منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04 Nov 2007, 09:04 PM
أبو الوليد جمال أبو الوليد جمال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: جنوب الجزائر/ البيض
المشاركات: 265
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو الوليد جمال
افتراضي بعض فتاوى أهل العلم في الأسماء والصفات

[SIZE="4"][COLOR="Indigo"] خلق الله آدم على صورته


س : ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهي فيه عن تقبيح الوجه ، وأن الله سبحانه خلق آدم على صورته . . فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث ؟

ج : الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته" وفي لفظ آخر : "على صورة الرحمن" وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل .

والمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا هو وصف الله فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وله وجه جل وعلا .

وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق ، وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ومتى شاء ، وهكذا خلق الله آدم ، سميعا بصيرا ، ذا وجه وذا يد وذا قدم ، ولكن ليس السمع كالسمع ، وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله صفاته جل وعلا التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء ، ولهذا قال عز وجل :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } وقال سبحانه : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا } أَحَدٌ فلا يجوز ضرب الوجه ، ولا تقبيح الوجه .

برنامج نور على الدرب في الشريط رقم 30

المفتي : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


==============

نزول الله سبحانه و تعالى إلى السماء الدنيا


س : من المعلوم أنّ الله ليس داخل العالم فكيف يجاب على الذي يقول و يحتج بنزول الله سبحانه و تعالى إلى السماء الدنيا ؟

ج : هذا الذي يقول إنّ الله في كل مكان هو أصله لا يؤمن بعلو الله على عرشه لأنّه من أصله يقول إنّ الله في كل مكان , و لكن لنصرة باطله يتعلق بأحاديث النزول , و النزول فيه خلاف بين السلف , هل الله تبارك و تعالى ينزل عن العرش , و الراجح عند أهل السنة أنّه يبقى على عرشه و نزوله يعني على كيفية لا نستطيع أن نتصورها ,لأنَّ الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه .
و كما نؤمن أنّ الله على عرشه من غير تكييف , نؤمن بنزوله إلى السماء الدنيا من غير تكييف لأنّ الله يفعل ما يشاء فإنّ الله ينزل و يجيء يوم القيامة سبحانه وتعالى ,ولأنَّ ذاته ليست كذوات المخلوقين فنزوله ليس كنزول المخلوقين ,فلا علمه كعلم المخلوقين و لا قدرته كقدرتهم و لا علوه كعلوهم و لا استواؤه كاستوائهم و لا نزوله كنزولهم ...
فأهل السنة قالوا ينزل - مثلاً - و لا يقولون كيف ينزل ,لكن هل يلزم من قولنا بأنّ الله ينزل , أنّ الله ينتقل من عرشه إلى السماء الدنيا ؟
بعضهم قد يرى ذلك وهذا رأي مرجوح ,والصواب أنّ الله على عرشه ونزوله كما أراد و كما شاء سبحانه وتعالى فإنّه على كل شيء قدير ,والتغلغل في مثل هذه الأشياء من السلامة تركها - بارك الله فيكم - .
والقاعدة عندنا أنّنا نؤمن بما ثبت عن الله عزّ وجلّ .
وأحاديث النزول متواترة و قد شرحها ابن تيمية –رحمه الله- في أحاديث النزول وردّ على هذه الشبه وحكى فيها مذهب السلف ,فشأن النزول كشأن سائر الصفات ,نؤمن بالصفة من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل .


المفتي : الشيخ ربيع بن هادي المدخلي

=============

ما حكم من ينفي علو الله وأنه في السماء ؟


دار نقاش بيني وبين زميل لي في المكتب حول وجود الله سبحانه وتعالى في السماء، وهذا الشخص ينفي وجود الله سبحانه وتعالى في السماء وأنا أثبته بدليل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ ‏[‏سورة الملك‏:‏ آية 16‏]‏ الآية، ولحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ للجارية قال لها‏:‏ ‏(‏أين الله‏؟‏‏)‏ قالت‏:‏ في السماء ‏[‏رواه الإمام مالك في ‏"‏الموطأ‏"‏ ‏(‏2/777‏)‏، ورواه الشافعي في ‏"‏الرسالة‏"‏ ‏(‏ص75‏)‏ ‏"‏فقرة 242‏"‏ تحقيق أحمد محمد شاكر، وانظر ‏"‏صحيح مسلم‏"‏ ‏(‏1/381، 382‏)‏ من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه، ورواه الإمام ابن خزيمة في ‏"‏كتاب التوحيد‏"‏ ‏(‏1/278-289‏)‏، وانظر ‏"‏مختصر العلو للعلي الغفار‏"‏ ‏(‏ص81‏)‏‏]‏‏.‏ المطلوب من فضيلتكم توضيح الصواب وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم‏؟‏

ج: لا شك أن الله سبحانه وتعالى في السماء، وهذا يعتقده المسلمون وأتباع الرسل قديمًا وحديثًا، فهو محل إجماع لرسالات الله سبحانه وتعالى وعباده المؤمنين أن الله جل وعلا في السماء، وقد تضافرت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة بما يزيد على ألف دليل على علو الله سبحانه وتعالى، وأنه في السماء وأنه استوى على عرشه سبحانه وتعالى كما أخبر الله جل وعلا بذلك، ومن ذلك ما ذكره السائل من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا‏}‏ ‏[‏سورة الملك‏:‏ الآيتين 16، 17‏]‏ وحديث الجارية الذي في ‏"‏الصحيح‏"‏ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لها‏:‏ ‏(‏أين الله‏؟‏‏)‏ قالت‏:‏ في السماء، قال‏:‏ ‏(‏أعتقها فإنها مؤمنة‏)‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏1/381، 382‏)‏ من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه‏]‏، ومعنى كونه في السماء إذا أريد بالسماء العلو فـ‏(‏في‏)‏ للظرفية وهو أن الله جل وعلا في العلو بائن من خلقه سبحانه وتعالى عالٍ على مخلوقاته بائن من خلقه‏.‏ وأما إذا أريد بالسماء السماء المبنية وهي السبع الطباق فمعنى ‏(‏في‏)‏ هنا‏:‏ بمعنى على يعني‏:‏ على السماء كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سِيرُواْ فِي الأَرْضِ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام‏:‏ آية 11‏]‏ يعني‏:‏ على الأرض، وكما في قوله‏:‏ ‏{‏وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ‏}‏ ‏[‏سورة طه‏:‏ آية 71‏]‏ يعني‏:‏ على جذوع النخل‏.‏
وعلى كل حال فالآيات المتضافرة والأحاديث المتواترة وإجماع المسلمين وأتباع الرسل على أن الله جل وعلا في السماء أما من نفى ذلك من الجهمية وأفراخهم وتلاميذهم فإن هذا المذهب باطل وإلحاد في أسماء الله، والله جل وعلا يقول‏:‏ ‏{‏وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الأعراف‏:‏ آية 180‏]‏ فالإلحاد في أسماء الله وصفاته جريمة عظيمة، وهذا الذي ينفي كون الله في السماء يكذب القرآن ويكذب السنة ويكذب إجماع المسلمين، فإن كان عالمًا بذلك فإنه يكفر بذلك، أما إذا كان جاهلاً فإنه يبين له فإن أصر بعد البيان فإنه يكون كافرًا، والعياذ بالله‏.


المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

===================

ما معنى ‏{‏وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏‏؟‏


يقول الله عز وجل في سورة الأنفال‏:‏ ‏{‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 30‏]‏ ما معنى ‏{‏وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏‏؟‏

ج : هذه الآية في سياق ما ذكر الله سبحانه وتعالى من مكيدة المشركين ومكرهم برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما تآمروا على قتله وترصدوا له ينتظرون خروجه - عليه الصلاة والسلام - فأخرجه الله من بينهم ولم يشعروا به، وذهب هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنه واختبيا في الغار ‏(‏في غار ثور‏)‏ قبيل الهجرة إلى المدينة ثم إن الله سبحانه وتعالى صرف أنظارهم حينما وصلوا إلى الغار، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مختبئ فيه هو وصاحبه، ووقفوا عليه ولم يروه‏.‏
حتى إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لأبصرنا، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما‏)‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏4/189، 190‏)‏ من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه‏]‏ فأنزل الله جل وعلا‏:‏ ‏{‏إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ آية 40‏]‏‏.‏
هذا هو المكر الذي مكره الله جل وعلا لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن أخرجه من بين أعدائه ولم يشعروا به مع حرصهم على قتله وإبادته ثم إنهم خرجوا في طلبه، ووقفوا على المكان الذي هو فيه، ولم يروه لأن الله صرفهم عنه كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 30‏]‏‏.‏
وهذا المكر المضاف إلى الله جل وعلا والمسند إليه ليس كمكر المخلوقين، لأن مكر المخلوقين مذموم، وأما المكر المضاف إلى الله سبحانه وتعالى فإنه محمود، لأن مكر المخلوقين معناه الخداع والتضليل، وإيصال الأذى إلى من لا يستحقه، أما المكر من الله جل وعلا فإنه محمود؛ لأنه إيصال للعقوبة لمن يستحقها فهو عدل ورحمة‏.

المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

=====================

ما معنى قوله تعالى في سورة النور‏:‏ ‏(‏اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ )



ما معنى قوله تعالى في سورة النور‏:‏ ‏{‏اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة النور‏:‏ آية 35‏]‏‏؟‏

ج : {‏اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ‏}‏ ذكر العلماء رحمهم الله أن الله سبحانه وتعالى نور السماوات والأرض الحسي والمعنوي وذلك بأنه تعالى بذاته نور، وحجابه نور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه وما انتهى إليه بصره من خلقه، وبه استنار العرش والكرسي والشمس والقمر، وبه استنارت الجنة‏.‏ وكذلك هو نور السماوات والأرض النور المعنوي فنور السماوات والأرض المعنوي يرجع إلى الله تعالى فكتابه نور، وشرعه نور، والإيمان به والمعرفة به في قلوب رسله وعباده المؤمنين نور، فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات، ولهذا كل محل يفقد نوره فَثَمَّ الظلمة والحسرة، قد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دعائه المشهور‏:‏ ‏(‏أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات‏)‏ ‏[‏انظر ‏"‏البداية والنهاية‏"‏ لابن كثير ‏(‏3/136‏)‏، و ‏"‏الكامل في التاريخ‏"‏ لابن الأثير ‏(‏2/64‏)‏ وأوله‏:‏ ‏(‏اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ وذلك عند رجوعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الطائف‏]‏‏.‏
‏{‏مَثَلُ نُورِهِ‏}‏ الذي يهدي إليه وهو نور الإيمان والقرآن في قلوب المؤمنين ‏{‏كَمِشْكَاةٍ‏}‏‏:‏ أي‏:‏ كوَّة فيها مصباح، لأن الكوة تجمع نور المصباح بحيث لا يتفرق، ذلك المصباح في زجاجة، الزجاجة من صفائها وبهائها ‏{‏كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ‏}‏ أي‏:‏ كوكب مضيء إضاءة الدر ‏{‏يُوقَدُ‏}‏ ذلك المصباح الذي في تلك الزجاجة الدرية، ‏{‏مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ‏}‏ أي‏:‏ يوقد من زيت الزيتون الذي ناره من أنور ما يكون ‏{‏لا شَرْقِيَّةٍ‏}‏ فقط فلا تصيبها الشمس آخر النهار ‏{‏وَلا غَرْبِيَّةٍ‏}‏ فقط فلا تصيبها الشمس أول النهار، وإذا انتفى عنها الأمران كانت متوسطة من الأرض كزيتون الشام تصيبه الشمس أول النهار وآخره فيحسن ويطيب، ويكون أصفى لزيتها، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ‏}‏ أي‏:‏ من صفائه يضيء ‏{‏وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ‏}‏ فإذا مسته النار أضاء إضاءة بليغة ‏{‏نُّورٌ عَلَى نُورٍ‏}‏ أي‏:‏ نور النار ونور الزيت‏.‏
ووجه هذا المثل الذي ضربه الله وتطبيقه على حالة المؤمن ونور الله في قلبه أن فطرته التي فطر عليها بمنزلة الزيت الصافي، ففطرته صافية مستعدة للتعاليم الإلهية والعمل المشروع، فإذا وصل إليه العلم والإيمان اشتعل ذلك النور في قلبه بمنزلة إشعال النار فتيلة ذلك المصباح، وهو صافي القلب من سوء القصد ومن سوء الفهم عن الله، إذا وصل إليه الإيمان أضاء إضاءة عظيمة لصفائه من الكدرات، وذلك بمنزلة صفاء الزجاجة الدرية فيتجمع له نور الفطرة ونور الإيمان ونور العلم وصفاء المعرفة ‏{‏نُّورٌ عَلَى نُورٍ‏}‏ ولما كان هذا من نور الله تعالى، وليس كل أحد يصلح له ذلك قال‏:‏ ‏{‏يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ‏}‏ ‏[‏سورة النور‏:‏ آية 35‏]‏ ممن يعلم زكاؤه وفطرته وطهارته، وأنه يزكو معه وينمو هداه ‏{‏وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ‏}‏ ليعقلوا عنه، ويفهموا لطفًا منه سبحانه وتعالى ‏{‏وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة النور‏:‏ آية 35‏]‏ والله أعلم‏.


المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

===================

هل يوصف الله تعالى بالقدم ؟وهل الفرد من أسماء الله تعالى؟


هل يوصف الله تعالى بالقِدَم؛ كأن يقول القائل‏:‏ يا قديم‏!‏ ارحمني‏!‏ أو ما أشبه ذلك ‏؟‏ وهل الفرد من أسماء الله تعالى ‏؟‏ أفتوني مأجورين‏.‏

ج : ليس من أسماء الله تعالى القديم، وإنما من أسمائه الأول، وكذلك ليس من أسمائه الفرد، وإنما من أسمائه الواحد الأحد؛ فلا يجوز أن يقال‏:‏ يا قديم‏!‏ أو‏:‏ يا فرد‏!‏ ارحمني‏!‏ وإنما يقال‏:‏ يا من هو الأول والآخر والظاهر والباطن‏!‏ يا واحد أحد فرد صمد‏!‏ ارحمني واهدني‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك؛ لأن أسماء الله تعالى توقيفية، لا يجوز لأحد أن يثبت شيئًا منها إلا بدليل‏.‏ والله أعلم‏.‏

المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

====================

الحلف بالقرآن الكريم‏


هل يجوز الحلف بالقرآن الكريم‏؟‏ فقد حلفت بالقرآن على أن لا يكون أمر ما، ولكنه حصل على الرغم مني؛ فهل علي كفارة عن هذا اليمين‏؟‏


ج: يجوز الحلف بالقرآن الكريم لأنه كلام الله سبحانه وتعالى، وكلامه صفة من صفاته، واليمين المشروع هو الحلف بالله أو بصفة من صفاته‏.‏
فإذا حلفت بالقرآن الكريم على أمر مستقبل؛ انعقدت يمينك، وكانت صحيحة؛ فإذا خالفتها مختارًا ذاكرًا؛ وجبت عليك الكفارة، وهي‏:‏ عتق رقبة إذا تمكنت من ذلك، أو تطعم عشرة مساكين كل مسكين نصف صاع من طعام البلد وقوت البلد، أو تكسو عشرة مساكين، أنت مخير بين أحد هذه الخصال الثلاثة‏:‏ العتق، أو الإطعام، أو الكسوة؛ فإذا لم تجد ولم تقدر على واحدة منها؛ فإنك تصوم ثلاثة أيام؛ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 89‏]‏‏.‏

المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

==================

ما المقصود بالإلحاد في أسماء الله


ما المقصود بالإلحاد في أسماء الله؛ كما جاء في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏180‏]‏‏؟‏


ج: الإلحاد في اللغة‏:‏ الميل والعدول عن الشيء، والإلحاد في أسماء الله وآياته‏:‏ معناه‏:‏ العدول والميل بها عن حقائقها ومعانيها الصحيحة إلى معان باطلة لا تدل عليها؛ كما فعلته الجهمية والمعتزلة وأتباعهم، وقالوا‏:‏ إنها ألفاظ مجردة، لا تتضمن صفات ولا معاني؛ فالسميع لا يدل على سمع، والبصير لا يدل على بصر، ونحو ذلك‏.‏
وقد توعد الله الذين يلحدون في آياته وفي أسمائه، فقال‏:‏ ‏{‏وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏180‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏40‏]‏، وكقول الأشاعرة‏:‏ المراد باليد النعمة، والمراد بالوجه الذات، وما أشبه ذلك من التأويلات الباطلة التي هي في حقيقتها إلحاد في أسماء الله وصفاته، والواجب أن تثبت كما جاءت، ويعتقد ما دلت عليه من المعاني الحقيقية‏.‏

المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

==================

إنكار توحيد الأسماء والصفات وهل هو مما أحدثه المتأخرون


ما القول في قوم ينكرون توحيد الأسماء والصفات، ويعتبرون ذلك مما أحدثه المتأخرون ‏؟‏

ج: توحيد الأسماء والصفات هو أحد أنواع التوحيد الثلاثة‏:‏ توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات‏.‏
فالذي ينكر توحيد الأسماء والصفات منكر لنوع من أنواع التوحيد، والذين ينكرون هذا التوحيد لا يخلون من أحد حالين‏:‏
الحال الأولى‏:‏ أن ينكروا ذلك بعدما عرفوا أنه حق، فأنكروه عنادًا، ودعوا إلى إنكاره؛ فهؤلاء كفار؛ لأنهم أنكروا ما أثبته الله لنفسه - وهم يعلمونه - من غير تأويل‏.‏
والحال الثانية‏:‏ أن يكونوا مقلدين لغيرهم؛ لثقتهم بهم، وظنهم أنهم على حق، أو فعلوا ذلك لتأويل ظنوه صحيحًا، ولم يفعلوا ذلك عن عناد، بل فعلوه من أجل تنزيه الرب بزعمهم؛ فهؤلاء ضُلاّل مُخطئون، لا يُكَفَّرون؛ لأنهم مقلدون أو متأولون‏.‏
والدليل على كفر الأولين قوله تعالى عن المشركين‏:‏ ‏{‏وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏30‏]‏‏.‏
قال الشيخ سليمان بن عبد الله في ‏"‏تيسير العزيز الحميد‏"‏‏:‏ ‏"‏لأن الله تعالى سمى جحود اسم من أسمائه كفرًا، فدل على أن جحود شيء من أسماء الله وصفاته كفر، فمن جحد شيئًا من أسمائه وصفاته من الفلاسفة والجهمية والمعتزلة ونحوهم؛ فله نصيب من الكفر بقدر ما جحد من الاسم أو الصفة‏"‏ .‏
وقال أيضًا‏:‏ ‏"‏بل نقول‏:‏ من لم يؤمن بذلك؛ فليس من المؤمنين، ومن وجد في قلبه حرجًا من ذلك؛ فهو من المنافقين‏"‏ .‏
وتوحيد الأسماء والصفات ليس مما أحدثه المتأخرون؛ فقد سمعت حكم الله فيمن أنكر اسمه الرحمن، والإيمان بهذا النوع موجود في كلام الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم من السلف‏:‏
قال الإمام مالك لما سئل عن استواء الله على عرشه‏:‏ ‏"‏الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة‏"‏ .‏
وقال عبد الله بن المبارك‏:‏ ‏"‏نعرف ربنا بأنه فوق سبع سماوات، على العرش مستو، بائن من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية‏"‏ ‏.‏
وقال الإمام الأوزاعي‏:‏ ‏"‏كنا والتابعون متوافرون نقول‏:‏ إن الله تعالى ذِكْرُهُ فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السّنّة‏"‏ .‏
وقال الإمام أبو حنيفة‏:‏ ‏"‏ومن قال‏:‏ لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض‏؟‏ فقد كفر؛ لأن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏ ‏[‏طه‏:‏5‏]‏، عرشه فوق سبع سماواته‏"‏ .‏
وذكرنا قول الإمام مالك‏.‏
وإذا أردت الاستزادة من كلام السلف في هذا الموضوع؛ فراجع كتاب ‏"‏اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية‏"‏ للإمام ابن القيم‏.‏
لكن بعض العلماء يدخل توحيد الأسماء والصفات في توحيد الربوبية، ويقول‏:‏ التوحيد نوعان‏:‏ توحيد في المعرفة والإثبات، وهو توحيد الربوبية، وتوحيد في الطلب والقصد، وهو توحيد الألوهية، ولما وجد من ينكر الأسماء والصفات؛ جعل هذا النوع مستقلاً من أجل التنبيه على إثباته والرد على من أنكره‏.‏
وأنواع التوحيد الثلاثة موجودة في القرآن الكريم وبالأخص في أول سورة، وعليك أن تراجع أول كتاب ‏"‏مدارج السالكين‏"‏ لابن القيم


المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

====================

صفات الله من قبيل المتشابه أم المحكم


هل صفات الله عز وجل من قبيل المتشابه أو من قبيل المحكم ‏؟‏

ج: صفات الله سبحانه وتعالى من قبيل المحكم الذي يعلم معناه العلماء ويفسرونه، أما كيفيتها؛ فهي من قبيل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله‏.‏
وهذا كما قال الإمام مالك رحمه الله وقال غيره من الأئمة‏:‏ ‏"‏الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة‏"‏ ‏.‏
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ ‏"‏فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة؛ لا أحمد بن حنبل ولا غيره؛ أنه جعل ذلك من المتشابه‏"‏ ‏.‏
ومعنى ذلك أن علماء أهل السنة وأئمتها أجمعوا على أن نصوص الصفات ليست من المتشابه، وإنما ذلك قول المبتدعة والفرق المنحرفة عن منهج السلف‏.‏ والله أعلم‏.‏


المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

=================

إثبات استواء الله على عرشه كما يليق بجلاله


عن تفسير استواء الله عز وجل على عرشه بأنه علوه تعالى على عرشه على ما يليق بجلاله ؟

ج: تفسير استواء الله تعالى على عرشه بأنه علوه تعالى على عرشه على ما يليق بجلاله هو تفسير السلف الصالح. قال ابن جرير إمام المفسرين في تفسيره : " من معاني الاستواء : العلو والارتفاع كقول القائل : استوى فلان على سريره يعني علوه عليه ". وقال في تفسير قوله تعالى: ( الرحمن على العرش استوى) "يقول : جل ذكره : الرحمن على عرشه ارتفع وعلا" أ.هـ ولم ينقل عن السلف ما يخالفه.
ووجهه: أن الاستواء في اللغة يستعمل على وجوه:
الأول:أن يكون مطلقاً غير مقيد فيكون معناه الكمال كقوله تعالى:(ولما بلغ اشده واستوى).
الثاني: أن يكون مقروناً بالواو فيكون بمعنى التساوي كقولهم: استوى الماء والعتبة.
الثالث:أن يكون مقروناً بإلى فيكون بمعنى القصد كقوله تعالى:(ثم استوى إلى السماء).
الرابع: أن يكون مقروناً بعلى فيكون بمعنى العلو والارتفاع كقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى).
وذهب بعض السلف إلى أن الاستواء المقرون بإلى كالمقرون بعلى فيكون معناه الارتفاع والعلو. كما ذهب بعضهم إلى أن الاستواء المقرون بعلى بمعنى الصعود والاستقرار إذا كان مقروناً بعلى.
وأما تفسيره بالجلوس فقد نقل ابن القيم في الصواعق 4/1303 عن خارجة بن مصعب في قوله تعالى:(الرحمن على العرش استوى) قوله: "وهل يكون الاستواء إلا الجلوس". ا.هـ. وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً. والله أعلم

[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال السابع والخمسون].

المفتي : الشيخ محمد بن صالح العثيمين

====================



إثبات العينين لله والرد على الرازي في ذلك


سئل: عما ذكره الرازي من أن ظاهر قوله تعالى :( ولتصنع على عيني ) . يقتضي أن يكون موسى مستقراً على تلك العين لاصقاً بها مستعلياً عليها. وأن قوله تعالى: ( واصنع الفلك بأعيننا). يقتضي أن تكون آلة تلك الصنعة هي تلك العين ؟

ج: ما ذكره الرازي من أن ظاهر قوله تعالى: (ولتصنع على عيني) . يقتضي أن يكون موسى مستقراً على تلك العين لاصقاً بها مستعلياً عليها، وأن قوله تعالى: (واصنع الفلك بأعيننا) يقتضي أن تكون آلة تلك الصنعة هي تلك العين.
أقول: إن ادعاءه أن ذلك ظاهر الآيتين ادعاء باطل، لأن هذا المعنى الذي ادعى أنه ظاهر الكلام معنى باطل، لا يقوله عاقل، كما اعترف به هو، فإذا كان معنى باطلاً لا يقوله: عاقل فكيف يسوغ لمؤمن بل لعاقل أن يقول : إن هذا ظاهر كلام الله تعالى؟!
إن من جوز أن يكون هذا ظاهر كلام الله عز وجل فقد قدح في الله عز وجل وفي كلامه الكريم، حيث جعل مدلوله معنى باطلاً، لا يقول :ه العقلاء، وإذا تعذر أن يكون هذا المعنى الباطل ظاهر هذا الكلام تعين أن يكون ظاهره معنى آخر يليق بالله تعالى، وهو في الآية الأولى أن تربية موسى عليه السلام على عين الله تعالى، وينظر إليه بعينه، كما تقول : جرى هذا الشيء على عيني، أي حصل وأنا أشاهده وأراه بعيني.
والمعنى في الآية الثانية أن صنع نوح، عليه الصلاة والسلام، السفينة كان بعين الله تعالى، أي مصحوباً بعينه يراه الله تعالى بعينه، فيسدده ويصلح صنيعه، كما تقول: صنعت هذا بعيني، أي صنعته وأنا أرعاه بعيني، وإن كانت آلة الصنع اليد أو الآلة. وتقول : كتبته بعيني، أي كتبته وأنا أنظر إليه بعيني وإن كانت الكتابة باليد أو بالآلة.
وهذا التعبير لهذا المعنى تعبير عربي مشهور، والقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، فهو محمول على ما تقتضيه اللغة العربية، إلا أن يكون هناك حقيقة شرعية انتقل المعنى إليها كالصلاة والصيام ونحوها، فيحمل على الحقيقة الشرعية. وكتاب التأسيس الذي نقل السائل منه هذه الكلمات قد نقضه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فليت السائل يحصل على نسخة من نقضه.

[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الرابع والستون].



المفتي : الشيخ محمد بن صالح العثيمين



======================

الفرق بين الأسماء والصفات


ما الفرق بين الأسماء والصفات ؟


ج: كل أسماء الله سبحانه مشتملة على صفات له سبحانه تليق به وتناسب كماله ، ولا يشبهه فيها شيء ، فأسماؤه سبحانه أعلام عليه ونعوت له عز وجل ، ومنها : الرحمن ، الرحيم ، العزيز ، الحكيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن . . إلى غير ذلك من أسمائه سبحانه الواردة في كتابه الكريم وفي سنة رسوله الأمين ، فالواجب إثباتها له سبحانه على الوجه اللائق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، وهذا هو معنى قول أئمة السلف كمالك والثوري والأوزاعي وغيرهم : أمروها كما جاءت بلا كيف .

والمعنى أن الواجب إثباتها لله سبحانه على الوجه اللائق به سبحانه .

أما كيفيتها فلا يعلمها إلا الله سبحانه ، ولما سئل مالك رحمه الله عن قوله تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) كيف استوى؟ أجاب رحمه الله بقوله : الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ، يعني بذلك رحمه الله : السؤال عن الكيفية ، وقد روى هذا المعنى عن سيخه ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وعن أم سلمة رضي الله عنها ، وهو قول أئمة السلف جميعا . كما نقله عنهم غير واحد من أهل العلم ، ومنهم سيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في : " العقيدة الواسطية " وفي : " الحموية " و " التدمرية " وفي غيرها من كتبه رحمه الله . هكذا نقله عنهم العلامة ابن القيم رحمه الله في كتبه المشهورة ، ونقله عنهم قبل ذلك أبو الحسن الأشعري رحمه الله


مجموع فتاوى ومقالات_الجزء السادس



المفتي : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز



================

أهمية الحديث عن الأسماء والصفات


هناك طائفةٌ مِن المُنتَسِبين للدعوةِ الإسلاميةِ يَرونَ عدمَ التحدُّثِ عن توحيدِ الأسماءِ والصفاتِ، بحجةِ أنه يُسبِّبُ فرقةً بين المسلمين، ويُشغلُهم عن واجبهم، وهو الجهادُ الإسلامي. ما مَدى صحةِ تلك النظرة ؟

ج: هذه النظرةُ خاطئة. فقد أوضحَ اللهُ سبحانه وتعالى في كتابهِ الكريم أسماءَه وصفاتِه، ونوَّه بذلك لِيعلمَها المؤمنون، ويُسمُّوه بها، ويَصِفوه بها، ويُثنوا عليه بها سبحانه وتعالى.

قد تواترتِ الأحاديثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في خُطبِه، وفي أحاديثِه مع أصحابِه بذِكره لأسماءِ الله وصفاتِه، وثنائِه على اللهِ بها، وحَثـِّه على ذلك - عليه الصلاة والسلام -.

فالواجبُ على أهلِ العلم والإيمان: أن يُنشُروا أسماءَه وصفاتِه، وأن يَذكُروها في خُطَبهم ومؤلَّفاتِهم ووَعظِهم وتذكِيرهم؛ لأن اللهَ سبحانه بها يُعرف، وبها يُعبَد، فلا تجوز الغفلةُ عنها، ولا الإعراضُ عن ذِكرها بحجة أنَّ بعضَ العامة قد يَلتبسُ عليه الأمرُ، أو لأن بعضَ أهل البدع قد يُشوِّشُ على العامة في ذلك، بل يجبُ كشفُ هذه الشبهةِ وإبطالُها، وبيانُ أن الواجبَ إثباتُ أسماءِ الله وصفاتِه على الوجهِ اللائق باللهِ جل وعلا مِن غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ولا تكييفٍ ولا تمثيل؛ حتى يَعلم الجاهلُ الحكمَ في ذلك، وحتى يقِفَ المبتدعُ عند حدِّه، وتُقام عليه الحُجة.

وقد بيـَّن أهلُ السنة والجماعة في كُتبهم: أن الواجبَ على المسلمين - ولا سيما أهل العلم - إمرارُ آياتِ الصفات وأحاديثِها كما جاءت، وعدمُ تأويلِها، وعدمُ تكييفِ صفاتِ اللهِ عز وجل، بل يجبُ أن تمَرَّ كما جاءت مع الإيمانِ بأنها حقٌّ، وأنها صفاتٌ لله وأسماءٌ له سبحانه، وأنَّ معانيها حقٌّ موصوفٌ بها ربُّنا عز وجل على الوجه اللائق به - كالرحمن والرحيم والعزيز والحكيم والقدير والسميع والبصير إلى غير ذلك -.

فيجبُ أن تُمَرَّ كما جاءت، مع الإيمانِ بها، واعتقادِ أنه سبحانه لا مثيلَ له ولا شبيهَ له ولا كُفوَ له سبحانه وتعالى، ولكن لا نكيِّفُها؛ لأنه لا يَعلم كيفيةَ صفاتِه إلا هو، فكما أنه سبحانه له ذاتٌ لا تُشبهُ الذوات، ولا يجوز تكييفُها؛ فكذلك له صفاتٌ لا تشبهُ الصفات، ولا يجوزُ تكييفُها؛ فالقولُ في الصفاتِ كالقولِ في الذاتِ، يحتذى حذوه ويُقاس عليه. هكذا قال أهلُ السنة جميعًا مِن أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومَن بعدهم - رضي الله عنهم جميعا -.

قال سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، وقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وقال عز وجل: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وقال سبحانه: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الآية. والآيات في هذا المعنى كثيرة .



[فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: المجلد الخامس، لقاء مع مجلة " المجاهد "، السؤال الرابع].




المفتي : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز



======================

حكم ُتقسيم أهل السنة إلى قسمين: مدرسةِ ابن تيمية وتلاميذِه، ومدرسةِ الأشاعرة والماتريدية


سُئلَ فضيلةُ الشيخ:

عما يتعلمه طلبةُ المدارس في بعض البلادِ الإسلامية مِن أن مذهبَ أهل السنة هو " الإيمان بأسماء الله تعالى، وصفاته، مِن غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل".

وهل تقسيمُ أهلِ السنة إلى قسمين: مدرسةِ ابن تيمية وتلاميذه، ومدرسةِ الأشاعرة والماتريدية؛ تقسيمٌ صحيح ؟

وما موقف المسلم مِن العلماء المؤوِّلِين ؟

ج: لا شكَّ أنَّ ما يتعلمه الطلبةُ في المدارس مِن أن مذهبَ أهل السنة هو: (الإيمان بأسماءِ الله تعالى وصفاتِه، مِن غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل): هو المطابقُ للواقع بالنسبة لِمذهب أهل السنة، كما تَشهد بذلك كتُبُهم المطوَّلةُ والمختصرة، وهو الحقُّّ المُوافِقُ لِما جاء في الكتاب والسنة، وأقوالِ السلف، وهو مُقتضى النظرِ الصحيح، والعَقل الصريح.

ولسنا بصددِ سَرد أفرادِ الأدلة في ذلك، لِعدم طلبه في السؤال، وإنما نُجيبُ على ما طلب؛ وهو تقسيم أهل السنة إلى طائفتين في مدرستين:
إحداهما: مدرسة ابن تيمية وتلاميذه، المانِعين لِصرف النصوص عن ظواهرها.
الثانية: مدرسة الأشاعرة والماتريدية، المُوجِبين لِصرفها عن ظواهرها في أسماء اللهِ وصفاته.

فنقول:
مِن المعلوم: أنَّ بين هاتين المدرستين اختلافـًا بيِّنـًا في المنهاج فيما يتعلقُ بأسماء الله وصفاته. فالمدرسةُ الأولى: يقرِّرُ مُعَلِّموها وجوبَ إبقاءِ النصوص على ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، مع نفي ما يجبُ نَفيُهُ عن الله تعالى، مِن التمثيل أو التكييف. والمدرسةُ الثانية: يقرِّرُ مُعَلِّموها وجوبَ صَرف النصوص عن ظواهرها فيما يتعلقُ بأسماء الله وصفاتِه.

وهذان المنهاجان متغايران تمامًا، ويَظهر تغايرُهما بالمثال التالي: قال الله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ}، وقال فيما حكاه عن مُعاتبةِ إبليس حين أبَى أن يسجدَ لآدم بأمْر الله: {يَا إبْليسُ مَا مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}: فقد اختلف مُعلمو المَدرستين في المرادِ باليَدَيْن اللَّتَيْن أثبتَهما اللهُ تعالى لنفسه. فقال أهلُ المدرسة الأولى: يجبُ إبقاءُ معناهما على ظاهره، وإثباتُ يَدَيْنِ حَقيقيتين للهِ تعالى، على وجه يليق به. وقال أهل المدرسة الثانية: يجبُ صرفُ معناهما عن ظاهره، ويحرمُ إثباتُ يَدَيْن حقيقيتين لله تعالى. ثم اختلفوا في المراد بهما هل هو القوة، أو النعمة. وبهذا المثال: يتبينُ أن منهاجي أهل المدرستين مختلفان مُتغايران، ولا يمكنُ بعد هذا التغايُر أن يجتمعا في وصف واحد، هو "أهل السنة".

إذًا:
فلا بُد أن يختصَّ وصفُ أهل السنة بأحدِهما دون الآخر، فلنحكم بينهما بالعدل، ولنعرضْهما على ميزانِ القسط: وهو كتابُ الله تعالى، وسنةُ رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكلامُ الصحابة، والتابعين لهم بإحسان مِن سلف الأمة وأئمتها. وليس في هذا الميزان ما يدلُّ بأي وجهٍ مِن وجوه الدلالة، المطابقة، أو التضمن، أو الالتزام صريحًا أو إشارة على ما ذهب إليه أهل المدرسة الثانية، بل في هذا الميزان ما يدل دلالة صريحة، أو ظاهرة، أو إشارية على ما ذهب إليه أهل المدرسة الأولى، وعلى هذا فيتعين أن يكون وصف أهل السنة خاصاً بهم لا يشاركهم فيه أهل المدرسة الثانية، لأن الحكم بمشاركتهم إياهم جور، وجمع بين الضدين، والجور ممتنع شرعًا، والجمع بين الضدين ممتنع عقلاً.

وأما قول أهل المدرسة الثانية - المؤوِّلِين -: لا مانع مِن تأويل أسماءِ الله وصفاته إذا لم يتعارض هذا مع نص شرعي.

فنقول:
مجردُ صرفِ اللفظ عن ظاهره بلا دليل شرعي: مخالفٌ للدليل، وقولٌ على الله تعالى بلا عِلم؛ وقد حرَّم اللهُ تعالى ذلك في قوله: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، وقوله: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}. وهؤلاء المؤوِّلون لأسماءِ الله تعالى وصفاتِه ليس لهم عِلم مأثورٌ فيما أوَّلُوها إليه، ولا نظرٌ معقول، سِوى شُبَهٍ يَحتجون بها يُناقض بعضُها بعضًا، ويلزم عليها من النقص في ذاتِ الله تعالى وصفاته، ووحيه أكثر مما زعموه من النقص في إثباتها على ظاهرها.

وليس هذا موضع البسط في ذلك، وإنما المقصود:
بيان أنَّ وصفَ (أهل السنة) لا يمكنُ أن يُعطَى لِطائفتين يَتغاير منهاجُهما غايةَ التغاير، وإنما يستحقه مَن كان قوله موافقًا للسنة فقط. ولا ريب أن أهلَ المدرسة الأولى (غير المؤولين): أحقُّ بالوصف المذكور مِن أهل المدرسة الثانية (المؤولين) لِمَن نظر في منهاجيهما بعلم وإنصاف؛ فلا يصح تقسيم أهل السنة إلى الطائفتين، بل هم طائفة واحدة.

وأما احتجاجهم بقول ابن الجوزي في هذا الباب؛ فنقول:
أقوال أهل العلم يُحتَجُّ لها ولا يحتج بها؛ فليس قولُ واحد مِن أهل العلم بحجة على الآخرين.

وأما قولهم:
إن الإمامَ أحمد أوَّل في حديث: " قلوبُ بَنِي آدمَ بين أصبعينِ مِن أصابع الرَّحمن"، وحديث: "الحَجَرُ الأسْوَدُ يَمينُ اللهِ فِي الأرض"، وقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أيْنَمَا كُنْتُم}.

فنقول:
لا يصحُّ عن الإمام أحمد - رحمه الله - أنه تأوَّل الحَديثين المذكورين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "الفتاوى"، (ص 398 ج 5) مِن مجموع ابن القاسم: " وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي مِن أنَّ أحمد لم يتأوَّل إلا في ثلاثة أشياء: "الحجر الأسودُ يَمينُ الله في الأرض"، و"قلوبُ العباد بين أصبعين مِن أصابع الرحمن"، و"إني أجِدُ نَفَسَ الرحمن مِن قِبل اليمن"؛ فهذه الحكاية كذِبٌ على أحمد، لم ينقلها أحدٌ عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه". اهـ. وأما قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أيْنَمَا كُنْتُم}: فإن الإمامَ أحمد لم يتأوَّلها، وإنما فسَّرها ببعض لوازمها، وهو العلم؛ ردًّا على الجهميةِ الذين فسَّروها بخلافِ المرادِ بها، حيث زعموا أنها تقتضي كونَ اللهِ تعالى في كلِّ مكان بذاتِه - تعالى اللهُ عن قولِهم -، فبين - رحمه الله تعالى - أن المعيَّةَ هنا: بمعنى الإحاطةِ بالخَلْق؛ التي مِن جُملتها: العِلم بهم.

وذلك أنَّ المعيةَ لا تقتضي الحلولَ والاختلاط، بل هي في كل مَوضِع بحسبه؛ ولهذا يُقال: (سقاني لبنـًا معه ماء)، ويقال: (صليت مع الجماعة)، ويقال : (فلان معه زوجته).

ففي المثال الأول: اقتضت المزج والاختلاط، وفي الثاني: اقتضت المشاركة في المكان والعمل بدون اختلاط، وفي الثالث: اقتضت المصاحبة وإن لم يكن اشتراك في مكان أو عمل. وإذا تبيَّن أن معنى المعية يختلف بحسب ما تضاف إليه؛ فإن معيةَ الله تعالى لِخلقه تختلف عن معية المخلوقين لِمِثلهم، ولا يمكن أن تقتضيَ المزجَ والاختلاط أو المشاركة في المكان؛ لأن ذلك ممتنعٌ على الله عز وجل؛ لِثبوت مباينتِه لِخلقه، وعُلوِّه عليهم. وعلى هذا: يكون مَعنا وهو على العرش فوق السماوات؛ لأنه محيط بنا عِلمًا، وقدرة، وسلطانـًا، وسمعًا، وبصرًا، وتدبيرًا، وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيتُه. فإذا فسَّرها مفسِّرٌ بالعلم؛ لم يخرجْ بها عن مُقتضاها، ولم يكن متأوِّلاً إلا عند مَن يفهم مِن المعية المشاركة في المكان أو المزج والاختلاط على كل حال. وقد سبق أن هذا ليس بمتعيِّن في كل حال. هذا بالنسبة لما نُقِل عن الإمام أحمد في تأويل هذه النصوص الثلاثة.

أما بالنظر لها مِن حيث هي: فقد تقدَّم - قريبًا - أنه لا تأويلَ في الآية الكريمة إذا فسَّرها مُفسِّر بالعلم؛ لأنه تفسيرٌ لها ببعض مقتضياتِها، لا تقل لها عن المعنى الذي تقتضيه.

وأما حديث: " إن قلوبَ بَنِي آدمَ كلَّها بين أصبعينِ مِن أصابع الرحمنِ كَقَلب واحِدٍ يُصرفُهُ حَيث يشاء "؛ فقد رواه مسلم في: "صحيحه"، في (كتاب القدر) في الباب الثالث منه (رقم 17، ص 2045)، وليس فيه تأويلٌ عند أهل السنة والجماعة حيث يؤمِنون بما دلَّ عليه مِن إثبات الأصابع لله تعالى على الوجهِ اللائق به، ولا يلزم من كَون قلوبنا بين أصبعين منها أنْ تماس القلب؛ فإن السحابَ مُسخر بين السماء والأرض، ولا يمس السماءَ ولا الأرض، فكذلك قلوب بني آدم بين أصبعين مِن أصابع الرحمن، ولا يستلزم ذلك المماسة.

وأما حديث: " الحجرُ الأسوَدُ يمينُ اللهِ في الأرض": فقد قال فيه شيخُ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى": (ص 397 ج 6) من مجموع ابن قاسم: قد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم - بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس. قال: "الحجرُ الأسوَدُ يمينُ اللهِ في الأرض، فَمَن صافحَه وقبَّله؛ فكأنما صافَحَ اللهَ وقبَّلَ يَمينه"، وفي: (ص 44 ج 3) من المجموع المذكور: "صريحٌ في أن الحجرَ الأسودَ ليس هو صِفةُ الله، ولا نفْس يَمينه؛ لأنه قال :"يَمين اللهِ في الأرض"؛ فقَيَّده في الأرض، ولم يُطلِقْ فَيَقُلْ: يمين الله. وحُكمُ اللفظ المقيَّد يُخالِف المطلَق. وقال: "فمن قبَّله وصافحَه؛ فكأنما صافحَ اللهَ وقبَّل يمينَه"، ومعلومٌ أن المشبَّه غير المُشبَّه به" . اهـ.

قلت:
وعلى هذا: فلا يكون الحديثُ مِن صفاتِ الله تعالى التي أوِّلَت إلى معنى يُخالِف الظاهر، فلا تأويلَ فيه أصلاً.

وأما قولهم: إن هناك مدرستين: إحداهما: مدرسة ابن تيمية؛ فيُقال: نسبةُ هذه المدرسة إلى ابن تيمية تُوهِمُ أنه لم يُسبَقْ إليها، وهذا خطأٌ؛ فإن ما ذهب إليه ابنُ تيمية هو ما كان عليه السلفُ الصالح وأئمةُ الأمة، فليس هو الذي أحدثَ هذه المدرسة كما يُوهِمُه قولُ القائل الذي يريدُ أن يقللَ مِن شأنها، والله المستعان.

وأما موقفُنا مِن العلماء المؤوِّلِين: فنقول:
مَن عُرف منهم بحسنِ النية، وكان لهم قَدَمُ صِدق في الدين، واتباع السنة؛ فهو معذورٌ بتأويله السائغ، ولكن عُذرَه في ذلك لا يَمنع مِن تخطئةِ طريقتِه المخالِفة لِما كان عليه السلفُ الصالح مِن إجراء النصوص على ظاهرها، واعتقادِ ما دلَّ عليه ذلك الظاهرُ مِن غير تكييف، ولا تمثيل، فإنه يجبُ التفريق بين حُكم القول وقائله، والفعل وفاعِلِه. فالقولُ الخطأ إذا كان صادرًا عن اجتهاد وحُسن قصد؛ لا يُذمُّ عليه قائلُه، بل يكونُ له أجرٌ على اجتهادِه؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إذا حَكَم الحاكمُ فاجتهدَ ثم أصاب؛ فله أجران، وإذا حكَمَ فاجتهَدَ ثم أخطأ؛ فله أجر" [متفق عليه]. وأما وصفُه بالضلال؛ فإنْ أريدَ بالضلال الضلالُ المطلقُ الذي يُذَمُّ به الموصوف، ويُمقَت عليه؛ فهذا لا يتوجه في مثل هذا المجتهد الذي عُلِمَ منه حُسن النية، وكان له قدم صِدق في الدين واتباع السنة، وإنْ أريدَ بالضلال مخالفةُ قولهِ للصواب من غير إشعار بذم القائل؛ فلا بأسَ بذلك؛ لأن مثل هذا ليس ضلالاً مطلقـًا؛ لأنه مِن حيث الوسيلة صواب، حيث بذل جهدَه في الوصول إلى الحق، لكنه باعتبار النتيجة ضلال حيث كان خلافَ الحق.

وبهذا التفصيل يزول الإشكال والتهويل، والله المستعان.


[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الخمسون].



المفتي : الشيخ محمد بن صالح العثيمين



======================

عقيدة أهل السنة في الأسماء والصفات, والفرق بين الاسم والصفة


سئل فضيلة الشيخ عن:

عقيدةِ أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته. وعن: الفرق بين الاسم والصفة. وهل يلزم من ثبوت الاسم ثبوت الصفة، ومن ثبوت الصفة ثبوت الاسم؟

ج: عقيدةُ أهل السنةِ والجماعةِ في أسماءِ الله وصفاتِه: هي إثباتُ ما أثبتَهُ اللهُ لنفسِه مِن الأسماءِ والصفاتِ مِن غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

والفَرْق بين الاسم والصفة: أنَّ الاسم: ما سُمِّي اللهُ به، والصفة: ما وُصِف اللهُ به. وبينهما فرق ظاهر. فالاسمُ يُعتبر عَلَمًا على الله عز وجل مُتضمنًا للصفة.

ويلزَمُ مِن إثباتِ الاسم إثباتُ الصفة. مثاله: {إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: (غَفُور): اسم يلزمُ منه المغفرة، و (رَحِيم): يلزم منه إثباتُ الرحمة. ولا يلزمُ مِن إثباتِ الصفةِ إثباتُ الاسم، مثل: الكلام؛ لا يلزم أن نثبتَ للهِ اسم المتكلِّم.

بناءً على ذلك: تكونُ الصفاتُ أوسع، لأنَّ كلَّ اسم متضمنٌ لِصفة، وليست كلُّ صِفة متضمنة لاسم.


[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الحادي والخمسون].



المفتي : الشيخ محمد بن صالح العثيمين



=====================

حكم قول: أنّ اللهَ في كلِّ مكان


سئل فضيلة الشيخ:

عن قولِ بعضِ الناس إذا سئل: أين الله ؟ قال: اللهُ في كلِّ مكان، أو موجود. فهل هذه الإجابة صحيحة على إطلاقها ؟

ج: هذه إجابةٌ باطلة، لا على إطلاقِها ولا تقييدها. فإذا سُئل: أين الله ؟ فليقلْ: في السماء، كما أجابتْ بذلك المرأةُ التي سألها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أين الله؟" قالت: في السماء.

وأما مَن قال: "موجود" فقط؛ فهذا حَيدة عن الجواب، ومراوغة منه.

وأما مَن قال: (إن اللهَ في كلِّ مكان)، وأراد بذاته؛ فهذا كفرٌ؛ لأنه تكذيبٌ لِما دلَّت عليه النصوص، بل الأدلةُ السمعية، والعقلية، والفِطرية مِن أنَّ اللهَ تعالى عَلِيٌّ على كلِّ شيء، وأنه فوق السماوات مُستو على عرشه.


[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الخامس والخمسون].




المفتي : الشيخ محمد بن صالح العثيمين



===============

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}


سئل فضيلة الشيخ:

عن المعية في قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} ؟ هل هي مَعِيَّةٌ ذاتيةٌ، أو مَعِيَّةُ عِلمٍ وإحاطة ؟

ج : نحن نعلمُ أن اللهَ فوق كلِّ شيء، وأنه استوى على العرش، فإذا سمِعنا قولَه سبحانه: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}؛ فلا يُمكن أن يفهمَ أحدٌ أنه معنا على الأرض، لا يتصورُ ذلك عاقلٌ - فضلاً عن مؤمن -، ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواتِه.

ولا يُستغرَب هذا؛ فإن المخلوقاتِ - وهي لا تُنسب للخالق - تكونُ في السماءِ، ونقول: إنها معنا. فيقول شيخُ الإسلام: تقولُ العربُ: ما زلنا نَسير والقمرُ معنا. ومع ذلك: فالقمرُ مكانَه في السماء. فاللهُ مع خلقِه، ولكنه في السماء. ومَن زعم بأنه مع خلقِه في الأرض - كما تقول الجهمية -؛ فأرى أنه كافرٌ يجب أن يتوبَ إلى الله، ويقدِرَ ربَّه حقَّ قدرِه، ويعظِّمَه حقَّ تعظيمه، وأن يعلمَ أنه سبحانه وسِع كرسيُّه السماواتِ والأرض؛ فكيف تكون الأرض مَحلاً له.

وقد جاء في الحديث: "مَا السماواتُ السبعُ والأرضون السبعُ في الكرسيِّ إلا كحلقةٍ ألْقِيتْ في فَلاة مِن الأرض". والحلقة الصغيرة. مع أن العرشَ مخلوقٌ، والكرسيُّ مخلوق، فما بالكَ بالخالق سبحانه! فكيف يُقال: إن الأرضَ تَسَعُ اللهَ سبحانه أو أنه في الأرض، ومِن مخلوقاتِه سبحانه ما وسِعَ السماواتِ والأرض!! ولا يقولُ عن ربِّ العزةِ مثلَ هذه المقولات إلا مَن لا يَقْدِر اللهَ حقَّ قدره، ولم يُعظِّمْه حقَّ تعظيمه. بل الربُّ عز وجل فوق كلِّ شيء مُستو على عرشِه، وهو سبحانه بكلِّ شيء عليم.


[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال الحادي والستون].




المفتي : الشيخ محمد بن صالح العثيمين



==================

أسماء الله الحسنى وأسم الله الأعظم


هل ثبت في الشرع المطهر تحديد أسماء الله الحسنى؟ وهل يمكن ذكرها؟ وما هو اسم الله الأعظم ؟

ج:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]، وقال تعالى: {لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه: 8].
وأسماء الله الحسنى لا يعلم عددها إلا الله سبحانه وتعالى، وليس في القرآن والسنة حصر لها، ويمكن حصر ما ورد في الكتاب والسنة منها.
وقد جمع كثيرًا منها بعض العلماء في رسائل، ونظمها بعضهم؛ كابن القيم في (النونية)، والشيخ حسن بن علي آل الشيخ في منظومته (القول الأسنى في نظم الأسماء الحسنى)، وهي مطبوعة ومتداولة.
وأما اسم الله الأعظم؛ فقد ورد أنه في هاتين الآيتين: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة: 255]، وقوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران: 2]، وورد أنه أيضًا في آية ثالثة هي قوله تعالى في سورة طه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}[طه: 111]، وذكر ذلك ابن كثير في "تفسيره".



المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان



===============

الأسماء والصفات


هل معرفة أسماء الله وصفاته جزء من العقيدة ؟ وهل يجب علينا وجوبًا أن ننبه الناس على ما في بعض التفاسير من التأويل والتحريف والتعطيل ؟

ج: نعم؛ أسماء الله وصفاته والإيمان بذلك نوع من أنواع التوحيد، لأن التوحيد ثلاثة أنواع:
توحيد الربوبية،
وتوحيد الألوهية،
وتوحيد الأسماء والصفات:
توحيد الربوبية: المراد به إفراد الله تعالى بأفعاله؛ كالخلق والرزق والإحياء والإماتة وتدبير الخلق.

وتوحيد الألوهية: إفراد الله تعالى بأفعال العباد التي يتقربون بها إليه، إذا كانت على وفق ما جاءت به الشريعة؛ تخلص لله، ولا يكون فيها شرك. هذا توحيد الألوهية.

وتوحيد الأسماء والصفات: أن نثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، نثبت لله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات، أو ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات؛ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

أما قضية ذكر ما في بعض التفاسير من بعض التأويلات؛ فهذا يبيَّن لطلبة العلم، أما أن يبيَّن لعموم الناس الذين لا يستفيدون من هذا؛ فهذا لا ينبغي؛ لأن هذا يكون من التشويش ومن إشغال الناس بما لا يعرفون، وفي الأثر: "حَدِّثوا النّاسَ بِمَا يَعرِفونَ، أتريدونَ أن يُكَذَّبَ الله ورسولُهُ ؟" [ذكره البخاري في "صحيحه" (1/41] عن علي رضي الله عنه.].
فالعوام لهم طريقة، وطلبة العلم لهم طريقة:
العوامُّ يبلغون مجملات العقيدة ومجملات الأوامر والنواهي والوعد والوعيد والموعظة، ويعلمون أصول الدين وأركان الإسلام الخمسة وأركان الإيمان، يُدَرَّسُون هذه الأصول، ويُحَفَّظُون إياها؛ كما كان في هذه البلاد إلى عهد قريب، كانوا يُحَفَّظُون في المساجد الدين؛ يُحَفَّظُون أركان الإسلام، وأركان الإيمان، ومعنى الشهادتين؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله، يُحَفَّظُون أركان الصلاة وشروط الصلاة وواجباتها، ويُحَفَّظُون ما يحتاجون إليه من أمور دينهم.

أما طلبة العلم؛ فعند الشرح لهم والتوضيح يُبَيَّن لهم التأويل، لكن من غير أن يتعرض للمؤلف، ويقال: المؤلف مبتدع وضال. بل يقال: هذا التفسير خطأ، والصواب كذا، فيه تأويل الآية الفلانية، فيه تأويل الصفة الفلانية؛ من غير أن يتعرض للعلماء، فيبَدَّعون، ويتناول أشخاصهم، هذا لا يستفيد الناس منه، بل هذا يسبب نفرة طلبة العلم من العلماء، ويسبب سوء الظن بالعلماء، والغرض هو بيان الصواب في هذا الخطأ فقط، وليس تناول الأشخاص بالتبديع أو بالتجهيل أو بالتضليل؛ فهذا لا يفيد شيئًا، بل يفيد أمورًا عكسية، ويفيد سوء الظن بالعلماء، ويفيد بلبلة الأفكار، والخوض في أعراض العلماء الميتين والأحياء، هذا لا يأتي بخير.
يُبَيَّنُ الحق لمن يتحمل هذا الشيء من طلبة العلم الذين يفهمون هذا الشيء، أما العوامُّ، فلا يتحملون هذا الشيء، ولا وصلوا إليه، وإنما يُبيَّن لهم ما هم بحاجة إليه من أمور دينهم وأمور عبادتهم وأمور صلاتهم وأمور زكاتهم وأمور صيامهم، وأهم شيء توضيح العقيدة لهم بمعنى مختصر؛ يستفيدون منه، ولا يكون فيه تطويل يثقلهم ويملهم، بل يكون بطريقة مختصرة.




المفتي : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان



=====================

أهل السنة لا يأولون أيات وأحاديث الصفات


سمعنا من بعض العلماء أن أهل السنة والجماعة يتأولون بعض الآيات التي في الصفات فهل هذا صحيح أن مذهبهم التأويل أم أنهم يضطرون إلى ذلك أفيدونا أفادكم الله ؟

ج: الصواب الذي أقره أهل العلم من أهل السنة والجماعة أنه لا تأويل في آيات الصفات ولا في أحاديثها، وإنما المؤولون هم الجهمية والمعتزلة، والأشاعرة في بعض الصفات، وأما أهل السنة والجماعة المعروفون بعقيدتهم النقية فإنهم لا يؤولون، وإنما يمرون آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت بغير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، لا الاستواء، ولا القدم، ولا اليد، ولا الأصابع، ولا الضحك، ولا الرضا، ولا الغضب، كلها يمرونها كما جاءت مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات لربنا سبحانه وتعالى يجب إثباتها له سبحانه وتعالى على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

وبعض الناس يؤول الضحك بأنه الرضا، ويؤول المحبة بأنها إرادة الثواب، والرحمة كذلك، وهذا كله لا يرضاه أهل السنة والجماعة، بل الواجب إمرارها كما جاءت، وأنها حق، فهو سبحانه يحب محبة حقيقية تليق به لا يشابهها محبة المخلوقين، ويرضى، ويغضب، ويكره، وهي صفات حقيقية قد اتصف بها ربنا على الوجه اللائق به لا يشابه فيها خلقه، كما قال عز وجل:(( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) [الشورى: 11] . وهكذا، يضحك ربنا كما جاء في النصوص ضحكا يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، وهكذا استواؤه على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته لا يشابه الخلق في شيء من صفاته سبحانه وتعالى.

والمقصود أن التأويل لا يجوز عند أهل السنة بل الواجب إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، لكن مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات لله لائقة به، أما التفويض فلا يجوز، والمفوضة قال أحمد فيهم: إنهم شر من الجهمية، والتفويض أن يقول القائل: الله أعلم بمعناها فقط وهذا لا يجوز؛ لأن معانيها معلومة عند العلماء. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم والكيف مجهول، وهكذا جاء عن الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعن غيره من أهل العلم، فمعاني الصفات معلومة، يعلمها أهل السنة والجماعة؛ كالرضا والغضب والمحبة والاستواء والضحك وغيرها وأنها معاني غير المعاني الأخرى، فالضحك غير الرضا، والرضا غير الغضب، والغضب غير المحبة، والسمع غير البصر، كلها معلومة لله سبحانه لكنها لا تشابه صفات المخلوقين، يقول ربنا سبحانه وتعالى: (( فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ )) [النحل: 74] . ويقول سبحانه: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) [الشورى: 11] .

ويقول عز وجل: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ هذا هو الحق الذي عليه أهل السنة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، ومن تأول ذلك فقد خالف أهل السنة في صفة أو في أكثر.


فتاوى نور على الدرب




المفتي : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


منقول وبارك الله فيكم


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الوليد جمال ; 04 Nov 2007 الساعة 09:12 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04 Nov 2007, 09:44 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06 Nov 2007, 12:06 PM
أبو أنس عبد الهادي أبو أنس عبد الهادي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر - مدينة سعيدة
المشاركات: 361
افتراضي

بارك الله فيك . .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06 Nov 2007, 01:18 PM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06 Nov 2007, 08:46 PM
أبو الوليد جمال أبو الوليد جمال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: جنوب الجزائر/ البيض
المشاركات: 265
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو الوليد جمال
افتراضي

وفيكم بارك الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأسماءوالصفات, توحيد, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فتاوى اللباس والزينة بشير ابو عبد الرحمن مــــنـــتــدى الأســـــــــــرة والصحــــــــة 4 12 Jan 2008 08:53 PM
المعتقد الصحيح فى توحيد الأسماء والصفات kahled الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 28 Dec 2007 08:17 PM
التصفية و التربية أو العلم و العمل أبو البراء إلياس الباتني الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 11 Dec 2007 04:38 PM
فتاوى هامة لطالب العلم. أبو الوليد جمال الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 2 30 Nov 2007 10:26 PM
فتاوي كيفية اخراج زكاة الفطر عصام الدين الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 0 01 Oct 2007 10:38 AM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013