يا طلبة العلم لا تغتروا بالدورات العلمية التي تقام حتى تسألوا عن أصحابها.

[أبو الحسن نسيم]

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:

فيا طلبة العلم، إن أغلى ما عندكم هو دينكم الذي اصطفاه الله لكم،وأتمه تعالى وأكمله تفضلا منه وإحسانا،وهو ما جمع العلم النافع والعمل الصالح قال تعالى:(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)وقال:(هو الذي أرسله رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله)

يا طلبة العلم،إن الذي تطلبونه لا بد أن يكون على طريقة السلف الصالحين،الذين ننتسب لهم ونسير على دربهم.

يا طلبة العلم،إن السلف الصالحين نصحوا وبينوا أن هذا العلم دين، فيجب النظر فيمن يؤخذ عنه العلم،فإن كان صالحا لذلك انتفع به،وإن كان من أهل الزيغ الانحراف حذر منه.

يا طلبة العلم،لا تأخذوا العلم إلا ممن تثقون فيه وترضون عنه.

يا طلبة العلم،لا تأخذوا العلم إلا ممن عرف بالعلم والأمانة والدين.

يا طلبة العلم،لا تأخذوا العلم إلا ممن عرف بسلامة منهجه وصحيح توجيهه.

يا طلبة العلم،اعلموا-بارك الله فيكم- أنه ليس كل من انتسب إلى العلم كان من أهله،ولا كل من أحسن الكلام،وزخرف البيان،وسحر باللسان أخذ منه حتى تعرضوا علمه وعمله على الكتاب والسنة وطريق سلف الأمة.

يا طلبة العلم،اعرفوا تفاوت الناس في علومهم وإتقانهم وفهمهم، حتى تنتفعوا بكل طبقة من المتعلمين بما يحسنون،فليس كل من كان خطيبا أو واعظا،أو تخرج من الجامعات وحصل على الشهادات يكون مؤهلا لنشر العلم وبثه، ولو كان سلفيا على الجادة،وقديما كان المشايخ هم الذين يرشحون الطلاب للتعليم والفتوى والقضاء والحسبة،ولهذا قوي جانب العلم والتعليم ووثق الناس فيمن يعلمهم،أما اليوم لما صارت الجامعات والمعاهد هي التي تخرج هؤلاء فليس العبرة بتلك الشهادات ولا الوظائف،إنما باستقامة الرجل ومنهجه.

يا طلبة العلم،خذوا من المشهورين الموثوقين الذين عرفوا في البلد من المشايخ،واسألوهم عمن يأتي ممن يتكلم في العلم في مساجدكم.

يا طلبة العلم،لا تأخذوا علمكم من المجاهيل،أو ممن عرفوا بالمخالفات في عقيدتهم ومنهجهم،أو ممن يصاحبون أهل الأهواء ولو تستروا بالمنهج السلفي،أو ممن يمارسون نشاطهم مع الجمعيات الحزبية التي حذر منها المشايخ،أو ممن يطعن في مشايخنا وعلمائنا،ويزكي المنحرفين ويثني عليهم.

يا طلبة العلم،احذروا من مكر أهل الأهواء والبدع في صدكم عن السنة وأهلها،فمن كيدهم أنهم يغرونكم بإقامة الدورات،ويزينونها بالعناوين البراقة،والكتب الجذابة،ويأتون بأشخاص من الدكاترة من الخارج والداخل،حتى يحسنوا صورة دورتهم،فلا تغتروا بهذه البهارج،واعرضوها على ضوء ما سبق من النصائح والتوجيهات،ولا أقل من سؤال مشايخكم عن حضورها.

يا طلبة العلم،اعلموا أن أهل الأهواء يهونون قضية الولاء والبراء في قلبوكم،لأنكم بحضوركم ربما تعلقت قلوبكم بهم وافتتنتم،وما أصاب اليوم كثيرا من شبابنا من الانحراف إلا بسبب تهاونهم في مسألة التلقي والأخذ في باب العلم،فطلبوا العلم على من غرهم بمظهره وسمته وقوله،فدس في كلامه أنواعا من الضلال فأضلهم والعياذ بالله.