منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 19 Mar 2016, 11:38 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رفع البلوى بترك الشكوى / الحلقة الرابعة من سلسلة: (عيش الرجال)




عيش الرجال
-الحلقة الرابعة-





لقد اطمأنت نفوس الرجال، واستكانت قلوبهم، وصمتت أفواههم، ورضوا بقضاء الله وكتابه، وما قُدر لهم من عيش، عندما علموا أن قبورا سيأوون إليها بعد ساعات خاطفة ستنقضي، تُفضي بهم إلى حقائق البرزخ، فإما جنان مُعجّلة أَطيابها، وإما جهنم موقدة نيرانها.
لقد فكّر الرجال طويلا في زلزلة الساعة وأدركوا أن وقعها شديد على النفوس، فاستصغروا زلازل المصائب والمحن التي تمرّ عليهم في هذه الدنيا الفانية، لم يغب عنهم سَكَرالقيامة وأهوالها، فنبذوا سكر الحياة وأحزانها ، وثبتوا على قدم التقوى، {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} [الحج: 2].
تفطّن الرجال لحبال الدنيا ومكائدها، وعلموا أن ما نزل بهم من ضيق وما فجعوا به من بلاء إنما هو امتحان مُقدّم على امتحان القبور، وطليعة تسبق اختبار الآخرة، فاستراحت نفوسهم وأنزلوا شكواهم بربّهم، وتوجهوا بأفئدتهم إلى خالقهم، وطَلَّقوا الشكوى طلاقا بائنا، وسعدوا بالأنس بالله سبحانه، بعدما أيقنوا أنه سبحانه هو المتصرف في أحوالهم، والمقدّر لحركاتهم، فنطقت قلوبهم بكتاب الله قبل ألسنتهم، وردّدوا بأعمالهم ومواقفهم قول الله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون } [التوبة:51]. وقوله تعالى: { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم} [يونس - 107].
فليس من المستغرب أن يعيش الواحد منهم دهرا حتى تقبض أنفاسه وهو صابر محتسب لا يُسمع له أنين، ولا يُلتمس منه يأس، يفوح لسانه بطيب الحمد، وعين فؤاده ترمش بالرضا واليقين، فهو عبدٌ لله في كل أحواله، ومسلمٌ على الحقيقة في جميع شؤونه، كلّما ارتمى عليه بلاء دفعه بكلام مولاه {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين (155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (157) } [البقرة].
أعمل الرجال عقولهم فقالوا: كيف نشكوا سيّدنا إلى عبيده؟! وهو خالق الدنيا وما حوته، ومالك الآخرة ، وإليه يرجع الأمر كلّه، وكيف نكشف مستور النفوس لمن وصفه السيد بالجهل والعجلة والظلم والكفر، والبخل، إنّها الفضيحة التي تَسقط لهولها قامات الرجال.
كيف لا؟! وأسعد ما يكون الرجال يوم امتحانهم! لعلمهم أن بالبلاء ستصفو لهم أرض المحشر، وتتجلى أمامهم مناشير الفوز بجنات عدن! فعنهم تحدث رسول الله وبصفاتهم أخبر فقال: «إن كان أحدهم ليُبتلى بالفقر، حتى ما يجد أحدُهم إلا العباءة يُحَوِّبها، وإن كان أحدهم لَيَفْرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء»([1]).
لقد أدرك الرجال أن جوهر الغايات التي تصبوا إليها أفئدتهم، هو رضا الله الذي سيمنحهم يوم الآزفة -إذا هم أدركوه- نظرة إلى وجهه الكريم، فنظروا إلى نصوص الشرع، وأمعنوا بثاقب فكرهم في سنن الله الكونية، فوجدوا أن الله قد يكتب لهم رضاه بمجرد صبرهم على بليّة واحدة! قال النبي : «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط» ([2]).
إنّهم رجال قد فُطروا على كَتم أنفاسهم، وجُبلوا على عزّة لا يفهم كُنهَها إلاّ من اغترف من بحر الكرامة، وأيقنوا أن شكوى مُصابهم لبني جلدتهم لن يزيدهم إلا ذلاّ وصغارا، وأن رحمة الله أقرب إليهم من حبل الوريد! فلِمَ التوجُّه للظلوم الجهول؟!
علموا أن فيما يقابلهم من هموم الدنيا الأجر العظيم وتكفير السيئات، فإذا أصابهم همّ الفقر والحاجة، وإذا اغتموا من معضلات الأبناء والزوجات، وإذا أشغلهم التفكير في منغصات المعيشة، وإذا طارت عقلوهم من ألم المرض، سرعان ما تستقر قلوبهم بعد تفكير في موعود الله، فينقلب الضيق وقتها إلى سعة، ويتحول الترح إلى فرح، وتطيب نفوسهم، لمعرفتهم بما هم فيه من عبادة لا تقل شأنا عن سائر العبادات والفرائض، عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي قال: «ما يصيب المسلمَ، من نَصب ولا وَصب، ولا همٍّ ولا حَزَن ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكةِ يُشاكها، إلاّ كفَّر الله بها مِن خطاياه»([3]).
لم يترك الرجال هذه المعاني السامية تفلت منهم، -وحُقَّ لهم ذلك- فعظوا عليها بنواجذ الحزم والعزم، فهي روضة الجنان ليس العاقل من يفرط فيها، ويذهب يخبر عن أحواله لمن لا يملك له ضرا ولا نفعا. فأقبل الرجال الأخيار يشكون حالهم إلى من بيده مقاليد السموات والأرض، وهي أحوال المقرّبين من عباد الله الصالحين، وعوائد المتقين من أولياء الله المخلصين، يقول ابن القيم : «فإن شكا إليه سبحانه وتعالى لم يكن ذلك شكوى بل استعطاف وتملُّق واسترحام له، كقول أيوب (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)، وقول يعقوب: ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)، فالشكوى إلى الله سبحانه لا تنافي الصبر بوجه، فإن الله تعالى قال عن أيوب: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب)، مع إخباره عنه بالشكوى إليه في قوله (مسني الضر)، فالمنافي للصبر شكواه لا الشكوى إليه فالله يبتلي عبدَه ليسمع تضرعه ودعاءه والشكوى إليه، ولا يحبُّ التجلُّد عليه، وأحبُّ ما إليه انكسارُ قلبِ عبدِه بين يديه وتذلُّلُه له وإظهار ضعفه وفاقتِه وعجزه وقلةِ صبره» ([4]).
لقد نظر الرجال في أحوال البشر، فتلخص عندهم أن النّاس على ضربين: إما صديق يتوجَّع لمصابهم إن هم بثوا له أحزانهم، فأقصى ما يقدّمه هي دمعة رحمة تأنف نفوس الرجال من رؤيتها، سرعان ما تتحول تلك العين الدامعة إلى عين جافّة تستمد جفافها من نفس ملّت من نحيب الصاحب، والضرب الآخر: عدوّ يتشفى بمصابهم! وهي الفاجعة التي تُنغّص عليهم حياتهم، والبلوى التي تذهب عنهم لذة الدنيا، يقول الأحنف: شكوتُ إلى عمي صعصعة بن معاوية وجعاً في بطني فنهرني، ثم قال: «يا ابن أخي إذا نزل بك شيء فلا تَشْكُه إلى أحد فإنما الناسُ رجلان، صديقٌ تسوؤه، وعدوٌّ تسرُّه. والذي بك لا تشكُه إلى مخلوقٍ مثلك لا يَقْدُر على دفع مثله عن نفسه، ولكنَّ من ابتلاك هو قادرٌ أن يفرِّج عنك. يا ابن أخي إحدى عينيَّ هاتين ما أُبصر بها سهلاً ولا جبلاً من أربعين سنة وما أَطلعتُ على ذلك امرأتي ولا أحداً من أهلي»([5]).
إن ذروة سنام الرجولة أن تتساوى أحوال الرجال في الباطن والظاهر، فهم أبعد الناس تشبها بأصحاب الطرق الصوفية وأضرابهم ممن اشتهروا بالرياء والسمعة! فليسوا بأهل نفاق وتصنع، فصبرهم في الباطن أثمر تجلُّدا في الظاهر، انقطعت قلبوهم عن الشكوى قبل أن تنقطع عنها ألسنتهم، فكم من متظاهر بالصبر وقلبه ساخط على أقدار ربِّه، وكم من مظهر للعفّة ونفسه رادّة لقضاء الله. فما أشبه صبرهم بصبر الحمير! يقول سعيد بن جبير : «قد يجزع الرجل وهو يتجلَّد لا يُرى منه إلا الصبر»([6])، ويقول ابن القيم :«ليس الصبر بالتجلد وإنما هو حبس القلب عن التسخط على المقدور واللسان عن الشكوى فمن تجلد وقلبه ساخط على القدر فليس بصابر»([7]).

أخس أنواع الشكوى: الشكوى بلسان الحال!

لقد أمسك الرجال بزمام الصبر، وأوثقوا حباله، فلم يُفلتوا ركنا من أركانه ولم يضيعوا أدبا من آدابه، سكنت جوارحهم عن الشكوى كما سكنت ألسنتهم، فهم في هيئاتهم ومواقفهم صابرون لا يُهتدى لمصابهم، ولا يُعرف الحزن في وجوههم، تعلوا مُحياهم أنوار السعادة، وترتسم بقسمات وجوههم صور الراحة، ناقضوا بسلوكهم طريقة بعض العابثين بأخلاق الرجال ممن يهجر الشكوى بلسانه، ويطمئن لها بأحواله وحركاته، وتطرب نفسه إذا تفطن الناس لمواجعه، لعله يُرحم بعطائهم! يقول الإمام ابن القيم : «والشكوى نوعان: شكوى بلسان القال وشكوى بلسان الحال ولعلها أعظمها ولهذا أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم من أُنعِم عليه أن يظهر نعمة الله عليه وأعظم من ذلك من يشتكي ربه وهو بخير فهذا أمقت الخلق عند ربه»([8]).
أفلح الرجال فغنموا كنزا كريما من كنوز الرحمن! ظفروا بالصبر الذي يُثقل موازين المتقين يوم القيامة، إنه الصبر الذي أعطى الله من أجله الأجور من غير حساب، إنه الصبر الذي يضيء للمؤمن ظلمات الدنيا والآخرة، إنه الصبر الذي هو مصدر الاستكانة والتضرّع، إنه الصبر الذي دخل الملائكة على أهله في الجنة من كل باب فسلّموا وبشروا، إنه الصبر الذي يضع صاحبه بأعين الله، إنه الصبر الذي صلى الله على أهله ورحمهم وهداهم، إنه الصبر الذي وعد الله أصحابه بأن يكون معهم، إنه الصبر الذي أحب الله أهله، إنه الصبر الذي وصف الله أهله بالإحسان وأخبر أنه لن يضيع أجرهم، إنه الصبر الذي غفر الله لأهله ومنحهم الأجر الكبير والثواب العظيم، ورزقهم جنة وحريرا، إنه أوسع رزقٍ وخير عطاء، مُكفّر الخطايا، ورافع الدرجات، إنه الصبر الذي تشبّث الرجال بحبله المتين، ونظروا في أسراره البديعة وعلموا أن لُبّها هو ترك الشكوى، قال رويم: «الصبر ترك الشكوى»([9])، وقال أبو عبد الله المنبجي : «والمقصود أن كتمان المصيبة رأس الصبر»([10])، ويقول ابن تيمية : «والصبر الجميل تنافيه الشكوى إلى المخلوق لا إلى الخالق بل هي مطلوبة بإجماع المسلمين، قال الله تعالى: {فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون} [الأنعام: 42] ([11])
لقد بقيتُ برهة من الزمن أتعجب في وصايا السلف للمصاب: لا تشكوا ربك إلى الناس! لأنّه معنى عزيز شريف، وحقيقة لا مناص منها، فالشاكي -بلسان حاله- يقول لصاحبه: انظر ما فعل الله بي! سبحانه وتعالى عما يصفون.
وقد زاد عجبي عندما وجدت هذا المعنى قد نُصّ عليه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عطاء بن يسار؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين فقال: انظروا ما يقول لعُوَّاده؟ فإن هو إذا جاؤوه حمِد الله وأثنى عليه، رفعا ذلك إلى الله، وهو أعلمُ، فيقول: لِعبدي عليّ إن توفَّيُته أن أُدخله الجنة، وإن أنا شَفَيْته أن أُبْدله لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، وأن أكفّر عنه سيئاته»، وفي رواية أبي هريرة : «إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده» ([12]) ، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول: «ما ابْتَلى اللهُ عبدا ببلاء وهو على طريقةٍ يَكرَهها؛ إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة وطهورا ما لم يُنزِل ما أصابه من البلاء بغير الله، أو يدعو غير الله في كشفه»([13]).
إن حسن اتباع الرجال لأسلافهم جعلهم يقتفون آثارهم شبرا بشر وذراعا بذراع! ولم يقتصروا على شكليات ظاهرة، يقول ابن الجوزي : «وقد كان السلف يكرهون الشكوى إلى الخلق والشكوى وإن كان فيها راحة إلا أنها تدل على ضعف وذل، والصبر عنها دليل على قوة وعزّ، ثم إنها إشاعة سر الله تعالى عند العبد، وهو تُورِّث شماتة الأعداء ورحمة الأصدقاء، قال الشاعر:
لا تشكون إلى صديق حالة ........... فاتتك في السراء والضراء
فلِرحمة المتوجعين مضاضة.............في القلب مثل شماتة الأعداء» ([14]).
إنه الإيمان بموعود الله وصدق التعلُّق بأرحم الراحمين بعث في أفئدة الرجال من نسائم الثبات ما جعلهم يعيشون عيشا حميدا، ويسعدون بحياة طيّبة، فلم يأسوا على ما فاتهم من حطام الدنيا وزخرفها، ولم يميلوا لأبناء الفانية عندما رقصوا أمامهم على ركح الملذات، فكهف القضاء آواهم، وسقف القدر أظلهم، {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور} [الحديد: 22 - 23].
يزداد إيمان الفحول بالبلاء، ويقوى يقينهم بالهموم والأحزان، مصداقا لقول الباري جل في علاه: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه} قال علقمة : «هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيُسلّم ذلك ويرضى» ([15])، نعم يُسلِّم لربّه ولا يشتكي لخلقه! فمن كان هذا حاله لا شك أنه سيُلامس مراتب الإحسان والإيمان، لأن مدخله في المصيبة غير مخرجه! فهو فائز في الامتحان، وشأن الفائز أن يبتهج ويخرج من غمٍّ الاختبار إلى راحة وسعة المكافأة، يقول رسول الله: «إن الله عزّ وجل يقول: إني إذا ابْتَليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدَني على ما ابتَليتُه، فإنه يقوم من مَضْجعه ذلك كيوم ولدته أمُّه من الخطايا، ويقول الربُّ عزّ وجل: أنا قيَّدتُ عَبدي هذا وابتَليْته، فأَجْروا له كما كُنتم تُجرُون له وهو صحيح» ([16]).
الله أكبر! إنها كرامات الله: يَخرج كيوم ولدته أمّه! فَبِربّك! أيّ معنى للشكوى وأية فائدة يُحصّلها العاقل من بثّها على مسامع الذي لا يرحم؟! اللّهم إلاّ الخسران المبين في الدنيا والآخرة.
ومن خصائص هذا الكنز الكريم أنّ الله يحث عباده عليه ثم يعينهم على نيل جواهره! فالرجال قصدوا البيوت من أبوابها ودعوا الله أن يرزقهم الصبر في دنياهم، فأجابهم ربهم وصبّرهم وثبتهم عليه، فله الحمد أولا وآخرا باطنا وظاهرا لا إله إلا هو سبحانه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «من يَسْتَعْفِف يُعِفَّه الله، ومن يَستَغْن يُغْنِه الله، ومن يتصبَّر يُصبِّره الله، وما أُعْطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر» ([17]).
عن محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده - وكان لجدِّه صحبة - أنه خرج زائرا لرجل من إخوانه، فبلغه شكاته، قال: فدخل عليه فقال: أتيتك زائرا عائدا ومُبشّرا! قال: كيف جمعت هذا كله؟ قال: خرجت وأنا أريد زيارتك، فبلغني شكاتك، فكانت عيادة، وأبشرك بشيء سمعته من رسول الله قال: «إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده، ثم صبّره حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له منه» ([18]). نعم! ومن يتصبَّر يُصبِّره الله، ومن أراد الله به خيرا صَبّره حتى يبلغه المنزلة!!
من أجل هذه المنازل حمل الرجال أنفسهم البشرية على الصبر وصدقوا في نياتهم فأعانهم الله وسهل عليهم قطع بحار الفتن، وأيدهم بنصره وأخرجهم من ظلمات المحن إلى نور الرضى بقضائه، وضياء الصبر على قدره.
إنه الصبر الذي سَيحسُدهم عليه أهل العافية يوم لا ينفع ندم:
عن جابر قال: قال رسول الله : «يَوَدُّ أهل العافية يوم القيامة، حين يُعطى أهل البلاء الثواب؛ لو أن جلودهم كانت قُرضت بالمقاريض» ([19]).
إنه الصبر الذي سيخلّصهم من ذنوبهم:
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة» ([20]).
إنه الصبر الذي سيعوض لهم ما يفوتهم من الصالحات:
عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله : «إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مُقيما صحيحا»([21]).
إنه الصبر الذي يُجزون به على سيئاتهم في الدنيا قبل الآخرة:
عن أبي هريرة قال: لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله : «قاربوا وسددوا، ففي كل ما يُصاب به المسلم كفارة، حتى النَّكبة يَنْكُبها، أو الشوكة يُشاكها»([22])، وفي رواية أبي بكر : «غفر الله لك يا أبا بكر! ألستَ تمرضُ؟ ألستَ تحزن؟ ألست تُصيبك اللَّأواء؟. قال: قلت: بلى. قال: "هو ما تُجْزَون به»([23]).
إنه الصبر الذي يفرق بين المؤمن والمنافق:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: «مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تُميلُه، ولا يزال المؤمن يُصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأَرْزِ، لا تهتزُّ حتى تُسْتَحصَد» ([24]).
إنه الصبر الذي يدلّ على محبة الله لصاحبه:
عن قتادة بن النعمان، أن رسول الله قال: «إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظَلُّ أحدكم يحمي سَقِيمه الماء» ([25]).
إنه الصبر الذي يترك صاحبه يمشي وليس عليه خطيئة:
عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال: «الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صُلْبا اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رِقَّة ابتُلي على قدر دينه، فما يَبرَحُ البلاء بالعبد حتى يترُكَه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة» ([26]).
رجال عرفوا أسرار الصبر، فوقَّعوا على صحائفه توقيع الأوفياء، وتعاهدوا على بذل النفس دون التفريط في تلك المواثيق الغليظة، ووطَّنوا أنفسهم في صفوف المعارك الأولى بسلاح الاسترجاع الذي منحهم الله إياه، وخصّهم به عن سائر الأمم، {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} [البقرة]، عن سعيد بن جبير قال: «لم تُعط أمّة من الأمم من الاسترجاع ما أعطيته هذه الأمة, ولو أعطيها أحد لأعطيها يعقوب حين قال: {يا أسفى على يوسف} [يوسف: 84]» ([27]).
قال أبو عبد الله المنبجي عن قيمة الاسترجاع: «فإنها من أبلغ علاج المصائب وأنفعه للعبد في عاجله وآجله، فإنها تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما وتسلى عن مصيبته.
أحد الأصلين: أن يتحقق العبد أن نفسه وأهله وماله وولده ملك لله عز وجل حقيقةً، وقد جعله الله عند العبد عارية، فإذا أخذه منه فهو كالمعير يأخذ عاريته من المستعير، وأيضاً: فإنه محفوف بعدمين عدم قبله وعدم بعده، وملك العبد له متعة معارة في زمن يسير، وأيضاً: فإنه ليس هو الذي أوجده من عدم، حتى يكون ملكه حقيقةً ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده فليس له فيه تأثير ولا ملك حقيقي.
وأيضاً فإنه متصرف فيه بالأمر، تصرف العبد المأمور المنهي، لا تصرف الملاك، ولهذا لا يباح له من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي.
والثاني: أن مصير العبد ومرجعه الى الله مولاه الحق، ولابد أن يخلف الدنيا وراء ظهره، ويأتي ربه يوم القيامة فرداً، كما خلقه أول مرة، بلا أهل ولا مال ولا عشيرة، ولكن يأتيه بالحسنات والسيئات.
فإذا كانت هذه بداية العبد وما خوله، ونهايته وحاله فيه فكيف يفرح العبد بولد أو مال أو غير ذلك من متاع الدنيا؟ أم كيف يأسى على مفقود؟ ففكرة العبد في بدايته ونهايته من أعظم علاج المصائب»([28]).
نعم صدق والله –طيب الله ثراه-! كيف يأسى على مفقود ولعل أكفانه قد نُسجت! ولعل قبره قد حفر وهو لا يدري!
وأخيرا –عباد الله-:
إذا تحدث الناس عن الرجال، فلا شك أنهم يقصدون من ذكرهم الله سبحانه في قوله {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (23) ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما (24)}
فأسمى صفاتهم، وأبرز خصالهم {وما بدلوا تبديلا}، فهي غرّة الفروق بينهم وبين أهل الدنيا من الفجار والمنافقين، فحالهم ثابت هادئ، يمشون في الدنيا في صمت ويخرجون منها في صمت، قطعوا الحياة بقلوب صابرة محتسبة، وولجوا الآخرة قبل أن تقام، الناس في هول المصائب يفزعون لبعضهم البعض، وهم يرقبون النفخ في الصور لنيل الجوائز.
لا يُزعجهم ألا يسأل عنهم أقرب الخلق إليهم، أما البعيد عنهم فلا ينتبهون لذلك أصلا!! فهِمَّتهم لامست الغمام، ورسموا قاعدة لم يحيدوا عنها قيد أنملة: {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون} [التوبة:59].
أقام الله بهم الحجة على خلقه، وجعلهم آية وعبرة للمهزوزين وضعاف النفوس، من تمعن في أحوالهم المعيشية لا يرى كبير متاع، ولا وفرة مال! لكن { يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا}. فـ(سبحان من كَمَّن جواهر الرجال في هذه الأجساد، ثم أظهرها بابتلائه ليعطيَ عليها جزيل ثوابه، ويجعلها حجة على بقية عباده) ([29]).
أخي المصاب:
اعلم أن الله ميّزك عن باقي العباد بمفاتيح الجنان التي منحك إيّاها، فإياك أن تطرحها أرضا، وتكون ممن استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، ولا تظنن بربك ظن السوء. واحذر مقولة إبليس التي يلقي بها في مسامع المُتسخّطين، وإياك أن تعتقد أن الله أهانك حينما ابتلاك، فقد أجاب رب العزة والجلال عن هذا الإفك المبين، فقال سبحانه: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن * كلا}[الفجر:15-17]] .
اطمئن أيها المُبتلى، وكن على يقين بأن ما يجري عليك من محن هي مبشرات لك بين يدي نعيم الله الأبدي، فلا تجزع ولا تكشف ما بك للناس فهو سرّ بينك وبين ربّك! محروم –والله- من أفشاه، ولن يحصد منه إلا الندم.
وذو الكرامة يُدرك مغزى المقالة
والحمد لله رب العالمين
أبو معاذ محمد مرابط
صبيحة السبت: 10 جمادى الآخرة 1437
الجزائر العاصمة



الهامش:
([1]) (رواه ابن ماجه 4024 وغيره، وصحّحه الألباني في الصحيحة: 144).
([2]) (رواه الترمذي في سننه 2398 وغيره، وصحّحه الألباني في الصحيحة: 146).
([3]) (البخاري:5641).
([4]) ( بتصرف من كتاب الروح ص: 718-723 ط. المجمع).
([5]) (الشكوى والعتاب للثعالبي صفحة: 18 ط. التراث العربي).
([6]) (تفسير ابن أبي حاتم 1/102 ط. الباز)
([7]) (عدة الصابرين 184 ط. المجمع).
([8]) (عدة الصابرين 525-526 ط. المجمع).
([9]) (شعب الإيمان للبيهقي 9607 ط. الرشد).
([10]) (تسلية أهل المصائب ص: 151).
([11]) (الفتاوى الكبرى 5/359 ط. الكتب العلمية).
([12])(صحيح الترغيب والترهيب: 3/338 -340)
([13]) (صحيح الترغيب والترهيب: 3/329).
([14]) (الثبات عند الممات ص: 55 ط. الكتب الثقافية).
([15]) (تفسير الطبري 23 /12 ط هجر).
([16]) رواه (أحمد:17118) وحسنّه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب: 3/337).
([17]) (البخاري: 1469ومسلم: 1053).
([18]) (رواه أبوداود وغيره، وصحّحه الألباني في الصحيحة 2599).
([19]) رواه (الترمذي: 2402) وحسنه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب: 3/330).
([20]) (رواه الترمذي 2399 وغيره، وصحّحه الألباني في الصحيحة 2280)
([21])(رواه البخاري:2996 ).
([22]) (رواه مسلم: 2574)
([23]) ذكرها ابن حبّان في (صحيحه:2910) وصححها الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب: 3/339).
([24]) (رواه البخاري: 5643 ومسلم:2809 ، واللفظ له).
([25]) (رواه الترمذي 3036 وغيره، وصحّحه الألباني في صحيح الجامع: 282).
([26]) (رواه الترمذي 3712 وغيره، وصحّحه الألباني في الصحيحة: 143).
([27]) (اعتلال القلوب للخرائطي 1/ 318 ط. الباز).
([28]) (تسلية أهل المصائب صفحة: 6)
([29]) مقتبس من كلام ابن عقيل الحنبلي رحمه الله كم في (الآداب الشرعية 3/ 187).


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 27 Mar 2016 الساعة 05:23 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 Mar 2016, 11:43 AM
أبو مالك أبو بكر حشمان أبو مالك أبو بكر حشمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
إرسال رسالة عبر ICQ إلى أبو مالك أبو بكر حشمان
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي محمد على مقالك وجعله في ميزان حسناتك.
وحفظك الله لنا ناصحا رؤوفا بإخوانك .
ويسر الله لك إتمام هذه الحلقات ونفعل الله بها وجعلها نورا يستضاء بها.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 Mar 2016, 11:59 AM
أبو الأشبال الأثري عبد الحكيم أبو الأشبال الأثري عبد الحكيم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 46
افتراضي

كلام يداوي النفوس و يواسي اليؤوس ،رحم الله ابن حزم قال : إذا نام الإنسان خرج عن الدنيا، ونسي كل سرور وكل حزن؛ فلو رتب نفسه في يقظته على ذلك - أيضاً - لسعد السعادة التامة. مداواة النفوس ص20
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 Mar 2016, 12:37 PM
أبو عمر محمد أبو عمر محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 176
افتراضي

جزاكم الله خيراً
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 Mar 2016, 01:17 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

بارك الله فيكم أبا معاذ ونفع بكم

وزادكم من فضله

ما أحوجنا إلى مثل هذه المقالات المتميزة في طرحها وأسلوبها, وأعظم من ذلك في موضوعها.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 Mar 2016, 02:30 PM
اسماعيل بلخيري اسماعيل بلخيري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 30
افتراضي

نفع الله بك و سلّمك من كل مكروه, كثيرا ما كنت أعود للنظر في الحلقات الثلاث الأولى لإعجابي بها أيما إعجاب, مرددا في نفسي أن عيش الرجال لا ينبغي أن ينتهي في ثلاث مقالات, فوفقك الله أن أتحفتنا برابعة على نسق أخواتها و بدرجتهن في الحسن و إصابة المقصود , فأدامك الله نافعا لإخوانك , مذكرا لهم , ناصحا و موجها .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 Mar 2016, 04:51 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي

سلمت يداك اخونا الغالي أبو معاذ ووفقك لما يحبه ويرضاه وثبتنا وإياك على الهدى
حقيق ان تذكر إخوانك بما يوقظ أنفسهم من سباة عميق وقد صارت الدنيا همٌٌ لكل احد .
أني ابتليت ب أربع يرموننــــــي *** بسهام قوس قطعت أحشائي
إبليس والدنيــا ونفسي والهوى *** كيف النجاة وكلهم اعدائي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 Mar 2016, 09:59 PM
شعبان معتوق شعبان معتوق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: تيزي وزو / معاتقة.
المشاركات: 331
افتراضي

عيش الرجال، فرحنا جدًّا بهذه المقالة أخي الفاضل محمد، حفظك الله و بارك فيك و أدامك الله نافعا لإخوانك.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 Mar 2016, 10:56 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

أتحفتنا أخي محمد برابع مقال من عيش الرجال .
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك .
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى : قوله تعالى : فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا ...
بين تعالى أنه يعطي ويمسك ابتلاء للعبد .
وقوله تعالى : كلا ، وهي كلمة زجر وردع ، وبيان أن المعنى لا كما قلتم ، فيه تعديل لمفاهيم الكفار ; بأن العطاء والمنع لا عن إكرام ولا لإهانة ، ولكنه ابتلاء ، كما في قوله تعالى : كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة .
وقوله : واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة .[تفسير أضواء البيان ]
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 Mar 2016, 08:56 AM
إلياس عطية إلياس عطية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 22
افتراضي

بارك الله فيك أخي الحبيب أبا معاذ ونفع بك وزادك من فضله
ويسر الله لك إتمام هذه الحلقات ونفعل الله بها .
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 Mar 2016, 11:31 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أبا معاذٍ على المقالة المسدَّدة، بما اشتملت عليه من المعاني العالية، والأخلاق الفاضلة.
أسأل الله تعالى أن يزيدك سدادًا وتوفيقًا، ويرزقنا العمل بما ذكرته من أخلاق الماضين.
اللَّهم هُداك.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 20 Mar 2016, 01:02 PM
أبو الرميصاء مصطفى قلي أبو الرميصاء مصطفى قلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 56
افتراضي

جزاك الله خيراَ أبا معاذ على المقالات النافعة السديدة والنصائح الغالية الرشيدة والتي حوت سيرة الرجال الصادقين المخلصين في حبهم لربهم و الذين عرفوا وعايشوا وحملوا هموم الأخوة الصادقة وعلموا أن الدنيا عما قريب فانية فتمسكوا بما ينجوا به العبد يوم المعاد

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الرميصاء مصطفى قلي ; 20 Mar 2016 الساعة 10:22 PM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 20 Mar 2016, 05:19 PM
أبو محمد سفيان أبو محمد سفيان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: سطيف الجزائر
المشاركات: 100
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 20 Mar 2016, 09:48 PM
عبد الله سنيقرة عبد الله سنيقرة غير متواجد حالياً
عفا الله عنه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 268
افتراضي

بورك فيك أيها الفاضل
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 20 Mar 2016, 10:15 PM
أبو عبد الرحمن عبد القادر أبو عبد الرحمن عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 46
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن عبد القادر
افتراضي

بارك الله فيك ونفع بك و زادك علما وحرصا
والله إنها لكلمات تلج قلب المهموم من دون استئذان، قد أجدت في انتقائها من الكتاب و السنة و كلام السلف الصالح، فلا فض فوك أخانا الفاضل
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013