منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 11 Oct 2011, 09:49 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي من ملح الردود(02) : جواب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عن دعوة الحافظي إلى الصلح !

سلسلة من ملح الردود (02)

توطئة حول واجب حراسة التراث
من عبث (الأحداث).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
فقد اطلعت كما اطلع غيري من طلبة العلم على مسلسل موبوء بالدخن ،مظلم بالمحن والإحن ، تتوالى حلقاته تترى لأجل تمييع منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، حمل رايته بعض المنتسبين إليها ، الحاملين لاسمها وشعارها ، المتلبسين زوراً بمنهجها ودعوتها .
مسلسل كانت بدايته بالتهوين من مداهنة دعاة القبورية في شكلها الرسمي والعام ثم بالتقارب معهم في الملتقيات والمؤتمرات وتبادل صور الثناء والمجاملات عبر وسائل الإعلام المختلفة ثم إنشاء الدوريات والمجلات الدعوية ، وإخراج ذلك ـ في عتمة فوضى المسمّيات ـ في سلسلة من الدراسات الفكرية والقوالب الفلسفية التي يمجها الباحث المتجرد للحق ، المنقب عن زواياه وخفاياه .وفتح المجال لأعداء أهل السنة على شاكلة المفتون : الصادق السلايمية لينشروا سمومهم عبر صفحات جريدة البصائر ثم أخيرا وليس آخراً : تصريحات بعض ما أصبح يدعى بالقيادات الجديدة في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حول صراع الجمعية ورجالها والتصوف وما إليه من أرباب زوايا الطرق نسأل الله أن يعجل بأفول نجمها عاجلا غير آجل .
ولعلّ محاولة تمييع قيم الجهاد في مسيرة أعلام الجمعية، ونحر معاني العظمة والرجولة، وصرف مورد البطولة عن حقيقتها في سِيَرِهم المرضيّة ، أخطر ما عند القوم من الدسائس والمؤامرات من خلال اختزال أعمالهم في كتابات لم تحظَ منهم بكبير إلمام ولا كثير اهتمام ، لكنهم أخرجوها لنا بالمنقاش وبنوا عليها تأصيلاتهم التي أذهبت ــ أو كادت ــ صوراً من نصرة السنة والتوحيد ، لا يمل القلم من خط حروفها وسبك ألفاظها وعباراتها ، لذا تجدهم ــ وقد شاهت الوجوه ــ يصرفونك عن رَحِمٍ موصولة ، نُصرةً وثناءً وزيارة ، كانت بين أعلام الجمعية وبين إخوانهم من أعلام الدعوة النجدية ، ولا يكلفون أقلامهم أن تَخُطَّ في الموضوع أقصر عبارة أو أدنى إشارة . وإن رغبت أيه القارئ اللبيب في مزيد بيان يوقظ فيك نخوة الإنتساب إلى سنة نبيك العدنان فاقرأ ما رقمه الإمام البشيرـ طيّب الله ثراه ـ في قوله :
" إن العامة لا تعرف من مدلول كلمة (وهابي ) إلا ما يعرفها به هؤلاء الكاذبون ، وما يعرف منها هؤلاء إلا الاسم ، وأشهر خاصة لهذا الاسم وهي أنه يذيب البدع كما تذيب النار الحديد ..." .
واقرأ له إن شئت ما كتبه ـ ـ : " هذه النغمات هي رمي جمعية العلماء تارة بأنها شيوعية، وتارة بأنها محرَّكة بيد خفية أجنبية، وتارة بأنها تعمل للجامعة الإسلامية أو العربية، أو تعمل لنشر الوهابية، والطرقيون لا تهمهم إلا هذه الكلمة الأخيرة فهي التي تقض مضاجعهم وتحرمهم لذيذ المنام، وحالهم معها على الوجه الذي يقول فيه القائل :
فإذا تنبه رعته وإذا غفا ***** سلت عليه سيوفك الأحلام.
وكيف لا يحقدون على هادمة أنصابهم وهازمة أحزابهم ؟ ".
و لك منها نظائرُ ستكتحلُ بها عينيك قريباً : مسروراً محبوراً بجمع بعض ما وجدناه شتاتا منثوراً.

*******
· وإن تعجب فعجبٌ : اجتماع طائفة من أصحاب الكتابات المشوّهة المأجورة ، من أشاعرة ومعتزلة وإباضية ، ومنظرين بارزين للحزبية ودعاة للمناهج الثورية والحركية في الكتابة حول ابن باديس والإبراهيمي رحمهما الله .
فتبصرُ من خلالها ابن باديس فيلسوفاً مفكراً ، ومفسراً معبراً، وسياسياً ثورياً محرراً .
بله مقربا بين الرافضة وأهل السنة تقريباً محيرا. وبين هذا وذاك يغيب عنك ماعاشه عبد الحميد : عَلَماً موحّداً، لشوكة الشرك كاسرا ، بالآثار مخبراً ولمنهج السلف ناصراً: مقبلا ً لا مدبراً .
وإن أعجزك أُخَيَّ ضعف بصر عن معاينة السراب فدونك ما كتبه أحدهم عن روم الإمام تقريباً موهوماً بين أولياء الصحابة وأدعياء القرابة يأمَلُونه ، وتخريبا في التراث يُعمِلُونه .والحقيقة أن هذا الوافد وأضرابه لم يألُ جهدا في إظهار سوءة ذاك التلاحم الغريب بين فكر عليل تولاه الأعداء وفكر دخيل حمله الأدعياء . أمَّا وللسنة رجال يغارون على نورها من ظلام يذهب جمالها ونقاءها بردود فاضت على أَسلات أَلسنتهم, وأَسنة أَقلامهم ، فعبثاً يحاولون ، ولمداد أقلامهم يسرفون ." ألا ساء ما يزرون " .
وتجول مع القوم في حديقة غَنّاء ،مَلِكُها الإمام الإبراهيمي ، فتبصره أديبا أريبا يافعا ...
وعالما جليلاً لأمته نافعا ...
ومربيا واعظا: للعيون مبكياً ومُدمعا ...
وفقيها مبينا لأحكام الشرع بيانا ناصعا ...
بله إلى الوحدة مع بعض أهل البدع ـ عندهم ـ داعيا : مؤصِّلا ومفرِّعا...
ولكنك ـ رويدك ـ لن تحظ بشيئ مما تقرأه له أو عنه :
بالحق صادعا ...
وللبدعة محاربا :رادعا وقامعا...
ولأهلها مرهبا ومروعا ...
وللتوحيد والسنة ناصراً : كاتبا ومُسمعا !.
وهذا ـ لعمرك ـ جرح غائر في حلم ( الوعي ) المأمول ، ودخن في سماء التراث المنقول ، وتلبيس على أشباه القراء ببيان يفسد الألباب والعقول ، ويكسر أمانة أقلام أصحابه من سحرة الفكر ومحرري النقول .
ولا ندري أي ًّ ذوق نظيف وأيّ عقل حصيف ابتلي به (دعاة الوعي) ، فأبدعوا في الإشهار للبوطي وأذنابه في بيتهم ، ووأدوا تراث الإبراهيمي وإخوانه في أفنيتهم ، فكتبوا للأول بين الصفحات خَجِلين ، ونشروا للثاني فرحين مفتخرين ،
وبين هذا وذاك تحارُ عقول أهل التوحيد بعد الذي قرأته لِعَلَمِ الأحرار في حملاته المنصورة على الطرقية وأهلها وكتاباته المنثورة في البصائر وأخواتها ، فلله درّه حين يخبر عن بعضهم فيقول :
" فلم نعرفهم إلا حُمُرَاً ناهقة."
ولله درّه لما يشتدّ زئيره فيصول ويجول :
" وإذا كان هذا القرآن متعبداً بتلاوته اللفظية وهو ستون حزباً فإن تلاوة إنجيل التيجاني القصير وهو (صلاة الفاتح ) مرة واحدة تعدل ستة آلاف ختمة من القرآن !
وإذا كان القرآن قد شرّع الغزو وهو من أحمز الأعمال وأشقها، فإن تلاوة هذا الإنجيل التيجاني مرة واحدة تعدل آلاف الغزوات ؛ وهي لا تقوم إلا على حركة اللسان من غير اقتحامٍ للميدان، ولا تعرض للرمح والسنان.
وإذا كان القرآن يفرض الحج وما فيه من مصاعب ومتاعب، فإن إنجيل التيجاني تعدل تلاوته آلاف المرات من الحج ومئات الآلاف من الصلاة كما هو منصوص في كتب التيجاني وكتب أصحابه.
فأي تعطيل للقرآن أعظم من هذا ؟ وأي تهويل لشعائر الإسلام ونقض لحكمها أكبر من هذا ؟ وأي تزيين للتفلت من تلك الشعائر يبلغ ما يبلغه هذا الكلام من مثل هذا الدجال ؟".
ورب سائل محتار ، ومستفسر بإصرار عن بواعث التشديد والإنكار ،يجيبُه تاجُ الفخار وعَلَمُ الجزائر في الأمصار ، بعز وافتخار ، وإباء ووقار ، كاشفا للحُجُب والأستار :
"إنما هو الغضب لله ولدينه وحرماته أنطقنا فقلنا وشننّاها غارة شعواء على الآباء والأبناء مادام هذا الغصن من تلك الشجرة، ولو كنا من الشعريات بسبيل لقلنا مع القائل :
لا أذود الطير عن شجر ***** قد بلوت المرَّ من ثمره."
فهذا هو الإبراهيمي الذي نعرف ويعرفون ، فنعترف وينكرون ، ونُثبت ويبترون ، ونكشف الحقائق فيُلبسونها الأوهام والظنون ولله في خلقه شؤون!.

******
· وليس بعيداً عنك ما خطته يد محمد الهادي الحسني ــ رزقنا الله وإياه فضيلة الإنصاف ــ في جريدة الشروق بتاريخ 2011.09.21م حول موضوع (الوحدة الوطنية ) إذ يقول :
" ومما يزيد هذا العنصر قيمة وأهمية هو أن أكثر الجزائريين يعتقدون عقيدة الأشعري، ويتمذهبون بمذهب إمام دار الهجرة، مالك بن أنس، والبقية منهم، وهم الإخوة الإباضيون، دين أكثرهم متين، وخلق أغلبهم حسين، وحرصهم على الوحدة الوطنية مكين.. ".

أما أخلاق (الإباضية) ، التي كثيراً ما يفصِحُ الكاتب عن إعجابه بها ، ويترنم ببعض أنغامها ،وَ ( دينهم المتين ) الذي تطفح مقالاته بالحديث عنه ، والإشادة به ، فشيء لا ننازعه فيه لافتراق مناهج التلقي بيننا وبينه فيها ، وتباين موارد الحكم على ما يصح ويصلح أن يُنسب إلى حديقة الفضيلة والأخلاق المرضيّة ، وهي عندنا أكبر من أن تختزل ظلماً في أداء أمانة المعاملات المالية أو تميّع فهماً في ما يتصنعونه من سمت في ما يعتقدونه من الأحكام الشرعية !
فرأس الأخلاق عند أهل السنة ، أدب مع الله جل وعلا ، في عبادته وتوحيده ، وتعظيمه وإجلاله وحسن التذلل والانكسار بين يديه .وإعلان للإفتقار إليه .
وأدب مع رسُوله الأمين ، ونبيه الكريم ، وما جاء به من شرع تَغَارُ النفوس الزكية أن يُنسب إليه ما ليس منه من باطل في الإعتقاد ، أو يُرفع فوق صوته قولٌ يذهب صفاء معينه وجلالة دينه .
وأدب مع من نَصَرَه ودِينَه ممّن نال شرف صحبته من إخوانه الأبرار ، وصحابته الأخيار ، تترفع القلوب أن تحمل عليهم غلا أو تسيء معهم قولا أو عملا .
ثم أدب مع أكابر هذه الأمة ممن حمل لنا شرعَه بصدق وإخلاص ، تلهج القلوب بالدعاء لهم بالرحمة ، ممتنة لهم بما أجرى الله على ألسنتهم وأقلامهم من فضل ونعمة .
وكتب السلف فوق هذا حافلة بذم البدع وأهلها ، وبيان خطرها وشرّها ، ولو زهد الأتباع في مال قارون من حطام دنيا يكسبونه ، وظهر منهم ريح مسك في الأنام ينثرونه .
لذا فإننا لا نعجب من كثرة قيله ومقاله في هذا الباب ، لاختلافنا يقينا في فهم السنة والكتاب ، وما يثمره ذاك البعد من انتقاد وعتاب ، نتجرعه على مرارته عذباً ويُسقى القوم منه كؤوس الألم والعذاب .
ولكننا نعجب من أي مصدر حكم بتمشعر هذا الشعب و أثبته بالأكثرية ، وأتبعه بخبر تمذهبه بمذهب مالك ، وقرنه بالأول في الأغلبية ، غير حديث الأوهام في نفوس بعض حملة الأقلام ، إذ كثيرا ما يبثون في دعاوى الوطنية ووحدة المرجعية الفقهية أن الجزائريين ( للأشعرية ) يعتقدون ولمذهب مالك ينتسبون ، ولطريقة الجنيد السالك يتبعون ولكتاب الله برواية ورش يقرؤون! .
وغير بعيدعنه ما ذكره الشيخ الإبراهيمي رحمه الله مُخبراً عن أثر الطرق :

" وابتلتهم في الحديث بدريهماتها ولقمها حتى زادوا على السكوت والإقرار، الاتّباع والانتساب، والوقوف بالأعتاب، حتى أصبحنا نرى العالم المؤلف يعرِّف نفسه للناس في صدر تأليفه بمثل قوله : فلان المالكي مذهباً، الأشعري عقيدة، التيجاني طريقة !"
· فأما طريقة الجنيد السالك فلا نلزم الأستاذ بشيئ منها ، حتى لا نظلم بعض مواقفه من الطرقية والصوفية ، ولا نقوّله ما لا يدين الله به ، فليس من الأدب أن ننسب للناس ما لايعتقدون ، ونفتري عنهم كذبا ممّا منه يتبرؤون ، مع أننا كثيراً ما نراهم في هذا الباب :حقاً بباطل يخلطون وبين هذا وذاك يتخبطون .
· وأما رواية ورش ، فالذي نعلمه يقينا أن أكثر من يقرأ بها كتاب الله في زوايا تحفيظ القرآن المتناثرة شرقا وغربا ، يقرؤونها رسما ويخالفونها حكما ، وقد منّ الله علي بزيارة بعضها في ولاية أدرار فلم أجد من يتقنها على وجهها الصحيح المعروف إلا القليل النادر مع أن تقريرها والإلزام بها لا يكاد عن أحد يخفى .
· أما مالك رحمه الله فما أكثر ما ألصقت المنكرات والبدع والأباطيل بمذهبه ،وما أكثر ما غيّبت في ثنايا الحديث أصول نهجه ومعالم منهجه ، والذي أعلمه من قريتي التي نشأت بها وقرى كثيرة أعرفها ، درست بها وتعرفت على أهلها وسكانها ، أن
( السامع ) فيهم بمالك قليل والمنتسب له لا يكاد يقرن حكما بدليل أو يفرق بين خبر وأثر أو حكمة وتعليل .
وما نذكره في الباب سوى أننا مكثنا لدى انفتاح عيوننا على طلب العلم برهة من الزمن ، لا نعرف عن مذهب مالك إلا سدلا في الصلاة هجره الناس إلا قليلا ، وإرثاً في المعاملات المالية أضحى ضئيلا ، وصرفاً عن بعض مشهور المذهب في قضايا فقهية أخرى ـ كإخراج زكاة الفطر نقداً ـ غيّبت للعلماء فيه نصوص واستبدلت تحت وطأة (فقه التيسير) مقالا وَ قِيلا .
وكأني بالإمام الإبراهيمي رحمه الله قد استمع إلى القوم في إلزامهم فيجيبهم بقوله مؤصّلاً :
"
وإنما الذي نعده في أسباب تفرق المسلمين هو هذه العصبية العمياء التي حدثت بعدهم للمذاهب والتي نعتقد أنهم لو بعثوا من جديد إلى هذا العالم لأنكروها على أتباعهم ومقلدتهم وتبرؤوا إلى الله منهم ومنها لأنها ليست من الدين الذي ائتمنوا عليه ولا من العلم الذي وسَّعوا دائرته، وكيف يرضون هذه العصبية الرعناء ويقرون عليها مقلِّدَتهم ؟! ومن آثارها فيهم جعل كلام غير المعصوم أصلاً وكلام الله ورسوله فرعاً يذكر للتقوية والتأييد إن وافق، فان خالف أُرغم بالتأويل حتى يوافق. وهذا شر ما بلغته العصبية بأهلها. ومن آثارها فيهم معرفة الحق بالرجال ؛ ومن آثارها فيهم اعتبار المخالف في المذهب كالمخالف في الدين يختلف في إمامته ومصاهرته وذكاته وشهادته إلى غير ذلك مما نعد منه ولا نعدده.
وقد طغت شرور العصبية للمذاهب الفقهية في جميع الأقطار الإسلامية، وكان لها أسوأ الأثر في تفريق كلمة المسلمين. وإن في وجه التاريخ الإسلامي منها لندوباً.
أما آثارها في العلوم الإسلامية فإنها لم تمدها إلا بنوع سخيف من الجدل المكابر لا يسمن ولا يغني من جوع ؛ ولا عاصم من شرور هذه العصبية إلا صرف الناشئة إلى تعليمٍ فقهي يستند على الاستقلال في الاستدلال، وإعدادها لبلوغ مراتب الكمال وعدم التحجير عليها في استخدام مواهبها إلى أقصى حد."

وكأني ـ مُثنِّياً وعلى درر الحروف مُثْنِياً ـ بالشيخ العربي التبسي رحمه الله ، وقد آذاه ما اشتكى منه رئيسه في الجمعية ، ينتفض لتلك المعاني السميّة ، والقواعد العليّة ، ليجيبَ صرعى المذهبية ، بنفس أبيّة ، فلله درّه إذ يقول :
"رد السنن النبوية قولية أو عملية بمجرد مخالفتها لمذهب من المذاهب محادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وخروج أيضا عن امتثال حديث:" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"، وعصيان أيضا لوصايا أئمة الإسلام الثابتة عنهم بأصح أسانيد أصحابهم إليه، وفي مقدمة أولئك الأئمة مالك بن أنس رضي الله عنه الذي روى عنه أصحابه كمعن بن عيسى أنه كان يقول:" إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه". وكم له ولغيره من عبارات في هذا المعنى منادية بعرض أقوال الرجال على سنة خير الأنام، ولكن وصاياهم عطلها، بل نبذها الخلف الذي انتسب إليهم بعد ألف سنة أو تزيد انتسابا لو قدر لمالك رضي الله عنه أن يبعث حيّاً من قبره لقال في نسبة هذا الرهط إليه المخالفين لوصاياه المعطلين لروح مذهبه ما قال عيسى صلوات الله عليه في أولئك الذين كذبهم بقوله: (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ َكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المائدة:117) .
والله يشهد، وأولوا العلم يشهدون أن مالكا بريء من كل نابذ لسنة عملية أو قولية بدعوى التمذهب بمذهب مالك ، أو أن كتب المالكية ليس فيها ما يصدق تلك السنة. "
جريدة البصائر ، العدد 102 ،سنة 1938 م.
ردّاً على فتوى للشيخ الطاهر بن عاشور نشرت في (مجلة الزيتونة) في حكم صلاة العيد لمن فاتته في اليوم الثاني.

فإن لم يَرُقْكَ هذا وذاك ، وطلبتَ أُخَيّ مزيداً من عطر الإنصاف المبثوث بين ثنايا الحروف ، فاقرأ ما كتبه الزاهريّ رحمه الله في العدد الخامس من (الصراط السوي) ، واعتبر بقوله إذ يقول :
" وهُنا مسألة جوهريّة لا بأس بالإشارة إليها ,وهي أنّ كُتب الحنابلة التي يقرئها الوهّابيّة وغيرهم هي كّتب سّنّة وحديث أكثر ممّا هي كُتب فقهيّة حنبليّة , وهم لا يزالون يُؤلّفونها على طريقة السّلف الصّالح وأئمّة هذا الدّين الحنيف , بخلاف كُتبنا نحن المالكيّة التي يُؤلّفها فُقهاؤنا المتأخّرون في المذهب المالكي مثلا فهي خالية من السّنّة والحديث حتّى إنّك لتقرأ كتابا ذا أجزاء من كُتب المُتأخّرين من أوّله إلى آخره فلا تكاد تعثر فيه على حديث شريف ولا على أثر من آثار الصّحابة رضي الله عنهم , وبعبارة أخرى أنّ كُتب الحنابلة المُتأخّرين لا تزال كّتب سنّة وحديث ككتُب المُتقدّمين أمّا كُتب المُتأخّرين من المالكيّة والحنفيّة مثلا فقد خلت كلّها أو جُلّها من السّنّة والحديث , بل يسوق لك مُؤلّفها الأحكام مُجرّدة عن كلّ نظر واستدلال ولا يخفى أنّ كتب السّنة والحديث تجعل قارئها سُنّيا سلفيا شديد الاتّصال بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم وشديد الاتّصال بالسّلف الصّالح وبعيدا كلّ البعد عن التّقليد والجُمود وبعيدا عن البدع ومُحدثات الأمور , ومن هنا جاء الخلاف بين الوهّابيّة من أهل السّنّة الآخرين إن كان هناك خلاف
..."
*******
· أما الأشعري الذي يذكره القوم فلا أعلم من يعرف عنه ما يعرفون أو يعتقد عنه باطلا مما يعتقدون . ويكادُ ينحصر ما أخبرَ به الكاتب ُ في (نُخبة) رضعت من غير لبن أمّها ، وقطعت رحماً بآبائها وأجدادها ، فما فطمت في صغر وما برّت في كبر.
وكما أجاب الإبراهيمي ، أولئك المنتسبين إليه ، المتحدثين عنه والمعجبين بفكره وقلمه بتلبيسهم في الفقهيات ، يجيبهم مرّة أخرى في الإيمانيات والعقليات فأنْعِم بكلامه إذ يقول :
" وإذا نحن وازنا بين ما أجداه علينا علم الكلام وبين ما خسرناه بسببه وجدنا الخسارة تربو على الربح ؛ فتوحيد الله مقرر في القرآن بأجلى بيان وأكمل برهان، وصفاته لا يطمع طامع أن يأتي في إثباتها بأكمل مما أتى به القرآن وطريقة القرآن في التنزيه أقوم طريقة وقد جرى عليها الصحابة فكانوا أكمل الناس توحيداً مع أنهم لا يعرفون الجوهر والعرض وهل يبقى زمانين ؟ ولا الكم ولا الكيف بمعانيها الفلسفية الدقيقة. وعلى هذا فما معنى إضاعة الوقت وإعنات النفس في معرفة هذا العلم المسمى بعلم الكلام ؟
ولو كان هذا العلم المستحدث ذا قواعد طبيعية لا تنقض كقواعد الحساب أو الهندسة مثلاً لخف ما يلقى الناس في تعلمه من عناء ولكننا رأينا تلك القواعد تتهاوى في المناظرات القولية أو القلمية كفقاقيع الماء فلا يكاد يبني الباني حتى ينبري له هادم ينقض ما بنى ويتبر ما علا.
فواأسفاه على تلك الحملات العنيفة التي كانت جهاداً ولكن في غير عدو، ووالهفاه على ذلك النقع المثار وقد انجلى عن غير فتح ولا غنيمة، وواحسرتاه على ذلك الذكاء الذي كانت تكاد تشف له حجب الغيب ؛ ذكاء أبي بكر الباقلاني، وفخر الدين الرازي، وأبي الهذيل، وابن المعلم ؛ وقد ضاع فيما لا تعود على الإسلام منه عائدة، ولا تنحبر له منه فائدة."

والحاصل ، أن المسلمَ ، وهو يتلو كلمتي التوحيد والإتباع ، بشهادة الإسلام ، في حلّه وترحاله ، لا يتطلع إلى شرف يعلو على شرف العبودية لخالقه الكريم ، والإنتساب إلى سنة نبيه الأمين ، كما ورد في ركن ( آثار وأخبار ) لمحرري جريدة الصّراط السّويّ , في عددها الثالث عشر
الصادر بتاريخ الاثنين 23 شعبان 1352 هـ :


" فنحن من إخوانه صلّى الله عليه وسلّم وكفى بهذه النّسبة شرفا , فما على المُسلم إلاّ أن يعمل بسُنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم حتّى تتحقّق فيه هذه النّسبة , وليس من الأدب ولا من الإيمان أن يستضعف المُسلم هذه النّسبة ويُحاول تقويتها بنسبة أخرى إلى شخص آخر " .

*****
· أمّا كلام الكاتب في الجريدة ،فلوثة تخلّ بواجب الأمانة وحري أن توصف مقالته بداء الخيانة : (خيانة الواقع) ، و(خيانة التاريخ)!.
وما أدراكم ما (خيانة التاريخ ): فقد كتب يوما عن كنهها وماهيتها وشيء من صورها في مثل هذا الشهر من سنة 2004للميلاد ، في نفس الجريدة ،العدد ( 1205) ، واقرأ له فيها قولَه :
" نظمت الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة بقصر الثقافة لقاء عن البعد الفلسفي لمفهوم الوطنية وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لإعلان جهادنا ضد الفرنسيين في 5 ربيع الأول 1374هـ (1نوفمبر 1954م)
لقد عجبت عندما لم أجد في الملخص الذي قرأته عن ذلك اللقاء أية إشارة إلى أثر الإسلام في البعد الفلسفي لمفهوم الوطنية عند الجزائريين (انظر جريدة الشروق اليومي ع1201 في 10/10/2004).
ولست أدري إن كان هذا التجاهل لانطباع الحركة الوطنية الجزائرية بالإسلام قد وقع من المتدخلين أنفسهم ـ ومنهم من له مقام معلوم في الحركة الوطنية أو في العلم والثقافة ـ أم وقع من الصحافي الذي شهد اللقاء ـ أو نقل عن غيره ـ فلم يحسن صوره وقدم عنه عرضا مخلاًّ....." .
فحق لنا بلسان مقاله أن نعجب عندما لا نجد في ما كتبه عن الوحدة الوطنية إلى أهل السنة السلفيين أية إشارة إلى أثر وجودهم ، فضلا عن بخسهم حقهم في تحملهم لصور لا يمتد إليها شك في التمسك بقيم (الوطنية الصحيحة ) ، نشراً للتوحيد والسنة ، وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر لعموم وخصوص الأمة ، وإماطة لأذى الفكرالتغريبي الوافد ، وكشفا لسوءة العدو الحاقد .
أما وقد تعجَّبَ من تجاهل مردود فإننا نتعجب من (إقصاء مقصود) وتحامل( مسدود)، فكيف به وهو في أعضاء جمعية العلماء معدود وله مقام معلوم في الساحة الدعوية مثبتٌ غير موعود ! . فكم نحن ممتنون لهم في كشف بعض (خيانتهم ) بأقلامهم ، وحديثهم عن ما تكنه أنفسهم بأنفسهم !.
وما أكثر ما ضرب لنا القومُ ـ والرجل منهم كثيراً ما يتحدث نيابة عنهم ـ الأمثالَ في سوء الأخلاق وجلافة الطباع بأهل السنة الموحدين ، وأتباع منهج السلف الصادقين ، فيا لله كم ألصقت بهم من متردية ونطيحة ، وكم نسب إليهم من وصف مذموم وصفات قبيحة .
فإذا بان لك أيه القارئ ما رمناه من هذه الإشارات التي اعتراها الوهن لفتور الهمم ،وتطرق إلى بعض ألفاظها اللحن لعُجمة الزمن ، فلك أن تدرك خطر تلبّس القوم بلبوس الأدب الكريم والسمت النديم ، وتشبّعهم بالكلام عن واقع الأخلاق في الأمة ، وإذا غابت الأمانة لدى وعاظ الأمة و متصدري الإصلاح فيها في عَرْضِ المناهج والمذاهب والأقوال ، فكبر عليها أربعاً في تعامل العامة بالودائع والأموال ، ورب غش في الأولى أقبح ذوقاً وأخبث جرماً منه في الثانية لارتباطه بالخديعة في تلقين مبادئ الشريعة وصلته بسوء الأدب مع الله في نسبة ما لايصح إلى شرعه ، والإفتئات على المصلحين من خلقه .
وكأني بشيخ العربية ـ أبي فهر رحمه الله ـ يحدثني بقوله : "وأما الأهواء فهي الداء المبير والشر المستطير والفساد الأكبر ، إن هو ألمَّ بأي عمل إلمامة خفية الدبيب بله الوطء المتثاقل ، أحاله إلى عمل مستقذَر منبوذ كريه ، حتى ولو جاءك هذا العمل في أحسن ثيابه وحليِّه وعطوره وأتمّها زينة ، من دقة واستيعاب وتمحيص ومهارة وحذق وذكاء ، ثم يزداد بشاعة إذا كان الكاتب ملما تمام الإلمام بأسرار (اللغة ) وأسرار الثقافة لأنه حينئذ منافق خبيث النفاق وخائن لئيم الخيانة " رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ص65.
فَنُعيذ الكاتب أن تتطرق إلى بعض كتابته مثل هذه الأوصاف ، فيخرّ صريعا لداء الظلم والإجحاف ويفارق أدباً يسمو إليه في المرامي والأهداف بغش في نقل ، وقلّة إنصاف .

******
وإذا أدركت هذا أيّه الأخ اللبيب فثمّة وقفة منك حَرِيّة بالتأمل ، مع اهتمام الجمعية البالغ بمسألة (الحقائق الشرعية) ومفارقتها للأسماء والمسميات ، التي يلبس بها البعض ( بأدبيات ) خادعة ومصطلحات مائعة وألفاظ أصيلة جامعة في الدين والدعوة ، وجد فيها القوم ضالتهم في خداع ضعاف البصيرة وقليلي الفهم للإسلام وحقيقة دعوته بشيء من زخرف القول وتشبُّع بصحائفَ غبراء من سحر البيان .وهذا موضوع أتمنىّ أن يعطى حقّه جمعاً واستقراءً واعتباراً حتى يتبين للباحث: المخلص من النائح ، وصدق القول من الكذب الفاضح !.
ولا يخفاك أخي القارئ خطر تحريف الألفاظ عن معانيها و مدلولاتها ، وصرف المصطلحات الشرعية والفكرية عن حقائقها ومراميها وهو فصل خطير من فصول ما قرأت حيث برع القوم في إنتاج ذلك الانفصام الصارخ بين الدعاوى والحقائق فغابت القيم والثوابت بين صيحات كل ناعق ولم يعدْ يدرك صاحب الشأن من السارق .
ولصلة الموضوع بدعوة التوحيد وصفائها أولا وبخيانة تراث علماء الجزائر الذين إليهم ينتسبون ، وبمحبتهم يتمسحون ، أنقل لإخواني هذه الدرة الغالية واللؤلؤة النادرة في مسيرة الجمعية ودعوتها وجهادها في الحفاظ على بيضة الإسلام وصفاء دعوة التوحيد وسنة خير الأنام ، تلوح منها سطور التيقظ والتذكير, والتنبيه والتحذير من نخالة تسوّرت حرم العلم الشرعي تخب فيه وتضع، عسى أن لا نكون من أهل (التولي يوم الزحف) عن (مواقع الحراسة) ! كما أشار إلى هذه اللطيفة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله([1]) .

جواب
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

عن الدعوة إلى الصلح

التي أذاعتها جريدة النجاح بعددها الصادر يوم 7ماي سنة 1933
نحن لا نرفض الصلح ولكن (شروط الحافظي) أخصم أم حكم ؟–
هذه شروطهم فأين شروطنا؟
إلى الأستاذ الفاضل مولود الحافظي ...
نحن معك - أيها الأستاذ- في كلمة واحدة من مقالك الطويل .هي " الدعوة" إلى الصلح .أنت تدعو إلى الصلح ، نعم ونحن ندعو إلى الصلح ونحيي كل داع إليه وتتهلل له سرورا ونبتهج به ونعلم أن إصلاح ذات البين من أفضل القربات عند الله وأن الله تعالى قرن الآمر به والأمر بتقواه ونبغض الخلاف ونشنأه ونعرف ضرره وسوء أثره في الأمة ونعلم أن الإسلام رحم يجب أن توصل وتتبل ببلالها وأن المعنى الذي وقفنا عليه أنفسنا من الإصلاح الديني يرجع في غايته إلى إزالة الخلاف بين المسلمين وما وقفنا موقف الخصم للطرق إلا لما علمنا أن من آثارها اللازمة تفريق كلمة المسلمين فآثرنا رضي الله على رضاها أفبعد هذا يشك شاك في أننا لا نريد الصلح؟.
ولكننا نعلم مع هذا أن الصلح لا يكون صلحا إلا إذا لم يحرم حلالا ولم يحل حراما ولم يمت سنة ولم يحي بدعة ولم يعرف منكرا ولم ينكر معروفا فما بالك يا أستاذ تدعو إلى الصلح وتقيده بشروط من معانيها إقامة البدع والمنكرات والسكوت عنها ومن معانيها تثبيت الضلال وإعانته بالنفس والمال .ومن معانيها تعطيل النظر والاستدلال وكل واحدة من هذه المعاني سيئة في ذاتها تؤثر من الصلح ما تؤثره الشروط الفاسدة في العقود فكيف إذا اجتمعت ؟!.
نحن نرى أنه لا خلاف بيننا وبينكم في حقيقة الأمر إلا في أشياء نسميها بدعا وتسمونها سننا وتأتونها وتصرون عليها وتلتمسون لها المخارج والتأويلات ونحاكمكم في هذا إلى كتاب الله وسنة رسوله وهدي السلف الصالح من أمته إذ كان ما نحن في من الدين الذي مداره على هذه فتلتجئون إلى رأي فلان وقول فلان وإقرار العامة : ومتى كان أي فلان وقول فلان وإجماع العامة حجة في دين الله .والحجة في هذا قائمة عليكم فلم يبق إلا الاعتراف يعقبه الرجوع إلا الحق أو المكابرة و البهت .
فما معنى الدعوة إلى الصلح في شيء قام دليله ؟ ولماذا تشترط في هذا الصلح السكوت عن شيوخ التصوف وطرائقهم في سلوكهم ولا تشترط تغيير هذا السلوك إذا قام الدليل على أنه باطل وبدعة ومخالف للدين .وأي الشرطين ألزم لتصحيح عقد الصلح ؟.
ولماذا تشترط السكوت عن (عادات الناس في أفراحهم واحتفالاتهم ومآتمهم) ولا تشترط تغييرها وإبطاله ومحاربتها لأنها من المنكر الذي أوجب الله تغيير والنهي عنه وأنت تعلم أنها الوجهة الاجتماعية مفسدة للأخلاق وأنها من الوجهة الاقتصادية مضيعة للأموال .
وهبنا وصلنا من الخذلان إلى درجة أن نقر ما أنكره ديننا وأن لا يكون عندنا من الهمة ما يحفزنا إلى إنكاره من جهة إفساد الأخلاق ثم هبنا وصلنا في انحطاط الأخلاق إلى حد نستسيغها معه : أفتريد تجريدنا من داعية حب المال وصونه أن يصرف في تلك الاحتفالات والمآتم .؟
إننا لنجد في هذا الشرط أثرا من حزم جماعة تهمهم تلك الاحتفالات وتلك المآتم فما أنحسه من شرط على هذه الأمة المسكينة.
هذا خلافنا معكم على حقيقة الأمر فأما ظاهره فالخلاف بيننا وبينكم في مسائل علمية يحكم فيها الدليل لنا أو لكم ونحن نرى أن هذا النوع من الخلاف لا يخلو من فائدة وأن من آثاره حفز الهمم للمطالعة والمراجعة والموازنة بين الأدلة وكلها آثار تقوي ملكة الاستدلال في نفس عالم وهي بعد منبهة للناشئة على طلب العلم بدليله وباعث لهم على النشاط في طلبه فما معنى الدعوة إلى الصلح في هذا ؟ ولماذا تشترط في هذا الصلح السكوت عن (المسائل الدينية ذات أقوال (كذا ) بين العلماء ) ولا تشترط تحكيم الدليل في هذه المسائل وكذلك القول في اشتراطكم السكوت عن ( أقوال المفسرين والمحدثين والفقهاء من السلف الصالح) إن لم يخطئ فهمنا أن هذا الشرط من الحشو والتكرار الذي يراد به تكثير العدد.
نقول الحق أننا لم نفهم معنى حقيقيا لهذا الصلح بشروطكم التي ذكرتم وإن فهمنا مغزاه.
والآن : فهل ترضى يا أستاذ أن نضرب بمقالك الطويل وشروطك الكثيرة عرض الحائط ونقف عند حد هذه الكلمة الجميلة " الدعوة إلى الصلح " فنقول وتقول متجردين عن المؤثرات التي ولدت لنا ذلك الشرط الفاضح : شرط السكوت عن الاحتفالات والمآتم ؟
ولكننا نعتقد أنك لا ترضى بهذه المقامرة لأنك عودت نفسك بشر ما يعود به امرؤ نفسه وهو أن يكون خصما وحكما في آن واحد.
وما دمنا في الافتراض فافرض أننا جاريناك وحققنا معك هذه الشروط بعد حذف المكرر منها وبع حذف الشرط السياسي وأخبرنا أيّ معنى يبقى لجمعية العلماء المسلمين الجزائيين وقد فضت عليها السكوت عن البدع والمنكرات وهي الفصل الأول من الباب الأول مما تنكره وتحاربه. أم أي معنى يبقى لجماعتك وهي تتسمى بجمعية علماء السنة ومعنى هذا الاسم في الظاهر أنها تعلم السنة أو تعمل بالسنة وكيف تعلم السنة وأنت قد فرضت عليها السكوت (البات) حتى عن أقوال السلف الصالح وكيف تعمل بالسنة وأنت قد فرضت عليها السكوت(البات) عن البدع ومن معنى السكوت عليها إقرارها.؟
وقد كان واجبا عليك يا أستاذ أن تزيد على شروطك شرطين هذا نصهما :
14- محو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من الوجود إذ لا فائدة في بقائها مع الشروط السابقة.
15-تبديل اسم جمعية علماء السنة بجمعية علماء البدعة وظهورها بمظهرها الحقيقي لأن الجو قد صفا لها إن شاء الله بفضل الشرط السابقة.اهـ.
قرأنا يا أستاذ ما كتبتموه من أوله إلى آخره مما نتجوز في تسميته دعوة إلى الصلح ولو أجملت لكان شأننا غير شأننا الآن ورجونا لذلك الإجمال تفصيلا تشترك فيه عقول وآراء ونيات غير عقلك ورأيك ونيتك ثم لا ينكشف التفصيل إلا عن صلح أو عما يقرب منه .
ولكنك أبيت أن تترك التفصيل لغيرك ففصلت وأمليت الشروط كما يقول السياسيون فما صنعت شيئا وما زدت على أن غمرت جانبا من الجريدة بركام من القول فيه الحق وفيه الباطل وقد غمر باطله حقه وقد قرأنا وقرأنا فنشهد الله أننا لم نر في مقالكم كلمة حق إلا ورأينا من بين يديها أو من خلفها ما ينقضها ولا لمحنا فيه مخيلة صدق إلا وكشفت لنا عن غميزة أو مغالطة ورأيناكم لا تسيرون في وعوثة القول إلا تعثرتم بحزنه ورأينا الغمزات تخرج من خلال كلامكم وإنا لنعلم مواقعها ومرد ذلك كله في نظرنا إلى القصد المدخول والنية المريضة، وإذا كان من ذنوبنا عندكم أننا نفهم المعاريض ونتعمق إلى ما وراء الألفاظ فإن من عيوبكم عندنا تطبيق ما لا ينطبق من الحقائق الواقعة على القواعد النظرية ومن أمثلة ذلك تسمية جماعتكم فلا زلت تكابر وتقول أنها ليست تعريضا بأحد من أن واضعي الاسم والقرائن التي كانت محيطة بالفكرة يوم الوضع يشهدون على القطع بأنها حيكت عن قصد التعريض وصيغت بعد التدبير للهمز واللمز. وأنهم تعمدوها تعمدا وأين واضعو الاسم من علمك وقواعدك على أنك لم تشهد يوم ولدت الفكرة ولا يوم وقعت التسمية . وفيم اعتذارك عن شيء لا تملك ورده وأحرى بك إن لا تملك صدره وفيم دفاعك بالقواعد العلمية النظرية عن قوم لا يعرفون إلا مقاصدهم .
لو لم تكن لنتائج كلامكم معنى أو كلامكم علينا مقدمات ولو لم تكن لهذه اللواحق سوابق بينها مثل شوابك الأرحام لأوشكنا أن نحملكم من أمركم على ظاهره . ولكننا نظرنا في شروطكم فغدا لكل فرع منها أصل من طباعكم وطباع من ترأسونهم أو يرأسونكم وما من أصل من تلك الأصول إلا وقد فرغنا منه إنكارا ودفعا وفرغتم منه تصلبا وعنادا.
ألم تكتبوا يا أستاذ في عدد من جريدتكم فصلا ملأتموه حتى اتخم بتهويل أمرنا على الحكومة وإغرائها بعقاب والإلحاح عليها في التنكيل بنا وإيهامها أنه لولانا لكانت السعادة شاملة لهذا الوطن والهناء مادّا رواقه عليه ، ولقد كدنا ننسى ذلك الفصل أو نتناساه ونقول أنها هفوة عارضة لولا أن ذكرتمونا به في شرطكم الثالث عشر وهو : (الكف عن التدخل في السياسة) فعلمنا أن هذا من ذاك وعلمنا أن الحقد الذي أملى ذلك الفصل هو الذي أملى هذا الشرط.
ولقد ـ والله ـ قلبنا ذلك الشرط على ما يمكن من وجوه التأويل فلم نجد له مدخلا في هذا الباب وعرضناه على الأذواق كلها بمكانه من تلك الشروط فما وجدنا ذوقا يستسيغه إلا أن يكون ذوق واضعه.
لا معنى لإدخال ذلك الشرط في الشروط إلا رمينا والتعريض بنا وإذا كانوا آمنين من عواقب ما تضمنه ذلك الشرط تعين المراد.
أفبعد هذا كله نُلام إذا حملنا نداءكم للصلح على أنه خدعة وتمثيل لرواية حمل المصاحف على رؤوس الرماح أو بعد تحليلنا لتلك الشروط واهتدائنا لمعرفة المعامل المختلفة التي صيغت فيها ، ننخدع أو نغتر .؟ .
يا قوم ! إنكم ما أمليتم تلك الشروط إلا وأنتم تعلمون أن خصومكم في الميدان لا يقرونها لكم ولا يقرونكم عليها فكأنكم أردتم استغفال الأمة بالعنوان لا غير وكأنكم تقولون : ندعو إلى الصلح بهذه الكيفية وهذه الشروط فإن استجابوا كان ما نريد وإن أبوا قامت عليهم الحجة عند الأمة ، لأن الأمة في نظركم بلهاء لا نظر إلى (طلب الصلح) وقد وقع منكم وإلى (عدم قبوله) وقد وقع منا ولا تنظر إلى تلك الشروط التي هي هدم لما وقع منكم وهي العذر القائم لما وقع منا ، وإن كان هذا مرادكم فما أسمج وما أسخف !.
أمن علمك الجدل يا أستاذ تعمد إلى محل النزاع فتشترط على الخصم أن يسكت عنه لولا أنها فتنة الرأي وأن فتنة الرأي لا تثمر إلا الخطأ فيه.
ولقد كنا نعجب لك أيها الأستاذ ولهذه الخلّة التي ركبتك وهي ظهورك بمظهر الصلح بين الناس كلما شجر بينهم خلاف وكنا نعجب لخيبتك في كل مرة حاولت فيها ذلك وكنا أدركنا سر تهافتكم على ذلك ولكننا لم ندرك سر خيبتكم فيه إلا هذه المرة.
ودعنا من الإخفاق والنجاح فقد دلنا كل ذلك منك على أنك تعشق لفظ الإصلاح ولكن هما مرتبتان ـ أيه الأستاذ ـ :
ـ إصلاح الناس .
ـ والإصلاح بين الناس .
وأن أولاهما الأقرب للتقوى وأنها الأحسن عائدةً ، وأنها كذلك الأصل للثانية :
فلو صلح الناس لما اختلفوا ولو لم يختلفوا لما احتاجوا إلى الإصلاح بينهم :
فعلام تنفر من الأولى وتبذل في الثانية كل هذا الهد المنهك ؟
ولم لا تجيب وقد دعوناك : بقصد سليم ونية خالصة وبلا قيد أو شرط لمشاركتنا في الأولى ثم أنت الآن تدعونا إلى الثانية وتشترط وتشتط؟ !.
يا حضرة الأستاذ: إذا كان الله قد ابتلاك باحتمال هذه المكاره التي ينفد الصبر دونها وبالترؤس عن قوم لا يعمرون إلا بخراب الدين ولا ينتفعون إلا بما يضر الناس ، فاعلم أن الله قد عافانا من ذلك كله وله الحمد والمنة وأن من أراد أن ينطق وحده أسكته الحق ، ومن أراد أن يفرض كلامه على الناس فرضا أوسعوه إعراضا و رفضا ، ولو إلى الحق دَعَوتَنَا لقدتنا إليه بشعرة ولكنك تدعونا إلى السكوت عن عوائد الناس في أفراحهم وأتراحهم واحتفالاتهم ومآتمهم ثم لا ترضى منا بالسكوت حتى يكون باتا فهل بعض الإنصاف يا أستاذ إن كان لا مطمع لنا منك في كله.!
نحن في الحالين نشكرك على ذلك التصدي الذي صدت به المقال ولو لم تجاوزه لوقفنا معك عند براعة مقطعه ، ونعذك فيما تنزع إليه من هذه المنازع المتفاوتة ونعتقد أنها آثار عوامل متفاوتة وأننا لا نزال نذكر إنكاركم للتوسل وذهابكم في الإنكار إلى أقصى حد يوم كنت تناظر شيخك الدجوي في المسألة ثم نقارنه بسكوتك اليوم وإعراضك لما انتقلت من شيخ إلى شيخ ومن حال إلى حال ، ومن الحافظي الأزهري إلى رئيس جمعية علماء السنة ومن مجلة الشهاب إلى جريدة الإخلاص فسبحان الله كأن هذه المسائل عندكم (صنعة يد) لا مسائل علمية يثبت فيها الدليل وما بني عليه وتنهار الشبهة وما بني عليها .
ثم نشكركم شكرا كثيرا على جميل أسديته من غير شعور ويد أسلفتها من غير قصد وخدمة للحقيقة وما كنا ننتظرها منك لولا شروطك فشكرا لشروطك وإن آلمتنا وذلك أنّ كثيرا من الناس كانوا يظنون النزاع في مراتب العبادة ومسألة المكوس إذ كانت الحقيقة لم تظهر بعدُ.
وكنا نلقى في إقناعهم نصبا فنقول لهم إن هذه المشادة من القوم ليست للخلاف العلمي بيننا وبين علمائهم ولكننا لإنكارنا البدع على مبتدعيهم نقول لهم ذلك فيرتابون ولا يستيقنون حتى جاءت شروطكم مترجمة للحقيقة فاستيقنوها وعلموا أن هذه الشروط بمثابة صك حماية للزوايا وشيوخها وسلوكها وللبدع ومن ابتدعها والمحدثات ومن اخترعها ولعوائد الأفراح والأتراح والاحتفالات والمآتم ـ فالآن ـ والفصل لشروطكم ـ علم من لم يكن يعلم سر مشاقتكم لنا وسر هذه المشادة منكم وهذا الدفاع وهذه الاستماتة فيه.
ما كان من غرضنا التطويل ولكننا نكايلكم تفصيلا بتفصيل وإذا تناولنا النقط الكثيرة من شروطكم بالتحليل فليس في سكوتنا عن سائرها دليل على إقرارها ونحن نشرحها الآن على ترتيبكم لها ببيان مقصدكم منها وبيان رأينا فيها حتى نعرض صورة كلية من قَصدِكم ومن رَأيِنَا .
جريدة السنة النبوية المحمدية .العدد (08).الاثنين 04صفر 1352هـ .
الصفحة الأولى وما بعدها .

*******
ملحق حول
(المولود الحافظي ) وفتنته


لا شك أن المطلع على تراث الجمعية وبخاصة مجلة الشهاب ، سيتعرف على الحافظي عضواً مؤسساً للجمعية ، مشاركا في ندواتها وأعمالها ، محرراً لبعض مادتها وكاتبا مشاركاً على بياض صفحاتها ، ولأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، ولأن بركة العلم مردها إلى الصدق والإخلاص في طلبه من جهة تلقيه وتحمله ، كما مردها إلى الصدق والإخلاص في تلقينه والدعوة إليه من جهة تبليغه فلا عجبَ بعدُ أن ترى فئاماً من الناس قد تنكبت صراط الله القويم لنشأة نفوسها على قيم تنافي معاني العبودية لله والتذلل له في السير إليه وطلب الرفعة بحمل كتابه جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،فاستعجلت المجد في وسط الطريق ، فلما لم تنل ريحه راحت تشكك في نقاء معدنه وتعكر صفو مشربه بزبالة شبهٍ كانت تحاربُها وحثالة من صحبة سوء كثيراً ما ناصبت العداء لها ولفكرها ومنهجها ، بيدَ أن " البدعة رحم ماسة " تفضح الخائن في سردابه وتكشف زيف الخطاب عن الداعي إلى غير مراده . "ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون ".
******
وقد نشرت مجلّة (رسالة المسجد)، في عددها الخامس ، الصادر بتاريخ جمادى الأولى 1429هـ الموافق لشهر ماي 2008م عن وزارة الشؤون الدينية ، ص( 69) بحثا لمحمد الصغير بن لعلام بعنوان " علماء بني ورتيلان : الشيخ المولود الحافظي نموذجاً " ، طاف فيه بذكر جملة من علماء المنطقة ، المنسوبين إليها وشيئ من سيرهم وتراجمهم كالحسين الورتلاني ، ويحي أوحمودي ، والسعيد أبهلول ،ولحلو وعمارة وغيرهم وانتهى فيه إلى موضوع بحثه : المولود الحافظي الذي اختاره ليكون أنموذجاً يقدمه للناس في هذا الزمن الغريب ، وكأن بني ورتيلان قد شحّت أن تلد من ينتسب إليها غير هذا المفتون بالرئاسة ، الخالي من صفات الأدب والكياسة ، فقدمّه للأمة فريداً من (نوعه تكاد حياته تكون أقرب إلى الأسطورة منها إلى الحقيقة ) ، فهنيئا للحافظي بمثل هذا الذي لم يؤمن بما كان يبثه من ضلال وخرافة فحسب ، بل تعداه إلى شخصه حتى أصبح يرى حياته قريبة من الخرافة ! ويرى أن (الجرثومة التي نخرت من قبل جسد جمعية العلماء صحبت الجمعية الجديدة فقضت عليها في أقل من سنتين فقط ) ، والحقيقة أن جمعية العلماء لفظت كثيراً من الجراثيم من أمثال الحافظي خارج جسمها ، وكان هذا أول العهد بقتلها وقطع شرّها فلم يعد يذكرها أحد حتى قال باحثنا الهمام في خاتمة بحثه متحسراً (ومن المؤسف أن كثيراً من مثقفينا وطلبتنا بل وعلمائنا لا يعرفون هذه الشخصية الفذة من أبناء هذا الوطن المفدى )...
فدونكم هذه المقتطفات حول الرجل من قبلُ ومن بعدُ لعل الكاتب ـ وفقه الله إلى هداه ـ يقرّ عينا بتعرفكم على شيخه ، ويذهب الله به بعض زفرات غيظه ونفثات صدره والله العاصم من مزلات الفتن .
الموضع الأول: الشيخ الحافظي قبل الترئيس وبعد الترئيس!
أما قبل الترئيس : فهاهو كما تراه في كتبه الىتي المحفوظ عندنا بخطه والذي سننشره مصوراً في الآتي .
أما بعد الترئيس : فليسأله من يريد أن يعرفه في البلدان التي يمر عليها هذه الأيام في رحلته وهاك نص كتابه :
حضرة المحترم صديقنا : الشيخ عبد الحميد ابن باديس حفظه الله
بعد السلام الكثير عليكم وعلى أقلام إدارتكم نفيدكم أن مسألة التوسل بالأولياء قد أخذت جدالاً عنيفاً في مجلة " نور الإسلام " وقد كنت من القائلين بامتناع التوسل فأخاف أن يتخذ الناس ما نقله النجاح بعدديه : 1211-1221 حجة على جوازه .
ولهذا بادرت إلى تجديد القول فيه بإبطال جميع ما نقله النجاح من المجلة المذكورة بأدلة علمية وبآداب جميلة فأرسلت به إلى مجلتكم المباركة لأنها أولى بحفظ الموضوعات العلمية دون الجرائد فأرجوكم نشره بالعدد الذي يصدر بالشهر الآتي والسلام "
من صديقكم : المولود الحافظي .
تحريرا ببني حافظ في 2جمادى الثانية 1350هـ .
15 أكتوبر 1931 م.
و" الشهاب " نشر مقال الشيخ الحافظي في الجزء 12 من المجلد السابع بهذا العنوان :
" تحرير القول في إبطال التوسل والإستغاثة بالأولياء " فليراجع!
مجلة السنة العدد (06) ـ 20محرم الحرام 1352هـ ـ ص 03.

الموضع الثاني: " انتظروا في العدد القادم صورة كتاب الشيخ الحافظي الذي نشرناه في العدد السادس من السنة بخطه ويحرضنا فيه على نشر مقاله في إبطال التوسل بالأولياء والاستغاثة بهم "
مجلة السنة العدد7 27محرم الحرام 1352 هـ .ص07

الموضع الثالث :
الشيخ الحافظي قبل الترئيس وبعد الترئيس :
أما قبل الترئيس: فقد نشر في جزء ذي الحجة من الشهاب 1348ه وجزء محرم 1349ه وجزء ربيع الثاني 1349ه مقالاً طويلاً تحت عنوان العوائد الممقوتة والأحكام الشرعية وختمه بقوله : " هكذا تجري العوائد الممقوتة قابضة على رقاب الرجال بإرادة النساء مدفوعين بأهوائهن وما أكثر تلك الأهواء فلا تقف عند حد ،والنساء نساء: تموت الرجال وتموت.والعوائد الممقوتة حية لا تموت بل هي في نمووازدياد وضعفاء الإرادة تؤيدها والجهل المركب يقربها في أذهان العامة ، العلم النافع مفقود وفي ضعف مستمر وأهل العلم على قلتهم يتفرجون وأثرهم منغمسون في حماة هذه العوائد يمثلها بحالة شنيعة وصفة ذميمة قاتلكم الله أيها المفتونون " اهـ .ص 479ج8م6.
وأما بعد الترئيس: فهو صاحب شروط الحافظي المشهورة التي منها السكوت على عوائد الناس في أفراحهم وأتراحهم مع تسميته لها ب " عوائدهم الدينية " فيالله للمسلمين: من هذا الذي يقول عن هذه العوائد بالأمس أنها ممقوتة ويقول عنها اليوم أنها دينية؟! ، نعوذ بالله من فتنة الجاه والمال .
جريدة السنة النبوية العدد09 .11صفر 1352 ه ص 05.

الموضع الرابع: حول شروط الشيخ الحافظي للعالم المفكر صاحب الامضاء العضو بالجمعية .
(أبو العباس أحمد بن الهاشمي)
وقد احتوى المقال على جملة من الحقائق والدلائل على بطلانها ـ أي شروط الحافظي ـ ومنها قوله :
" إذا كانت الألفاظ تدل على معانيها والنتائج تابعة لمقدماتها فأول نتيجة تسبق إلى ذهن القارئ لتلك الشروط هي أنه لم يبق موضوع للجمعيتين معا لأنه إذا أوصدت أبواب البحث في المسائل الدينية واعتقادات الناس ومذاهبهم وشيوخ التصوف وطرائقهم وعواطف الطوائف ةأتباعهم وعوائد الناس بمعنى أن تترك الأمة مضطجعة على الجنب الذي هي عليه وأن لا يكدر عليها هادئ نومها ففيم يبقى الكلام إذن ؟ أليس من وظيفة المصلحين القيام بإصلاح الأفراد بتثقيف عقولهم وتهذيب أخلاقهم وتصفية ماء معتقداتهم في دائرة السنة الصحيحة تحت ظل الكتاب الكريم الهادي للتي هي أقوم ؟ ...." الخ
جريدة السنة النبوية .العدد (10). 18 صفر 1352هـ . ص01ـ 02 .

الموضع الخامس: من كلام الشيخ الحافظي :
قبل الترئيس : " السواد الأعظم من العامة قد ابتلي بتقاليد فاسدة وعوائد ممقوتة كلها ضد الشريعة وضربة قضية على أحكامها ، والخاصة قد أصيبت ببعض هذه العوائد وبحب الرياسة والتظاهر اللذين يمنعانها من الوقوف عند حدود الأحكام الشرعية والخضوع غليها وتحكيمها في حوادثهم كما قيل (آفة العلم حب الرياسة وآفة الزعماء ضعف السياسة).
فتمكن ذلك المرض الوخيم أو الداء العضال من نفوس هذا الفريق حتى أماتها عن الإحساس والشعور بالنقص فضلا عن تنبه القوة الحساسة والمتصوفة إلى أن الخير فيما اختاره الله وهو ما شرعه في محكم كتابه عند من رزق فهما صائبا أو وفق إلى أن يسال أهل الذكر فيما لا علم له به . فإذا كان من المستحيل أن يستقيم الظل والعود أعوج فمن رابع المستحيلات أن تصلح النفوس البشرية صلاحا شرعيا وهي ملابسة لهذه الأدواء والأمراض فليس من سبيل إلى تطهير هذه النفوس مما علق بها وتعودته من أشكال الرذيلة وألوان العوائد الممقوتة وضروب البدع الضالة ـ ونحن في آخر الأمم ـ إلا ما صلح به أولها من إتباع السنن والآداب الشرعية وسيرة السلف الصالح كما يدل عليه الأثر الصحيح (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ). اهـ . من الشهاب ص19ـ 220ج4م6 .في ذي الحجة 1348 هـ .
ومن كلامه بعد الترئيس :
5 ـ عوائد الناس في ديانتهم ومواسمهم الشرعية .
6ـ عادات الناس في أفراحهم وأتراحهم واحتفالاتهم ومآتمهم .
ويدعو إلى إصلاح ذات البين بالكف عن الخوض في المسائل المذكورة. اهـ. من" النجاح " الصادر في 11 محرم الماضي .

جريدة السنة النبوية .العدد (10). 18 صفر 1352هـ . ص05 .

الموضع السادس: على هوامش الحوادث : مهزلة الصلح .(محمد السعيد الزاهري ).
وقد ختم المقال بقوله رحمه الله : "لو كان لكم مبدأ من المبادئ أيا كان تؤمنون به وتعملون على نشره بين الناس لالتمسنا لكم عذرا من الأعذار ، أما وأنتم فيكم من يعبد القبور ويشرك مع الله سواه وفيكم الملحد الذي لا يؤمن بالله ولا اليوم الىخر ولا يحرم حراما فإثمكم عند الله عظيم وإن كان شأنكم صغيرا .
يا قوم ! إن كنتم صادقين في دعوتكم إلى الصلح فتوبوا إلى بارئم واستغفروا ربكم إنه كان غفارا " .
جريدة السنة النبوية .العدد (11). 25 صفر 1352هـ . ص04ـ 05 .

الموضع السابع : الحافظي قبل الترئيس وبعد الترئيس :
أما قبل الترئيس :فقد قال :
" وفي حديث لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
انتهى من الجزء الخامس من المجلد السابع من الشهاب الصادر في غرة محرم 1350هـ .
وأما بعد الترئيس : فقد أنكر على من روى هذا الحديث وجعل ذلك سبا لليهود والنصارى وبالغ في الدس والوشاية ولا يتسع المقام لنقل كل ما قاله في ذلك مما نشره في عدد 33 من جريدته .
ومعلوم عند كل من يفهم كلام العرب أن اللعن ليس منصبا على الجنس وإنما هو منصب على الموصوف بالوصف وهو اتخاذ القبورمساجد ، فإن جملة "اتخذوا... " مستأنفة استئنافا بيانيا لبيان موجب اللعن وسببه فبينت أن السبب هو الإتخاذ ومعلوم أنه مهما وجد السبب وجد المسبب فكل متخذ ملعون من أي جنس كان ولا يعد اللعن من الشارع سبا وشتما ـ معاذ الله معاذه ـ وإنما يعد بيانا لقبح الفعل ومضرته وحرمته وأنه من كبائر الذنوب وأنه مبعد لصاحبه من رحمة الله فأين علم الأصول الذي يدعيه العلامة صاحب التوقيع ؟ نعوذ بالله من هوى يغلب العقل ويبلبل اللسان ويطمس البصيرة .
جريدة السنة النبوية .العدد (12). 01 ربيع الأول 1352هـ . ص06.

الموضع الثامن :

مقالة :الخلاف في شؤون الزوايا وزيارة قبور الأولياء والتوسل والوسيلة .بقلم الشيخ أبي يعلى الزواوي رحمه الله ، وهي جديرة بنقلها كاملة ، وستأتي تباعا بإذن الله .
جريدة السنة النبوية .العدد (13). 10 ربيع الأول 1352هـ . ص07ـ 08

الموضع التاسع :

سلسلة ردود الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله موسومة ب" تعالوا نسائلكم !" .
جديرة أيضا بالنقل كاملة لأهميتها وفوائدها . وستأتي قريبا إن شاء الله .
جريدة السنة النبوية .الأعداد (07،09،11). الصفحات الأولى ....

الموضع العاشر :

مقال موسوم ب (براءة القبائليين من شيخ الحلول والحافظي ومن تبعهما ) وقد جاء فيه :
"....وأما الثاني الذي أشرنا إليه مع صاحبنا هذا فهو أشد ضررا بالإسلام والمسلمين اليوم لعدم اقتصاره على وسيلة واحدة في إيصال الشر لهذه الأمة الذي بلغ سخطها عليه منتهاه ، ذلك هو المغرور بالألقاب الأستاذ الحافظي الفلكي الأزهري رئيس جمعية علماء البدعة وجهال السنة ومحرر جريدة المعيار والنفاق (الإخراص) وصاحب التوقيع الخ..."
وجاء فيه أيضا : "... وفوق هذا أنك كنت تنشد الإصلاح وقد سجلنا عليك مقالاتك الإصلاحية في الانتقاد على العوائد والبدع فأصبحت وأنت ( ذلك الرجل ) : أبدع المبتدعين وتشترط في الصلح ترك الناس على عوائدهم ، ذلك أنك أبدع المبتدعين لأن المبتدع لايزيد على ما يبتدعه لنفسه ، وأنت وقفت نفسك في سبيل الدفاع عن كل مبتدع ، فلو رأيناك تميل إلى الإصلاح تارة وإلى الابتداع مرة أخرى لقلنا أنه منصف ، ولكنك نذرت بياض نهارك وسواد ليل على أن يكون في سبيل الدفاع عن المبتدعين لا غير ، ثم إننا نعلم أن صاحبك في باطن الأمر واحد وهو الشيخ الحلولي الذي كنت تقول فيه أنه جاهل بسيط وأنه ضال مضل ، فأصبحت ترأسه ظاهراً ويرأسك باطناً ولكن عمت الفائدة جميع المبتدعين بخسارة الشيخين : أحدهما بدينه وعرضه وماله والآخر بدينه وعرضه فقط . أما المال فقد أخذ من الأول قطعا بدليل ما اشتراه من الأملاك آخرا وهو أفقر من الفقير ولكن (نعم كلب من بؤس أهله)...".
توقيع مجموعة مواطنين من (فيلاج بوقاعة )....
جريدة الصراط السوي، العدد (01). 21 جمادى الأولى 1352هـ . ص 03ـ 07ـ 08 .
جريدة الشريعة النبوية ، العدد (07). 07 جمادى الأولى 1352هـ . ص 06ـ 07ـ 08 .


الموضع الحادي عشر :
رسالة تأييد !
جاء في مقدمة المقال : " جاءتنا من إخواننا بجامع الزيتونة عمره الله رسالة كلها تأييد للسنة وأنصارها واحتجاج وبراءة وتقبيح للبدعة وأتباعها فنشرنا ملخصها فيما يلي شاكرين مأيدين في الحق بهم وبأمثالهم ...." .
كما جاء فيه : " وجاءتنا رسالة من العالم العامل المعلم : الشيخ شرفاوي محمد الطاهر بن أحمد الشريف القاطن بفرقة بني عفيف دوار شبانة ، دائرة القرقور وهو من الرجال القائمين بنشر العلم والهداية في تلك النواحي التي هي معاقل الإسلام وبمثله ينصر الحق ويقمع الباطل فمما قال في رسالته بارك الله فيه ......هذا وإن المرام من سيادتكم العالية أن تبذلوا جهدكم ووسعكم بالذب عما يحوم لشريعتنا السمحة وأن تجتهدوا اجتهادا تاما بهممكم السامية في رد هذه الشبه الباطلة وإزالة هذه الحوادث السارية المهلكة في السواحل والجبال ، وتكونوا ملازمين لمحو ما اخترعته المبتدعة من البدع الضالة إن أقدركم الله على ذلك حتى تضمحل أي اضمحلال ....".
2 ـ رسائل وملاحظات : قد تبين الرشد من الغي ! ، وهي رسالة اعتذار من أحد التائبين جاء فيها " ...فقد كنت تلميذا للأستاذ الجليل والمفكر العظيم النصوح الشيخ مبارك الميلي والسيد الغيور محمد بن علي بن عزوز فغذياني بلبان علمهما وشملاني بمئزر رحمتهما فترعرعت في أحضانهما وأحضان الجمعية الخيرية الأغواطية بل في أحضان الإسلام الصحيح غير المشوب بخزعبلات الخرافيين والعلم النافع غير المدلس بفكر الدجالين ..."
وبعد ذكر انحرافه ومن كان سببا في ذلك قال: "...ولكن إلى متى والحق مقهور والباطل قاهر وإلى متى والحقائق خافية ، وقد أسفر صبح العلم على العالم أجمع وما للباطل إلا صولة ثم يخمل ومن أراد زيادة وضوح فليسأل نفسه لماذا أسست الجمعية الأولى ـ يقصد جمعية العلماء ـ وهل لغرض سوى إصلاح المجتمع ولماذا أسست الجمعية الثانيةـ يقصد جمعية علماء السنة ـ وهل لغرض سوى معاكسة ذلك ؟!.
وخلاصة الأمر إني أتبرأ من جميع من فرق بيني وبين اساتذتي الكرام والجمعية الخيرية وأتوب إلى الله مما كنت فيه ...."
جريدة الصراط السوي، العدد (02). 28 جمادى الأولى 1352هـ . ص 03ـ 06.

الموضع الثاني عشر :
مقال موسوم ب (براءة القبائليين من شيخ الحلول و الحافظي ومن تبعهما )
ـ عرش بني عفيف ـ
وقد جاء فيه : "...والحاصل أننا لجمعية العلماء بالنفس والنفيس وبريئون ممن يعاديهما حتى لو يكون من أقرب الناس إلينا وأعز الخلق لدينا ، فقد ظهر الآن شخصان مصارحان بعداوتهما وهما شيخ الحلول و الحافظي فوجب علينا أن نصارحهما بما في استطاعتنا وهي البراءة من أعمالهم حتى يتوبوا إلى بارئهم والسلام " .
الكاتب : محمد الطاهر بن أحمد .
الشريف الشيخ وأتباعه وتلامذته .
جريدة الصراط السوي، العدد (02). 28 جمادى الأولى 1352هـ . ص 08.

الموضع الثالث عشر :
مقال موسوم ب (براءة القبائليين من شيخ الحلول و الحافظي ومن تبعهما )
ـ عرش بني اشبانة ـ
وقد جاء فيه " ...لقد رأينا ـ ربما قبل أن يرى غيرنا ـ أن نصارح بالبراءة من شيخ الحلول وتلميذه (رغم أنفه) الحافظي على صفحات الجريدة ليعلم الناس مقدار ما للحافظي من السخط مع القبائليين المطلعين على حقيقة أمره ..."
جماعة بني اشبانة . وفي مقدمتهم خزناجي الصالح بن محمد آكلي وعمني أحمد بن عمرو ..
وبراءات أخرى كثيرة تتطلع عليها تباعا
جريدة الصراط السوي، العدد (03). 05 جمادى الثانية 1352هـ . ص 07.
والعدد (05). 26 جمادى الثانية 1352هـ . ص 08

الموضع الرابع عشر :

بلاد القبائل والطريقة الحلولية .للفتى الزواوي .
ومما جاء فيه : " ويا ليته لم يتعرض لمسائل أخرى كمسألة الصلح فيشوه وجه السمح بتلك الشروط الخبيثة التي منها السكوت عما يسميه بالعوائد الدينية ومسألة البناء على القبور فيقول في ذلك الحديث الشريف ما هو أشنع من كل مقالة تحت تلك التأثيرات الفاسدة ...."
جريدة الصراط السوي، العدد (03). 05 جمادى الثانية 1352هـ . ص 08 .

الموضع الخامس عشر :
مقالة بعنوان : حول حوادث عنابة . فيها بعض الحقائق حول حزب الحافظي وجمعيته وأعماله في الصد عن سبيل الله ومشاقّة الله ورسوله .
جريدة الصراط السوي، العدد (04). 19 جمادى الثانية 1352هـ . ص 07.

الموضع السادس عشر :

كيف دخل الحافظي عنابة وكيف خرج منها !
وهي كسابقتها تحكي وقائع وحقائق حول أحداث مدينة عنابة وقد ختمتها الجريدة بقصة خروجه حيث: " ...غادرها حالا غير مأسوف عليه إلى قرية (مندو في) قانعا من الغنيمة بالإياب ولسان حاله يردد :
وما بعض الإقامة في ديار *** يهان بها الفتى إلا بلاء .
فيجيبه لسان حال الأمة بقول الآخر :
وكنت إذا حللت بأرض قوم *** رحلت بخزية وتركت عارا .
قضي الأمر والحمد لله رب العالمين "
جريدة الصراط السوي، العدد (05). 26 جمادى الثانية 1352هـ . ص 07.

. الموضع السابع عشر: سلسلة ردود تحت عنوان : " صفعة أخيرة من جماعة بوقاعة "
وقد جاء فيها : " ....ورأس عليهم اثنين من أوليائه الطائعين المخلصين (الشيخ الحلولي وتلميذه الحافظي ) الذين كتبا على أنفسهما أن لا يدعا رذيلة إلا أتوها وأن لا يجدا فرصة لهدم أركان الإسلام إلا فعلا وأن لا يقولا إلا كذبا وافتراء على الله وعلى العباد خصوصا منهم المسلمين المصلحين وقد عقدوا اتفاقا على أن لا يقبلوا الدخول في حزبهم إلا من يبذل النصيحة لشيخهم إبليس ..."
جريدة الصراط السوي، الأعداد ( 09 ،10 ). 25 رجب ، 02شعبان 1352هـ . ص 06 .

الموضع الثامن عشر :
قد ورد إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في خضم رياح الردود العاتية والبراءات المتتالية (دعوة من وراء البحر إلى الوفاق وترك الشقاق) ، وقّعها ثلة من علماء الأزهر ، قد أسمعهم الحافظي صيحاته وصرخات آلامه وشكاهم خيبة آماله وأحلامه ، فما كان من جمعية العلماء إلا نشرها والجواب عنها بما يقطع الشك باليقين في أصالة منهجها ، وثباتها على مبادئها ، وقد ورد في الجواب ما يذهب وجه العتاب ويُثْبت ما هي عليه من سداد وصواب في التمسك بالسنة والكتاب ويبدد ما حملته دعوة الأزهريين من دخن و سراب ! ومما ورد في (جوابنا عن هذه الدعوة):
"...ثم أنا نعلن لإخواننا أننا على رجا اليأس من خصوم تضيع معهم حكمة لقمان ولا يجدي فيهم حلم معاوية ولا يرضيهم عدل ابن الخطاب ولا تسامح صلاح الدين وليس لنزاعهم معنا من غاية غير كَمِّ أفواهنا وكسر أقلامنا ثم إقلاق راحتنا إن أعجزتهم المقادير على إزهاق أروحنا ....".

جريدة الصراط السوي، العدد (08). 18 رجب 1352هـ . ص 01ـ 02

الموضع التاسع عشر : رجوع إلى الحق من قريب ، إذا سلمت الصدور وسلمت العواقب !
وهي رسالة اعتذار وطلب للصفح من بعض التائبين الآيبين ، الراجعين إلى الحق وأهله ، بعد أن فتنوا من قبلُ بالحافظي وشيخه .
جريدة الصراط السوي، العدد (10). 02 شعبان 1352هـ . ص 07ـ 08

الموضع العشرون : مقالة بعنوان : " ما هكذا يا سعد تورد الإبل !"
وهي قطعة علمية أدبية لأحد الأدباء ، أسأل الله التوفيق لنقلها .
جريدة الصراط السوي، العدد (10). 02 شعبان 1352هـ .

الموضع الواحد والعشرون: بيان وتذكير من المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين

إلى الأمة الإسلامية الجزائرية.
وهو بيان جامع عن دعوة جمعية العلماء المسلمين وأصولها ، متبوعاً بتعليق على مؤتمر رؤساء الطرق الإسلامية الجزائرية الصوفية .
جريدة الصراط السوي، العدد (11). 09 شعبان 1352هـ . ص 01ـ 02 ـ 03

********
********

وأخيرًا : فقد قرأت معي أُخيَّ هذه الفصول التاريخية في مسيرة أعلام الجمعية ـ وقد فاتني نقل بعضها ـ وبان لك جلياً تعاملهم مع واحد ممن أراد صلحاً على حساب المبادئ الشرعية والثوابت العقدية والأصول المنهجية مما يدينون الله به حقا ويقينا لا يخالطه شك ولا يمازجه ريب ، وإذا كان هذا شأنهم رحمهم الله مع من رام قرباً منهم أو صلحا معهم : تحذيراً وتنديدا ، بله تنكيلا وتشريدا ، ورميا وتسديدا ! فكيف بغيرهم ؟.
أسأل الله أن يوفق مشايخنا إلى نشر ما نأملُه من تراث هؤلاء الأماجد مما تجده مبثوثا على صفحات الشهاب وشقيقاتها مطرَّزاً بحرير الوفاء ، مفعما بعطر السناء ، حيث توالت على القوم الضربات حين تيقظت الأَقلام لدعاة الخرافة والأوهام ، امتثالا لقول الله في أشباههم : ﴿ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾.
واعتباراً بقيم الشجاعة التي رامها الإمام الإبراهيمي رحمه الله في قوله :
"وأما وظيفة السيف والرمح فهي الإنكاء في العدو ، والإنكاء في العدو هو الغاية التي تنتهي إليها شجاعة الشجاع .
كذلك حملة الألسنة والأقلام يجب أن يكونوا ، ليحققوا التشبيه الذي تواطأت عليه الأمم ، فلتأتهم المصائب من كل صوب ، ولتنزل عليهم الضرورات من كل سماء وليخرجوا من كل شيء إلا شيئين : القلم واللسان .
إن بيع القلم واللسان أقبح من بيع الجندي لسلاحه " .عيون البصائر .ص18.

وكتبه أخوكم :الفقير إلى عفو ربِّه ، وعون مليكِه.
أبو معاوية كمال الجزائري أدام الله عليه ستره .

[1] -رسالة( التحذير من مختصرات محمد علي الصابوني في التفسير ) ، والعبارة الأخيرة مقتبسة من الرسالة بتصرف مني .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري ; 12 Oct 2011 الساعة 09:18 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 Oct 2011, 10:09 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي


قد هاتفني ناصحٌ من إخواننا ، اطلع على الموضوع ، منبها إلى ما أشرت إليه من خطر تلميع بعض الباحثين لبعض أعلام البدعة المغمورين ، ممّن قد طمس أثرهم ومحى خبرهم الزمن ، ومثلت له بما نشرته مجلة "رسالة المسجد " في البحث الموسوم " علماء بني ورتيلان : الشيخ المولود الحافظي نموذجاً "
وأخبرني وفقه الله أن شريطاً وثائقيا أُذيع في التلفزيون الجزائري حديثًا حول " ابن عليوي " ،شيخ العليوية ، وقدمه القائمون على العمل الوثائقي علَماً عاملاً مجدّداً . فهذا ما يفعله أذناب المبتدعة والواجب إخراج موقف علماء الجزائر منهم ليهلك من هلك عن بينة .
ولصلة الموضوع بموضوعات أخرى ، قد أكثَر بعض المنتسبين إلى ( حقل الدعوة ) منها إلى حدّ الإملال ، أشرت في الموضوع في لطائف ونكت إلى موقف أعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من التعصب المذهبي ، والفرق الكلامية وغيرها ..
و جواب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على دعوة الصلح التي أذاعها المولود الحافظي ، يعتبر وثيقة تاريخية وعلمية عزيزة في تحرير موقفها من الطرق الصوفية : هل كان لمساسها بالدين وقيمه أم لمساسها بقيم الوطنية وخدمتها لمصالح المستدمِر الفرنسي ، وإن كان الثاني حق لا مرية فيه ! إلا أن الأول هو الأصل الذي قام عليه منهجها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ورغم ضعف الإهتمام بمثل هذه الموضوعات ـــ كما هو الحال في هذه المشاركة ـــ ، إلا أن هذا لن يثنينا إن شاء الله على نشر ما تقع عليه أعيننا مما نعتقد أنه نافعٌ للأمة في دينها ، واصلٌ لآخرها بأولها والله المستعان .

ودونكم هذا المقال للعلامة عبد الحميد ابن باديس رحمه الله حول العليوية ، بمناسبة الإشهار له وتبجيله من قِبل دعاة السوء ، كفى الله هذا البلد شرهم وشرورهم .


العليوية بالجزائر أخت القاديانية بالهند
وشبه الشيء منجذب إليه...( 1 )


عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه **** فكل قرين بالمقارن يقتدي

بقلم الإمام العلامة :
عبد الحميد بن باديس الجزائري رحمه الله

شر الطوائف التي أصيب بها الإسلام من أوائل نهضته هي طائفة الباطنية الملاحدة الذين جاؤوا المجوسية والهندية وحملوا عليها مقتطعات من الآيات والأحاديث حملا تتبرأ منه العربية التي هي لغة القرآن وصاحب القرآن، وفهموا من تلك المقتطعات - بزعمهم- ما هو مضاد تمام المضادة لما فهمه أهل القرن الأول من الصحابة وهم العرب الأقحاح، والفقهاء الأبرار؛ والأتقياء الأطهار؛ الذين اختارهم الله لصحبة نبيه عليه السلام، ونقل دينه، ونشره بين الأمم بالقول والعمل. وتعاملوا عن مأخذ تلك المقتطعات من سوابقها ولواحقها، وما طفحت به الشريعة من كثرة النصوص المحكمات؛ فظلوا وألحدوا في ذلك الحمل؛ وذلك الفهم، وهذا الإقتطاع. وزادوا إلى هذا كله ما جاؤوا من عند أنفسهم من كلمات باطلة نسبوها إلى النبي عليه الصلاة والسلام. ثم عملوا لترويج هذا الكفر والأنكر والتزوير الأقذر بالتظاهر بسمة الصلاح والزهد والدعوة إلى الخير ونشر الإسلام، فراجت دعوتهم على العامة وعلى كثير ممن يعدون من الخاصة ولم ينج من فتنتهم إلا الفقهاء بالسنة، والبصراء بأحوال العمران، والمتمسكون بهدي السلف في فهم النصوص والعمل بها.

وشر ما جاءت به هذه الطائفة من عقائدها الزائفة هي عقيدة حلول الخالق في المخلوق ووحدة الوجود وإنه ما ثم إلا شيء واحد هذه المرئيات مظاهره؛ فلا خالق في الحقيقة - عندهم- ولا مخلوق؛ ولا رب ولا مربوب، ولا عابد ولا معبود، وهنا يسقطون التكاليف ويخلعون ربقة التشريع ولا يبقى -عندهم- معنى للدين.

وهذا عند كل مسلم – بأدنى تأمل- من الكفر الصراح، المنافي للقطعيات الضروريات.

وهم لو ابتدؤوا دعوتهم بهذا التصريح لقابلتهم عامة المسلمين بالسخرية والإعراض؛ بل ربما التهم بالضرب والتقتيل. ولكنهم لخبثهم ودهائهم يبتدئون دعوتهم بتلقين سري... وحث على العبادة ومشاهدة الله! ثم بالرقص الذي تتهيج فيه الأعصاب وينفتح فيه الخيال ثم بالخلوة والجوع والسهر فيها حتى تتغلب عليه سوداؤه ويستولي على عقله وهمه وخياله فيخرج وهو يقول: إنه لا يشهد إلا الله، وإنه ما في الكون إلا الله، وإن الله هو، وإنه هو الله، إلى هذيانات لا تقبلها ملة ولا يصدقها عقل؛ غير ملة الحلولية وعقل من قضى مدة تحت تأثير الأوهام والمخدرات.

هذه هي النحلة الحلولية التي جاء بها ابن عليوة ينشرها بين المسلمين بديوانه، وهذه هي النحلة التي جاءت ورقة الحلوليين للدفاع عنها. ولقد اختارت – كما هي سنة الباطنية الحلولية من قديم- التستر باسم التصوف والتمويه بالدفاع عنه لتغر العامة الجاهلين وتستهوي أفئدة الطلبة الجامدين.

ولقد كان في ديوان الضلال كفاية للدلالة على باطن هذه الطائفة وسواء قصدها. غير ما أبانه الكتاب من قبائحها وسوء قصدها. غير ما أبانه الكتاب من قبائحها وفضائحها. لكن الله تعالى أراد أن يفضحها فضيحة من عنده على لسان جريدتها (1) فنشرت في عددها الثامن عشر رسالة جاءت إلى مديرها من معتمد الجمعية القاديانية بالهند تلك الجمعية التي تنتمي إلى غلام أحمد الذي ادعى أنه هو المسيح المنتظر وأن الوحي نزل عليه بذلك، وتناول القرآن بالتأويل الباطل والتحريف الجاهل مثل فعل ابن عليوة في تفسير سورة النجم وغيرها.
أرسل معتمد هذه الطريقة رسالته مبتهجا بتلك الجريدة؛ ونشرتها تلك الجريدة الحلولية في صدرها مبتهجة بها؛ فتعانقت الأختان؛ واتحدت الطريقتان. وما بقي علينا إلا أن نعرف المسلمين بضلال هذه الطريقة القاديانية الضالة:

- أولا: ليعلم بالقطع ضلال العليوية أختها المبتهجة بها لأن الضال لا يلتصق إلا بمثله والشكل لا يحن إلا إلى شكله.
- وثانيا: ليحذر إخواننا الجزائريون من غائلة القاديانية التي أرادت أن تتخذ جريدة العليويين الحلوليين ركوبة لها تنشر عليها ضلالاتها في القطر الجزائري وموعدنا بذلك الأعداد الآتية والله المستعان.(2)

******

(1) هي جريدة " البلاغ ".
(2) انظر جريدة " الشهاب ": العدد (97) : الصادر بتاريخ الخميس 17 ذي القعدة 1345 ه / 20 ماي 1927 م
ـــ منقولة من مشاركة أحد إخواننا الأفاضل ـــ


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 17 Oct 2011 الساعة 11:57 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 Oct 2011, 11:58 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا على حرصك

و بارك الله فيك على هذه الغوالي العوالي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 Oct 2011, 09:42 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاذ محمد مرابط مشاهدة المشاركة

جزاك الله خيرا على حرصك


و بارك الله فيك على هذه الغوالي العوالي



أخي الفاضل ، محمد حفظه الله :
وجزاكم الله خير الجزاء على تثبيت الموضوع ، وهذا الظن بكم يا أهل (التصفية والتربية).
أكرر شكري لكم على تشجيعكم لنا على مواصلة المسيرة، أسأل الله أن يمدنا بعونه .



محبكم أبو معاوية .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري ; 17 Oct 2011 الساعة 10:18 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 Oct 2011, 02:51 PM
شمس الدين حماش شمس الدين حماش غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 196
افتراضي

بارك الله فيك يا أبا معاوية على هذا الطرح الرائق والأسلوب الأدبي الفائق
لو تثبتت في كلامك حول قراءة ورش والمذهب المالكي،فلعل فيه من المزايدة

التعديل الأخير تم بواسطة شمس الدين حماش ; 21 Oct 2011 الساعة 12:11 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, الباطنية, الجمعية, دعوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013