جزاك الله خيرا
قال الشيخ عمر بن البسكري العُقْبِي [1898م-1968م] «السَّلَفِيّ»[هكذا لَقَّبَتْهُ جريدةُ «البصائر» في سلسلتها الثانية!] في مناظرته مع الطُّرُقِي,
بعُنوان: «مُناظرةُ المُصلِح والمُحَافِظ!»:
«المُحَافِظ -يعني: الطُّرُقِيّ-: نحنُ مالكيةٌ لا نُريد إلا مذهبَ الإمام مالك بن أنس رحمه الله.
المُصْلِح: تُريدُونَ مذهبَ مالك؛ فمَا أَعظمَها سَعادةً لو تَبِعتُم لنا مَذهبَ مالك!
مالكٌ رحمه الله يقولُ: سَوْقُ الهَدَايَا لِغَيرِ مكةَ ضلالٌ.
وأَنتُم تَسُوقُونَها وتَنْحَرُونَهَا عندَ قُبُور الصالحين!
مالكٌ يقول: القِراءةُ على القُبور ليسَت مِن عمَل السَّلَف.
وأَنتُم تَقرؤُون!
مالكٌ يُحَرِّمُ البناءَ على القبور. وأَنتُم تَبْنُونَ!
مالكٌ يَمنَع القراءةَ بصوتٍ واحدٍ. وأَنتُم تُجِيزُونَ!
مالكٌ يَمنَع التهليلَ, وسائرَ اللَّغْوِ عندَ حَمْلِ الميت. وأَنتُم تُهَلِّلُونَ وتَلْغُونَ وتترنَّمُونَ!!!
مالكٌ لا يُقسِّمُ البدعةَ إلى خمسةِ أقسامٍ. وأَنتُم تُقسِّمُونَ!
قُلْ لِي بِرَبِّكَ لأَيِّ مَذهبٍ تَنْتَسِبُونَ وبِأَيِّ شَريعةٍ تَدِينُونَ؟!
قُلنا لكُم: الرُّجُوعُ إلى ما كانَ عَلَيهِ السَّلَفُ. قُلتُم: نَحنُ مالِكِيةٌ!... قُلنا لكم: الرجوعُ إلى مذهب مالكٍ. قُلتُم: نَحْنُ خَلِيلُونَ!!... قُلنا لكم: الرجوعُ إلى ما كان عليهِ خليلٌ. قُلتُم: نَحنُ
على ما جَرَى بِهِ العُرْفُ ومَضَى علَيهِ العَمَلُ!!! ولِمَ ذَا مَن كانَ قَبلَكُم مِن العُلماءِ والصُّلَحاءِ لاَ يَنْهَوْنَ....»اهـ.
[«الشِّهَاب», جُزء صفر1352هـ/جوان1933م]
|