منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 Aug 2019, 03:34 PM
أبو سهيل كمال زيادي أبو سهيل كمال زيادي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: قسنطينة
المشاركات: 147
افتراضي هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرلفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم


هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرلفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي رحمه الله

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . وإن حديثي إليكم سيكون عنوانه هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وقبل ذلك لابد أن نتعرف على الأدلة الدالة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فمن الآيات قوله تعالى : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) وقوله : (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) .
وقوله : (( والعصر ، إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) . وقوله عن لقمان أنه قال لابنه : (( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )) .
وقوله تعالى : (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )) .
وقوله تعالى : (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )) إلى غير ذلك من الآيات .
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " .
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " .
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا .
وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم .. " رواه الترمذي وقال حديث حسن .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من بعد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله عز وجل قلوب بعضهم ببعض ثم قال (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم )) إلى قوله : (( فاسقون )) .
ثم قال صلى الله عليه وسلم :" كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض " رواه أبو داوود والترمذي وقال حديث حسن .
هذا لفظ أبي داود ولفظ الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علمائهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا " وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : يا أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) . " أي وإنكم تضعونها في غير موضعها " قال وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه " رواه أبو داود والترمذي بأسانيد صحيحة .
ومن هذه الآيات والأحاديث نستدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه فريضة من فرائض الدين لا يستقيم الدين إلا به لكنه فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين أما هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فنجمله في أمور تهم الداعية والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر .
أولها : الإخلاص وهو أن يكون مخلصا في كل ما يأمر به أو ينهى عنه فلا يدفعه إلى ذلك طمع دنيوي ولا حب ثناء من الناس ولا غير ذلك كما لا تمنعه رهبة الناس أن يقول الحق . وفي حديث عبادة بن الصامت " وأن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم " رواه البخاري في صحيحه .
ثانيا : البدء بالأهم فالمهم فمن رأيته يذبح على القبور ويطوف بها ويدعوا أصحابها وهو مع ذلك يشرب الخمر أو يرتكب الفواحش فيجب أولا أن تنهاه عن الشرك الذي يهدم الإسلام ثم إذا تاب منه وصلى تنهاه عن الفواحش .
ثالثا : من هديه صلى الله عليه وسلم أن لا يقر منكرا فقد روى المحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى خاتم ذهب في يد أحد أصحابه فخلعه ورماه وقال " يعمد أحدكم إلى جمرة فيضعها في يده " ولما كان يأكل هو وأصحابه وشاركهم في الأكل أعرابي وكان يأكل بالشمال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كل باليمين فقال لا أستطيع فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا استطعت فما رفعها " .
رابعا : أن يكون عالما بما يأمر به وينهى عنه قال تعالى : (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) والبصيرة هي العلم بما يدعوا إليه سواء كان فعلا أو تركا .
والحكمة هي حسن التصرف ولباقة العرض وخفض الجناح .
خامسا : الرفق واللين في المخاطبة ولو كان المدعو جبارا عاتيا قال الله تعالى : (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم )) وقال لموسى وهارون عليهما السلام (( إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )) .
سادسا : الصبر على الأذى قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم (( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل )) وقال عن لقمان أنه قال لابنه (( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )) .
سابعا : أن يكون الداعية عاملا بما يدعوا إليه مجتنبا لما ينهى عنه قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون )) .
وقال تعالى : (( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )) .
ثامنا : يجب أن يعلم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أنه إن ترك ما يأمر به أو فعل ما ينهى عنه كان متسببا في رد دعوته وإغضاب ربه تعالى وقد جاء في الحديث أن رجلا من الدعاة يدخل النار فتندلق أقتابه فيدور بها كما يدور الحمار برحاه فيجتمع عليه بعض أهل الجنة فيقولون يا فلان ما الذي أدخلك النار وما دخلنا الجنة إلا بما كنا نتعلم منك فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه .
تاسعا : من شرط إنكار المنكر ألا يترتب عليه مفسدة أعظم فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيا يبول في المسجد فزرمه أصحابه وأرادوا أن يفتكوا به فنهاهم وتركه حتى قضى بوله ثم أمرهم أن يريقوا على بوله سجلا من ماء ثم دعاه فقال :" إن هذه المساجد لم تبن لهذا ولا تصلح لشيء من هذه القاذورات وإنما بنيت للصلاة والذكر وقراءة القرآن " وكذلك قوله لمعاوية ابن الحكم لما تكلم في الصلاة : إن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ."
عاشرا : التواضع " وعدم إظهار العزة والإدلال على المأمور والمنهي " فإن ذلك يسبب الأنفة وإثارة الحمية فيه فلا يخضع للحق ولا ينقاد له .
الحادي عشرة : السرية في الأمر والنهي :
ولهذا يقول الشاعر :
تخولني النصيحة بانفراد ـ ـ ـ ـ وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ـ ـ ـ ـ من التوبيخ لا أرضى سماعه
فإن النصيحة السرية أكثر نجاحا وبالأخص إذا كانت لولاة الأمور لأن عزة السلطة لها نشوة وفي السرية قضاء عليها أو تخفيف منها وإن الإنكار على ولاة الأمور من فوق المنابر أو في المجالس العمومية أو في المحاضرات الدعوية ليست من البصيرة والحكمة بل إن لها نتائج سيئة وآثار عكسية خطيرة ، منها إثارة غضب العامة ضد الولاة ومنها زرع بغضهم في القلوب ومنها تهيئتهم للخروج عليهم وهذا فيه من الفساد ما الله به عليم ومنها إثارة حفيظتهم وامتناعهم من قبول النصيحة وهذه مفاسد بعضها يوجب على الداعية المخلص الذي يهمه نجاح دعوته ليس إلا أن ينصح سرا فإن قبلت حمد الله عز وجل وإن لم تقبل فقد برئت ذمته وليكره ما يأتيه الوالي بقلبه ويكفيه ذلك كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال " ألا من ولّي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي ولا ينزعنّ يدا من طاعة " وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .



المصدر :
فتح الرب الودود في الفتاوى والرسائل والردود لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي رحمه الله [ ج 1 ـ ص 124 ] .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 Aug 2019, 08:43 AM
أشرف حريز أشرف حريز غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 115
افتراضي

بارك الله فيك أخي أبا سهيل و رحم شيخنا أحمد النجمي وجزاه عنا خير الجزاء فكم إفتقرنا إلى هذه النصائح و الإرشادات فجزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013