هدية لأعضاء المنتدى صوتية وتفريغها

[أبو العباس منصور كمال]

قصة الفأرة التي تسرق الذهب

لفضيلة الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين -رحمه اللّه-


« كذلك أيضا تسرق الذّهب، تسرق الذّهب
هذا جرّبناه عندنا في البيت، فقدنا خاتما من الخواتم للنّساء، دوّرنا ودوّرنا، وإذا فيه شقّ في الجدار، وكان عندي علم أنّها تسرق الذّهب
زوّدنا الشقّة وجدنا الخاتم في هذه الشقّة،
نعم وحدّثنا شيخنا(١) -رحمه اللّه-: «أنّ رجلا كان يكتب في حجرة، فجاءت فأرة نزلت من السّقف، جاءت حوله فوضع عليها إناءً، حبسها
لما تأخّرت عن زميلاتها جاءت واحدة منهنّ تبحث عنها، أين ذهبت؟ وعلمت أنّها تحت الإناء فصعدت إلى السّقف وأتت بدينار،
دينار ذهب، الدينار صغير يعني تحمله بسهولة
جاءت بالدينار وألقته إلى جنب الرّجل. (الحضور يضحكون) الشيخ يسألهم: إيش هو؟ فأجابوه: فداء. الشيخ: أو دية.
المهمّ الرّجل [.....]،
انتضرت ما فيه فائدة فصعدت إلى السّقف وأتت بدينار آخر ووضعته.
ولكنّ الرّجل قال: [وراء الأكمة ما وراءها](٢).
استمر فجاءت بثالث ورابع وخامس إلى عشرة،
عشر دنانير شه؟ سارقتها !!
يقول وفي النّهاية جاءت بالكيس، (الحضور يضحكون)،
الشيخ: نعم جاءت بالكيس، إشارة إلى إيش؟ خلاص خلص [.....] يقول لمّا جاءت بالكيس فتح الإيناء وقتلها، قتل الفأرة والثانية هربت، فعلى كلّ حال أنا أتيت بهذا الذّي حدّثنيه شيخنا -رحمه اللّه-، حدّث الطلبة حدثناهُ
للإشارة إلى أنّ من أذيّة الفأر أنّها تسرق الذّهب كذلك أيضا تأتي على الدّقيق وتلوّثه بالبعر وغير ذلك فهي من أفسق الحيوان
فيُسنّ قتلها ولو في وسط المسجد الحرام ».

_________________________


(١)- يقصد واللّه أعلم شيخه الإمام المُفسّر عبد الرحمن بن ناصر السِّعدي رحمه اللّه.
(٢)- «إنّ وراء الأَكْمَةِ ما وراءها» مثل وأصله قصة قديمة، ويُضرب هذا المثل لمن يفشي على نفسه أمرا مستورا.
والأكمة: التَّلة وكلُّ مكان مُرتفع. [«مجموع الأمثال الميداني: ١\١٧»].
(*)- وما جعلته بين معكوفتين [.....] فكلام غير مفهوم وما غلب على ظني واللّه المستعان.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات