ

9- البَوَاء : الرجوع بالقَوَد. وهم في هذا الأمر بَوَاء، أي: سَوَاء، قال الشاعر ويُنسَب لجابر التّغلبيّ : من الطويل

ألا تنتهي عنَّا ملوكٌ وتتَّقي *** مَحَارِمَنا لا يَبُؤِ الدَّمُ بالدَّمِ


أي: لا يرجع الدَّمُ بالدَّمِ في القود.
وقال عمرو بن كلثوم : من الوافر

فَآبوا بِالنِهابِ وَبِالسَبايا *** وَأُبنا بِالمُلوكِ مُصَفَّدينا


أي: رَجَعُوا ورَجَعْنَا.

10- وقد جاء في جمع نَبِيّ: نُبآء، قال العبَّاس بن مِرْدَاس السُّلمي يمدح النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم : من الكامل

يا خاتَمِ النُبَآءِ إِنَّكَ مُرسَلٌ *** بِالحَقِّ كُلُّ هُدى السَبيلِ هُدَاكَا

هذا في قراءة الهمز.
واختلف القائلون بترك الهمز ، فمنهم من قال: النَّبيّ بترك الهمز - أيضا -: الطريق ، فسُمِّي الرَّسول نبِيًّا لاهتداء الخلق به كالطريق ، قال الشاعر أوس بن حجر: من المتقارب

لَأَصبَحَ رَتماً دُقاقَ الحَصى *** كَمَتنِ النَبِيِّ مِنَ الكاثِبِ

رَتْمًا: مَكْسُورًا، والكاثب اسم جبل، فالأنبياء لنا كالسبل في الأرض.

فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله: " والحِنْطة من جملة الحبوب، وهي الفُوم على الصَّحيح ، والشَّعير قريب منها، وكان طعامَ أهل المدينة ، كما كان العدسُ من طعام قرية إبراهيم عليه السلام ، فصار لكلِّ واحد من الحبَّتيْن بأحد النَّبِيَّيْن عليهما السلام فضيلةٌ ، وقد رُوي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يشبع هو وأهلُه من خُبز بُرٍّ ثلاثة أيام متتابعةً منذ قدم المدينة إلى أن توفَّاه الله عزَّ وجلَّ" اهـ.

******

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 02 Feb 2015 الساعة 11:22 PM
رد مع اقتباس
  #64  
قديم 04 Feb 2015, 08:37 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

1- هادَ: تاب، والهائِد: التَّائِبُ، قال الشَّاعر : من الرجز

*** إنِّي امرُؤٌ مِنْ حُبِّهِ هَائِدٌ ***

أي: تائب.

2- {وَالنَّصَارَى} جمعٌ، واحده: نَصْرَانِيٌّ.
وقيل: نَصْرَانُ بإسقاط الياء، وهذا قول سيبويه.
والأنثى: نَصْرَانَةٌ ، كنَدْمَان ونَدْمَانَة، وهو نكرة يُعَرَّف بالألف واللام، قال نمر بن تولب يعدّ في الصَّحابة رضي الله عنه (ت 14هـ) : من البسيط

صَدَّت كَما صَدَّ عَمّا لا يَحِلُّ لَهُ *** ساقي نَصارى قَبيلِ الفَصحِ قَوامِ

فوصفه بالنَّكرة.
وقال الخليل: واحد النَّصارى: نَصْرِيٌّ، كمَهْرِي ومَهَارِى. قال الشَّاعر: من الطويل

تراه إذا دار العِشَا مُتحنِّفًا *** ويُضْحِي لديه وهو نَصْرَانُ شَامِسُ

وقال أبو الأخزَر الحِمَّاني: من الطويل

فكِلتاهُما خرَّت وأسجَدَ رأسُها *** كما أسجَدَتْ نَصْرانة لم تَحَنَّفِ

ولكن لا يستعمل نصران ونصرانة إلا بياءي النسب ، لأنهم قالوا : يقال رجل نصرانيّ وامرأة نصرانيَّة.
ونصَّره: جعله نصرانيًّا، وقد جاءتْ جموعٌ على غير ما يُستعمَل واحدُها، وقياسه: النَّصرانِيُّون. ثمَّ قيل : سُمُّوا بذلك لنصرة بعضهم بعضا، قال الشاعر: من الرجز

لمَّا رأيتُ نَبَطًا أنصارَا *** شَمَّرتُ عن رُكبَتِي الإزَارَا
كنتُ لهم مِنَ النَّصَارَى جارَا

3- جَمَعَ الضَّميرَ في قوله تعالى : {لهُمْ أَجْرُهُمْ}، و"آمن" لفظٌ مفردٌ ليس بجَمْعٍ، لأنَّ: "مَنْ" يقع على الواحد والتَّثنية والجمع، فجائزٌ أنْ يرجع الضَّمير مفردًا ومثنَّى ومجموعًا، قال امرؤ القيس : من الطويل

أَلِمَّا بِسَلْمَى لَمَّةً إذْ وَقَفْتُمَا *** وَقُولاَ لَها عُوجِي عَلَى مَنْ تَخَلَّفوا

وقال الفرزدق : من الطويل

تَعَشَّ فإِنْ عاهَدْتَنِي لا تخُونُنِي *** نَكُنْ مِثْلَ مَنْ يا ذِئْبُ يَصْطَحِبانِ

فحملا على المعنى، ولو حملا على اللفظ لقالا : يصطحب وتخلَّف.
قال تعالى : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ} فحمل على اللفظ، ثم قال : {خَالِدِينَ} فحمل على المعنى، ولو راعى اللَّفظ لقال : خالدا فيها.

تنبيه:

وإذا جَرَى ما بعد "مَنْ" على اللَّفظ فجائزٌ أن يخالفَ به بعدُ على المعنى، وإذا جَرَى ما بعدها على المعنى لم يجزْ أن يخالف به بعدُ على اللَّفظ، لأنَّ الإلباس يدخلُ في الكلام.

فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله : " رُوِيَ عن ابن عباس أنَّ قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا}، مَنسوخٌ بقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}، وقال غيره : ليست بمنسوخة، وهيَ فيمَن ثَبَتَ على إيمانه مِنَ المؤمنين بالنَّبِيِّ عليه السَّلام" اهـ.

قلتُ: وأكثر العلماء على أنَّها مُحكَمَة، وتوجيهُها كما ذكر القرطبي في القول الثَّاني، والله أعلم.

******
رد مع اقتباس
  #65  
قديم 14 Feb 2015, 01:02 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)}.

1- النَّكال: العقوبة، وقال ابن دُرَيْد: والمَنْكَلُ الشيء الذي يُنَكِّل بالإنسان، قال رياح الهُذَلي: من الرَّجز

وارْمِ على أقفائهم بمَنْكَلِ *** بصخرة أو عُرْضِ جيشٍ جَحْفَلِ
ويُروى: فارم ...

وقال في "اللسان" (نكل): "والنَّكال والنُّكْلة والمَنْكَل: ما نَكَلْت به غيرك كائناً ما كان...
ونَكِل الرَّجل: قَبِلَ النَّكَالَ، عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: من الرجز

فاتَّقُوا اللهَ وخَلُّوا بَيْنَنَا *** نَبْلُغِ الثَّأْرَ، ويَنْكَلْ مَنْ نَكِلْ

وإِنه لَنِكْلُ شَرٍّ، أَي: يُنَكَّل به أَعداؤه" اهـ.

فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله في قوله: { قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا}: " وقرأ الجَحْدُرِيّ: "أَيَتَّخِذُنَا" بالياء، أي: قال ذلك بعضهم لبعض، فأجابهم موسى عليه السلام بقوله : {أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}: لأنَّ الخروج عن جواب السَّائل المُسترشِد إلى الهُزْء، جَهْلٌ، فاستعاذ منه عليه السلام، لأنَّها صفة تنتفي عن الأنبياء، والجَهْلُ نقيض العِلم، فاستعاذ من الجهل، كما جهلوا في قولهم :{أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا } لمَنْ يخبرهم عن الله تعالى، وظاهر هذا القول يدلُّ على فساد اعتقاد مَنْ قاله، ولا يصِحُّ إيمان من قال لنبيٍّ قد ظهرت معجزته، وقال: إنَّ الله يأمرك بكذا: أتتخذنا هزؤا ؟ ولو قال ذلك اليومَ أحدٌ عن بعض أقوال النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لوَجَبَ تكفيره" اهـ.

******
رد مع اقتباس
  #66  
قديم 17 Feb 2015, 09:23 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: { قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)}.

1- الفارِض: المُسِنَّة. وقد فَرَضَت تَفْرض فُرُوضًا، أيْ: أسَنَّت، ويقال للشَّيء القديم: فَارِضٌ ، قال الرَّاجز :

شَيَّبَ أَصْدَاغِي فَرَأْسِي أَبْيَضُ *** مُحَاِمل فيها رِجَالٌ فُرَّضُ

يعني: هَرْمَي.
وقال خُفافة بن نُدبة السُّلمي: من الطويل

لَعَمري لَقَد أَعطَيتَ ضَيفَكَ فارِضاً *** تُساقُ إِلَيهِ ما تَقومُ عَلى رِجلِ

أي: قديمًا، ويُروى: لَعُمْرُك ... وَ: ضَيْفَكَ ...

وقال آخر: من الرجز

يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُباغِضِ *** عليَّ ذِي ضِغْنِ وضَبٍّ فارِضِ


له قُروء كقُروء الحائِضِ
أي: قديم.

2- البِكْرُ: الأول من الأولاد، قال الكُمَيت بن زيد الأسدي: من الرجز

يا بِكر بِكْرين ويا خِلْبَ الكبِد *** أصبحت مني كذراع في عَضُدْ


والبِكر – أيضا - في إناث البهائم وبني آدم: ما لم يَفْتَحِلْه الفحل، وهي مكسورة الباء، وبفتحها: الفتي من الإبل.

3- العَوَانُ : النَّصَف التي قد ولدت بطنا أو بطنين، وهي أقوى ما تكون من البقر وأحسنه ، بخلاف الخيل، قال أمية بن أبي الصّلت يصف فرسًا: من الطويل

كُمَيتٍ بَهيمِ اللَونِ لَيسَ بِفارضٍ *** ولا بِخَصيفٍ ذات لَونٍ مُرَّقَمِ


ويُروى: ... مُخصّف، فَرَس أَخْصَف: إذا ارتفع البَلَقُ (وهو السواد والبياض) من بطنه إلى جنبه.
وقال مجاهد: العَوَان من البقرة: هي التي قد ولدت مرة بعد مرة، وحكاه أهل اللغة.
وحَرْب عَوَان: إذا كان قبلها حرب بكر، قال زهير بن أبي سلمى: من الطويل

إِذا لَقِحَت حَربٌ عَوانٌ مُضِرَّةٌ *** ضَروسٌ تُهِرُّ الناسَ أَنيابُها عُصلُ

أي: لا هي صغيرة ولا هي مُسِنَّة، أي: هي عوان، وجمعها "عُون" بضمِّ العَيْن وسكون الواو، وسُمِع: "عُوُن" بضمِّ الواو كرُسُل. وحكى الفراء: من العَوَان عَوَنْتُ تَعْوِينَا.

فائدتان:

1- قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله: " قوله تعالى : {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} في هذا دليل على جواز النَّسخ قبل وقت الفعل، لأنهَّ لمَّا أمر ببقرة اقتضى أيَّ بقرةٍ كانت، فلمَّا زاد في الصِّفة نَسخَ الحكم الأوَّلَ بغيره" اهـ.
2- قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى : {فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ} تجديد للأمر وتأكيد وتنبيه على ترك التَّعنُّت فما تركوه، وهذا يدلُّ على أنَّ مُقتَضَى الأمرِ الوُجُوبُ كما تقول الفقهاء، وهو الصَّحيح على ما هو مذكور في أصول الفقه، وعلى أنَّ الأمر على الفور، وهو مذهب أكثر الفقهاء - أيضا -" اهـ.

******
رد مع اقتباس
  #67  
قديم 22 Mar 2015, 05:47 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) }

1- اللَّون واحد الألوان: وهو هيئةٌ كالسَّواد والبياض والحمرة. واللَّون: النَّوع – وَزْنًا ومَعْنَى -. وفلان مُتلوِّن: إذا كان لا يثبت على خِلاق واحد وحال واحدة، قال الشّاعر: من مجزوء الرَّمَل

كُلَّ يَوْمٍ تَتَلَوَّنْ *** غَيْرَ هَذَا بِكَ أَجْمَلْ

ولوَّن البُسْر تلوينا : إذا بدا فيه أثر النُّضج. واللَّون: الدَّقْل، وهو ضرب مِن النَّخل. قال الأخفش: هو جماعة، واحدها لِينة.

2- قوله: {صَفْرَاءُ} جمهور المفسِّرين: أنَّها صفراءُ اللَّون، من الصُّفرة المعروفة.
وعن الحَسَن: {صَفْرَاءُ} معناه: سوداء، قال أبو عبد الله القرطبي - رحمه الله -: والأوَّل أصحُّ لأنَّه الظَّاهر، وقال الأعشى الكبير ميمون بن قيس، أبو بصير، صنَّاجة العرب، أدرك الإسلام ولم يُسلمْ ( ت: 7هـ ): من الخفيف

مُستَخِفٍّ إِذا تَوَجَّهَ في الخَيـ *** ـلِ لِشَدِّ التَفنينِ وَالتَقريبِ
تِلكَ خَيلي مِنهُ وَتِلكَ رِكابي *** هُنَّ صُفرٌ أَولادُها كَالزَبيبِ

التَفنينِ: التَّخليط، وهو البُقعة السَّخيفة السَّمجة في الثَّوب الصَّفيق، وهو عيب، والفنَّان: الحمار في شعر الأعشى كما في "اللِّسان" (فنن).

وهذا شاذٌّ لا يستعمل إلَّا في الإبل، قال الله تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} [المرسلات : 33]، وذلك أنَّ السُّود من الإبل سوادها صُفرة، ولو أراد السَّواد لما أكَّده بالفُقُوع، وذلك نعت مُختَصٌّ بالصُّفرة، وليس يوصف السَّواد بذلك تقول العرب: أسودُ حالِك وحَلَكوك وحُلْكوك، ودَجوجي وغِربيب، وأحمرُ قانئ، وأبيضُ ناصع ولَهِق ولِهاق ويَقَق، وأخضرُ ناضر، وأصفر فاقع، هكذا نصَّ نقلة اللغة عن العرب. قال الكِسائي: يقال فَقَع لونها يفْقُع فُقُوعًا: إذا خَلَصت صُفرته.
******
رد مع اقتباس
  #68  
قديم 04 Apr 2015, 12:21 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قال الله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)}
1- قوله تعالى: {تُثِيرُ} في موضع رفعٍ على الصِّفة للبقرة، أي: هي بقرة لا ذلول مثيرة.
وقال قوم: {تُثِيرُ} فعل مُستأنَف، والمعنى: إيجاب الحرث لها وأنَّها كانت تحرث ولا تسقي. والقولُ الأوَّلُ أصحُّ لوجهين:
أحدهما: لأنَّ بعده: {وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ}، فلو كان مُستأنَفًا لَمَا جَمَعَ بين "الوَاوِ" و"لا".
الثاني: أنَّها لو كانت تثير الأرض لكانت الإثارة قد ذَلَّلَتْها، والله تعالى قد نفى عنها الذُّلَّ بقوله: {لا ذَلُولٌ}.
قال أبو عبد الله القرطبي -رحمه الله - : "ويَحتمِل أن تكون {تُثِيرُ الأَرْضَ}- في غيرِ العملِ -: مَرَحًا ونشاطًا، كما قال امرؤ القيس : من الطويل
يُهيلُ وَيُذري تُربَها وَيُثيرُهُ *** إِثارَةَ نَبّاثِ الهَواجِرِ مُخمِسِ
[ ويُروَى: َيُثيرُ وَيُذري تُربَها وَيُهيلُهُ ...]
فعلى هذا يكون {تُثِيرُ}: مستأنفا، {وَلَا تَسْقِي}: معطوف عليه، فتأمَّله.
وإثارة الأرض : تحريكها وبحثها" اهـ.
قال الأزهري - أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي ( ت: 370 هـ) - في "تهذيب اللُّغة" (ثار): "قال الأصمعيُّ: أراد بقوله: " نَبّاثِ الهَواجِرِ " يعني: الرَّجلَ الذي إذا اشتدَّ عليه الحَرُّ يثير التُّراب ليصل إلى بَرده، وكذلك يفعل الثَّور الوحشيُّ في شدَّة الحَرِّ" اهـ.
و" مُخمِسِ": هو صاحبُ الإبِل التي تَرِد خَمْسًا.

فوائد:
1- وقال - رحمه الله -: "وهذه الأوصافُ في البقرة سبَبُها أنَّهم شدَّدوا فشدَّد الله عليهم، ودين الله يُسْرٌ، والتَّعمُّقُ في سؤال الأنبياءِ وغيرِهم من العلماء مَذمومٌ، نسأل الله العافيةَ" اهـ.
2- وقال - رحمه الله -: "يقال: فَرَسٌ أَبْلَقُ، وكَبْشٌ أَخْرَجُ، وتَيْسٌ أَبْرَق، وغُرَابٌ أَبْقَعُ، وثَوْرٌ أَشْيَهُ، كلُّ ذلك بمَعْنى البُلْقَة، هكذا نصَّ أهلُ اللُّغةِ" اهـ، يعني: ما خُلِط من لَوْنَيْن.
3- وقال - رحمه الله -: "في قصَّة البقرة هذه: دليلٌ على أنَّ شَرْعَ مَنْ قبلَنا شَرْعٌ لنا، وقال به طوائفُ من المتكلِّمين وقومٌ مِن الفقهاء، واختارَهُ الكَرْخِيّ، ونصَّ عليه ابنُ بُكَيْر القاضي مِن علمائنا، وقال القاضي أبو محمد عبدُالوهَّاب: هو الذي تقتضيه أصولُ مَالِكٍ ومَنازِعُه في كُتبِه، وإليه مَالَ الشَّافعيّ، وقد قال اللهُ: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}" اهـ.

******
رد مع اقتباس
  #69  
قديم 06 Apr 2015, 08:55 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قال تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}
1- قوله تعالى: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} "أو" قيل هي بمعنى الواو كما قال : {آثِماً أَوْ كَفُوراً}، {عُذْراً أَوْ نُذْراً} وقال أبو حرزة جرير بن عطية التميمي (ت:110هـ) لم يثبت أمام شعره غير الفرزدق والأخطل: من البسيط
نالَ الخِلافَةَ أَوْ كانَت لَهُ قَدَراً *** كَما أَتى رَبَّهُ موسى عَلى قَدَرِ
أي: وكانت.
ويُروَى: ... إِذ كانَت لَهُ قَدَراً ...، وعليه فلا شاهد فيه.
2- وقيل: هي بمعنى: بَلْ، كقوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} المعنى: بَلْ يزيدون، وقال الشاعر ويُنسب لذي الرُّمَّة: من الطويل
بَدَت مِثلَ قَرنِ الشَمسِ في رَونَقِ الضُحى *** وَصورَتِها أَو أَنتِ في العَينِ أَملَحُ

أي: بَلْ أنتِ.
3- وقيل : معناها الإبهامُ على المُخَاطَبِ، ومنه قول أبي الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان بن جَندل الدُّؤَليّ الكنانيّ تابعيّ، وهو أوَّل من نقط المصحف في أكثر الأقوال (ت:69هـ): من الوافر
أُحِبُّ مُحَمَّداً حُبّاً شَديداً *** وَعَبّاساً وَحَمزَةَ أَوْ عَلِيَّا
فَإِن يَكُ حُبُّهُم رُشداً أُصِبهُ *** وَفيهِم أُسوَةٌ إِن كانَ غَيّا
ويُروَى: وَالوصِيّا ، بَدَل: عَلِيًّا، وعليه فلا شاهد فيه.
ولم يشكَّ أبو الأسود أنَّ حبَّهم رشدٌ ظاهر، وإنَّما قصد الإبهام.
وقد قيل لأبي الأسود حين قال ذلك: شَكَكْتَ؟ قال: كلَّا، ثمَّ استشهد بقوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}، وقال: أَوَ كان شاكًّا مَنْ أخبر بهذا!
3- قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}، قال مجاهد بن جَبر: "ما تردَّى حجَرٌ من رأسِ جبلٍ، ولا تفجَّرَ نهْرٌ من حجَرٍ، ولا خرج منه ماءٌ، إلَّا من خشية الله، نزل بذلك القرآن الكريم" اهـ.
وحكى أبو جعفر محمد بن جرير الطبريّ - رحمه الله - عن فرقة: أنَّ الخشية للحجارة مستعارةٌ، كما استُعيرت الإرادةُ للجدار في قوله: {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ}، وكما قال زيد بن مهلهل المُلَقَّب بـ: "زيد الخيل" لكثرة خيله أو لطراده الخيل، الطَّائي (ت:9هـ)، ويُنسَبُ لجرير: من الكامل
لَمّا أَتى خَبرُ الزُبَيرِ تَواضَعَت *** سورُ المَدينَةِ وَالجِبالُ الخُشَّعُ

وقيل: الضَّميرُ في قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهَا} راجع إلى القلوب لا إلى الحجارة، أي: من القلوب لما يخضَع من خشيه الله.
قال أبو عبد الله القرطبيّ - رحمه الله -: "كلُّ ما قيل يحتمله اللَّفظ، والأوَّل صحيح، فإنَّه لا يمتنع أن يُعطى بعضُ الجمادات المعرفةَ فيَعقِلُ، كالذي رُوي عن الجذع الذي كان يستند إليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا خطب، فلما تحوَّل عنه حنَّ ..."اهـ.
******
رد مع اقتباس
  #70  
قديم 06 Apr 2015, 10:04 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

جزاك الله خيرا.
واصل وفقك الله لإتمام عملك.
لا أزال متابعا.
رد مع اقتباس
  #71  
قديم 12 Apr 2015, 06:30 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي "يوسف" على الدَّعوات الطيبة، وبارك فيك.
رد مع اقتباس
  #72  
قديم 23 May 2015, 02:53 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) }
1 - قوله تعالى : {لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ} "إلا" هنا بمعنى: "لَكِنَّ"، فهو استثناء منقطع، وقال النَّابغة الذّبياني: [من الطويل]
حَلَفتُ يَميناً غَيرَ ذي مَثنَوِيَّةٍ *** وَلا عِلمَ إِلّا حُسنُ ظَنٍّ بِصاحِبِ
ومعنى مَثنَوِيَّةٍ: "يقال: حلف فلان يمينا ليس فيها ثُنايا، ولا ثَنْوَى، ولا ثنيَّة، ولا مثنويّة، ولا استثناء، كلُّه واحد. وأصل هذا كلِّه من: "الثَّني" والكفِّ والرَّدِّ، لأنَّ الحالف إذا قال: واللهِ! لا أفعل كذا وكذا إلَّا أن شاء اللهُ غَيْره، فقد رَدّ ما قاله، بمشيئة الله غيرَه" اهـ من "تهذيب اللغة" (ثنى).
2 – وقُرِئَ: {إِلاَّ أَمَانِيَّ} خفيفة الياء، وهي قراءة أبي جعفرٍ يزيدَ بنِ القعقاعِ من العشرة كما في "النَّشر" لابن الجزري، وكلُّ ما جاء من هذا النَّحو واحده مشدَّدٌ، فَلَكَ فيه التَّشديد والتخفيف، مثل: أثافي وأغاني وأماني، ونحوه.
وقال الأخفش: هذا كما يقال في جمع مِفتاح: مفاتيح ومفاتِح، وهي ياء الجمع.
قال النَّحاس: الحذف في المعتل أكثر، كما قال ذو الرُّمَّة: [من الطويل]
وَهَل يَرجِعُ التَسليمَ أَو يَكشِفُ العَمى *** ثَلاثُ الأَثافي وَالرُسومُ البَلاقِعُ
والعمى: الجهل، وثلاث الأثافي: هي الحجارة التي تُنصَب عليها القدر واحدتها: أَثْفِيَّة، و الرُّسوم: واحدها رَسْم وهو الأثَر، ورَسْم الدَّار: ما كان من آثارها لاصقًا بالأرضِ، والبلاقع: لا شيء فيها.
3 - والأماني جمع: أُمْنِيَة وهي التِّلاوة، وأصلها أُمْنُويَة على وزن أُفعُولة، فأدغمت الواو في الياء فانكسرت النون من أجل الياء فصارت أمنية، وقال كعب بن مالك الأنصاري: [من الطويل]

تَمَنَّى كِتَابَ اللهِ أَوَّلَ ليلهِ *** وآخِرَهُ لاقَى حِمامَ المقادِرِ
وقال آخر: [من الطويل]
تمنَّى كتابَ اللهِ آخرَ ليْلِهِ *** تمَنِّيَ داودَ الزَّبورَ على رِسْلِ
وصدر البيت في "سيرة ابن هشام" وغيرها:
تمنَّى كتابَ اللهِ باللَّيلِ خاليًا *** ..........
والأماني - أيضا -: الأكاذيب، ومنه قول عثمان - رضي الله عنه -: "ما تَمَنَّيْتُ منذ أسلمتُ"، أي: مَا كذبتُ، وبه فسَّر ابن عبَّاس ومجاهد الآيةَ.
والأماني - أيضا -: ما يتمنَّاه الإنسان ويشتهيه.
قال قتادة: {إِلاَّ أَمَانِيَّ} يعني: أنَّهم يتمنَّوْنَ على الله ما ليس لهم.
4 - وقيل الأماني: التقدير، يقال: مُنِىَ له، أي: قُدِّر، قاله الجوهري، وحكاه ابنُ بحر، وأنشد قول سُوَيْدِ بنِ عامر المُصطَلِقي: [من البسيط]
لا تأمننّ وإن أمسيت في حرمٍ *** إنّ المنايا بكفّي كلّ إنسان
واسلك طريقك تمشي غير مختشعٍ *** حتّى يبيّن ما يُمْنِي لك المَانِي
أي: يُقَدَّر لك المُقَدِّر.
وجاء في "خزانة الأدب" للبغدادي البيتان وزيادة:
فكلّ ذي صاحبٍ يوماً يفارقه *** وكلّ زادٍ وإن أبقيته فان
والخير والشّرّ مقرونان في قرنٍ *** بكلّ ذلك يأتيك الجديدان
وأنَّها أُنشدت على النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: "لو أدركَني هذا لأَسْلَمَ"، وهو حديث ضعيف، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، والدُّولابي في "الكنى والأسماء" عن مسلم الخزاعي، وقال في "مجمع الزوائد": رواه الطبراني والبزار عن يعقوب بن محمد الزهري عن شيخ مجهول وهو مردود بلا خلاف اهـ.

قلتُ: والأبيات حسنة مليحة المعنى لمن أراد حفظها.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013