11 Jan 2008, 06:59 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,034
|
|
حديث فيه نهي يأتي به كثيرا الجزائريين
حديث فيه نهي يأتي به كثيرا الجزائريين
الجزائريين يدعون كثيرا هكذا
يا رب فرج علي نشا الله و الأحق أن يقولوا إن شاء الله
و في الدعاء لا يقولوها قط
فكثيرا تسمع الجزائريين يدعون اللهم ارزقنا إن شاء الله وهناك حديث فيه نهي عن هذا وهو
موجود في الصحيح
و في كتاب التوحيد كما يلي و أتيكم بالشرح لكي تقتنعوا
" باب قوله : اللهم اغفر لي إن شئت "
في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقل أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة ؛ فإن الله لا مكره له » (1) .
ولمسلم : « وليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه » (2) .
فيه مسائل :
الأولى : النهي عن الاستثناء في الدعاء .
الثانية : بيان العلة في ذلك .
الثالثة : قوله : ليعزم المسألة .
الرابعة : إعظام الرغبة .
الخامسة : التعليل لهذا الأمر .
الشرح :
_________
(1) أخرجه البخاري (6339) ومسلم (2679).
(2) أخرجه مسلم (2679).
حقيقة التوحيد أن يوحد العبد ربه- جل وعلا- بتمام الذل والخضوع والمحبة ، وأن يتضرع إلى الله- جل وعلا- ويتذلل إليه بإظهار فقره التام إليه ، وأن الله- جل وعلا- هو الغني عما سواه ، وقول القائل : « اللهم اغفر لي إن شئت » يفهم منه أنه مستغن عن أن يغفر له ، كما يأتي العزيز أو المتكبر من الناس فيقول لآخر لا يريد أن يتذلل له : افعل هذا إن شئت ، يعني : إن فعلت ذلك فحسن ، وإن لم تفعل فلست بملح عليك ، ولست بذي إكرام ، فهذا القول مناف لحاجة الذي قالها إلى الآخر ولهذا كان فيه عدم تحقيق للتوحيد ، ومنافاة لما يجب على العبد في جناب ربويية الله- جل وعلا- من أن يظهر فاقته وحاجته لربه ، وأنه لا غنى به عن مغفرة الله ، وعن غنى الله ، وعن عفوه ، وكرمه وإفضاله ، ونعمه طرفة عين ، فقول القائل : « اللهم اغفر لي إن شئت » كأنه يقول : لست محتاجا ، إن شئت فاغفر ، وإن لم تشأ فلست بمحتاج ، وهذا فعل أهل التكبر ، وأهل الإعراض عن الله- جل وعلا- ، ولهذا حرم هذا اللفظ ، وهو أن يقول أحد : « اللهم اغفر لي إن شئت » ؛ للحديث الذي ساقه المؤلف ، فقال : " في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقل أحدكم
: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة ، فإن الله لا مكره له » . ولمسلم : « وليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه » .
قوله : « ليعزم المسألة » : يعني : ليسأل سؤال عازم ، سؤال محتاج ، سؤال متذلل ، لا سؤال مستغن مستكبر ، فليعزم المسألة ، وليسأل سؤال جاد محتاج متذلل فقير يحتاج إلى أن يعطى ذلك ، والذي سأل سأل أعظم المسائل ، وهي المغفرة والرحمة من الله- جل وعلا- فيجب عليه أن يعظم هذه المسألة ، ويعظم الرغبة وأن يعزم المسألة .
قوله : « فإن الله لا مكره له » أي : لا أحد يكرهه لتمام غناه ، وتمام عزته وقهره وجبروته ، وتمام كونه مقيتا سبحانه وتعالى ، وهذا من آثار الأسماء والصفات .
ولهذا لا يجوز قي الدعاء أن يواجه العبد ربه بهذا القول : « اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت » ، وهذا واضح ظاهر في الدعاء الذي فيه المخاطبة ، ولهذا قال بعض أهل العلم : إن هذا يتقيد بالدعاء الذي فيه خطاب ، أما الدعاء الذي ليس فيه خطاب فيكون التعليق بالمشيئة ليس تعليقا ؛ لأجل عدم الحاجة ، أو منبئا عن عدم الحاجة كهذا الدعاء ، بل هو للتبرك كمن يقول : رحمه الله إن شاء الله ، أو غفر الله له إن شاء الله ، أو الله يعطيه من المال كذا وكذا إن شاء الله ، ونحو ذلك ، فهذا قالوا : لا يدخل في هذا النوع ، لأنه ليس على وجه الخطاب ، وليس على وجه الاستغناء ، ولكن الأدب يقتضي ألا يستعمل هذه العبارة في الدعاء مطلقا ؛ لأنها وإن كانت ليست بمواجهة فإنها داخلة في تعليق الدعاء بالمشيئة ، والله- جل وعلا- لا مكره له ، فعموم المعنى المستفاد من قوله : « فإن الله لا مكره له » عموم هذا التعليل يشمل هذا وهذا ، فلا شك أن قول « اللهم اغفر لي إن شئت » أعظم ولكن القول الآخر داخل أيضا في علة النهي ومعنى النهي ؛ ولهذا لا يسوغ استعماله
وقول النبي عليه الصلاة والسلام لمن عاده وقد أصابته الحمى- كما رواه البخاري ومسلم وغيرهما- : « طهور إن شاء الله » قال : بل هي حمى تفور . . إلخ كلامه (1) ، هذا ليس فيه دعاء ، وإنما هو من جهة الخبر ، قال : يكون طهورا إن شاء الله ، فهو ليس بدعاء ، وإنما هو خبر ، فافترق عن أصل المسألة .
وقال طائفة من أهل العلم من شراح البخاري : وقد يكون قوله : « طهور إن شاء الله » للبركة ، فيكون ذلك من جهة التبرك ، كقوله- جل وعلا- مخبرا عن قول يوسف : { ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ } وهم قد دخلوا مصر ، وكقوله- جل وعلا- : { لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ } [الفتح : 27] .
_________
(1) أخرجه البخاري (3616) ، ولم يروه مسلم رحمه الله .
الكتاب : التمهيد لشرح كتاب التوحيد
المؤلف : دروس ألقاها صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ
الطبعة : الأولى
الناشر : دار التوحيد
تاريخ النشر : 1424هـ - 2003م
عدد الصفحات : 634
عدد الأجزاء : 1
مصدر الكتاب : موقع الإسلام
http://www.al-islam.com
[ ضمن مجموعة كتب من موقع الإسلام ، ترقيمها غير مطابق للمطبوع ، وغالبها مذيلة بالحواشي ]
|