كيف نجمع بين قول الصحابة:الله ورسوله أعلم"بالعطف بالواو وإقرارهم على ذلك وإنكاره صلى الله عليه وسلم على من قال :"ما شاء الله وشئت"
فأجاب بقوله: قولهم "الله ورسوله أعلم"جائز،وذلك لأن علم الرسول من علم الله فالله تعالى هو الذي يعلمه ما لا يدركه البشر ولهذا أتى بالواو.
وكذلك في المسائل الشرعية يقال "الله و رسوله أعلم" لأنه أعلم الخلق بشريعة الله وعلمه بها من علم الله الذي علمه كما قال (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم)"النساء 113"
وليس هذا كقوله: "ما شاء الله وشئت"لأن هذا من باب القدرة والمشيئة ،ولا يمكن أن يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مشاركا لله فيها .
ففي الأمور الشرعية يقال :"الله ورسوله أعلم "وفي الأمور الكونية لا يقال ذلك.
ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب الآن على بعض الأعمال "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله"التوبة105.لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرى العمل بعد موته.
وسئل رحمه الله:عن قول بعض الناس "يعلم الله كذا وكذا"
فأجاب بقوله : قول :"يعلم الله" هذه مسألة خطيرة ،حتى رأيت في بعض كتب الحنفية أن من قال عن شيء يعلم الله والأمر بخلافه صار كافرا خارجا عن الملة ،فإذا قلت : يعلم الله أني ما فعلت هذا وأنت فاعله فمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر "يعلم الله اني ما زرت فلانا "وأنت زائره صار الله لا يعلم بما يقع ومعلوم أن من نفى عن الله العلم فقد كفر ،ولهذا قال الشافعي-رحمه الله_ في القدرية قال:"جادلوهم بالعلم فإن أنكروه كفروا ،وإن أقروا به خصموا"
و الحاصل أن قول القائل :"يعلم الله"إذا قالها والأمر على خلاف ما قال فإن ذلك خطيرا جدا وهو حرام بلا شك
أما إذا كان مصيبا،والأمر على وفق ما قال فلا بأس بذلك، لأنه صادق في قوله ولأن الله بكل شيء عليم كما قالت الرسل في سورة يس(قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون)يس12