ابن النّبيه يبطل ادّعاء الحريري

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

سمع القاضي أبو الحسن علي بن رجاء بن زهير ابن علي البطائحي ، شيخه أبا عبد الله بن النبيه ، ينشد لنفسه معرضا للحريري في بيتيه اللذين يزعم أنهما لا يعزوان إليهما ثالثا ، و هما قوله :
سِمْ سِـــــــمَةً يُحْمَدُ آثَارُهَا ***** و اشْكُرْ لِمَنْ أَعْطَى وَ لَوْ سِمْسِمَه
و المَكْرَ مَهْمَا اسْتَطَعْتَ لَا تَأْتِهِ ***** لِتَقْتَنِي السُّؤْدُدَ وَ المَكْــــرُمَه
فقال ابن النبيه :
مَا الأَمَةُ الوَكْسَاءُ بَيْنَ الوَرَى ***** أَحْسَــــنَ مِنْ حُرٍّ أَتَى مَلْأََمَه
فََمَهْ إِذَا اسْتَجْدَيْتَ عَنْ قَوْلِ لَا ***** فَالحُــــرُّ لَا يَمْـلَأُ مِنْــهَا فَمَه


البداية و النهاية لابن كثير ( 13 / 17 )

[أبوياسر عبدالحق الجزائري]

بارك الله فيك

قد قال بعضهم في هذا الأسلوب _وإن كان الجناسُ في بيتين لا في بيتٍ واحد_:

كتبتُ إليه أستهدي وصالاً *** فعلَّلَني بوعدٍ في الجوابِ
ألا ليت الجواب يكونُ خيرًا *** فيطفئَ ما أحاطَ من الجَوى بي

وقال آخر:
لم يكفكُم أخذُ قلبِه سلبًا *** حتى أخذتُم عن طرفِهِ وَسَنَهْ
كم ليلةٍ بات للغرامِ وكمْ *** يومٍ وشهرٍ ما نامهُ و سنه

وقال آخر:
مواعيده بالوصل أحلامُ نائمٍ *** أُشبّهُها بالقَفرِ أو بسَرابِهِ
فمَن لي بوجهٍ لو تَحيَّرَ في الدُّجى *** أخو سَفَرٍ في جُنحِ ليلٍ : سَرَى بهِ

وغير ذلك كثير