منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 12 May 2016, 04:54 PM
عماد معوش عماد معوش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 92
افتراضي وجوب اتِّباع االمنهج السَّلفي وحرمة مخالفته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد واله وصحبه وسلم وبعد:

فهذه بعض الخواطر التي كانت تجول في الذهن مما استفدناه من أشياخنا -حفظهم الله- أردت أن أسودها لعل أن ينفع الله بها:

قال تعالى: ﴿وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقونَ﴾

وقد جاء بيان هذا الصراط في قوله تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً﴾

والمراد بسبيل المؤمنين سبيل الصحابة رضوان الله عليهم كما فسره السلف وهو الذي أضافه الله تعالى إلى نفسه في قوله: ﴿وأن هذا صراطي﴾ لبيان شرفه وفضله ومعلوم عند القاصي والداني أن المنهج السلفي قائم على اتباع سبيل الصحابة رضي الله عنهم ولذلك استدل ابن حزم بهذه الآية على وجوب اتباع اجماع الصحابة.

فإذا تقرر هذا؛ فمن أوجه الاستدلال بالآية الكريمة على وجوب اتباع منهج السلف ما يلي:

الأول: قوله ﴿وأن هذا صراطي﴾ فيه إشارة إلى وجود المنهج السلفي ذلك أن الله تعالى أشار الى هذا الصراط الذي هو سبيل المؤمنين والإشارة لا تستعمل إلا للشيء الموجود إذ المعدوم لا يشار إليه
وثانيا فيه تفضيل هذا الصراط على غيره من السبل لأن الاضافة تقتضي التشريف ولا شك أن ما أضافه الله تعالى إلى نفسه لشرفه وفضله على غيره هو ألى بالاتباع وبالعناية به من غيره وخاصة ان هذا التشريف والتفضيل مؤكد بأن وهي لتوكيد النسبة

الثاني: قوله :﴿مستقيماَ﴾ هذا حالٌ من الصِّراط، وكونه مستقيما فيه إشارة الى إيصاله الى المطلوب، لأن الانسان غالبا لا يتوصل الى مطلوبه الا بعد طول وتعب لا سيما ان كان من معالي المطالب بخلاف السبل القصيرة فانها لا توصل الى المقصود.

وفيه إشارة الى أن هذا الصراط لا اعوجاج فيه، فلا فيه بدع ولا فيه أهواء، بخلاف سبل الضلال= فزيادة الى ما فيها من قصور في إيصال سالكها الى مطلوبه ففيها من الافتراق والاختلاف الشيء الكثير، مما يفرق جهد سالكه ويشتت همته بلا عائدة نفع على نفسه ولا على غيره، بل يحَصل فيه التيه والضياع لنفسه والتضليل والتلبيس على غيره.

الثالث: قوله: ﴿فاتبعوه﴾ فيه الأمر بوجوب سلوك واتباع هذا الصراط المستقيم الذي هو صراط الله وهو سبيل المؤمنين، وقد تقرر في علم الاصول ان الأمر يفيد الوجوب.

الرابع: قوله: ﴿ولا تتبعوا السبل﴾ فيه النهي عن اتباع السبل التي تبعد عن الصراط المستقيم وقد تقرر أيضا أن النهي يفيد التحريم، ففيه حرمة مخالفة سبيل السلف ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى: ﴿ومن يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنينَ﴾ الآية، ففيها الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة لمن خالف سبيل السلف وما ذلك إلا أن مخالفة سبيل السلف من قبيل المشاقة للرسول فرُتب الوعيد الشديد على مخالفة سبيل المؤمنين لكون مخالفة المنهج السلفي من المشاقة للرسول ﴿ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب﴾ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) ولا تبعد أن تكون من المشاقة لله أيضا لأن الله يقول ﴿ومن يطع الرسول فقد أطاع الله﴾ يفهم منه أنه من عصى الرسول فقد عصى الله بل هو مخالفة لامر الله الصريح ﴿فاتبعوه ولا تتبعوا السبل﴾ والله يقول: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب أليم﴾.

الخامس: قوله: ﴿فتفرق بكم عن سبيله﴾ ففيه تأكيد لقوله: ﴿ولا تتبعوا السبل﴾ وبيان علة تحريم مخالفة المنهج السلفي لان من شان اتباع السبل الصد عن سبيل الله وتفريق الصف وتضعيف الأمة ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾ ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم﴾ ﴿ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون﴾.

السادس: قوله: ﴿ذلكم وصاكم به﴾ أي ذلك الذي تقدم من الأمر باتباع الصراط المستقيم الذي هو صراط الله وسبيل المؤمنين والنهي عن اتباع السبل التي هي أوعية للجهل وأودية للضلال ومنبع للأهواء هو وصية الله التي يوصي بها عباده.

فإذا كانت وصية الله تعالى لعباده الأمر باتباع منهج السلف والنهي عن مخالفته بسلوك المناهج البدعية فلا مناص من تنفيذ الوصية.

السابع: قوله ﴿لعلكم تتقون﴾ ولعل في القرآن هي دائما للتحقيق فمن الاسباب التي يُحصل بها الانسان تقوى ربه جل وعلا سلوك طريقة السلف وتحصيل التقوى من أوجب الواجبات وقد جاء ذلك في كثير من الآيات ﴿يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾ ولا شك أن من أعلى مناقب المتقين الأخذ بوصية الرحمن أحكم الحاكمين.

ولذلك تجد السلفيين هم أعبد الناس و أخاشهم لله وأزهدهم في الدنيا وأورعهم وأتقاهم بخلاف أهل الأهواء فهم أبعد الناس عن الدين وأبعد الناس عن الله كما أنهم بعدوا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسبيل المؤمنين فاُبعِدوا، فجمعوا بين فساد المنهج وبين فساد الدين نسال الله العافية والسلامة.

ولعل جِماع كل ما ذكر قوله صلى الله عليه وسلم : (ستفترف أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحدة) قالوا ومن هي يا رسول الله قال: (هي الجماعة) وفي رواية: (من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي).

وبقي لي أن أنبه إلى مسألة وهي غفلة الناس عن الاستدلال على وجوب اتباع المنهج السلفي بسورة الفاتحة؛
نعم، وذلك أن في قوله تعالى: ﴿اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم﴾ إشارة الى ان اتباع منهج السلف أمر مطلوب مرغب فيه وذلك ان الانسان يدعو ربه في كل صلاة يصليها ويناجي فيها ربه ان يهديه الى الصراط المستقيم وقد بينا في ما سلف أن الصراط المستقيم هو سبيل السلف بل جاء التفسير السلفي لهذه الآية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الذين أنعم الله عليهم محمد واصحابه)، وهذا لا يتنافي مع قول أهل العلم أن المنعم عليهم هم النبيين الصدقين والشهداء والصالحين، بل هذا من قبيل اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد، وذلك أن الصحابة رضي الله عنهم قد نالوا قصب السبق من هذه الأوصاف فهم أصلح الناس وأصدقهم، وهم ورثة الانبياء.

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يبصرنا بديننا ويرزقنا تدبر كلامه وفهمه وأن يتوفانا على السنة وهو راض عنا، وصلى الله على نبينا حمد واله وصحبه وسلم.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 18 May 2016 الساعة 05:24 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 May 2016, 09:34 PM
حبيب تومي البجائي حبيب تومي البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: بجاية/ الجزائر
المشاركات: 24
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد معوش مشاهدة المشاركة
نسأل الله تعالى أن يبصرنا بديننا ويرزقنا تدبر كلامه وفهمه وأن يتوفانا على السنة وهو راض عنا
امين. وبارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 May 2016, 05:26 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله أخي عماد، أجدت وأفدت وسررت.
وما أحسن قولك أثابك الله:
اقتباس:
كما أنهم بعدوا من سنة النبي وسبيل المؤمنين فاُبعِدوا، فجمعوا بين فساد المنهج وبين فساد الدِّين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 May 2016, 07:50 AM
عماد معوش عماد معوش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 92
افتراضي

احسن الله اليكم شيخنا وسررت كثيرا بتعليقكم حفظكم الله
وجزاك الله خيرا اخي حبيب والشكر موصول لابي محمد
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 May 2016, 08:57 AM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

جزاك الله خيرا و بارك فيك
جمع طيب و مفيد بإذن الله
أسأل الله أن نفع الله به .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; 18 May 2016 الساعة 09:02 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013