منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » مــــنـــتــدى الـــلـــغـــة الــعــربـــيـــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 Apr 2011, 10:44 PM
أبو الفضل عثمان المغربي أبو الفضل عثمان المغربي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: المملكة المغربية/ جهة دكالة عبدة
المشاركات: 226
افتراضي قوم لسانيك أيها الطالب(3)

قولهم (علماني وعقلاني)!


...وجهال هذا العصر يطلقون العلماني على ما بُني على العلم من العقائد والأفكار المضادة للدين، فيقولون : دولة علمانية، أي لا تنتسب إلى أي دين، بل تعتمد في شؤونها على العلم، وهي جديرة بأن تسمى جهلية، لأن الدين هو المبني على العلم اليقيني، ولسنا بصدد انتقاد هذا اللفظ من حيث المعنى، فإنه ساقط، وقد تبين في مقالات دواء الشاكين وقامع المشككين أن السواد الأعظم من العقلاء الأحرار الذين يستطيعون أن يعبروا عما يعتقدون بلا خوف يؤمنون بالله وبالدين.
أما الشعوب المغلوبة على أمرها فلا يحكم عليها بشيء حتى تعود لها حريتها في اعتقادها، وإنما ننتقد هذه العبارة ونبين براءة اللغة العربية منها، فالنسبة إلى العلم علمي.
قال ابن هشام في كتابه (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) ما نصه : باب النسب. إذا أردت النسب إلى شيء فلا بد لك من عملين في آخره: أحدهما أن تزيد عليه ياء مشددة تصير حرف إعرابه، والثاني أن تكسره فتقول في النسب إلى دمشق: دمشقي. أ هـ وهكذا فعلنا في النسب إلى العلم، فقد كسرنا آخر الكلمة ليناسب الياء وزدناه ياء مشدودة. فزيادة الألف والنون في قولهم : علماني لا وجه لها، وإنما جاءت من الجهل بقاعدة النسب ولا يمكنهم أن يقولوا: أن هذه نسبة على غير قياس، لأن ما جاء من ذلك يقتصر فيه على السماع ولا يقاس عليه. قال ابن مالك في آخر النسب من ألفيته :
وغير ما أسلفته مقررا *** على الذي ينقل منه اقتصرا
قال الأشموني في شرحه لألفية ابن مالك: يعني أن ما جاء من النسب مخالفا لما تقدم من الضوابط شاذ، يحفظ ولا يقاس عليه، وبعضه أشذ من بعض.فمن ذلك قولهم في النسب إلى البصرة : بصري –بكسر الباء- وإلى الدهر: دهري –بضم الدال- وإلى مرو: مروزي، وإلى الري: رازي، وإلى خراسان: خرسي وخرسي، وإلى جولاء وحروراء –موضعين – جلولي وحروري، وإلى البحرين : بحراني، وإلى أمية: أموي – بفتح الهمزة -، وإلى السهل : سهلي – بضم السين – وإلى بني الحبلى- وهم حي من الأنصار، منهم عبد الله بن أبي سلول المنافق، وسمي أبوهم الحُبلى لعظم بطنه –حُبَلى- بضم الحاء وفتح الباء – ومنه قولهم : رقباني، وشعراني، وجماني، ولحياني، للعظيم الرقبة والشعر والجمة واللحية. وقولهم في النسب إلى الشام واليمن وتهامة: رجل شآم ويمان وتهام، وكلها مفتوحة الأول. أ هـ
قال في لسان العرب : والربي والرباني: الحَبر، ورب العلم، وقيل الرباني الذي يعبد الرب، زيدت الألف والنون للمبالغة في النسب. وقال سيبويه زادوا ألفا ونونا في الرباني إذا أرادوا تخصيصا بعلم الرب دون غيره، كأن معناه : صاحب علم بالرب دون غيره من العلوم.
وهو كما يقال : رجل شعراني ولحياني ورقباني، إذا خص بكثرة الشعر، وطول اللحية، وغلظ الرقبة، فإذا نسبوا إلى الشعر قالوا : شعري، وإلى الرقبة قالوا: رقبي، وإلى اللحية : لحيي.
والربي منسوب إلى الرب، والرباني : الموصوف بعلم الرب. ابن الأعرابي: الرباني العالم المعلم الذي يُغَذِّي الناس بصغار العلم قبل كباره. وقال محمد بن علي بن الحنفية لما مات عبد الله بن عباس : اليوم مات رباني هذه الأمة. وروي عن علي أنه قال: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق.
قال ابن الأثير : هو منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون للمبالغة، قال : وقيل : هو من الرب، بمعنى التربية، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها. والرباني: العالم الراسخ في العلم والدين، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله. وقيل : العالم : العامل المعالم. وقيل : الرباني: العالي الدرجة في العلم.
قال أبو عبيد : سمعت رجلا عالما بالكتب يقول: الربانيون : العلماء بالحلال والحرام، والأمر والنهي. قال : والأحبار : أهل المعرفة بأنباء الأمم وبما كان ويكون. قال أبو عبيد : وأحسب الكلمة ليست بعربية، إنما هي عبرانية أو سريانية، وذلك أن أبا عبيدة زعم أن العرب لا تعرف الربانيين، قال أبو عبيد، وإنما عرفها الفقهاء، وأهل العلم. أ هـ
أقول لله در أبي عبيد و أبي عبيدة فقد أصابا شاكلة الصواب. قال كروسمن Grossmann في مجمعه العبراني الانكليزي في تفسير الرباني ما معناه : هو العالم المتقي، لكن كل ما جاء في القرآن فهو عربي سواء كان عربيا غير مشترك، أي خاصا باللغة العربية، أم كان لفظا مشتركا بين العربية وأخواتها الساميات، أم كان لفظا غير عربي في الأصل، ولكن العرب تكلمت به فصار عربيا بالاستعمال ككلمتي جبريل وميكائيل، فكل ما بين دفتي المصحف فهو عربي، إلا أن عامة العرب لا تعرف الألفاظ العلمية، وإنما يعرفها علماؤها كورقة بن نوفل، وأمية بن أبي الصلت.
ومن ذلك تعلم أن قولهم : علماني هو أمر عدواني على اللغة العربية، وما أشبهه من السخافات كالعقلاني والشخصاني فهو مثله، فأين المجامع العلمية في بغداد ودمشق والقاهرة؟ لماذا لا تذب عن اللغة العربية، وتسعى في تطهيرها، وإخراج القذى من طَرْفِها، وترويق شرابها، ليكون عذبا سائغا للشاربين.

(تقويم اللسانين) للعلامة المحقق الناقد"محمد تقي الدين الهلالي المغربي"رحمه الله تعالى.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل عثمان الاثري ; 29 Apr 2011 الساعة 10:46 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Apr 2011, 10:49 PM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

أحسنت أحسن الله إليك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 Apr 2011, 04:54 PM
أبو الفضل عثمان المغربي أبو الفضل عثمان المغربي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: المملكة المغربية/ جهة دكالة عبدة
المشاركات: 226
افتراضي

بارك الله فيك أخي الكريم
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013