قوم لسانيك أيها الطالب!
إن مما شاع وذاع في ألسني_أي:اللسان والقلم_ الكتاب والقراء والخطباء ومصادر الإذاعة ;
تعبيرهم ب (النشاطات)!
21 – النشاطات
... يريدون بها الأعمال، وهو أيضا مأخوذ من جهلة المترجمين لكلمة (Energy) الانكليزية، وقد أولع باستعماله عامة الكتاب حتى الذين لا يعرفون شيئا من اللغات الأجنبية. ومن سوء الحظ أن أكثر الخطباء والكتاب صاروا يأخذون لغتهم من الصحف والمجلات والإذاعة، لا من الدراسة، والقرآن وكلام العرب البلغاء، كما يجب أن يفعلوا، وكما كان الناس يفعلون في زمان شباب اللغة العربية، فإلى الله المشتكى.
فلفظ (الأسرة) بمعنى أهل البيت الواحد شاع وذاع حتى صار خطباء المساجد يستعملونه في خطبهم، وهذا ما حملني على كتابة هذه المقالات، راجيا أن ينتفع بها طالبوا الحق من المتكلمين والكاتبين بلغة القرآن.
قال ابن منظور في اللسان: النشاط ضد الكسل، يكون ذلك في الإنسان والدابة، نشط نشاطا فهو نشيط، ونشطه هو وأنشطه، الأخيرة عن يعقوب الليت: نشط الإنسان ينشط نشاطا، فهو نشيط طيب النف للعمل، والنعت ناشط، وتنشط لأمر كذا. وفي حديث عبادة: بايعت رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) على المنشط والمكره. المنشط مفعل من النشاط، وهو الأمر الذي تنشط له وتخف إليه وتؤثر فعله، وهو مصدر بمعنى النشاط. ا ه
فقد رأيت أن معنى النشاط ليس هو المعنى الذي يقصدونه، والنشاط مصدر لا يجمع، إذ لا حاجة إلى جمعه، فإنه يدل على القليل والكثير، كما قال تعالى في سورة الفرقان ( لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا) فلم يقل الله تعالى: لا تدعوا ثبورا واحدا وادعوا ثبورات كثيرة، لأن الثبور مصدر يدل على القليل والكثير، فإذا أردنا الكثرة وصفناه ولم نجمعه.
قال ابن منظور في اللسان: وفي حديث الدعاء: أعوذ بك من دعوة الثبور، هو الهلاك، وقد ثبر يثبر ثبورا. وثبره الله أهلكه إهلاكا لا ينتعش. فمن ذلك يدعو أهل النار: واثبوراه! فيقال لهم: «لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا، وادعوا ثبورا كثيرا».
قال الفراء: الثبور مصدر، ولذلك قال ثبورا كثيرا، لأن المصادر لا تجمع. ألا ترى أنك تقول: قعدت قعودا طويلا، وضربته ضربا كثيرا. ا ه
وكذلك يقال في النشاط مثلا: هؤلاء العملة يعملون بنشاط كثير. فلا حاجة إلى جمع النشاط، ولو جمع لم يجمع على نشاطات، بل على نشط بضمتين، ك (قذال وقذل)
انــــتــــــــهـــــــى
(من : تقويم اللسانين للعلامة المجدد محمد تقي الدين الهلالي)رحمه الله تعالى
تـنــبـــيــــه! نزه لسانيك أيها الطالب!
كذلك التعبير بكلمة (النشاط) في ميدان الدعوة تعبير مولد ! لم يستعمله السلف ولا من حذا حذوهم من أهل السنة , إنما جاء من عند الحركيين الحزبيين _خاصة منهم الاخوان_يريدون بها (التحركات السياسية)من (خروج ومظاهرات ومسابقات ومايسمونه ب خرجات...)ان صح هذا التعبير والا فالصواب تفاهات وضياع وقت ! أما الخروج والمظاهرات فمعلوم ماجاء في مخالفتهما الكتاب والسنة , وأما المسابقات و(الخرجات) فلا يخفى على كل عاقل مايحصل فيها من مخالفات شرعية _انطلاقا من قواعدهم الهشة الخربة!_أذكر هذا على سبيل المثال لا الحصر!
أحببت التنبيه على هذه المسألة الدقيقة لأن السلف كان عندهم دقة مركزة في تحريهم الصواب ومخالفتهم أهل البدع!
فيـــــــــا طـــــالـــــب الـــــعـــــلــــم_السلفي_احتسب تحريك في أمورك كلها _دقها وجلها_! حبا وموافقة لسلفك الصالح! وبغضا ومخالفة للخلف الطالح! _سلمنا الله واياكم من عدواهم_.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل عثمان الاثري ; 19 Mar 2011 الساعة 03:45 PM
|