منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 Feb 2011, 03:06 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: قسنطينة
المشاركات: 17
افتراضي رسالة في القضاء والقدر

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة في القضاء والقدر :لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.

إن مسألة القضاء والقدر من أهم المسائل التي تهم جميع المسلمين وكما قال الشيخ لولا أن التساؤلات قد كثرت والأمر اشتبه على كثير من الناس ولو لا كثرة من خاض في الموضوع بالحق تارة وبالباطل تارة أخرى ونظرا إلى أن الأهواء انتشرت وصالا الفاسق يريد أن يبرر لفسقه بالقضاء والقدر لولا هذا وغيره ما كنا لنتكلم في هذا الأمر.
والقضاء والقدر مازال النزاع فيه بين الأمة قديما وحديثا فقد روي ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابهوهم يتنازعون في القدر ،فنهاهم عن ذلك واخبر أنه ما أهلك الذين من قبلكم إلا هذا الجدال .رواه الترميذي كتاب القدروابن ماجة في المقدمةباب في القدر
ولكن فتح الله على عباده المؤمنين السلف الصالح الذين سلكوا طريق العدل فيما علموا وفيما قالوا،وذلك ان قضاء الله تعالى وقدره من ربوبيته سبحانه وتعالى لخلقه ،فهو داخل في أحد أقسام التوحيد الثلاثة التي قسم اهل العلم إليها توحيد الله عز وجل:
القسم الأول:توحيد الألوهية:وهو إفراد الله بالعبادة
القسم الثاني:توحيد الربوبية:وهو إفراد الله بالخلق والملك والتدبير
القسم الثالث:توحيد الأسماء :وهو توحيد الله بأسمائه وصفاته
الإيما بالقدر خيره وشره هو الركن السادس من اركان الإيمان التي لايصح عمل عامل إلابه ،
فالإيمان بالقدر هو من ربوبية الله عزوجل .ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله :القدر قدرة الله
لأنه قدرته ومن عمومها بلا شك.وهو ايضا سر الله تعالى المكتوم الذي لايعلمه إلاالله سبحانه وتعالى مكتوب في اللوح المحفوظ في الكتاب المكنون الذي لايطلع عليه أحد . ونحن لانعلم بما قدر الله لنا أوعلينا أو بما قدره الله تعالى في مخلوقاته إلا بعد وقوعه أو الخبر الصادق عنه
أن الأمة الإسلامية انقسمت في القدر إلى ثلاثة أْقسام:
1- غلوا في إثبات القدر وسلبوا العبد قدرته واختياره:وقالوا إن العبد ليس له قدرة ولا اختيار وإنما هو مسيرلا مخيركالشجرة في مهب الريح ولم يفرقوا بين فعل العبدالواقع باختياره وبين فعله الواقع بغير اختياره ،ولا شك ان هؤلاء ضالون لأنه مما يعلم بالضرورة من الدين والعقل والعادة ان الإنسان يفرق بين الفعل الإختياري و الإجباري.
2- غلوا في إثبات قدرة العبد واختياره:حتى نفوا أن يكون لله تعالى مشيئة أواختيار أوخلق فيما يفعله العبد
وزعموا ان العبد مستقل بعمله حتى غلا طائفة منهم فقالوا : إن الله تعالى لايعلم بما يفعله العباد إلابعد ان يقع منهم . وهؤلاء ايضا غلوا وتطرفوا تطرفا عظيما في إثبات قدرة العبد واختياره.

3-وهم الذين آمنوا فهداهم الله لما اختلفوا فيه من الحق:وهم اهل السنة والجماعة سلكوا في ذلك مسلكا وسطا قائما على الدليل الشرعي وعلى الدليل العقلي وقالوا:إن الأفعال التي يحدثها الله تعالى في الكون منقسمة الى قسمين:
القسم الأول:ما يجريه الله تبارك وتعالى من فعله في مخلوقاته:فهذا لا اختيار لأحد فيه كإنزال المطر وإنبات الزرع والإحياء والإماتة والمرض والصحة وغير ذلك من الأمور الكثيرة التي تشاهد في مخلوقات الله تعالى وهذه بلا شك ليس لأحد فيها اختيار وليس لأحد فيها مشيئة وإنما المشيئة فيها لله الواحد القهار.
القسم الثاني:ما تفعله الخلائق كلها ذوات الإرادة:فهذه الأفعال تكون باختيار فاعليها وإرادتهم لأن الله تعالى جعل ذلك إليهم قال تعالى(لمن شاء منكم أن يستقيم)"سورة التكوير28"وقال تعالى(منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة)"آل عمران 152" وقال تعالى(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)" الكهف 29"والإنسان يعرف الفرق بين ما يقع منه باختياره وبين ما يقع منه باضطرار وإجبار فالإنسان ينزل من السطح بالسلم نزولا اختياريا يعرف انه مختار لذلك،ويعرف الفرق بين الفعلين وأن الثاني إجبار والأول اختيار وكل إنسان يعرف ذلك .
وكذلك الإنسان يعرف أنه إذا أصيب بمرض سلس البول فإن البول يخرج منه باختياره ويعرف الفرق بين هذا وهذا ولا أحد ينكر الفرق بينهما،وهكذا جميع ما يقع من العبد يعرف فيه الفرق بين ما يقع منه اختيارا وبين ما يقع اضطرارا واجبارا بل إن من رحمة الله عزوجل أن من الأفعال ما هو باختيار العبد ولكن لا يلحقه منه شيء كما في فعل الناسي والنائم يقول الله تعالى في قصة أصحاب الكهف (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)"سورة الكهف 18" وهم الذين يتقلبون ولكن الله تعالى نسب الفعل اليه لأن النائم لااختيار له ولا يؤاخذ بفعله فنسب فعله إلى الله عز وجل ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه"رواه مسلم في كتاب الصيام ،فنسب هذا الإطعام وهذا الاسقاء إلى الله عز وجل لأن الفعل وقع منه بغير ذكر فكأنما صار بغير اختياره وكلنا يعرف الفرق بين ما يجده الإنسان من ألم بغير اختياره وما يجده من خفة في نفسه أحيانا بغير اختياره ولا يدري ما سببه وبين أن يكون الألم هذا ناشئا من فعل هو الذي اكتسبه أو هذا الفرح ناشئا من شيء هو الذي اكتسبه وهذا الأمر ولله الحمد واضح لا غبار عليه .



مراتب القضاء والقدر:
المرتبة الأولى :العلم:وهي أن يؤمن الإنسان إيمانا جازما بأن الله تعالى بكل شيء عليم ،وأنه يعلم ما في السموات والأرض جملة وتفصيلا سواء كان ذلك من فعله أو مخلوقاته ،وانه لا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء.
المرتبة الثانية:الكتابة: وهي أن الله تبارك وتعالى كتب عنده في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء وقد جمع الله تعالى بين المرتبتين في قوله تعالى " ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتب إن ذلك على الله يسير" الحج70 فبدأ بالعلم وقال إن ذلك في كتاب ،أي أنه مكتوب في اللوح المحفوظ كما جاء به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال:رب ماذا اكتب؟قال :اكتب ما هو كائن ،فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة" رواه أبو داود كتاب السنة،باب في القدر رقم 4700 والترميذي ،كتاب القدر 2100
ولهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما نعمله أشيء مستقبل أم شيء قد قضي وفرغ منه؟قال " أنه قد قضي وفرغ منه"رواه أحمد(1/29)و الترميذي،كتاب تفسير القرآن ،باب ومن سورة هود رقم(3111).
وقال أيضا حين سئل :أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب الأول؟ قال "اعملوا فكل ميسر لما خلق له"رواه البخاري كتاب الجنائز،باب موعظة المحدث عند القبر رقم(6231)ومسلم كتاب القدر،باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه رقم(7462) فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ،فأنت اعمل وانت ميسر لما خلقت له،ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى "فأما من أعطى واتقى(5) وصدق بالحسنى(6) فسنيسره لليسرى(7) وأما من بخل واستغنى (8) وكذب بالحسنى (9) فسنيسره للعسرى(10)"اليل 5-10"
المرتبة الثالثة:المشيئة:وهيأن الله تبارك وتعالى شاء لكل موجود أو معدوم في السموات أو في الأرض فما وجد موجود إلا بمشيئة الله تعالى وما عدم معدوم إلا بمشيئة الله وهذا ظاهر في القرآن الكريم وقد اثبت الله تعالى مشيئته في فعله وفي فعل العباد فقال تعالى"لمن شاء منكم ان يستقيم (28)وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين"(التكوير28-29)وقال"ولو شاء ربك ما فعلوه"(الأنعام 112) وقال"ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد"( البقرة253)
فبين الله تعالى أن فعل الناس كائن بمشيئته وأما فعله تعالى فكثير وقوله تعالى "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة "(هود 118)وهناك آيات كثيرة تثبت المشيئة في فعله تبارك وتعالى،فلا يتم الإيمان بالقدر إلا أن تؤمن بأن
مشيئة الله تعالى عامة لكل موجود أو معدوم ،فما من معدوم إلا وقد شاء الله تعالى علمه،وما من موجود إلا قد شاء الله تعالى وجوده ، ولا يمكن أن يقع شيء في السموات ولا في الأرض إلا بمشيئة الله تعالى.

المرتبة الرابعة:الخلق:أي تؤمن بأن الله تعالى خالق كل شيء ،فما من موجود في السموات والأرض إلا الله خالقه حتى الموت يخلقه الله تعالى وإن كان هو معدم الحياة يقول عز وجل "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"( الملك 2) فكل شيء في السموات أو الأرض فإن الله تعالى خالقه لا خالق إلا الله تبارك وتعالى ،وكلنا يعلم أن ما يقع من فعله سبحانه وتعالى بأنه مخلوق له فالسموات والأرض والجبال والأنهار والشمس والقمر والنجوم والرياح والإنسان والبهائم كلها مخلوقات الله وكذلك ما يحدث لهذه المخلوقات من صفات وتقلبات وأحوال كلها أيضا مخلوقة لله عز وجل.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Feb 2011, 03:29 PM
ام عبد الله الجزائرية ام عبد الله الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: أرض الله الواسعة
المشاركات: 81
افتراضي

جف القلم بما أنت لاق فلا تذهب نفسك... حسرات ، لا تظن أنه كان بوسعك... إيقاف الجدار .

موضوع له من الأهمية بمكان .مبارك لك أول مشاركة أختي أم زيد...وننتظر المزيد إن شاء الله,جزاك الله خيرا.

التعديل الأخير تم بواسطة ام عبد الله الجزائرية ; 27 Feb 2011 الساعة 08:09 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 Feb 2011, 04:55 PM
أم عبد الرحمن العاصمية أم عبد الرحمن العاصمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 156
افتراضي

بارك الله فيك أختي أم زيد

رحم الله الشيخ العثيمين
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013