منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » مــــنـــتــدى أسمار المطبوع والمخطوط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26 Apr 2014, 02:18 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي الكتب الفردة في أبوابها = المقالة الثالثة من (أحوال الكتب وأنباء من كتب)

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


الكتب الفردة في أبوابها

أعني بها الَّتي تفردت بموضوعها حتَّى لم يؤلَّف فيه غيرها، أو أُلِّف معها ما لا خطر له، وهي كثيرةٌ جدًّا باعتبار أفراد المسائل، فكثيرٌ جدًّا من المسائل والمواضيع التي أفردت بكتب وتواليف لم يشركها غيرها، ولا سيَّما في العصر الحديث، حيث تنوَّعت التَّخصُّصات وكثرت المشارب وتعدَّدت المذاهب، فلا تكاد تجد مسألة من المسائل الجزئية والكليَّة إلَّا وقد أفردت ببحث وخُصَّت بمقالة، وهذا ممَّا لا سبيل إلى الإحاطة به، لكن بعض الأفراد من الكتب تتعلَّق بأصول العلوم وكليَّات المباحث الشَّرعية فهذه هي التي عنيت بمقالي هذا.


فـ"درء التَّعارض" لشيخ الإسلام ابن تيميَّة في بابه فردٌ لا نظير له، وهو إثبات اتِّفاق الشَّرع والعقل، وأن العقل الصَّريح لا يمكن أن يناقض النَّقل الصَّحيح، فإن توهم ذلك متوهِّم في مسألة من المسائل فلأنَّ النصَّ غير صحيح أو أن العقل فاسد.


و«كتاب التَّوحيد» لمحمَّد بن عبد الوهاب لا يزال الأشياخ ينصُّون على أنه فردٌ في بابه، لم يُكتب في تحقيق توحيد العبادة مثله، لا قبله ولا بعده.


و«الفروق» للقرافي فردٌ أيضًا، لأنَّ المألوف في كتب الفروق أن تفرق بين الفروع الفقهيَّة، ببيان المعاني والعلل الَّتي اقتضت تخالف الأحكام في الفروع المتشابهة، أمَّا القرافي فقد تكلَّم عن الفروق بين القواعد والكليات الأصوليَّة والفروعيَّة، فهو فرد من هذا الوجه.


و«سلاسل الذَّهب» للزَّركشي في أصول الفقه، موضوعه تخريج المسائل الأصوليَّة على مبانيها، ولا أعلم في الكتب كتابًا يشاركه في ذلك، إذ غيره من المؤلَّفات في تخريج المسائل إنَّما كُتبت في تخريج فروع الفقه على أصولها.


و«الموافقات» لأبي إسحاق الشَّاطبي، موضوعه الأصلُ أسرار التَّكليف، وأكثر مسائله إنَّما هي مكمِّلات المسائل الأصوليَّة التي تناولتها كتب الأصول الأخرى، فمعظم مسائله انفرد ببحثها.


و«الاعتصام» في أصول البدع لم يؤلَّف مثله قبله ولا بعده، فهو أصل منفرد في هذا الباب.
أصول النَّحو للسيوطي المسمى بـ«المزهر»، مبتكرٌ على نسق أصول الحديث، وعليه فرَّع النَّاس القول في هذه المنزع.


«نظم الدُّرر» للبقاعي كتبه يتحرَّى مناسبات السُّور والآيات، فهو فيما وصل إلينا فردٌ، وقيدته بما وصل إلينا، لأنَّه قد ذُكر في تراجم بعض من تقدَّمه في الزَّمن أنَّه وضع كتابًا في معناه ـ وقد فاتني تقييد اسمه ـ لكن لا أعلم إلَّا أنَّه لم يصل إلينا.


«إعراب القرآن» المنسوب للزَّجاج ـ وقد حقَّق بعضهم أنَّه لجامع العلوم الأصفهاني ـ أعرب القرآن على طريقة بديعة حيث يصل للمسألة ويذكر ما دخل تحتها من الآيات، فهو إعرابي جملي انتظم إعراب القرآن كله في تسعين بابا من أبواب العربيَّة، نظيره من هذا الوجه «مغني اللَّبيب» لابن هشام فقد وضعه لمعربي القرآن تسهيلًا عليهم كما ذكر هو في مقدمة الكتاب، فهو إعراب للقرآن بطريق غير مباشر، ولهذا لا يخلي مسألة من المسائل التي يحرِّرها من ذكر الآيات التي تدخل تحتها، وما أشكل على المعربين منها.


وعلى هذا النَّسق في فنٍّ آخر «فتح الرَّحيم الملك العلام» للشيخ عبد الرَّحمن بن ناصر السَّعدي الذي فسَّر فيه القرآن تفسيرًا إجماليًّا بتفسير النَّظائر المتواردة على معان متَّفقة وجعله ثلاثة أقسام: قسم العقائد وقسم الأخلاق وقسم العبادات، فهو من أنفع الكتب المتعلِّقة بجمل معاني القرآن.


«أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن» لم يذكر فيه إلا آية فسَّرتها آية أو آيات أخر، فإن وُجدت آية لم تتعلَّق بتفسيرها آية أخرى لم تدخل على شرطه فلم يفسرها، وهو وضع لا أعلم أحدًا ممن كتب في التفسير نحا منحاه.
ولهذا لما توفي الشيخ رحمه الله وقد كان بقي عليه شيء يسير من آخره لم يتمه فطُلب من عدد من تلاميذه إتمامه فاعتذروا عن ذلك، حتى قام له الشيخ عطية سالم رحمه الله وممَّا قال في مقدمة تكميله له: «ينبغي أن يُعلم أن «أضواء البيان» ليس تفسيرا شاملا لجميع القرآن كما يظنه البعض ويتطلب فيه تفسير كل ما أشكل عليه، بل هو تفسير خاص على منهج مختص به، وهو تفسير ما أجمل من الآيات أيًّا كان سبب إجماله من حيث اللفظ أو المعنى، وبيان هذا الإجمال من آيات أخر سواء كان بالمنطوق أو المفهوم أو الفحوى أو بسنة ثابتة، ثم استتباع ذلك ببيان الأحكام الَّتي تؤخذ من هذه الآية، فهو تفسير خاص وبمنهج مختص به».



«صحيح ابن حبان» فردٌ من جهة ترتيبه فإنَّه وضعه على أنواع الأوامر والنَّواهي، فهو أشبه بما يسمى في الدراسات المعاصرة بـ«دراسة أصوليَّة تطبيقية على السنَّة النَّبويَّة»، فلذلك اعتنى ابن بلبان بترتيبه ليسهل تناوله.


«بداية المجتهد» لابن رشد، اعتنى فيه عند إيراد المسائل الفقهية وذكر الخلاف بين الأئمة بالتنبيه على أسباب الخلاف في كلِّ مسألة مسألة، أمَّا غيره من الكتب الموضوعة في أسباب الخلاف فهي من الجانب النَّظري التَّأصيلي، بخلافه إذ هو تطبيقي على مسائل الفقه كلِّها.


و«المحتسب» لابن جنِّي في توجيه القراءات فرَّغ قصده إلى إعراب القراءات الشَّاذة وتوجيهها، وما سواه من كتب الفنِّ فمصروف العناية إلى القراءات المتواترة ككتابي ابن خالوية والفارسي.

و«معجم المقاييس» لابن فارس انفرد عن سائر المعاجم بردِّ الكلمات إلى أصولها وجمع المادة اللُّغوية إلى جذرها، وهو ملحظ جليل نبَّه إليه ابن جني في «الخصائص» وعقد له بابًا مستقلًا، وكمَّل ابن فارس الكلام عليه تطبيقًا على موادِّ اللغة كلِّها.


و«الخصائص» نفسه فرد في موضوعه، قصد مؤلفه إلى جمع قياس كلام العرب وقواعده، فهو للعربيَّة كالقواعد الفقهيَّة للفقه، وما احتواه «المزهر» للسُّيوطي هو من بعض مقاصد «الخصائص» إلَّا أنَّ هذا أشار وذاك تمَّم.


هذا مع أن كثيرًا من الكتب المؤلَّفة في الفنون المعروفة تشارك غيرها في أصل موضوعها لكنها تنفرد عنها بخاصيَّة قد لا توجد في غيرها، فمثلًا «مختصر خليل» على طريقة المختصرات الفقهيَّة المسلوكة، إلَّا أنه تميز بميزات منها عنايته بالنَّظائر، وهذا تُغفله بعض المطوَّلات فضلًا عن المختصرات.



وشروحه أيضًا مثال آخر فكلُّها متقاربة المنزع، تميَّز من بينها شرح الموَّاق بعنايته الفائقة بردِّ مسائل المختصر إلى أصولها القديمة بحكاية كلام مالك وأصحابه وتوجيهها على قواعدهم.


ونظيره في التَّفسير أنَّك لا تجد كتابًا يعتني بأحاديث المسندة في الباب ويتكلَّم عليها تصحيحًا وتعليلًا كالحافظ ابن كثير رحمه الله.


وليس فيها أحد يعتني بتحرير الأقوال وترتيبها على وجه يسهل الوقوف عليها كـ«زاد المسير» لابن الجوزي.


وكلُّها تحيل تفسير الآيات المكررة والمتشابهة إلى المواضع المتقدِّمة التي فُسرت فيه نظائرها ما عدا «تفسير السَّعدي» فإنه يعيد شرحها مرة أخرى إذا وردت اقتداء بالقرآن الذي ثنى بعض المعاني لتقريرها في القلوب.


وكتب المصطلح على جدد واحد، وانصرف القاضي عياض في «الإلماع» إلى العناية بطرق التَّحمل وصيغ الأداء ووسع القول فيها حتى صار متفرِّدًا من بين كتب المصطلح بتوسيع القول فيها.


وهذا الباب منتشر جدًّا تتميَّز بعض التواليف عن بقيَّة كتب الفنِّ بنوع خاصٍّ من الفائدة أو التَّحرير، والله أعلم، وهو الموفِّق سبحانه.


السَّبت 26/ 06/ 1435.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 26 Apr 2014 الساعة 05:03 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013