منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02 Sep 2013, 11:16 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي مَجَالِسُ الْعُلُومِ الْإِقْبَالُ عَلَيْهَا وَالْإِعْرَاضُ عَنْهَا للشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس

مَجَالِسُ الْعُلُومِ
الْإِقْبَالُ عَلَيْهَا وَالْإِعْرَاضُ عَنْهَا

عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ([1]):
(بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ نَفَرٌ ثَلاَثَةٌ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَذَهَبَ وَاحِدٌ. فَلَمَّا وَقَفَا عَلَى مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- سَلَّمَا، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا. فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ: أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ).
السند:
خرَّجه مالك ([2]) وتلقاه من طريقه الأئمة البخاري ([3]) ومسلم ([4]) والترمذي ([5]) والنَّسائي ([6]) رضي الله عنهم.
ألفاظ المتن:
الفرجة: الخلل بين الشيئين.

أوى:! أوى إلى منزله، نزله واستقر فيه، وأوى إلى الله لجأ إليه ودخل مجلس ذكره ومنزل أوليائه.

آواه: أنزله منزله وأدخله مسكنه، وآواه الله قبله وضمه إلى أهل مجلس ذكره وأناله ما ينيلهم من رحمته.

استحيا: الحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان عند خوف ما يذم به أو يلام عليه فيمنعه منه([7]).

فاستحيا هذا معناه امتنع من الذهاب كما ذهب صاحبه أو ترك المزاحمة في الحلقة.

فاستحيا الله منه: ترك عقابه ولم يحرمه من ثواب.

أعرض: التفت إلى جهة أخرى فذهب إليها.

فأعرض الله عنه: حرمه من الثواب.
البيان:
كان النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يجلس في المسجد النبوي لأصحابه ويجلسون إليه حلقة فيعلمهم القرآن، والحكمة، ويعظهم، ويرشدهم، فجاء هؤلاء الثلاثة من طرف المسجد والنبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في حلقته، فأقبل اثنان وذهب الثالث ودخل أحد الإثنين في الحلقة فسد فرجة وجلس الآخر خلف الحلقة فلما فرغ النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- من درسه أراد أن يعرف القوم بصنيع الثلاثة ليعلموا حكم عمل كل واحد منهم في الشرع، فبين لهم أن الأول نال الأجر والمدح بإقباله على مجلس العلم وسده الفرجة، وأن الثاني سلم من الذم ولم يكن له من الأجر للأول، وأن الثالث حرم من الأجر وتحمل الملامة.
تحرير:
فسر الإعراض بالغضب والسخط، وفسرناه بالحرمان من الأجر مع الملامة، لأن ترك الإتيان ليس تركا لواجب حتى يستوجب صاحبه الغضب والسخط الذي من مقتضاه الإثم، بدليل أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يمنعه من الذهاب. ويؤيد تفسيرنا ما جاء عن أنس عند الحاكم ولفظه (فاستغنى فاستغنى الله عنه) ([8]) وهذا ظاهر أن معناه لم يقبل على ما فيه أجر وثواب فلم يعط أجرا ولا ثوابا.
وفسر بعضهم استحياء الثاني بأنه لم يدخل للحلقة، وفسره آخرون بأنه استحيا من الذهاب عن الجلس، والتفسير الثاني أرجح لأن سد الفرجة مطلوب فلا يمدح بالاستحياء منه. ولأنه جاء في رواية أنس عند الحاكم (ومضى الثاني قليلا ثم[جاء]([9]) فجلس) ([10]). وهذا نص في المراد ([11]).
الفوائد والأحكام:
الأولى: الجلوس في المساجد حلقا للتعلم والتعليم ([12]).
الثانية: تعليم الناس ووعظهم وإرشادهم في المساجد، وهذان مما أجمع عليه المسلمون في جميع الأعصار والأمصار وجرى عليه عملهم وعلم بالضرور عندهم فلا يتعرض لهم فيها إلا ظالم من شر الظالمين. له في الدنيا خزي وله في الآخرة عذاب عظيم.
الثالثة: التعليق للعلم وتنظيم الحلقة وسد فرجها فهي في ذلك كصفوف الصلاة فيجوز التخطي لسد الخلل كما فعل الأول ويجلس خلفها إذا لم يكن موضع فيها كما فعل الثاني.
الرابعة: فضل الإقبال على مجالس العلم وكراهة الإعراض عنها إلا لعذر.
الخامسة: بيان أحكام الأعمال التي تقع أمام الناس حين وقوعها ليرسخ علمها ويتعظ بما فيها.
السادسة: لوم من زهد في الخير ولم يحرص عليه وإن لم يكن ذلك الخير من الواجبات عليه في تلك الحال.
إهتداء:
إن من يؤمن بأنه يحاسب على مثاقيل الذر من أعماله لا يكون إلا حريصا على الخير أقل القليل منه، ومن شأن الحريص على الخير أن يسارع إليه ويسابق فيه فلا يرى موطنا يشغله بين أهله إلا ملأه ولا نقصا يمكنه تكميله إلا كمَّله. حتى إذا سبق إلى خير وقف عندما حصل وكان له بنيته أجر من سبق. فهذا المجلس النبوي الكريم مثله في المعنى جميع مواطن الخير ومشاهد الفلاح.


بصرنا الله بالخير وحببنا فيه وأعاننا عليه وجعلنا من أهله ([13]).



=======


[1]:قال ابن حجر في الفتح : (وقد قدمنا أن اسم أبي واقد الحارث بن مالك ، وقيل ابن عوف ، وقيل عوف بن الحارث ، وليس له في البخاري غير هذا الحديث-أي حديث النفر-). وقال الذهبي في السير : (أبو واقد الليثي صاحب النبي صلى الله عليه و سلم سماه البخاري وغيره الحارث بن عوف.
وقال البخاري وأبو أحمد الحاكم شهد بدرا وله عدة أحاديث وحدث أيضا عن أبي بكر وعمر وشهد الفتح وسكن مكة حدث عنه عطاء بن يسار وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عتبة وبسر بن سعيد وأبو مرة مولى عقيل عداده في أهل المدينة وعاش خمسا وسبعين فيما قيل والظاهر أنه عاش نحوا من ثمانين سنة إن كان شهد بدرا فالله أعلم....
قال يحيى بن بكير والفلاس توفي أبو واقد الليثي سنة ثمان وستين وقال الواقدي توفي سنة خمس وستين قلت حديثه في الكتب الستة).
[2]:الموطأ برواية يحيى بن يحي الليثي:كِتَابُ السَّلَامِ:بَابُ جَامِعِ السَّلَامِ (ص:732) طبعة الرسالة.
[3]: كتاب العلم: باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها (66) ، و في كتاب الصلاة : باب الحلق و الجلوس في المسجد (474).
[4]: كتاب لآداب: باب من أتى مجلسا فوجد فرجة فجلس فيها ، و إلا وراءهم (5681).
[5]: سنن الترمذي : أبواب الاستئذان والآداب (2724). وقال الترمذي : ( هذا حديث حسن صحيح ).
[6] السنن الكبرى للنسائي كتاب العلم : الجلوس حيث ينتهي به المجلس (5/388) برقم(5869) و (5860) طبعة الرسالة.
[7]:استحى : الرجل يستحي، بياء واحدة، وهي لغة تميم ، و استحيا الرجل يستحيي، بياءين، وهي لغة أهل الحجاز، وقد جاء القرآن بهذه اللغة كما في قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا )[ البقرة : 26] . و جاء في تهذيب اللغة للأزهري (5/ 288): ( و قال الليث : الحياء من الاستحيا.ممدود و رجل حيٌّ بوزن فَعِيلٍ و امرأة حَيِيَّةُ و يقال : استحيا الرجل و استحيت المرأة. وللعرب في هذا الحرف لغتان، يقال: استحى فلان يستحي بياء واحدة، واستحيا فلان يستحيي بياءين، والقرآن نزل باللغة التّامّة).
[8]: المستدرك على الصحيحين . طبعة دار الكتب العلمية (4/284) رقم (7653) و في الطبعة التي علق عليها الشيخ مقبل (4/387) رقم (7734) . قال : ( أخبرني علي بن عبد الله الحكيمي ، ببغداد ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا خلف بن موسى بن خلف ، ثنا أبي ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعظ أصحابه فإذا ثلاثة نفر يمرون ، فجاء أحدهم فجلس إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومضى الثاني قليلا ثم جلس ، وأما الثالث فمضى على وجهه ، فقال النبيصلى الله عليه وآله وسلم : " أما هذا الذي جاء فجلس إلينا فإنه تاب فتاب الله عليه ، وأما الذي مضى قليلا ثم جلس فإنه استحيى فاستحيى الله منه ، وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه ).قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
[9]: ليست ثابتة في المتن كما هو ظاهر.
[10]: رواية أنس بن مالك السالفة الذكر.
[11]:قال الشيخ العلامة محمد علي فركوس : (وأمّا اكتفاءُ الشّيخِ عبدِ الحميدِ بنِ باديسَ -رحمه اللهُ- في شرحِه للحديثِ بإثباتِ ما تقتضيه صفةُ الاستحياءِ والإعراضِ دون التّعرّضِ للصّفةِ ذاتِها؛ فإنّه لا يلزم من عدمِ تعرُّضِه لها نفيُه أو تعطيلُه لها؛ لأنّه -رحمه اللهُ- لم يصرّحْ بنفيِ الصّفةِ، وقد يكون ذاهلاً عنها، أو لأنّ صفاتِ اللهِ وأسماءَه معلومةُ الإثباتِ ونفيِ المماثلةِ للمخلوقين، على ما قرّره -رحمه اللهُ- في كتابِه: «العقائد الإسلاميّة» في الأسماءِ والصّفاتِ من عقيدةِ الإثباتِ والتّنزيهِ، كما نصّ على ذلك -بوضوحٍ- في قولِه: «نُثبت له تعالى ما أثبته لنفسِه على لسانِ رسولِه من ذاتِه وصفاتِه وأسمائِه وأفعالِه، وننتهي عند ذلك ولا نزيد، وننزّهه في ذلك عن مماثلةِ أو مشابهةِ شيءٍ من مخلوقاتِه. ، وقد كان -رحمه اللهُ- يردّد البيتين:

فَنَحْنُ مَعْشَرَ فَرِيقِ السُّنَّهْ ** السَّالِكِينَ فِي طَرِيقِ الجَنَّهْ

نَقُولُ بِالإِثْبَاتِ وَالتَّنْزِيهْ ** مِنْ غَيْرِ تَعْطِيلٍ وَلاَ تَشْبِيهْ

لذلك وجب حملُ كلامِ الشّيخِ عبدِ الحميدِ بنِ باديسَ -رحمه اللهُ- على أحسنِ المحاملِ، توافقًا مع أصولِه وقواعدِه، وخاصّةً وأنّ سيرةَ المتكلِّمِ حسنةٌ، فيُحمل كلامُه على الوجهِ الحسنِ، مصداقًا لقولِه تعالى: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ [الأعراف: 58]).انتهى كلام الشيخ حفظه الله.
انظر: موقع الشيخ : الفتوى رقم (1094) ، الصنف: فتاوى العقيدة والتوحيد - الأسماء والصفات. في صفة الاستحياء والإعراض.
[12]: وحلق المساجد لها فضل عظيم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).رواه مسلم في صحيحه :كتاب : الذكر و الدعاء : باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن ،و على الذكر ، رقم (6853).
[13]: آثار ابن باديس (2/292-295).
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مجالس العلم, بن باديس, تزكية, فضائل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013