11 Jan 2015, 06:57 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 159
|
|
تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير
تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير (ص: 240) : سلوك وإقتداء
كان الأعرابي الجاهل المشرك يأتي للنبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فيؤمن به، ويصحبه يتعلم منه الدين، ويأخذ عنه الهدى، فيستنير عقله بعقائد الحق، وتتزكى نفسه بصفات الفضل، وتستقيم أعماله على طريق الهدى؛ فيرجع إلى قومه هادياً مهدياً، إماماً يقتدى به ويؤخذ عنه كما اقتدى هو بالنبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وأخذ عنه. فعلى كل مؤمن أن يسلك هذا السلوك، فيحضر مجالس العلم التي تذكره بآيات الله، وأحاديث رسوله ما يصحح عقيدته، ويزكي نفسه، ويقوِّم عمله. وليطبق ما يسمعه على نفسه، وليجاهد في تنفيذه على ظاهره وباطنه، وليداوم على هذا، حتى يبلغ إلى ما قدر له من كمال فيه، فيرجع وهو قد صار قدوة لغيره في حاله وسلوكه. وطلبة علم الدين، الذين وهبوا نفوسهم لله، وقصروا أعمارهم على طلب العلم لدعوة الخلق إلى الله، هم المطالبون- على الأخص- بهذا السلوك ليصلوا إلى إمامة الحق، وهداية الخلق على أكمل حالة، ومن أقرب طريق.
فاللهم وفقنا، واهدنا إلى سنة نبينا، إذا اقتدينا وإذا اقتدي بنا. آمين يا رب العالمين.
|