كلام العلامة السحيمي عن الفتن في بلاد المسلمين اليوم، وتحذيره من كتاب سلمان العودة (أسئلة الثورة)

[أبو عبد الرحمن أسامة]

كلام العلامة صالح السُّحَيْمِيّ عن الفِتَن في بلاد المُسلمين اليوم،

وتحذيره من كتاب سَلْمَان العودة (أسْئِلَة الثَّوْرَة)

(كان هذا في درس الشّيخ يوم: 15 / ربيع الثاني / 1435هـ بالمسجد النّبويّ)

التّفريغ:

وهذه الفِتَن التي تموجُ بها بلادُ المُسلِمين من القتل والهَرَج كُلُّ ذلكَ نتيجَةً لبُعدِهم عن الله؛ ونتيجةً لِوُقُوعِهِم في الفِتَن؛ ونتيجةً لكونِهِم لا يَرْعَوْنَ حُرُماتِ الدِّماء؛ والنّبيّ –صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- يقول: (لا يزالُ المُسلِمُ في فُسحة من دينِهِ ما لمْ يُصبْ دمًا حرامًا)، والله –عزّ وجلّ- يقول: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾.

حُرمَة دم المُسلِم أعظم من حُرمَة الكعبة -على فضل الكَعْبَة-، فَلَيْنَا أن ننتبِه (إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكُم حرام كحُرمَة بلدكم هذا في يومكم هذا في شهركم هذا).

أعودُ وأقول: إنَّ ما يُسمَّى بالصّقيع العربيّ الذي يحدُثُ الآن في بعض البلاد الإسلاميَّة ما جرَّ على المُسلِمين إلاَّ البلاء.

وأولئك الذين يدْعُونَ إليهِ إلى هذه الثّورات إنّما يدعون إلى الفتن؛ والرّسول –صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- يقول: (إنّ السّعيد لمَنْ جُنِّبَ الفِتَن، إنّ السّعيد لمَنْ جُنِّبَ الفِتَن، إنّ السّعيد لمَنْ جُنِّبَ الفِتَن).

وهُنَا لعلِّي أُحذِّر من كتابٍ فيه فتنة للرّعاع ألَّفَهُ صاحبُهُ تأييدًا للثّورات عُنوانُهُ: (أسئلة الثّورة) يدعُو فيها هذا المغرُور إلى الثّورة؛ ويُنشر في بعض المواقع ورُبّما وُجِدَ في بعض معارض الكتاب، وهُوَ يُقرِّر مسائلَ طاغُوتيّة في هذا الكتاب؛ منها أنّه يقول: (إنّ الشّعبَ إذا اختارَ غير الدِّين وغير حُكم الإسلام فيجبُ المصير إلى حُكم الشّعب) هذا القولُ كُفرٌ إلاّ أنْ يكون لا يعرفُ الحُكم ولا يدري عن معناه.

فإسنادُ الحُكم للشّعوب هذا طاغوتٌ من الطّواغيت، وخطر جسيمٌ في أن نقولَ: يجب الاحتكام إلى الشّعوب! الاحتكامُ إلى الشّعوب طاغوتٌ من الطّواغيت، وكوننا نقول: (إذا اختار الشّعب غير الإسلام أو غير الدِّين أو غير أحكامِ اللهِ يجب المصير إلى اختيار الشّعب) هذا أمرٌ في غايةِ الخطورة ولا يقولُهُ مُسلِم في الحقيقة، وقد ردَّ عليه أخونا فضيلة الشّيخ الدّكتور فهد بن سليمان الفهيد في الرّدّ على أسئلة الثّورة ونَقَضَ تلكَ القواعد الفاسدة التي أصَّلَهَا هذا المسكين وردَّ وفنَّدَها وبَيِّنَ خُطورتها على المُسلِمين.

وعجيبٌ من الأمر أن يدّعي شخصٌ يدّعي أنّه من دعاة الإسلام أن يُقرِّر مثل هذه المسألة الخطيرة الطّاغوتيّة! نعم.

أنا ذكرتُ لِئلاَّ تغترُّوا بِهِ قد ترونَهُ في بعض المواقع فلا تغترّوا بِهِ كتاب: (أسئلة الثّورة) كتابٌ طاغُوتِيّ يدعُو إلى تحكيم الشّعوب بدلاً من تحكيم الشّريعة الإسلاميّة، نعم.اهـ (1)

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة

20 / ربيع الثاني / 1435هـ

(للاستماع والتحميل)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) من درسِ فضيلة الشّيخ العلاّمة: صالح بن سعد السّحيميّ -حَفِظَهُ اللهُ- في (شرح كتاب التّوحيد من صحيح مُسلِم) يوم: 15 / ربيع الثاني / 1435هـ، بالمسجد النّبويّ ..