الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كل وكفى بالله شهيدا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا، أما بعد:
قال الله تعالى: ﴿ وَ لَا تَكُونُواْ كَالذِينَ خَرَجُواْ مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئاَءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَاللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [ الأنفال: 47]
فقد وقفت على موضوع لأحد كتاب شبكة الأثري الفاسدة أنزله باسم " السني1 " ويغلب على ظني أنه الجزائري " شكيب " لأني أعرف طريقة كتابته، هذا الشباب الذي يكاد يكون هو الوحيد الذي بقي يكتب في الأثري بعدة أسماء مستعارة ليوهم نفسه ثم المتابعين بأن هذه الشبكة لا يزال فيها أعضاء ينشطون ويحملون رايتها، فتعساً له من شاب ضائع.
كتب موضوعاً تحت عنوان ( وقوع الشيخ الألباني في الإرجاء حقيقة يا أهل سحاب ولو أكثرتم الصياح .)
ولو نظرنا إلى هذا المقال وتوقيتِه المتأخر لتبادر إلى أذهاننا السؤال التالي:
لماذا الآن فقط ؟!!
الجواب:
أن هذا الشخص وشيخه وحزبهم الهالك ظلوا يبحثون ويبحثون حتى يقفوا على ما يظنونه حجة يقومون بها لمحاربة علماء المنهج السلفي.
وهذا البحث من المؤكد - يقينا - أنه لن يكون في المواقع والمكتبات السلفية، إنما يكون في مواقع إخوانهم الحزبيين والتكفيريين ( تشابهت قلوبهم).
أقول هذا، لأني وقفت على الموضوع الذي قد يكون نقل منه هذا المعتوه المفلس هذه الشبه، وأعرف حال ذاك الموقع وكتابه وبعدهم عن المنهج السلفي... بل إن منهم من يقال إنه بعيد عن الإسلام.
أما فيما يخص الدفاع عن الشيخ الألباني -رحمه الله- فقد قام به كثير من أهل العلم والفضل في دروسهم ومحاضراتهم ورسائلهم، فأحببت أن أضع مجموع ذلك في الرد على هذه الشبه في هذا الموضوع، راجياً من الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، وأن يكتب الأجر فيه لعبده.
قال:
" يزعم الهمج الرعاع في سحاب أن الشيخ فالح (كذا) الحربي - حفظه الله - يطعن في الشيخ الألباني - رحمه الله - وهذا لا يستغرب منهم فقد مردوا على الكذب على مخالفيهم وإلصاق التهم بهم. " ا.هـ
أقول:
إن الذي ينفي طعن فالح الحربي في العلامة الألباني إنما يحاول أن يحجب الشمس في واضحة النهار، فطعناته الخبيثة ظاهرة منشورة بين الناس، وما تهمته للشيخ الألباني - رحمه الله - بأنه مجدد مذهب المرجئة بالتي يغفل عنها أولوا النهى.
أما طعنك - أيها الصعلوك - في كتاب شبكة سحاب السلفية فما هو إلا دليل على احتراقكم بمواضيعهم التي نسفت باطلكم المخزي.
قال:
" ومما وقع فيه الشيخ الألباني - رحمه الله - مما لا يمكن السكوت عنه هو قوله في مسائل الإيمان بقول المرجئة المحضة، وخاصةً في منزلة العمل من الإيمان ومسائل التكفير، وهذا ثابت عنه في إصداراته المكتوبة والمسموعة ." ا.هـ
أقول:
قال تعالى: ﴿ وَتَحْسِبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15]
والذي رفع السماوات بغير عمد إني خصمك عن كلامك الخبيث هذا في الشيخ - رحمه الله - أمام ربنا سبحانه يوم القيامة.
وكلامك هذا في الشيخ الألباني -رحمه الله- يُدْرَج ضمن الملف الأسود الذي خلفه فالح الحربي خلال حملته النكراء مع حزبه الخبيث على أهل السنة، عامله الله بما يستحق.
وقول:
" قوله في مسائل الإيمان بقول المرجئة المحضة، وخاصةً في منزلة العمل من الإيمان ومسائل التكفير. " ا.هـ
قال صلى الله عليه وسلم: « إِيَّاكُمْ وَالكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ العَبْدُ يَكذِبُ وَيَتَحَرَّى الكَذِبَ حَتَّى يُكتََبَ عِندَ اللَّهِ كَذَّابًا » رواه الترمذي.
وهذا الدجال الخائن ممن يبالغ ويجتهد في اختيار وتزيين الكذب.
وأضع بين أيديكم أيها الأفضال ما ينسف دعاوى هذا الصائل.
قال العلامة الألباني - رحمه الله - (( الذب الأحمد 32/33)):
فإن قلت: فمن أين تسربت هذه الفِرْيَةُ إلى قلـب هذا الرجل الجاهل، حتى جرى بذلك قلمُه، ولحق به إثمه ؟
فأقول: يبدو لي -والله أعلم- من مجموع كلامه المتقدّم بصورة عامة، ومن قوله في هذه الفِقرة بصورة خاصة-: أن الرجـل حنفي المذهب، ماتُريديُّ المعتقد، ومن المعلوم أنهم لا يقولون بما جاء في الكتاب، والسـنة، وآثار الصحابة من التصريح بأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأعمال من الإيمان، وعليه جماهير العلماء سلفاً وخلفاً ما عدا الحنفيّة، فإنهم لا يزالون يصرون على المخالفة، بل إنهم لَيُصَرِّحون بإنكار ذلك عليهم، حتى إن منهم من صرّح بأن ذلك ردة وكفر - والعياذ بالله تعالى-، فقد جاء في ( باب الكراهية ) من ((البحر الرائق)) -لابن نُجَيم الحنفي- ما نصه(8/205): ((والإيمان لا يزيد ولا ينقص، لأن الإيمان عندنا ليس من الأعمال))(1).
وقال في (باب أحكام المرتدين) (5/129_131) ما نصّـه: ((فيكفر إذا وصف الله بما لا يليق به، أو سخِرَ باسم من أسمائه...-ثم سرد مكفرات كثيرة-، ثم قال:... وبقوله: الإيمان يزيد وينقص))!. ا.هـ رحمه الله.
وقال - رحمه الله - ( السلسلة الصحيحة 4/369):
" الإيمان يزيد وينقص " ا.هـ
ومذهب السلف معلوم لدى أهل السنة قاطبة -إن شاء الله- في الفرق بين قول أهل السنة في الإيمان وقول "المرجئة المحضة".
ولقد بينوا ذلك بما يغني عن زبالات مخانيث الخوارج اليوم.
فمذهب أهل السنة فيمن قال " الإيمان يزيد وينقص ":
جاء في ((السنة)) للخلال (3/581):
سُئِلَ الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - عمن قال: الإيمان يزيد وينقص؟ فقال: " هذا بريء من الإرجاء. "
وقال البربهاري: " ومن قال: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، فقد خرج من الإرجاء كله أوله وآخره ". ((شرح السنة/132)).
أما المرجئة فمعلوم أن الإيمان عندهم لا يتجزأ، فإذا ذهب بعضه ذهب كله.
فانظر ترى أيها السلفي المنصف.. هل صدق هذا الكاتب في نسبته إلى الشيخ الألباني أقوالَ مذهب المرجئة الخُلَّص؟!!
تالله لقد تحرى هذا الصائل الكذبَ على الشيخ، فحسبنا الله ونعم الوكيل، وعند الله تجتمع الخصوم.
قال:
" فالكفر لدى الشيخ الألباني محصور بما في القلب...ثم ذكر أن الكفر عند الشيخ لا يكون بالقول ولا بالعمل." ا.هـ
أقول:
أنقل إلى القراء المنصفين - الذين لا يعد هذا الكاتب واحداً منهم هو ولا شيخه - كلام الشيخ الألباني الذي ينقض ويرد هذه التهم.
قال العلامة الألباني -رحمه الله- ( السلسلة الصحيحة 7/134 ) بعد أن قدم دراسته الحديثية لحديث الشفاعة برقم 3054:
" فهذا نص قاطع في المسألة، ينبغي أن يزول به النزاع بين أهل العلم الذين تجمعه العقيدة الواحدة، التي منها: عدم تكفير أهل الكبار من الأمة المحمدية، وبخاصة في هذا الزمان الذي توسع فيهم بعض المنتمين إلى العلم في تكفير المسلمين، لإهمالهم القيام بما يجب عليهم عمله مع سلامة عقيدتهم، خلافاً للكفار الذين لا يُصَلُّونَ تديناً وعقيدة، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ أفنجعل المسلمين كالمجرمين * مالكم كيف تحكمون ﴾ [القلم: 35-36]
لِما تقدم كنت أحب لابن القيم - رحمه الله - أن لا يُغفل ذكر هذا الحديث الصحيح كدليل صريح للمانعين من التكفير، وأن يجيب عنه إن كان لديه جواب، وبذلك يكون قد أعطى البحث والإنصاف للفريقين دون تحيز لفئة.
نعم، إنه لمِمَّا يجب علي أن أُنَوِّهَ به أنه عقد فصلاً خاصاً ((في الحكم بين الفريقين، وفصل الخطاب بين الطائفتين))، يساعد الباحثَ على تفهم نصوص الفريقين فهماً صحيحاً، فإنه حقق فيه تحقيقاً رائعاً ما هو مسلَّم به عند العلماء، أنه ليس كل كفر يقع فيه المسلم يخرج به من الملة. فمن المفيد أن أقدم إلى القارئ فقرات أو خلاصات من كلامه التي تدل على مرامه، ثم أُعَقِّبَ عليه بما يلزم مما يلتقي مع هذا الحديث الصحيح، ويؤيد المذهب الرجيح.
لقد أفاد -رحمه الله- أن الكفر نوعان: كفر عمل، وكفر جحود واعتقاد. وأن كفر العمل ينقسم إلى ما يضاد الإيمان، وإلى ما لا يضاده، فالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي وسبه، يضاد الإيمان. وأما الحكم بغير ما أنزل الله، وترك الصلاة، فهو من الكفر العملي قطعاً.
(قلت -الألباني-: قد يكون ذلك من الكفر الاعتقادي أحياناً، وذلك إذا اقترن به ما يدل على فساد عقيدته، كاستهزائه بالصلاة والمصلين، وكإيثاره القتل على أن يصلي إذا دعاه الحاكم إليها، كما سيأتي، فتذكر هذا، فإنه مهم.) ". ا.هـ
استفد يا هذا -أنت وشيخك- من تعقيب الشيخ الألباني -رحمه الله- على كلام الإمام ابن القيم حين قال أن تركَ الصلاة والحكمَ بغير ما أنزل الله كفرٌ عمليٌ، لعلكما تجدان فيه ما يذهب عنكم سواد قلبيكما.
قال:
" عدم تكفيره لتارك أعمال الجوارح الواجبة وجعلها شرط كمال في الإيمان. " ا.هـ
أقول:
إن كان في دينك أن كل من لم يكفر تارك عمل الجوارح فهو مرجئ فاعلم أنك في وادٍ ومذهب السلف في وادٍ.
قال العلامة ابن باز -رحمه الله- (مجلة الفرقان العدد: 94):
" العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي هم من أهل السنة والجماعة. " ا.هـ
قال:
" وهذا خلاف لإجماع أهل السنة في تكفيرهم لمن ترك أعمال الجوارح " ا.هـ
أقول: أثبت العرش ثم انقش.
إن كنت تريد بقولك الإجماع هو ذاك المنقول عن الإمام الشافعي -رحمه الله- فقد بين الباحثون المحققون -بِحَقٍّ- بطلانه.
انظر((هل يجوز أن يُرمَى بالإرجاء من يقول إنَّ الإيمانَ أصلٌ والعملَ كمالٌ؟ )) لشيخنا العلامة أسد السنة ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله-
وانظر((القضاء على فتنة رمي أهل السنة بالإرجاء.))
قال:
" هذه الأقوال الثلاثة للشيخ -رحمه الله- هي أقوال إرجائية خطيرة " ا.هـ
أقول:
إن في نسبتك هذه الأقوال للشيخ الألباني -رحمه الله- كذب وافتراء وقد تقدم بيان ذلك.
أما إذا كنت ستتعلق ببعض ما جاء في مجالس الشيخ -رحمه الله- فهو مردود بموجب ما جاء من كلامه في هذه المؤلفات القاطع لتخرصاتك أنت وشيخك، وكذلك فإن المتتبع لكلام الشيخ -رحمه الله- في تلك المجالس يعلم السبب الذي كان يحمله على قول تلك العبارات التي يتعلق بها هؤلاء الخونة.
قال:
" ولن تجد للشيخ فالح سوى هذا في حديثة عن الشيخ الألباني ، فهو يحذر من أقواله في مسائل الإيمان ، ولا يوجد في كلامه لا تصريحا ولا تلميحا ما يدل على تبديعه للشيخ أو تحذيره من قراءة مصنفاته. " ا.هـ
قال تعالى: ﴿ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهاَ ﴾ [ يوسف: 26]
الحمد لله الذي أنطقك نيابة عن شيخك، بتحقيق طعنه في الشيخ الألباني.
فـ:
الله أكبر هتكت أستاركم *** حتى غدوتم ضحكة الصبيان
هنيئا لفالح الحربي الذي أراه الله في حياته ثمرات تربيته الفاسدة، فهذا الذي تربى على يدي فالح ما هو إلا صورة توضح حقيقة اعتناء فالح بالشباب والطلاب.
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم انتقم لعبدك محمد ناصر الدين الألباني، وأرنا في هذا الطعان عجائب قدرتك.
اللهم إنه قد آذى عبادك، اللهم فآذنه بالحرب، وأذهب غيظ قلوب عبادك واشف ما في صدورهم فإنك ولي الذين آمنوا.
والحمد لله رب العامين.
وصلِّ اللهمَّ وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن اتبع أثرهم إلى يوم الدين.
ردالله عن وجوهكما النار وعن وجوه جميع من يدافع عن ائمة السنة.
وبارك الله في اخانا ابا حاتم وجعل ما كتبه في ميزان حسناته .
والله يرحم والديك يا مديرنا الحبيب .
دفع الصائل الجاني على عقيدة الشيخ الألباني
العرض العادي
