منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04 Aug 2018, 06:29 PM
فتحي إدريس فتحي إدريس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 48
افتراضي يا عمَّار وكلَّ المُصفِّقين: هَلمُّوا إلى الامتحان!




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

أمَّا بعد:

فقد كنت أرمق من بعيدٍ ما كان عبد المؤمن عمَّار يصولُ به ويجولُ في هذا المنتدى فكتب مقالاتٍ عدَّة استقصى فيها ما سمَّاه سرقات علميَّة وقع فيها الشَّيخ الفاضل رضا بوشامة -حفظه الله- فانبرَى لها عبد المؤمن عمَّار فاستخرجها بالمناقيش، وكان يعلِّق عليها ويرمي الشَّيخ رضا بوشامة -حفظه الله- بالسَّرقة العلميَّة والتَّشبُّع بما لم يعط بل ذهب لأبعد من ذلك وهو قضية المال المستفاد من بيع مثل تلك الكتب التي فيها هذه السرقات وغير ذلك مما كان يعلق به.

وما دمتُ لا أوافِقُه في صَنِيعِه -الَّذي باَركَه مشايخُه (أزهر وجمعة) وفَرِحَ لمشروعِه العظيم كثير من أعضاء المنتدى- فلن أستكثرَ له من النُّقول الَّتي فيها عينُ ما استخرجه للشَّيخ رضا بوشامة -حفظه الله- بل أبتدئه بمواطن من مقالةٍ صغيرةٍ من مقالات الشَّيخ عبد المجيد جمعة -هداه الله وأصلحه- كان مثبَّتا في المنتدى حين كان عبد المؤمن عمَّار يصُول ويجُول وأبيِّن له من حيث أخذها أو كونه سبق لها دون أدنى إحالة أو إشارةٍ -وأترك الحكم عليها لعمَّار- بخلاف الشَّيخ رضا بوشامة -حفظه الله- فإنَّه في قضيَّة خطبه أشارَ إلى أنَّه كان يجمعها من مصادر متعدِّدة ولم يشفع له ذلك عند عبد المؤمن عمار بل أغرقَ في التحامل وجعله ملبِّسا مدلِّسا.

فالمقصود أنَّ هذه مواضع أربعةٌ أترك التَّعليقَ عليها لعبد المؤمن عمار ليفدَنا بما نحكم على هذا الفعل أو هذا الصنيع الذي وقع فيه شيخه عبد المجيد جمعة -هداه الله وأصلحه- في مقال واحد فقط صغير الحجم! ولم أقصد استقصاء كلَّ ما وقع فيه الدُّكتور في كتبه ورسائله ولم أتتبع ذلك كما فعل عبد المؤمن عمَّار، وكما قال الشَّيخ خالد حمُّودة في رده على الدكتور عبد المجيد جمعة: «ندفع بالأسهل فالأسهل» فنودُّ منه أن يعلِّق عليها وأن يرفع عنَّا الإشكال وفيه الكثير من المواطن التي لم أذكرها وهي متنوِّعة سواء من المشايخ أو من ناحية كونها مأخوذة باللفظ أو بالمعنى بالسَّطر أو بالصَّفحات.

وقبلَ الشُّروع في المقصود أعلِّق على هذا الموطن من حلقته الأولى الَّذي لم يفهم فيه عبد المؤمن عمَّار الشَّيخ رضا بوشامة -حفظه الله- فاعتدى عليه في القول وتهكَّم به وإنما أُتي من سوء فهمه، فأنبهه إلى الصَّواب نصحًا له أن يرجع إلى الحقِّ وأن لا يكون متحاملًا وكذلك في استخراج هذه المواطن المقصودُ تنبيهه إلى أن يكون منصفًا وأن لا يكون متحاملًا بل يكون عادلًا وأن يتقي الله في إخوانه والمشايخ الفضلاء فيكفَّ عن صنيعه.
وما هو باللون الأحمر كلام الشَّيخ رضا بوشامة -حفظه الله- وما هو باللون الأزرق تعليق عبد المؤمن عمَّار عليه.

قال:
«الموضع الرابع:
قال الدكتور بوشامة –هداه الله وأصلحه-:
وفسَّر أهل العلم وشرَّاح الآثار كأحمدَ والبخاريِّ وغيرِهما بأنَّهم أصحابُ الحديث الذين «جعلهم الله أَرْكَانَ الشَّرِيعَةِ، وَهَدَمَ بِهِمْ كُلَّ بِدْعَةٍ شَنِيعَةٍ، فَهُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ مِنْ خَلِيقَتِهِ، وَالْوَاسِطَةُ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتِهِ، وَالْمُجْتَهِدُونَ فِي حَفِظِ مِلَّتِهِ ... جَعَلَهم رَبُّ الْعَالَمِينَ حُرَّاسَ الدِّينِ، وَصَرَفَ عَنْهُمْ كَيَدَ الْمُعَانِدِينَ؛ لِتَمَسُّكِهِمْ بِالشَّرْعِ الْمَتِينِ، وَاقْتِفَائِهِمْ آثَارَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ. فَشَأْنُهُمْ حِفْظُ الْآثَارِ وَقَطْعُ الْمَفَاوِزِ وَالْقِفَارِ، وَرُكُوبُ الْبَرَارِيِّ وَالَبِحَارِ فِي اقْتِبَاسِ مَا شَرَعَ الرَّسُولُ الْمُصْطَفَى، لَا يُعَرِّجُونَ عَنْهُ إِلَى رَأْيٍ وَلَا هَوًى. قَبِلُوا شَرِيعَتَهُ قَوْلًا وَفِعْلًا، وَحَرَسُوا سُنَّتَهُ حِفْظًا وَنَقَلًا .. حَتَّى ثَبَّتُوا بِذَلِكَ أَصْلَهَا وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا.
وَكَمْ مِنْ مُلْحِدٍ يَرُومُ أَنْ يَخْلِطَ بِالشَّرِيعَةِ مَا لَيْسَ مِنْهَا. وَاللَّهُ تَعَالَى يَذُبُّ بِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ عَنْهَا. فَهُمُ الْحُفَّاظُ لِأَرْكَانِهَا وَالْقَوَّامُونَ بِأَمْرِهَا وَشَأْنِهَا. إِذَا صُدِفَ عَنِ الدِّفَاعِ عَنْهَا فَهُمْ دُونَهَا يُنَاضِلُونَ، أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
. « في مقالته : دفاع عن السنة وأهلها».
قلت: سبحان الله! هذه العبارة كلها نقلها دكتور الحديث رضا بوشامة-هداه الله وأصلحه- دون عزوها إلى قائلها، أو إلى المصدر الذي نقلها منه؛ غير قوله: «وفسَّر أهل العلم وشرَّاح الآثار كأحمدَ والبخاريِّ وغيرِهما بأنَّهم أصحابُ الحديث الذين...» ليوهم القراء أنها من أسلوبه وتعبيره وهو خلاصة ما فهمه من كلام هؤلاء الأئمة-عليهم رحمة الله-، والحقيقة أنه أخذه من الخطيب البغدادي -رحمه الله- تصرّف تصرّفا يسيرا فقط كما سترى!
قال الخطيب -رحمه الله- كما في كتابه شرف أصحاب الحديث: «جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله من خليقته، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته ... جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حراس الدين، وصرف عنهم كيد المعاندين ؛ لتمسكهم بالشرع المتين، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين . فشأنهم حفظ الآثار وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى، لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى . قبلوا شريعته قولا وفعلا، وحرسوا سنته حفظا ونقلا حتى ثبتوا بذلك أصلها، وكانوا أحق بها وأهلها . وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها . والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها . فهم الحفاظ لأركانها والقوامون بأمرها وشأنها . إذا صدف عن الدفاع عنها فهم دونها يناضلون، أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون». « صفحة 8-10».
وقد أعمى الله بصيرته إذ نسب كلام المتأخِّر –وهو الخطيب البغدادي- إلى شرح المتقدِّم –وهما الإمام أحمد والبخاري- وبينهما مفاوز؛ فكأنّ الإمام أحمد والبخاري نَقَلَا كلام الخطيب البغدادي؛ فأين علمك بالرجال يا دكتور الحديث؟! وأين أنت من قول الشافعي -رحمه الله- الذي قال: «وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء». « حلية الأولياء للأصفهاني ».
هذا الشافعي-رحمه الله- أما الدكتور فإنه يأخذ من غيره وينسبه إلى نفسه، وشتان بين الأمرين!
» اهـ

أقول لك يا عبد المؤمن عمار: قد أحدثت جلبةً وهوَّلت وفخَّمت الأمرَ وعظَّمته بل اعتديت في القول حتى قلت: «أعمى الله بصيرته...» وإنَّما أعمى الله بصيرتك!

بيان ذلك: إنَّ الشَّيخ رضا بوشامة -حفظه الله- ينقل كما هو ظاهر من هذا النَّقل المبتور الذي نقلته! فضلا عن الإتيان بتمام كلامه! أنَّ أهل العلم فسَّروا «الطائفة» التي وردت في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» بأنهم «أصحاب الحديث» وممن فسَّره بذلك الإمام أحمد والبخاري وغيرهما من أهل العلم، ثم نقل نقلًا كما تراه بين علامتين التنصيص عن الخطيب البغدادي رحمه الله يذكر فيه «فضل أصحاب الحديث» للمناسبة بين تفسير «الطَّائفة المنصورة» بأنَّهم «أصحاب الحديث» وبين سياق كلام البغدادي الذي يدلُّ على «فضيلة أصحاب الحديث».

فانظر يا عبد المؤمن عمَّار كيف هوَّلت وفخَّمت عن شيء لم تفهم وجهته ولم تدر مقصده فذهبت ترمي الشَّيخ رضا بوشامة -حفظه الله- بأنَّ الله أعمى بصيرته وتتهكَّم به وبعلمه بالحديث والرِّجال! وأنت لم تفقه صنيعَه! مع أنَّه ظاهر لا يحتاج لأدنى تأمُّل، ولكن هكذا من حفر حفرة لأخيه وقع فيها كما يقال.

وصدق القائل:

وكم من عائب قولا صحيحا /// وآفته من الفهم السَّقيم

وإلى المقصودِ فأنتظر تعليقَك على هذه المواطِن وتوجيهك لهذا الأمر ما دمت فارس ميدان استخراج السَّرقات العلميَّة والتَّفطُّن لها والحكم عليها والاسترسال في ذلك.



أمثلة من مقال «أثر الصوم في تزكية النفوس وتهذيب السلوك»
للدكتور عبد المجيد جمعة -هداه الله وأصلحه-


الموضع الأول:

قال د. عبد المجيد جمعة -هداه الله وأصلحه-: «كما قال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ»؛ أي وقاية من النَّار، لأنَّه إمساكٌ عن الشَّهوات، والنَّار محفوفة بالشَّهوات».

قُلْتُ: وهذا المعنى فتقه ابن العربي -رحمه الله- فلهذا لا يكاد يُذكر إلَّا معزوًّا إليه! وتأمَّل حُسن صنيع ابن العراقي -رحمه الله- إذ قال في "طرح التَّثريب"(4/ 91): «وقال والدي - رحمه الله - في شرح التِّرمذي، وإنَّما كان الصَّوم جنَّة من النار؛ لأنه إمساك عن الشهوات والنار محفوفة بالشهوات كما في الحديث الصحيح «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات» انتهى وسبقه إلى ذلك ابن العربي».
فنبَّه إلى أنَّ هذا المعنى لابن العربي -رحمه الله- وليس من والده! ولا تجده مذكورا في كتب شروح الحديث إلَّا منقولا عن ابن العربي -رحمه الله- لا يملون ولا يكلون من إحالته إليه!

الموضع الثاني:

قال د. عبد المجيد جمعة -هداه الله وأصلحه-: «ومن محاسن الصَّوم أنَّه يربِّي النَّفس على الصَّبر، ويعوِّدها على تحمُّل المشاقِّ في سبيل الله ـ عزَّ وجلَّ ـ، فهو يجمع أنواع الصَّبر الثَّلاثة: الصَّبر على المأمور، والصَّبر على المحظور، والصَّبر على المقدور، ومن استكمل هذه الأنواع فقد استكمل حقيقة الصَّبر، وبلغ ذروته؛ فيكون صَبرًا على المأمور؛ لأنَّ الصَّائم يحبس نفسه على امتثال أمر الله له بالصَّوم؛ وعلى المحظور؛ لأنَّ الصَّائم يجتنب ما حرِّم عليه؛ وصبرًا على المقدور؛ لأنَّ الصَّائم يحبس نفسه على الرِّضى بما قدّر عليه من ألم الجوع والعطش».

قلت: قد سبق لهذا المعنى مثلًا ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- فقال في "لطائف المعارف"(150):
«والصَّبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله وصبر عن محارم الله وصبر على أقدار الله المؤلمة. وتجتمع الثلاثة في الصوم فإن فيه صبرا على طاعة الله وصبرا عما حرم الله على الصائم من الشهوات وصبرا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش».

الموضع الثالث:

قال د. عبد المجيد جمعة -هداه الله وأصلحه-: «لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». [رواه البخاري (38)، ومسلم (1817) عن أبي هريرة رضي الله عنه]. يعني: مصدِّقًا بفرض صيامه، ومحتسبًا مريدًا بذلك وجه الله، بريئًا من الرِّياء والسُّمعة».

قلت: قال ابن بطال في «شرح صحيح البخاري»(1/ 95):
«ومعنى قوله: تمت إيمانا وإحتسابا - يعنى: مصدقا بفرض صيامه، ومصدقا بالثواب على قيامه وصيامه ومحتسبا مريدا بذلك وجه الله، بريئا من الرياء والسمعة، راجيا عليه ثوابه».

الموضع الرابع:

قال د. عبد المجيد جمعة -هداه الله وأصلحه-: «فيحفظ الصَّائم نفسه من أن تمضي ما هي قادرةٌ على إمضائه، باستمكانها ممَّن غاظها، وانتصارها ممَّن ظلمها».

قال الطبري في "تفسيره"[7/ 214]: «...فحفظ نفسه من أن تمضي ما هي قادرة على إمضائه، باستمكانها ممن غاظها، وانتصارها ممن ظلمها».


فهذه أربعة مواطنَ في مقالٍ صغير الحجْم كان مثبَّتا أمام ناظريك في منتديات التصفية والتربية السَّلفيَّة وقد تمت البشرى بطباعته في مطويَّة! فأرجو أن تفيدنا بتعليقٍ عن هذه المواطن الأربع فتتحفنا كما استرسلت في تعليقاتك عن ما استخرجته من كتابات الشَّيخ رضا بوشامة -حفظه الله-، وكن منصفًا يقول ابن القيم -رحمه الله- كما في «مفتاح دار السعادة»(1/ 141):
«...وجرِّد قلبك عن النُّفرة والميل ثمَّ أعط النَّظر حقَّه ناظرا بعين الإنصاف ولا تكن ممن ينظر في مقالة أصحابه ومن يحسن ظنَّه نظرا تامًّا بكلِّ قلبه ثمَّ ينظر في مقالة خصومه وممَّن يسيء ظنَّه به كنظر الشَّزر والملاحظة فالنَّاظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ والنَّاظر بعين المحبة عكسه وما سلم من هذا إلا من أراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق وقد قيل:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما أن عين السخط تبدي المساويا
وقال آخر:

نظروا بعين عداوة لو أنها ... عين الرضا الاستحسنوا ما استقبحوا» اهـ.

فانظرْ في هذه المواطن نظرًا تامًّا بكل قلبك وعلِّق عليهَا وكأنَّها للشَّيخ رضا بوشامة -حفظه الله- فتكيل بمكيال واحدٍ يقول ابن القيم رحمه الله كما في «تهذيب السنن»(1/ 188): «والإنصاف أن تكتال لمنازعك بالصاع الذي تكتال به لنفسك فإن في كل شيء وفاء وتطفيفا».

وأرجو أن تقف مع نفسك وتتأمَّل فتخلص إلى أنَّ ما فعلتَه كان تهويلًا وتفخيمًا وتحاملًا واعتداء على الشَّيخ رضا بوشامة -حفظه الله- إذ كما وقع منه يقع من غيرِه من المشايخ بل يقع منهم أشدُّ مما وقعَ فيه ولكن «عين السُّخط تبدي المساويا» فهذا تنبيهٌ لك بلُغَتِكَ ونصحٌ لك، ويعلم الله أنَّني لست ممن يتتبَّع مثل هذه الأشياءَ ويستخرجُ مثل هذه الأمورُ بل أعتقدُ وأقولها لك صراحة: أنَّك فتحت بابَ شرٍّ عظيم على النَّاس لا سيَّما وأنت تعدُّ كلَّ شيءٍ سرقةً علميَّة، فسيعتدي كثيرٌ من الجهَّال على المشايخ الفضلاء فيكفي أن يمسك جملة من مقال أو كتاب فيضعها في الشَّاملة أو في النَّت فيظهر له مصدرُها فيخرج بنتيجةً على لغتك أنَّ معظم من تراه عيناه: يسرق سرقات علميَّة ومتشبِّع بما لم يعطَ وغير ذلك مما فهمه وخرج به من مقالاتك، فاتق الله في نفسك يا أخي عبد المؤمن عمَّار وكن منصفًا حكيمًا تضع كلَّ شيءٍ موضِعَه وتحكم عليه بما يناسبُه، وأنبِّهك إلى شيءٍ، وهو أنَّك في مقالاتك كثيرًا ما كنت تحيل الكلامَ نفسَه الذي يقوله المتقدِّم إلى مصادر مختلفة دون أن يبينوا أنهم نقلوه عنه فلم لا تعدُّ هذا سرقةً علميَّة؟ كأن يكون النقل للنَّووي فينقله ابن حجر، أو يكون عند القاضي عياض فينقله ابن حجر أو غيره ممن تأخر عنه، أو يكون عند الأزهري فينقله ابن منظور، فينقل أهل العلم عن بعضهم بعضًا دون إحالةٍ، فلم لا تسمي مثل هذا سرقة علميَّة؟! ولو ذهبنا نتتبعه في كتب أهل العلم لأخرجنا مجلدَّات كثيرة.

فكان ينبغي أن تجعل للسَّرقات العلميَّة ضابطًا محدَّدا ولا تجعل كل نقلَ دون إحالة سرقةً علميَّة ثمَّ إنَّك تطردُ الحكم على كلِّ من وقع في ذلك الفعل بأنه سرق سرقة علميَّة لا أن تتحامل على بعض المشايخ دون آخرين وتهدِّد وتزبد وترعد! ولكن «غرَّك من دفعك!»

في انتظار جوابِك.
آخره، والحمد لله رب العالمين.



وكتب/ فتحي إدريس
عفا الله عنه



التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 04 Aug 2018 الساعة 07:45 PM
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013