منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 Aug 2015, 11:10 AM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي [متجددة بإذن الله]: فوائد من شرح كتاب «مرحباً يا طالب العلم» للشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجميعن
أمابعد:

فهذه فوائد من شرح كتاب «مرحباً يا طالب العلم»
لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه ووفقه
[متجددة بإذن الله]
الشارح : الشيخ أسامة بن سعود العمري حفظه الله تعالى.


ملاحظة: الفوائد في الأصل من سلسلة تتضمن ثلاثة عشر (13) درسا صوتيا معروضة الى
غاية تاريخ اليوم بموقع ميراث الأنبياء وفق الله القائمين عليه وجزاهم عن الاسلام وعنا خيرا
ولمن أراد من اخوتي الافاضل الاستماع اليها والانتفاع بها لما لها من اهمية كبيرة
يجدها من هنا بإذن الله :
http://ar.miraath.net/book/10117


الفوائد مرتبة و مدرجة بالتسلسل ابتداءا من الدرس الأول بوضع فوائد كل درس
في مشاركة جديدة تاركا زمنا كافيا بين المشاركات للاطلاع و الاستفادة
انقلها و ارتبها و اقدمها بفضل الله الى اخوتي سائلا اياه سبحانه وتعالى
أن يجعل نقلي لها لاخوتي عملا صالحاً، ولوجهه خالصا، وأن لا يجعل لنفسي ولا لأحد سواه فيها حظاً
و ان ينفعني وإخواني بها إنه سميع مجيب.


== نبدأ على بركة الله ==
فوائد من الدرس 01

☆ ليست التلمذة دليل على العصمة ☆
ليست التلمذة دليل على العصمة؛ وإنّما الأمر الذي يزكَّى به الإنسان هو ثباته على منهج السلف الصالح، وكونه من طلاب أهل العلم هذا يزيد الطالب نورًا
كون الإنسان تلميذًا لأهل السنة وتلميذًا لأهل العلم وتلميذًا للعلماء الكبار فهذا هو شرفٌ للطالب، ولكن هذا لا ندعي أن يكون هذا الطالب معصومًا.


☆ مرحبا بطالب العلم ☆
معنى مرحبًا أي صادفت رحبًا أو لقيت رحبا وسعة وقيل: رحب الله بك ترحيبًا، فيكون من قبيل أنه التهنئة والاحتفاء بك رحب الله بك ترحيبًا
وكذلك من قبيل السَّعة والرحابة إما رحابة الصدر أو رحابة المكان.


☆ باتباعك للكتاب والسنة على فهم سلف الأمة تُخرج النّاس من الظلمات إلى النور ☆
فمن أراد في دعوته أن يُخرج الناس من الظُلمات إلى النور، من ظُلمات الشرك والبدعة والفسوق والعصيان والكبائر إلى النور؛ نور التوحيد، نور السُنَّة
نور الطاعة، نور الحسنات، فليكن ذلك باتباعه للكتابِ والسُنَّة على فهم سلف الأمة ولا يكونُ ذلك إلا بتعلمهِ الكتابِ والسُنَّة، ففاقد الشيء لا يُعطيه.


☆ كتاب الله والسنّة النبوية جاءت بكل خير ☆
فكتاب الله والسُنَّة النبوية جاءت بكل خير، فعلى طُلاب العلم أن يستزيدوا من هذا الخير، فليس الأمر أن نكون بعيدين عن كتاب الله
وعن سُنَّة رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه-ولكن الموفق الذي قد وفقه الله هو الذي يأخذُ بكتابِ الله وبسُنَّةِ رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه-
على فهم سلفِ الأمة، فمَنْ كان كذلك فقد امتَنَّ الله عليه وأصبح هذا من فضل الله -سُبحانه وتعالى -عليه.


☆ مفتاح المزيد شُكر الله –عزّ وجل- ☆
قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومفتاح المزيدِ شُكرُ الله -عزَّ وجل-"، فمَنْ أراد النعَم في هذا العلم فليستكثر منه، وليشكر الله
-سُبحانه وتعالى- عليه، وبإذن الله الله -سبحانه وتعالى- سيزيده من هذه النعم التي هي العلم، فمن كان طالب علم فليشكر الله على هذه المِنَّة
وسيزيده الله -عز وجل-من هذه النعمة، وشكر الله على النعم ليس بالقول فقط بل بالقلب وبالقول وبالعمل .

☆ محمد صلى الله عليه وسلم- نَعَشَ هذه الأمة ☆
محمد -صلى الله عليه وسلم- نَعَشَ هذه الأمة وكانت أمة جاهلة، أمة في حكم المَوَاتِ فنعشهم الله بالإسلام؛ دين العلم
وبمحمد -عليه الصلاة والسلام-، وأشاد الله بالعلماء في آياته المحكمة وأشاد بهم الرسول الله الكريم -عليه الصلاة والسلام لعظيم فضلهم.


☆ معاندة أعداء الله للتوحيد ☆
يا طالب العلم يا من تعلم التوحيد إن دعوت إلى التوحيد، وكنت على نهج المرسلين في هذا الباب فستصاب كما أصيب
الأنبياء بأن هناك من سوف يعاندك في هذا الباب.

☆ توحيد المرسلين وتوحيد أهل السنة والجماعة ☆
تسمع بعض الخطباء يخطبون في خطبهم ولا يخرجون عن توحيد الربوبية أبدًا؛ وذلك لأنهم لم يطلبوا العلم الصحيح
لذلك لا يعرفون من التوحيد إلا توحيد الربوبية، وهذا التوحيد هو توحيد المتكلمين الأشاعرة وغيرهم، ليس هو توحيد المرسلين وتوحيد أهل
السنة والجماعة، وإنما التوحيد عند أهل السنة الذي يُدعى إليه أولًا وهو الذي انقسم الناس فيه إلى كفار ومسلمين وإلى أهل جنة
وأهل نار هو توحيد الألوهية،


فيتفطن الإنسان في خطبه، بعضكم قد يكون خطيبًا لمسجد، وبعض الخطباء يأخذ الخطب من الناس في الإنترنت أو في غيرها، والإنترنت الآن يجمع
فهذا الخطيب قد تعجبه الكلمات وكلها تدور على توحيد الربوبية؛ لا خالق إلا الله، لا رب إلا الله، لا رازق إلا الله، والمستمعون الله الله فقط
هذا توحيد الربوبية، يبقى ماذا؟ ما الذي يجب عليك إذا وحدته في ربوبيته أنه لا يُعبد إلا من؟

إلا الله، فالذي يعلم الناس بهذه الطريقة قد يخطب بهم سنوات ولكن ما زالوا يطوفون حول القبور، ما زالوا يدعون غير الله –سبحانه وتعالى-ما زالوا
يستغيثون بغير الله، فطالب العلم من أهم ما يَدْرُسُه ويُدَرِّسُه توحيد الألوهية.


☆ «السَّيِّدُ اللهُ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى». ☆
الله – سبحانه وتعالى- هو السيد كما ثبت في حديث عبد الله بن الشِّخِّير قال: انطلقت في وفدٍ إلى رسول الله فقلنا: أنت سيدنا
فقال –صلى الله عليه وسلم-: «السَّيِّدُ اللهُ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى».

قال الخطابي: "السيد الله يريد أن السؤدد حقيقةً لله –عز وجلّ-وأن الخلق كلهم عبيدٌ له". فالسيد هو الله -كما قال الشيخ- وسيد هذا الكون
الذي هو الله –عز وجلّ-.


☆ درر سلفية ☆

قال عبدالله بن مسعود-رضي الله تعالى عنه وأرضاه-:
"ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العلمُ الخشية".

قال الحسن البصري-رحمه الله-:
"ما رأيت فقيهًا قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة الدائم على العبادة، المتمسك بالسنة"
هذا هو الفقيه على الحقيقة.

لذلك قال إبراهيم بن نصر الصايغ سمعت الفضيل بن عياض قال:
"إنما الفقيه الذي أنطقته الخشية وأسكتته الخشية، إن قال قال الكتاب والسنة وإن سكت سكت بالكتاب والسنة، وإن اشتبه عليه
شيء وقف عنده ورده إلى عالمه الذي هو الله-عز وجل-"، هذا هو الفقيه.

لذلك كما روي عن كثير من السلف أنهم كانوا إذا أفتوا يقولون
كأنا نرى الجنة والنار وقد جاء عن عطاء -روي عنه- ابن رباح: «أَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا أَجْرَأُكُمْ عَلَى النَّارِ»
فهذا هو حال أهل العلم وحال أهل الفضل.


☆ أهل العلم هم أهل البصيرة ☆
قال ابنُ القيِّم – رحِمهُ الله-: "فمنْ تَعَارضَ عِندهُ حقائقَ مَا جاءَ بهِ وآراءَ الرِّجال، فقدَّمها عليهِ، أو توَقَفَ فيِه، أو قدحتْ في
كَمالِ معْرِفتِهِ وإيمانِهِ بهِ، لم يَكُن من الذينَ شَهِدَ اللهُ لهُم بالعِلم، ولاَ يجوزُ أنْ يُسَمَّى أنَّهُ مِن أهلِ العِلمِ"، فأهلُ البصيرة هم الذين يُدرِكون حقائقَ
الأمور ولا يُعارِضون الكِتابَ والسُنَّة، بآرائهِم وأذواقهِم.


☆ من أعظم الخسف خسف القلوب ☆
فالإنسان لمَّا يتنكب صِراط اللهِ المستقيم، ويبتعدُ عن حقائق الكِتاب والسُنَّة، وعن الكِتابِ والسُنَّة، فإنَّهُ يُحجبُ عنهُما
ويُخسفُ قلبُهُ -والعِياذُ بالله- فكم من إنسانٍ صحيح في بدنِهِ، صحيح في بصرِه،

صحيحٌ في سمعهِ في الظَّاهِر ولكنَّهُ قلبُهُ مخسوف -عياذًا بالله- وذلك لأنَّهُ لم يأخُذ بالكِتابِ والسُنَّة، على فهمِ سلف الأمَّة، وكما قال ابنُ القيِّم
–رحِمهُ اللهُ-: "ومِن أعظمِ الخسفِ خسفُ القلوبِ".

☆ عاقبة من فرّط في طلب العلم ☆
كثيرٌ منا يعلم أنَّ طلب العِلمِ واجب، ولكن لا يطلِبُ العِلم، وفي الدنيا يقعُ فيما حرَّم اللهُ، ويقعُ في المُخالفاتِ الشَّرعية
وذلك لتفريطِهِ في طلب العِلم، يُخشى عليهِ أن يأتي يوم القيامة، فيحشرُ أعمى، لتركِهِ لطلبِ العِلمِ الواجب عليهِ، بنصِّ هذه الآية، فكثيرٌ
من طُلابِ العِلم يظنُّون أنَّ طلب العِلمِ ترف، أحضُر درسًا، أتأبَّطُ في الكِتاب، فقط ترفًا، أحضُر أو لا أحضُر،

ثُمَّ يقع في المُحرَّمات، بل قد يقع في الكُفرِ والشِّرك باللهِ – سُبحانهُ وتعالى- لأنَّهُ لم يتعلَّم التَّوحيد، يقع في نواقِضِ الإسلام، لأنَّهُ لم يتعلَّم التوحيد
يقع في نواقض الطَّهارة، لأنَّهُ لم يتعلَّم ما أوجب اللهُ عليهِ من الإسلامِ، من الصَّلاةِ و الطَّهارةِ والوضوءِ وإلى آخره، فيُخشى عليهِ أن يأتي يوم القيامة
ماذا؟ أعمى، وقد كان في الدنيا بصيرا- عِياذًا بالله-.


☆ السعي وراء الدنيا وترك العلم الشرعي ☆
قال أبو الدرداء: "عجِبتُ من كثيرٍ من النَّاس يتركونَ مَا قَدْ كُلِّفوا بهِ، ويسْعونَ فيمَا قَدْ تكفَّلُ اللهُ بهِ"، "عجِبتُ من كثيرٍ
من النَّاس يتركونَ مَا قَدْ كُلِّفوا بهِ"، وهو العِلم، »طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ« ، ويسعونَ فيما قدْ تكفَّلَ اللهُ بهِ، الذي هو الرزق.

السعي هُنا المقصود بهِ أن يأخذ الدنيا وزيادة مع تركِهِ ما أمرَ اللهُ بهِ من العِلمِ الشَّرعي.


☆ قال الشيخ ربيع بن هادي ☆
قال الشيخ ربيع بن هادي: والله لو أن كل طالب تخرج من الجامعة الإسلامية من يوم أن فتحت إلى هذا الوقت وذهب إلى
بلاده ونشر التوحيد والسنة لوجدت الآن الأرض تشع بالنور، كم تخرج من الجامعات، ولكن كم دّرس وعلَّم وصبر على التَّدريس والتَّعليم
والدَّعوة إلى الله -سبحانه تعالى-.


☆ ما يجبُ على طالب العلم .. ☆
يجب على طالب العلم أن يبصرالناس بالحق، ويحذرهم من الباطل، لا يدعوهم بالحزبية، لا يدعوهم بالبدعة
لا يدعوهم بالآراء والأذواق والكشف الصوفي والوجد، لا، لا يدعوهم بالثَّورات وإنما يدعوهم ويبصرهم بالحق الذي ذكره الله في كتابه.
يدعوهم إلى التوحيد ويحذرهم الشرك، يدعوهم للسنة ويحذرهم من البدعة، يدعوهم للطاعة ويحذرهم من المعصية.


☆ من غشنا فليـــــس منّا ☆
من غشنا فليس منا وهذا حق ليس الغش فقط في التجارة كذلك الغش في أنك لا تنصح للمسلمين وهذا من أعظم
الغش «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» أي ليس على طريقة محمد-صلوات ربي وسلامه عليه-الواجبة،



يتبع بإذن الله ...


التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; 22 Jan 2016 الساعة 05:21 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 Aug 2015, 06:16 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

موضوع جميل ومبادرة طيبة وحبذا لو يعتنى كذلك ببعض كتب الشيخ الأخرى التي تحتاج إلى الشرح والبيان حتى تعم الفائدةويعرف الناس قدر هذا العالم الكبير وقدر حفظه لدين الله ، واصل بارك الله فيك أخي وليد.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 Aug 2015, 08:29 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر شكيمة مشاهدة المشاركة
موضوع جميل ومبادرة طيبة وحبذا لو يعتنى كذلك ببعض كتب الشيخ الأخرى التي تحتاج إلى الشرح والبيان حتى تعم الفائدةويعرف الناس قدر هذا العالم الكبير وقدر حفظه لدين الله ، واصل بارك الله فيك أخي وليد.
بارك الله فيك اخي الفاضل عبد القادر و شكرا لتشجيعك
سأواصل بإذن الله السلسلة الى الآخر
سائلا الله ان ينفع بها اخواني
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 Aug 2015, 12:23 AM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

فوائد من الدرس 02

☆ تحذير الشيخ ربيع -حفظه الله- لطالب العلم من الولوجِ في الشُبهاتِ والفِتَن ☆
الشيخُ -حفظهُ اللهُ تعالى ورعاه- يُحذرُ طالبَ العلمِ من الولوجِ في الشُبهاتِ والفِتَن، فاحذر يا طالِب العلم من التعرّض للفِتنِ، والتَعَرضِ للشُبهات، فالأصلُ في طالِبِ العلمِ أن يكونَ مُبتَعِدًا عن أهلِ الفِتَنِ، وأن يكونَ مبتعِدًا عن الفِتَنِ، وأن يكونَ مُبتَعدًا عن الشُّبُهات وأن يكونَ مُبتعِدًا عن أهلِ الشُّبُهات، فالشيخُ -حفظهُ اللهُ تعالى وأبقاهُ على السُنّة- ذكرَ الحديث الصحيح الذي يقولُ فيه رسول الله -صلواتُ ربي وسلامهُ عليه-:«تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا» -أي أنَّ الفتنَ تُعرض على القلوب مرةً بعد مرة، مرةً بعد مرة، الفِتَن تكونُ معروضة على القلب مرةً بعد مرة، تختبرُ هذا القلب، وتمتحنُ هذا القلب، فقال رسول الله -صلواتُ ربي وسلامه عليه-: «فَأَيُّما قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ»، أي: أيُّ قلبٍ دخلتهُ, «أُشْرِبَهَا»: أي دَخَلته، وحلّت فيه محلَ الشَراب، فمعنى «أُشْرِبَهَا»: أي دخلتهُ وحلّت فيهِ محلّ الشراب، «نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ» أي نُقطَت فيهِ نُقطة سوداء قال ابنُ دُريد: "كلُّ نَقطٍ في شيء بخلاف لونه، فهو نكتٌ"، «وَأَيُّما قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ؛ قلبٍ أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَالَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ -أي قلب أبيض مثل الصفاء، الصفاء؛ الحجر الأملس، الذي لا يعلق به شيء- لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ»، أي أن قلبه إذا كان ينكر هذه الفتن فإنه يكون أبيض، ويكون كالحجر الأملس الذي لا تعلق به فتنة من الفتن، وهذا إذا أنكرها، وأما -والعياذ بالله- إذا تابعها، فإن قلبه يشرب هذه الفتن، حتى يكون كما جاء في الحديث هنا: «وَقلبٍ أَسْوَد مُرْبَادًّا كريه المنظر كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا» أي كالكوز المقلوب، كالكأس المقلوب، منكوسًا تُصبُّ عليه الماء وكل شيء ولا ينتفع به، لذلك يحرص طالب العلم على البعد عن الفتن، والبعد عن أصحاب الفتن، والبعد عن أهل الدجل، حتى -والعياذ بالله- لا يكون مستقبِلًا لما عندهم من البدع والفتن والمحدثات.

☆ الذي جعل أهل البدع يستحسنون هذه البدع؟ ☆
لأن قلوبهم متَّسخة بالأهواء والشبهات والفتن، فأصبح الحق عندهم باطلًا، وأصبح الباطل عندهم حقّا، ولكن لو كان القلب نظيفًا، فإنه يرى الحقائق ويرى الأمور على حقائقها، البدعة بدعة، والكفر كفر، والسنة سنة، والضلالة ضلالة، ويرى الحق حقًّا، والباطل باطلًا، لذا الإنسان وطالب العلم يحرص على قلبه أشد الحرص، وقال ابن القيم -رحمه الله- في مفتاح دار السعادة: "قال لي شيخ الإسلام -رضي الله عنه- وقد جعلت أورد عليه إيرادات، إيرادًا بعد إيراد"، قال شيخُ الإسلام لتلميذِهِ ابنِ القيِّم: "لا تجعل قلبك للإيرادات والشُّبهات مثل الإسفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزُّجاجة المصمتة تمر الشُّبهات بظاهرها، ولا تستقرُّ فيه لصفائه ويدفعها لصلابته، وإلا إذا أشرب قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقرا للشبهات" فعلّق ابنُ القيم : "فما أعلم أني انتفعت بوصيّةٍ في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك"، قال الشيخ النجمي -رحمه الله-: "ولهذا يَستحسن أهلُ البدع والأهواء بدعهم مع أنها مستقبحة شرعًا وفطرةً، فالقلوب ما دامت نظيفة ترى الحق حقًّا، والباطل باطلًا، وإذا اتَّسخت بالمعاصي عَمِيت فتنعكس عندها الحقائق، فترى الحقَّ في صورة باطل، والباطل في صورة حق".

☆ من الإيمان الرَّد على أهل البدع والأهواء ☆
الرَّد على أهل الأهواء والبدع من الإيمان، الرد على أهل الأهواء والبدع من الجهاد في سبيل الله، ومن الإيمان بالله -عز وجل-، لذلك قال: «فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ», فالرَّد على الأهواء، وعلى أهل البدع، وأهل الفتن، من الإيمان بالله -عز وجل-.

☆ هدف أهل البِدع والأهواء ☆
ويريد أهل البدع أن نرجع إلى تلك الظلمات، يُريدُ أهلُ البدع أن نرجِع إلى تلك، وتلك الأيام المظلمة، الظلمات من جهة الشرك، من جهة البدعة، من جهة الأهواء، والجهل, لا دروس، لا علم، لا قال الله، لا قال رسول الله أبدًا، يريد أهل البدع والأهواء أن نرجع إلى تلك الأيام، وذلك لأنهم مجتهدون في بث ماذا؟ بدعهم، ولكن بحمد الله -عزَّ وجل- قيَّض الله رجالًا من أهل العلم، مثل شيخنا ربيع، مثل إخوانه من أهل السنة يردُّون هذه البدع، ويردون هذه الأهواء، فهذه من نعمة الله أن يكون بين أظهرنا مثل هؤلاء العلماء، وفقهم الله لكل خير.

☆ من مميزات منهج السَّلف ☆
من مميزات منهج السلف، أنه يوالي ويعادي لله -سبحانه وتعالى-، فإن كنت سلفيًّا حقًّا، فليكن هذا الأمر فيك، أن يكون الولاء لمن؟ لأهل التوحيد وأهل السنة، ويكون البراء والمعاداة لأهل الكفر والبدعة والشِّقاق، لذلك قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في الفرقان: "الولاية ضد العداوة، وأصل الولاية المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد", ولذلك قال رسولنا -صلوات ربي وسلامه عليه- عند أبي داود: «مَنْ أَحَبَّ للهِ وَأَبْغَضَ للهِ وَأَعْطَى لِلهِ وَمَنَعَ لِلهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ» وقال أحمد -رحمه الله-: "من أفضل خصال الإيمان الحب في الله والبغض في الله". فلتكن المحبة للسنة وأهلها، وليكن البغض للشرك وأهل الشرك وللبدعة وأهلها.

☆ الجهاد بالحجة والبرهان أفضل من الضرب بالسيوف ☆
كما قال ابن القيم -رحمه الله- السيف والسنان والسلاح قد يستطيع أن يحمله حتى الأطفال وهذا أمرٌ مُشاهد، انظروا إلى إخواننا في اليمن، فإن الطفل الصغير يحمل السلاح، ولكن هذا الطفل يستطيع أن يجاهد أهل البدع والأهواء بالحجة والبرهان إن لم يكن متعلمًا؟ لا، والله، فكما قال ابن القيم -رحمه الله- قال: "وهذا هو جهاد الخواص"، لأن هذا يعمله الجاهل وغير الجاهل الذي بالسنان و السيف، أما الذي بالحجة والبرهان فإنه لا يستطيع عليه إلا الخواص من أهل العلم، لذلك كان يقول ابن منده: كان عمي سيفًا على أهل البدع.

☆ رأي الإخوان في صدام متقلِّب حسب أهوائهم ☆
لما قامت الحرب بين إيران والعراق كان الإخوان المسلمين مع إيران الرَّافضية, معها، يؤيدونها في مؤتمراتهم وفي صفوفهم وفي مجلاتهم، وصدام عندهم كافر؛ لأن كان أهل السنة كانوا يؤيدون من؟ صدام، فهم في المقابل يؤيدون دولة الرَّفض، ولما وجه حربه لبلاد التوحيد قالوا: مؤمن، مؤمن، مؤمن، بل قال بعضهم مجاهد في سبيل الله -عز وجل-، انقلبت الأمور كل ذلك ليس لصدام، ولا غير صدام، وإنما لماذا؟ للحرب على أهل التوحيد، وهذا والله يعرف هذا الأمر من كان معاصرًا لمثل هذه الأمور، تناقض الحزبيين مبناه الهوى.

☆ يا طالب العلم منهج السلف يدعوك إلى عدم التَّلون ☆
منهج السلف يدعوك يا طالب العلم إلى عدم التلون، إياك والتلون يا طالب العلم، لذلك قال حذيفة -رضي الله عنه-: "إياك والتَّلون فإن دين الله واحد", وقال إبراهيم النخعي: "كانوا يرون التَّلون في الدين من شكِّ القلوب في الله", ومن تلون أكثر التنقل، لذلك كان يقول مالك -رحمه الله-: "الداء العضال التنقل في الدين", سلفي، إخواني، تبليغي، سروري، قطبي، داعشي مع النصرة، كل يوم وهو مع فرقة من الفرق، ومن أسباب التلون في الدين الإعراض عن الطريقة السَّلفية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فكل من أعرض عن الطريقة السلفية النبوية الشرعية الإلهية، فإنه لابد أن يضل ويتناقض ويبقى في الجهل المركب أو البسيط" لذلك يحرص طالب العلم على عدم التنقل وعلى عدم التلون.

☆ مكانة العلم الصحيح ☆
العلم الصحيح والله لا يسوى الدنيا كلها، كما قال الحسن البصري -رحمه الله-: "إن الرجل ليتعلم الباب من العلم فيعمل به خيرٌ من الدنيا وما فيها"، والله خير من الدنيا وما فيها، إذا تعلم أحد منا مسألة من مسائل العلم، والله خير من الدنيا وما فيها، والدنيا عنده كبعرة حمار، ما تسوى شيئًا، قال الحسن البصري: "إن المجالس كلها مظلمة إلا مجالس العلماء"، خير من الدنيا، من بترولها ومن ذهبِها، ومن قصورها ومن نسائها، ومن السيارات الفارهة ومن العمائر الطويلة والقصيرة أبدًا، والله يتعلم الرجل مسألة ويعمل بها خير من الدنيا وما فيها، لكن إذا استشعرنا فضل هذا العلم، يقوم الإنسان من نومه، ويذهب إلى عمله، وينظر في بعضِ العمائر الفارهة والسيارات الفارهة، ويمتلأُ قلبُهُ في الدنيا، ولو قال: سبحان الله وبحمده خير له من هذه الدنيا كلها، لكن نحن في غفلة والله نحن في غفلة، لو قال: سبحان الله وبحمده أحب إلى مما طلعت عليه الشمس، من الدنيا، لكن في غفلة -الله المستعان-. كم سجل يا إخواني؟ تِسع وتسعونَ سجلًا مد البصر، فتوضع السِّجلات في كفة، ويوضع [لا إله إلا الله] في كفة، عمل بها وبمقتضاها وبشروطها وبأركانها، لكن حصل له ذنوب في كفة، ماذا يحصل للسجلات تلك؟ تطيش؛ لأن لا إله إلا الله إذا كان خالصًا من قلبه، قال هذه الكلمة، وعمل بمقتضاها، وحقق شروطها وأركانها، وحصل له شيء من المعاصي والذنوب، فإنها تُكفِّر الذّنوب، فهذا هو الهدى: العلم النافع، ودين الحق: هو العمل الصالح، قال ابن القيم في زاد المعاد، قال: "العالم الرَّباني هو الذي عَلِم وعَمِل وعَلَّم"، لأن العلم الصحيح هو الذي ينتج عملًا صحيحًا.

☆ أيُّ حدث في الدين يجب أن تهب الأمة لإنكاره ☆
الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يخطب من أمامه ليس فيهم أي مبتدع، ففي كل خطبة أو جُلها يقول: أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي، هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، فكيف مع وجود البدع؟ هل نسكت؟ عياذًا بالله! وحذَّر من الخوارج، وأخبر أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، في كل مجالٍ في العقيدة، وفي العبادة، وفي كل شيء، أيُّ حدث في الدين يجب أن تهب الأمة لإنكاره، ونبذه، والتحذير منه، والتحذير منه، والتحذير من أهله، يقول ابن القيم -رحمه الله-: "كان السلف إذا بزغ رأس الفتنة صاح به أهل السنة في أقطارهم". الله المستعان! صاح أهل السنة في أقطارهم، بس يبزغ الرأس فقط، ويصيح أهل السنة كُلُّهم، في أقطارهم، الآن يبزغ الرأس والصدر والرجلين ويمشي بعد أن كان يحبو، وإذا تكلمت أو أنكرت عليه، قال: أنت صاحب فتنة عياذًا بالله! الآن البدع تنتشر وتترعرع هنا، وتجد من يحميها ويدافع عنها في بلاد التوحيد والسنة، من الشبهات العظيمة في هذا الباب، عندما تذكر لأحد الناس شيئًا من البدع في أحد الدعاة أو في أحد الأشخاص، يقول لك فقط!! ما عنده إلا هذه البدعة!! ويسهِّل بدعته، نقول له كما قال البربهاري -رحمه الله-: "وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره، فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر" فإذا قال لك فقط هذا! قل له ما قالهُ البربهاري -رحمه الله-: "وإذا ظهر لك من إنسان شيءٌ من البدع فاحذره، فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر" أليس هذا من الخطأ؟ أليس هذا من الانحراف والعياذ بالله؟ أمر خطير وبلاء، فإذا طبقنا قول ابن القيم -رحمه الله-: "كان السلف إذا بزغ رأس الفتنة صاحوا به" إذا طُبِّق هذا -بإذن الله- البدع ما تنتشر؛ لأنه قد أُميتت وقُصَّت في مكانها، لكنه إذا تركناه يصيح وينشُر تنتشر البِدَع، المنطقُ الصحيح أنك إذا كُنتَ مُتَّبعًا لمنهج السلف عليك أن تدعو إليه، تُرغب الناس فيه، كما قالَ ابن الجوزي -رحمه الله-: "مَنْ أَحَبَّ شَيئًا أكثرَ ذِكرهُ ومن أجلَّ أمرًا أعظمَ قدره" فإذا كنت تُحبُ السُنة والتوحيد، فأكثر من ذكرها ومن الدعوة إليها، وإذا كنتَ تُجلّ هذا الأمر، فأعطِ التوحيد والسُنة قدرهما، ومن لوازِم الإيمان إذا كان الإنسانُ يؤمن بشيء فجوارِحهُ تتحرك في خدمة ذلك الإيمان، وقول أهل السُنة: إنَّ الإيمان إذا كانَ في القلب لابُدّ أن يظهر على العمل والجوارِح.

يتبع بإذن الله ...
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 Aug 2015, 09:37 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

فوائد من الدرس 03

☆ العَالِمُ هُو الذي يَبْتَدِئُ دَعْوتَهُ بالتَّوحيد ☆
العالم هو الذي يبتدئ دعوته بالدعوة إلى التوحيد، يبتدئ دعوته بالدعوة إلى العقيدة الصحيحة، ويسير على ذلك، ويعلم طلابه ذلك.

☆ عَلَى من يَنْطبِق وَصْفُ العِلْمِ ☆
نعجب من بعض الناس عندما يذكر رجلًا صوفيًّا ورجلًا يدعو إلى الطرب ويدعو إلى الموسيقى ويسميه العلامة المؤرخ، فلان الفلاني ثم يحكي قصة عنه وينشر هذا الأمر في وسائل التواصل الاجتماعي.

من كان صوفيًّا ومن كان على هذا النهج فإن وصف العلم لا ينطبق عليه، إذا كان أهل العلم -رحمهم الله- في المقلد قالوا لا يدخل المقلد في وصف أهل العلم حتى وإن كان يحفظ كتب المذاهب ما دام أنه مقلد لا يدخل في وصف أهل العلم لذلك قال ابن عبد البر -رحمه الله-: "لو أن رجلًا أوقف دارًا أو بيتًا على العلماء فإن المقلد لا يدخل في هذا الوقف لأنه ليس من أهل العلم"

فالعلم هو معرفة الحق بدليله.

☆ نَحْنُ لاَ نُعْطِي لَقَبُ العِلمِ إلاَّ مَنْ يَسْتحِقُّهُ ☆
إن أطلقت هذا اللقب على كل من هب ودب فسيحسن الناس الظن بهذا الذي قد لقبته بالعلامة فقد يأخذون عنه العلم وهو من أهل البدع والأهواء فيحصل لهم الضلال ويحصل لهم الإضلال، فالطالب يتحرز تحرزًا شديدًا في إطلاق هذه الألقاب على كل من هَبَّ ودَبَّ.

ويقول شيخنا الشيخ محمد بن هادي كلمة جميلة قال: "أصبحت هذه الكلمة العلامة تباع في أبو ريالين كما يسمى كل يشتريها وكل يعطيها" كما يقال مثل الآن محلات أبو ريالين هذا علامة وهذا علّامة، وهذا علّامة، وهذا علّامة، وهذا علامة، وهذا غلط فإن هذا لقب شريف، هذا لقب شريف عالٍ.

لذلك نبّه الذهبي -رحمه الله- في تاريخ الإسلام أن من عادة الأعاجم التعظيم في الألقاب وقال: "وهذا زي الأعاجم التعظيم في الألقاب"

ونحن لا نُعطي هذا اللقب وطلاب العلم إلا من استحقه، أما من لم يستحق الألقاب مثل هذه يعبر عنه بما يستحق هذا اللقب من الشيخ أو الداعية أو غيره ذلك مما يستحق هذا اللقب.

ولا نقول الداعية على أمثال ماذا؟ داعية الشباب؛ لا علم ولا أدب ولا خلق ويسمى داعية، لا!

إنما المقصود بالداعية: الذى قد علم وعمل فعلَّمَ، هذا المقصود بالداعية.

أما هؤلاء الشباب الذين كانوا قبل ذلك على الغناء والموسيقى ثم بعد ذلك تجده قد هجم على العلم هجوما، وهجم على الدعوة إلى الله هجوما، ويخطئ فى دعوته، ويخطئ في منهاجه، ويخطئ في طريقته، هذا لا يسمى داعية إلا إذا أردت أن تصفه بداعية سوء؛ أما أنه يكون داعية على الإطلاق وداعية للخير! لا والله.

☆مَنْ رَاقَبَ اللهَ فِي خَوَاطِرِهِ عَصَمَهُ اللهُ فِي حَركَاتِ جَوَارِحِهِ ☆
وهذه الذكرى يجب أن تكون كذلك معنا أن نعلم جميعًا أن الله ماذا؟ يرانا وأن نراقب الله -سبحانه وتعالى- في خواطرنا قبل حركات جوارحنا .

لذلك قال ابن القيم-رحمه الله-: "واعلموا أن أهل العلم مجمعون على أن مراقبة الله في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر"

فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته، لذا قيل: "من راقب الله في خواطره عصمه في حركات جوارحه".

☆ عَلاَمةُ الجَهْلِ ثَلاثٌ ☆
قال أبو الدرداء: "علامة الجهل ثلاث: العجب، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وأن ينهى عن شيء ويأتيه " إذا وقفت على هذا الأمر وأنك تعجب بنفسك فاعلم أنك جاهل، كما قال أبو الدرداء: علامة الجهل ثلاث وذكر منها العجب، وهذا العجب- كما ذكرنا- هو من آفات طالب العلم، فليحذر طالب العلم هذه الآفة، لذلك قيل: المال آفته التبذير والنهب، والعلم آفته العجب والغضب.

☆ العُلمَاءُ يرْبِطُونَ المُسْلِمينَ بدِينِهِم ☆
لا يربطونهم بحزبية ولا يربطونهم بدعوة إلى أنفسهم ولا يربطونهم إلى عصبية وإنما يربطونهم بكتاب الله، وسنة رسول الله على فهم السلف الصالح.

لذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في كتاب التوحيد في المسائل قال: "وأكثر من يدعو إنما يدعو لنفسه"

ومن كان يدعو لنفسه فليس داعية لمن؟ إلى الله -عز وجل- وإنما هو داعية لشخصه ونفسه.

والواجب عليك إذا أردت أن تصل إلى أعلى المراتب وإذا أردت التوفيق من الله فلتكن الدعوة إلى من؟ إلى الله.

☆ وصايا رَسولِ اللهِ للصِّديقِ الأكْبرِ ☆
كانت الوصايا من رسول الله -صلوات ربى وسلامه عليه- للصديق الأكبر أعني أبا بكر -رضى الله تعالى عنه وأرضاه- أن يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» هذا من يقولها؟ رسول الله يقولها لمن؟ لخليفة رسول الله، «اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا».

ونبينا -صلوت ربى وسلامه عليه- كان يقوم حتى تتفطر قدماه فيُسأل عن ذلك فكان يقول: ألا أكون عبدًا شكورًا، ونحن كأننا قد كتبت أسماؤنا والله في الجنة! قلة في العمل وقلة في بث العلم، مع ذنوب ومعاصٍ، ومع ذلك تقصير في أبواب العلم في أبواب العمل في أبواب الاستغفار كأنَّ -والعياذ بالله- قد ضمنا الجنة وهذا كله من آفات طالب العلم فإن هذه الآفة إن دخلت عليه هلكته وأهلكته.

☆ لِمَ التَّبَاهي؟!! ☆
يجب على طالب العلم أن يكسر هذا العجب لو بقى في إعجابه بنفسه وعجبه بنفسه والله سيهلك.

اعلم يا طالب العلم أنك إذا كنت طالبًا للعلم فهناك من هو أكثر طلبًا للعلم منك، واعلم يا طالب العلم أنك إذا كنت عابدًا قائمًا لله -سبحانه وتعالى- أن هناك من هو أكثر عبادة منك، فلِم التباهي؟ لم التباهي؟ لم؟ فنكسر أنفسنا بمثل هذه النصوص

☆ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ مَمْشَاهُ وَمَدْخَلَهُ وَ جَلِيسِهُ ☆
اذا رأيت الشخص يمشي مع أهل الصلاح فإنك تعرف أن هذا الرجل فقِه مع من يمشي، واذا رأيت الرجل يمشي مع أهل الغواية والضلال والبدعة، فاعلم أنه لم يفقه مع من يمشي لذلك قال أبو الدرداء-رضي الله عنه-: "من فقه الرجل ممشاه ومدخله وجليسه".

وكما قال الأوزاعي -رحمه الله-: "من خفيت علينا بدعته لم تخفَ علينا أُلفته" ففقه الرجل يظهر كذلك في هذا الباب الدقيق أيضا، فليس الفقه فقط ما جاء في اصطلاح الفقهاء: "معرفة الأحكام الشرعية العملية بأدلتها التفصيلية" لا.

☆ إنَّما العِلمُ الخَشْيةُ ☆
لما سأل عبد الله أباه أحمد بن محمد بن حنبل -رحمه الله- قال: "قلت لأبي: هل كان مع معروف الكرخي شيء من العلم؟" فقال: "يا بني كان معه رأس العلم خشية الله-تبارك وتعالى-" كذلك عاب أحدهم معروف الكرخي وقال: هو قصير في العلم ،فقال أحمد: "أمسك، عافاك الله، وهل يُراد من العلم إلا ما وصل إليه ؟!" يعني من خشية الله -عز وجل-.

فالشاهد كما قال الحسن وروي عن ابن عمر وكذلك عن غيره من أهل العلم "إنما العلم خشية" لذلك قال القاضي عياض -رحمه الله- في إكمال المعلن عن هذا الحديث «مَن يُرد اللهُ بِهِ خَيرًا يُفَقِّهُ في الدينِ» قال: "فيه فضل الفقه في الدين، لأنه يقوده إلى خشية الله وتقاه {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ} [فاطر: ٢٨]، وهذا يقوده إلى الخير في الدنيا وعظيم الثواب"، لذلك هذا الحديث من أعظم الأحاديث في فضل العلم.

☆ مِنَ الأَسْبَابِ المُعينَةِ عَلَى تَرْكِ الحَسَدِ ☆
@ تذكر الموت فقد تتمنى زوال نعمة المحسود وتموت قبل أن تأخذ هذه النعمة فتأخذ الإثم وتكسب الإثم ولم تكسب شيئًا من أمر الدنيا، فإذا كان الإنسان يتذكر الموت سيبتعد كثيرًا عن الأخلاق الرذيلة، لذلك قال بعض السلف "ما أكْثَرَ عبدٌ الموت إلا ترك الحَسدَ" أي أكثر من ذكر الموت.

@ كذلك أن يعلم الإنسان أن الحسد كما أنه مضر بالدين كذلك مضرٌ بالبدن والدنيا.

قال الماوردي -رحمه الله-: "اعلم أن الحسد خُلقٌ ذميم مع إضراره بالبدن وفساده للدين"،

قال: وروي عن مُعاوية أنه قال: "ليس من خِصال الشر أعدل من الحسد يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود".

@ لذلك أيضًا من الأسباب المعينة على أن الحسد يُدخل على قلبك الحَزن وعدم الفرح لذلك قال بعض الحكماء: "يكفيك من الحاسد أنه يغتم في وقت سرورك"،

لذلك قال بعض العلماء أن من أسباب طول العمر لأنه ذكرنا أنه مضر بالبدن، عدم الحسد كما قال الأصمعي قال: "قلت لأعرابي ما أطول ما عشت من العمر فقال: تركت الحسد فبقيت".

☆ مِنْ قَواعِدِ أهلِ البَدَعِ والردُّ عَلَيْهَا ☆
لما رد على أهل الأهواء من رد من أهل العلم كشيخنا الشيخ محمد أمان، وشيخنا الشيخ ربيع بن هادي، وشيخنا الشيخ عبيد الجابري، وشيخنا الشيخ محمد بن هادي، من قديم أذكرها من أربع وعشرين سنة، كان يقول الحزبيون هذا من حسد أهل المدينة، لم؟ ليردوا الحق الذي قد جاء به هؤلاء العلماء.

لذلك وقفت على كلام لأحد الصبيان أعرفه يوم أن كان عمره سبع سنوات، الآن له مدونة وله كلام في الإنترنت، وقد تخرج من الجامعة ويبحث الآن عن الماجستير، يقول عن بعض المواقف من مشايخ السنة أنه من باب التحاسد وأنه ينزل عليها ما قد ذكره بعض أهل العلم أن بعض أهل العلم يتحاسدون كما يتحاسد التيوس في زرائبهم، وهذا مروي عن ابن عباس ولكن ينزل قول ابن عباس على ردود أهل السنة، فهذا كله لا يلج فيه الطالب، إن كان ما قد ذكره العالم حقًا فهو على العين وعلى الرأس، أما أن نقول هذا حسد وهذا من قبيل التنافس وهذا من قبيل يريد أن ينقص فلان وينتقص فلان، ما الذي يدريك؟ ألم يقل حقًا؟ بلى، خذ به.

☆ نَصَائِحٌ مٍنْ شَيْخٍ مُشْفِقٍ نَاصِحٍ ☆
احرصوا يا طلاب العلم على المنافسة في العلم الشرعي، هذا يحفظ آية، هذا يحفظ آيتين، هذا يحفظ سورة وهذا يحفظ عشر سور، هذا يحفظ القرآن وهذا يحفظ معه السنة، وهذا يحفظ السنة والمتون العلمية وبهذا يحصل التنافس، هذا يأتي في الصف الأول وهذا ينافسه أخوه ويأتي قبله، هذا يقوم الليل وهذا يقوم الليل ويصوم، ويحصل- بإذن الله- التنافس في هذه الخيرات وأذكركم مع هذا الإخلاص لله -سبحانه وتعالى- والمتابعة للرسول -صلى الله عليه وسلم-.

☆ اخْتَرْ يَا عَبْدَاللهِ إمَّا الفَانِيةُ وَإِمَّا البَاقِيَةُ ☆
أطلب العلم حتى أكون ماذا؟ مديرًا، رئيسا، صاحب مكانة مرموقة ، هذه المسائل الشرعية في الدنيا وهذه نية مدخولة .

لكن لو كان أراد بطلب العلم حتى يصل وإذا وصل بث العلم على طلاب العلم وحصل له التيسير في العلم فإنه بإذن الله -سبحانه وتعالى- هذه نية حسنة إنما جعل على هذا الأمر وسيلة فقط ويجعله غاية أنه يأخذ الشهادة مثلا حتى يُمكَّن من التدريس يمكن من الدعوة يمكن من الإمامة.

هذه وسيلة وليست غاية لكن غايته الشهادة وينافس على الشهادة ويموت من أجل الشهادة وينافس من أجل الإدارة ويموت من أجل الإدارة وليس له هم إلا هذه الفانية فله ما أراد، لذلك يقول الشافعي -رحمه الله تعالى-: "من أراد الدنيا فعليه بالعلم" لأن بالعلم تصل إلى الدنيا، "ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم" فاختر يا عبد الله إما الفانية وإما الباقية .

☆ كُلُّ حَديثٍ وكُلُّ درْسٍ يَحْتَاجُ مِنْكَ إلَى تَجْديدِ النِّيةِ والإِخْلاَصِ ☆
كل حديث وكل درس يحتاج منك إلى تجديد النية والإخلاص.

لذلك قال بعض السلف وهذا من جميل ما نقل قال بعض السلف: "الصادق الطالب للإخلاص يتقلب في اليوم أربعين مرة، والمرائي يثبت على حالة واحدة أربعين سنة" إذ لا يراعي مقام الإخلاص، حالته واحدة المراءاة إلى أن يموت، أما الصادق الطالب للإخلاص فيتقلب في يومه أربعين مرة لأنه يبحث عن ماذا؟ وهو يستعيذ من شر المراءاة والرياء، وكذلك يبحث عن الإخلاص كما قال هنا قال: "إني كنت أرى أن الحديث يحتاج إلى نية تكفيه واحدة عن كل الطلب ثم وإذا بي أُدرك أن كل حديث يحتاج إلى نية"

☆ طَلَبْنَا العِلْمَ لِغيرِ اللهِ فَأَبَى أَنْ يَكُونَ إلاَّ للَّهِ ☆
قال معمر بن راشد الأزدي -رحمه الله-: "لقد طلبنا هذا الشأن وما لنا فيه نية ثم رزقنا الله النية من بعده"

وكان يقول -رحمه الله- كان يقال: "إن الرجل يطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم إلا أن يكون لله" لأنه تعلم في علمه ماذا؟ الإخلاص.

قال الذهبي -رحمه الله- معلقًا على كلام معمر بن راشد الأزدي -رحمه الله عز وجل-: "نعم يطلبه أولا والحامل له حب العلم وحب إزالة الجهل عنه وحب الوظائف ونحو ذلك ولم يكن عَلِم وجوب الإخلاص فيه ولا صدق النية فإذا علم حاسب نفسه وخاف من وبال قصده فتجيء النية الصالحة كلها أو بعضها وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم" قال: "وعلامة ذلك أنه يُقصر من الدعاوة وحب المناظرة ومن قصد التكثر بعلمه ويُزري على نفسه فإن تكثر بعلمه أو قال أنا أعلم من فلان فبعدًا له" .

☆ مُحبِّي الدِّينِ كَثِيرٌ وطُلابُّهُ قَليلٌ ☆
قلتُ وأقول وهو من كلام أهل العلم أن محبي العلم كثير، وأما طلاب العلم فقليل، من يحب العلم منا والله كثير لكن الذي يطلب العلم على سَننِ أهل العلم وعلى طريقة أهل العلم وعلى جدِّ واجتهادِ أهل العلم قد يكون والله قليل، فأنا أقول لنفسي وأحرص نفسي قبلكم أن نشتغل بالعلم طلبًا ودراسةً وتعلمًا وتعليمًا وتربية وطاعةً وعبادةً وعملا.

☆ الحزبين هم من أقل الناس من جهة العلم لكن تمتلئ بهم المساجد من جهة المحاضرات والمواعظ ☆
تجد في الحزبين من جهة العلم هم من أقل الناس لكن من جهة المحاضرات والمواعظ تمتلئ بهم المساجد، لكن إذا جاء درس حصل لهم التأفف وحصل لهم الانشغال بأقل شيء من أمور الدنيا لذلك لا يرتفعون أبدًا.

أما السلفيون وهذه والله ميزة في معاشر السلفيين أنهم يحبون العلم محبة شديدة وهذا حتى الحزبيون يشهدون بهذا أن السلفيين محبُّون للعلم..


يتبع بإذن الله ...
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 Sep 2015, 10:59 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

فوائد من الدرس 05

☆ العلم بحر لا ساحل له ☆
العلم بحرٌ لا ساحل له، قلَّ أن يصل فيه الكادحُ آخره، فليهتم طالب العلم بالعلم، وليهتم بمسائل العلم، وليهتم بفروع العلم، وأصول العلم، وليحرص حرصا شديدًا على هذا العلم؛ لأن حاجته إلى العلم ماسة وشديدة.

☆ "عوائق طلب العلم" ☆
إذا كان طالب العلم قد وفقه الله للطلب، فإنه قد يعتري هذا الأمر شيءٌ من الآفات ومن المخاطر، ومنها الغرور بنفسه، أو أنه يحصل له أنه يأمن مكر الله، وهذا كله من مخاطر العلم الذي قد يعتري الإنسان حين طلبه للعلم، فليحذر من الغرور ولا يأمن مكر الله –عز وجل – عليه، فإذا كان الأمرُ كذلك وكان هذا الأمر على باله بإذن الله - سبحانه وتعالى- سيحرص حرصًا شديدًا على الإخلاص لله – عز وجل- والمتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- والتواضع ولين الجانب وعدم الكبر وعدم الإعجاب بنفسه إذا كان هذا الأمر بين عينيه.

☆ "حراسة القلب" ☆
لو كنت مهتمًا بحراسة قلبك فلا تأخذ العلم إلا عمن يوثق به، هذا أولًا.

ثانيًا: إذا كنت مهتمًا بحراسة قلبك فابتعد عن كل ما حرَّم الله –عز وجل-، وأتمر بالأوامر.

أما أنك تزعم أنك حارسٌ لقلبك وتأخذ عن كل من هبَّ ودب، وتزعم أنك حارسٌ لقلبك وتجترح المعاصي وتقترف المعاصي والذنوب، فإنك وإن كنت قلت هذا بقولك فإن الفعل يكذب هذا القول، فليتق الإنسان ربه وليخش الله - عز وجل- فإنه كما قلنا مرارًا وتكرارًا؛ ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العلم الخشية.

☆ "تقلب القلب" ☆
في الدعاء « رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا» دليل على أنه قد يزوغ القلب بعد الهداية، فليحرص الإنسان على قلبه وعلى دينه، وليكن حارسًا لقلبه ودينه وعلمه أشد من حراسة ماله وبيته.

☆ "العلم والد والعمل مولود" ☆
قيل: "العلم والد والعمل مولود"، فلو أن إنسانًا لا يولد له، ماذا يسمى؟ عقيم، ويحب أن يولد له، كذلك إذا كنت طالب علم فليكن حبك أيضًا للعمل، إذا كنت طالب علم فلتحب أيضًا العمل؛ لأن العلم والد والعمل مولود.

☆ "العلم مورث للعمل" ☆
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله عز وجل – عند تعداده لأخلاق الدعاة إلى الله - عز وجل - وتعداده لأخلاق طلبة العلم، قال: "لا يكن طالب العلم ممن يدعو إلى شيء ثم يتركه، أو ينهى عن شيء ثم يرتكبه، هذا حال الخاسرين! أما المؤمنون الرابحون فهم دعاة حق يعملون به، وينشطون فيه، ويسارعون إليه، ويبتعدون عما ينهون عنه".

لذلك هذا الذي ينبغي على طُلاَّب العلم أنهم إذا علموا أنهم يعملون، لذلك لما جاء طالبُ علم وقد بات عند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل- رحمه الله- وجهَّز له الإمام وعاءً فيه ماء، فلما استيقظ الإمام أحمد –رحمه الله- لصلاة الفجر رأى الوعاء كما هو، وسأل هذا الطالب عن سبب عدم قيامه لليل مع تجهيزه له هذا الوعاء؟!

فقال الطالب: إني على سفر، فقال - رحمه الله -: "طالب حديث وليس له نصيب من قيام الليل!! ولو كنت على سفر!!".

☆ الإنسان سيُسأل عن ماذا عَمِل فيما عَلِم ☆
لذا لما قالت عائشة - رضي الله تعالى وأرضاها - لعروة : "يَا عُرْوَةَ لَا تُكَثِّرَ حُجَجَ اللهِ عَلَيْكَ هَلْ أَنْتَ قَدْ عَمِلْتَ بِكُلِّ مَا عَلِمْتَ"

ليس المقصود هنا التزهيد من العلم، بل المقصود الحث على العمل، فلا تكن الفهوم معكوسة منكوسة أن تؤخذ الآثار على غير ما أراد منها السلف، وإنما أرادت عائشة - رضي الله تعالى عنها وأرضاها - الحث على العمل وليس الحث على ترك العلم.

☆ "تطبيق العلم من أسباب حفظه" ☆
إذا أردت أن تُثَبت علمك فطبق هذا العلم

لذلك قال الإمام أحمد -رحمه الله-:"ما كتبت حديثًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا وقد عملت به حتى مر بي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى أبا طيبة الحجَّام دينارًا فاحتجمت وأعطيت الحجَّام دينارًا"، كل ذلك عملًا بماذا؟ كل ذلك عملًا بالسنة والحديث.

☆ "السنة نجاة" ☆
قال مالك –رحمه الله عزّ وجل-: "السُّنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق".

وقال –رحمه الله- أيضًا: "من أراد النجاة فعليه بكتاب الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "

وقال –رحمه الله-: "من مات على السُّنة فليُبشر، ومن مات على السُّنة فليُبشر، ومن مات على السُّنة فليُبشر"

☆ "إياك ولحن العمل" ☆
إياك يا طالب العلم ولحن العمل، قال مالك بن دينار: "تلقى الرجل وما يلحن حرفًا، وعمله لحنٌ كله". قال مالك بن دينار: تلقى الرجل ولا يلحن في حرف، مستقيم من جهة اللغة العربية، وعمله كله لحن، كله انحراف، لذلك كما قال علي بن أبي طالب : "هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ".

وكذلك قال ابن المنكدر : " العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ".

☆ "ذم التسويف" ☆
التسويف من عوائق العلم ومن عوائق العمل، لذلك قال أبو إسحاق قيل لرجل من عبد القيس: " أوصنا"، قال: " احذروا سوف".

وقال تعالى: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } الكهف: ٢٨

قال: تسويفًا، وقال بعض السلف: "سوف جند من جند إبليس"، فاحذروا في العلم والعمل التسويف، خاصةً مع الذي يعلم من نفسه أنه غير حازم فالتسويف مُمرض له.

أما من كان حازمًا وقال: سوف أقوم الليل فحزمه سوف يقيمه للّيل، لكن من علم من نفسه أنه من الذين ليس عندهم الحزم فليكن قيامه لليل في أول ليله ثم ينام.

☆ مسائل الدعوة في أربع مسائل ☆
المسألة الأولى: في حكمها وفضلها.
المسألة الثانية: في كيفية أدائها وأساليبها.
المسألة الثالثة: في بيان الأمر الذي يُدعى إليه.
المسألة الرابعة: الأخلاق والصفات التي ينبغي أن يكون عليها الداعية إلى الله – عز وجل-.

☆ أمور ينبغي أن يحذر منها طالب العِلم ☆
الآفةُ الأولى: أن تتكلم بغيرِ علم، فيجِبُ عليكَ ماذا؟ أن تتعلَّم.
الآفةُ الثانية: أن تتعلَّم، ولا تُحدِّث ولا تُبلِّغ شرعَ اللهِ –عزَّ وجل- وهي آفة.

☆طريقة الترقي في الدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى للشيخ الألباني -رحمه الله- ☆
قال -رحمه الله-: " أوصي بأمرين"، طبعًا مع الإخلاص والأخلاق الفاضلة إلى آخره قال أوصي لمن أراد الارتقاء والترقي في الدعوة إلى الله – عز وجل- : أوصيه بأمرين:

الأمر الأول: أن يكون كثير الصلة بكتب أهل العلم الماضين المعروفين بالعلم النافع والعقيدة الصحيحة، أن يكون كثير الصلة لا ينقطع عن الأولين، إذا أراد الارتقاء والترقي لا ينقطع عن الأولين عن الذين قد ماتوا.

ثانيًا: الاتصال بأهل العلم الأحياء ما أمكنه إلى ذلك سبيلًا حتى يتأثر بمسارهم ويستفيد من أخلاقهم وسلوكهم.

قال وكيع: "أهل الأهواء يأخذون ما لهم ويتركون ما عليهم"

☆ "الصبر على الأذى في الدعوة" ☆
يقول الشيخ أسامة العمري –وفقه الله-:

إن أصابك شيء في الدعوة، أذية من الخلق، أذية من المدعوّين، أذية من الناس فاصبر، فالصبرُ واجب، فترفق بهم وكن لينًا معهم وادع إلى الله بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة.

☆ "وسائل الدعوة توقيفية" ☆
الذين يأتون بالأناشيد ويعدون الأناشيد الصوفية البدعية من وسائل الدعوة، والله ما يفعلها إلا إنسان جاهل بالدعوة أو صاحب بدعةٍ وهوى، فالجاهل يُعلم وصاحب البدعة والهوى يُحذر منه، كذلك التمثيليات والمسلسلات كل ذلك ويعدون أن هذا الأمر والعياذ بالله من أساليب الدعوة.

☆ "التعامل مع الخصم بالأخلاق لا يعني تبجيله" ☆
هناك فرق بين الأخلاق والتبجيل والتعظيم، فلا يفهم فاهم أن معنى: نكون بأخلاق مع خصومنا، أن نكون معهم على تبجيل وتعظيم وتوقير لهم، فهذا غلط، النبي-صلى الله عليه وسلم-لما كان اليهودي كان على خلق هل كان على تبجيل له؟ لا، فلا يفهم فاهم مثل هذا الفهم السقيم، "من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام" ليس المقصود هنا الأخلاق أن تكون على تبجيل وتعظيم وانتكاس للرءوس وتقبيل لرءوس أهل البدع،لا، تكون بخلق لمَّا تجادله تناقشهُ، تكون بخلق بأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله مثل هذه الأمور.

يتبع بإذن الله ...
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 Jan 2016, 04:46 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

فوائد من الدرس 04

☆ الجاهل ميت في حياته والعالم حي بعد موته ☆
والجاهل فهو حي بين الناس فهو ميت في حياته لأنه لم يكن قد طلب العلم، الجاهل بدنه موجود ولكن الناس لا ينظرون إليه، لأنه لم يكن قد أخذ من العلم ما يُحيي به نفسه و يُحيي به قلوب الناس، فهذا كله يدل على فضل العلم.

فالعالم تحت التراب ومع ذلك فهو حي بعلمه وفضله الذي قد ورثه من كتب أو مؤلفات أو أشرطة أو دروس هو بين الناس كأنه حيٌّ.

☆ من نعمة الله على أهل السنة أن وفقوا للسنة ☆
من نعمة الله على أهل السنة أن وفقوا للسنة، من نعمة الله، وهذه النعم يجب علينا جميعًا شكرها، والله يجب علينا جميعًا شكرها؛ أن الله -سبحانه وتعالى- وفقنا أن جعلنا على السنة وعلى اتباع السلف الصالح نسأل الله -عز وجل- أن يثبتنا عليها وأن نموت على هذه الطريقة السوية.

☆ احذروا الذين يتظاهرون بالغيرة على الإسلام ☆
احذروا الذين يتظاهرون بالغيرة على الإسلام وهم في حقيقة الأمر إنما الغيرة عندهم على الحزبية وعلى الكراسي فقط، هذا الذي عندهم فقط من غيرة.
ألم يكن الإخوان المفلسون يرفعون شعارات لا إله إلا الله؟!!
ويرفعون شعارات الحكم لله؟!!
بعد ذلك رفعوا شعار من؟ رابعة العدوية، سبحان ربي! أين شعار لا إله إلا الله؟!

☆ الفرق بين التقليد والاتباع والاجتهاد ☆
التقليد هو: "قبول قول الغير بلا حُجَة"، وقيل هو: "اتباع من ليس قوله حُجَة"، هذا تقليد.

وأما الاتباع: فهو اتباع الدليل، مسألة بدليلها يسمى اتباعًا، وهي المرتبة الأعلى من التقليد.

ثم بعد ذلك المرتبة الأخيرة وهي الاجتهاد: "هي بذل الجهد لإدراك حكم شرعي"، أي أن الطالب للعلم ينظر في الأدلة من أقوال أهل العلم ويجتهد ويرجح لأن عنده أهلية لذلك.

☆ الذي على باطل يأوي إلى أهل الباطل ☆
لما سُئِل أحمد -رحمه الله- أو سأَلَ عن الربيع بن صبيح؛ فقيل له -رحمه الله عز وجل-: قال:" ماهو؟ قالوا: سنيٌّ، قال: من جلساؤه؟ قالوا: القدرية، قال: هو قدري ".

السلفي يأوي إلى من؟ إلى السلفيين، والسني يأوي إلى السُنيين، وأهل الحديث والأثر يأوون إلى أهل الحديث والأثر؛ هم جلساؤهم، لكن الذي على باطل يأوي إلى أهل الباطل، ويميل قلبه إليهم ويحب مؤانستهم ويحب الجلوس معهم لأنه منهم.

☆ طالب العلم يفرح بالجلوس مع أهل السنة ☆
طالب العلم والله لا يفرح بالجلوس مع أرباب الأموال وأرباب الدنيا، والله لا يفرح، لأنهم من أرباب ايش؟ الدنيا، ولكن فرح طالب العلم أن يكون الجلوس مع طلاب العلم، مع أهل العلم، مع أهل الفضل، مع أهل السنة، هذا الفرح والسرور والغبطة.

☆ الرحلة في طلب العلم من منهج السلف الصالِح ☆
الرحلة في طلب العلم يا إخواني من منهج السلف الصالِح وطريقتهم أنهم كانوا يرحلون لطلب العلم، إذا أخذوا من عالِم بلدِهم انتقلوا وأخذوا من علماء المدينة، من علماء الشام، من علماء مصر، من علماء اليمن، من علماء البصرة، العراق، الكوفة، إلى آخره.

وهذه كما قالَ أحمد -رحمهُ الله- قال عبد الله ابنهُ: "سألتُ أبي عمن طَلَبَ العلم، ترى له أن يَلزَم رجلًا عندهُ علم فيكتبُ عنهُ أو ترى أن يرحل إلى المواضِع التي فيها العلم فيسمعَ منهم؟ قال: يرحل، يكتُبُ من الكوفيين والبصريين، وأهل المدينة، وأهلِ مكة يسمعُ منهم", وكونك في رحلةٍ في طلب العلم فأنت في عبادة، كما قالَ الشعبي-رحمهُ الله-: "لو أنَّ رَجُلًا سَافرَ من أَقصى الشَام إِلى أَقصى اليَمن فَحَفِظَ كَلمةٍ تَنفَعهُ فِيما يَستَقبِلهُ مِن عُمره رأيتُ أن سفرهُ لا يضيع".

يتبع بإذن الله ...
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 Jan 2016, 07:37 AM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي

كلام جميل جدا وفوائد رائعة بارك الله فيك أخي أبو إكرام على ما نقلت
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آداب, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013