ثلاث وقفات مع مقال د. فركوس "ألا يظن أولائك أنهم مبعوثون"
ثلاث وقفات مع مقال د. فركوس "ألا يظن أولائك أنهم مبعوثون"
الحمد لله وكفى وصلى الله على نبيه الذي اصطفى وعلى آله وصحبه ومن لهداه اقتفى... أما بعد
فقد وقفت على مقال الدكتور فركوس الأخير عنونه بآية من سورة المطففين "ألا يظن أولائك أنهم مبعوثون "... يرد فيه على من ينتقده ويرميه بأنه يقول بأقوال القطبية والتكفير
ولي معه ثلاث وقفات
الوقفة الأولى
أنه عمد إلى تبرئة نفسه ومنهجه بالعاطفة دون التطرق إلى ذات المسائل والتهم التي وجهت إليه، ومن ثم سلوك المسلك السلفي في نقدها وتفنيدها بالأدلة والبراهين، وهذا سلوك من ضعفت حجته، فإعراضه عن مقارعة الحجة بالحجة والاكتفاء بذكر آيات الوعيد وتهديد منتقديه بها، مسلك يراد به تكميم الأفواه عن قول الحق وتعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتهوين من القائمين به
الوقفة الثانية
سلوك الدكتور مسلك أبا الحسن المأربي في قاعدته الباطلة حمل المجمل على المفصل، فعوض أن يناقش عباراته وألفاظه المنتقدة من مقالاته وصوتياته، والتي تحمل في طياتها القطبية والتكفير، ذهب يدافع عن نفسه بتقريرات من مواطن أخرى ليست هي محلا للنزاع والنقاش والمباحثة،
طامعا بذلك أن يحمل باطله الذي انتقد عليه على هذه التقريرات السليمة من النقد
وهذا مسلك العرعور وبعده المأربي في قاعدته حمل المجمل على المفصل في كلام البشر
فالمأربي يأتي إلى كلام باطل واضح البطلان كقول سيد قطب بالحلول ووحدة الوجود، فيدعي أن هذا مجمل،
ثم يأتي بكلام آخر لسيد ويكون سالما من النقد أو مجملا فيقول هذا مفصل يحمل عليه الأول !
فحصل من هذه القاعدة الباطلة بليتين في التأصيل وبليتين في التنزيل
أما من ناحية التأصيل
فالبلية الأولى؛ جعل كلام البشر الذي يعتريه الخطأ والنسيان والذهول في درجة كلام الله ورسوله الذي فيه العصمة، وقد نقل الإمام الشوكاني في كتابه إرشاد الفحول إجماع العلماء على أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم،
فلا يحمل مجملا على مفصل إلا في كلام الله ورسوله
والبلية الثانية؛ عمد أصحاب هذه القاعدة إلى كلام باطل واضح البطلان ثم جعله مجملا يجب حمله على مفصل
ولا يسع هؤلاء الاحتجاج ببعض من قال بحمل الكلام المشتبه الذي لم يدرى معناه أحق أم باطلا على المحمل الحسن إذا عرف صاحبه بسلامة المعتقد، لأن المسلك السلفي هو رده ونقده، مع حفظ كرامة قائله إن كان من أهل العقيدة الصحيحة السليمة
ولا يقال أنه يحمل الكلام على حسب عقيدة قائله، لأن البشر غير معصومين من الخطأ والزلل والذهول والنسيان والهوى....
وقد حرر القول في هذا الباب الإمام العلامة الفهامة الناقد البصير الربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله في رده على المأربي في قاعدته المجمل والمفصل في كلام الناس
وذكر بعد كلام الشوكاني كلاما قويا ماتعا لشيخ الإسلام ابن تيمية حرر فيه مذهب السلف في تعاملهم مع الألفاظ المشتبهة التي تحتمل حقا وباطلا، أنهم يردونها ولا يقبلونها وينسبونها إلى البدعة
وأما البليتين من حيث التنزيل
الأولى؛ أن هذه القاعدة يراد منها المحامات عن أهل البدع والضلال، إذ ليس هناك مبتدعا إلا وله ما يدعى أنه مفصل يرد إليه باطله
والثانية؛ يراد بها تكميم أفواه القائمين برد الأخطاء والضلالات والبدع فتنسب إلى الشريعة فيقع التحريف والتناقض وتندرس تعاليم الدين
وعودا إلى الدكتور فركوس فإن علاقته بالقاعدة الباطلة المجمل والمفصل من جهتين
من جهة النظر والتقعيد العلمي؛ إذ له مقال في موقعه بعنوان؛ تبرئة الإمام ابن باديس وأسلاف الجمعية من الانتساب إلى الأشعرية والصوفية، قرر فيها قاعدة المأربي البدعية حمل المجمل على المفصل في كلام الناس
و للدكتور عرفات المحمدي مقالا جيدا قرضه له العلامة الفقيه عبيد الجابري رحمه الله ساق فيه تسعة أدلة صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُبطل دعوى حمل المجمل على المفصل
فكيف للدكتور فركوس بعد الحروب الطاحنة والردود التي كتبها العلماء كالإمام الربيع بالحجة والبراهين الساطعة في الرد على شبهات المأربي في تفنيد بدعة المجمل والمفصل من عشرين سنة، والكتابات السلفية التي كتبت بلغة العلم وقرضها العلماء في تفنيدها، ولا يزال الدكتور يقرر هذه القاعدة الباطلة في موقعه الرسمي إلى يوم الناس هذا كما هو على الرابط التالي https://ferkous.com/home/?q=rodoud-16-1
وأما من جهة التطبيق العملي؛
فإن للدكتور كلاما باطلا واضح البطلان ولا يحتمل الصواب في مسائل عقائدية تتعلق بالإمامة والحاكمية
١ كقوله أن الحاكمية جوهر التوحيد
٢ وأن الحكم بغير ما أنزل الله أساس شرك العالم
٣ وجواز الإنكار العلني على الحاكم في غيبته
٤ وأن راية البلد راية علمانية كفرية
٥ وأن الجيش حامي الديمقراطية والعلمانية التي هي كفر
٦ وتحريم أموال الجيش والأسلاك الأمنية وتحريم تزويجهم وإعانتهم ولو بشربة ماء!
وغيرها من الفتاوى الضالة المنحرفة التي منطلقها المنهج القطبي الذي انطوى عليه الدكتور لسنوات عدة
٧ وأخيرا باقعة البواقع التي ما لها من راقع وهي سرقته لكتاب برمته للتكفيري الخارجي مدحت فراج وأخذه بدين الخوارج في التكفير والعذر بالجهل وفي باب الأسماء والأحكام كما بين ذلك الأخ السلفي المفضال أبو حاتم البليدي بالأدلة القطعية المزبورة كما هو على الرابط التالي https://archive.is/xKkZc
فيريد الدكتور أن تحمل كل هذه البلاوي العقائدية والأوابد المنهجية على مواطن أخرى من مقالاته التي ظاهرها السلامة عملا بالقاعدة البدعية، حمل المجمل على المفصل
فنسأل الله السلامة والعافية
الوقفة الثالثة
حرص الدكتور على ألا يخدش عرضه ولو بالحق، وهو قد دنس عرض الأئمة والعلماء والدعاة إلى الله ألا يخشى أن يكون تطفيفا في حرصه على استوفاء حقه مع إهماله وإخساره لحق غيره
فالدكتور طعن في الأسد العلامة ربيع ورماه بالبطانة السيئة التي تؤثر عليه وهي تهمة خبيثة باطلة جائرة ، المراد بهذه التهمة إسقاط أحكام وإبطال نصائحه وتوجيهاته
وطعن في العلامة عبيد بأن له أخطاء في العقيدة، وهي تهمة كاذبة فاجرة يراد بها تشويه سمعة العلماء لقطع علاقتهم بالأمة
وطعنه في مشايخ الإصلاح جملة وتفصيلا بالافتراء والكذب عليهم بلا حياء ولا خوف من الله
افترى على الشيخ عبد الخالق بأنه أخذ أموال من بلاط وبنى بها فيلات
افترى على الشيخ عز الدين أنه أخذ 500 مليون تأكلا بالدعوة
وافترى عليه أن إلتقى بعبد المالك الرمضاني
افترى على الشيخ دهاس أنه يزكي بن حنيفية وأنه داخل في الجمعية
افترى على الشيخ عثمان أنه كان مع فالح
افترى على الشيخ عمر الحاج أنه رماه بالحدادية
افترى على الشيخ رضا بوشامة أنه لا يحترمه وساند جمعة في كل افتراء اته بأنهم حلبيون
افترى عليهم جميعا بأنهم ركبوا منهج التمييع في الجملة واتهمهم بمصاحة المخالفين وأهل البدع....
وأيد الكذابين جمعة ولزهر في كل افتراءاتهم على مشايخ الإصلاح ومنها أنهم جالسوا الرمضاني سرا على سبيل المودة
افترى على الشيخين خالد حمودة و المرابط أنهما "داروا فيه حالة" وأنهما من أتباع فالح
وغيرها من الأكاذيب المضبوطة عنه بالدليل المعتبر، والغاية من كل هذا الفجور من الدكتور هو الاستقلالية بالدعوة وإسقاط كل من يلتفت إليه في الساحة ليتفرد بالريادة والزعامة الدينية فلا يبقى إلا هو
فهل يرى الدكتور أنه فوق أحكام الشريعة فلا تعنيه الآيات التي ساقها وغيرها التي تؤكد على وجوب حفظ أعراض الناس وهي في أعراض العلماء والدعاة إلى الله ألزم وأوكد
فهل يا سعادة الدكتور تظن أنه لا تخدش عدالتك ولا تخرم مروؤتك كل هذه الأفاعيل الشنيعة التي اجترأت عليها بلا خوف من الله ولا وجل،
بل إن نرجسية الدكتور جعلته يرى أن آيات الوعيد تنصب على كل من انتقده أو خالفه أو جرح مشاعره، ولو بالعدل والقصطاس المستقيم الذي أمر الله به، فما أشدك اعوجاج ميزانك يا دكتور، وما أبخسه
فها هو الدكتور اليوم يتبرأ من شركائه في الزور والبهتان جمعه ولزهر بعد أن كان جمعة عنده على ثغر من ثغور الجهاد،
وبعد أن جعل لزهر محنة، ويرمى منتقصه بالبدعة!
لم تشفع لهما سنين التضحية في سبيل تقديسه وتحزيب الناس حوله، فبلمح البصر تخلص منهم كما تخلص من غيرهم قائلا؛ عاملوهم معاملة 48 مليون جزائري!
وكما تخلص من جلاح الذي صاحبه قرابة ثلاثين سنة، فبمجرد أن خالفه في مسألة واحدة في بلاويه قال لمريديه بعد سؤالهم عن التعامل معه فأجاب؛ كأن لم يكن!
أم قد كان سكوته عن كذبهما -جمعه ولزهر - وبغيهما مرتهن بسكوتهما عن بوائقه التي بينها السلفيون بدافع الغيرة على الدين والانتصار للسنة، سكتا عنها بدافع التجمع الحزبي وهما يعرفان هذه الأخطاء والبلاوي الجسيمة وقد أخذ الله العهد على أهل العلم ببيان الحق وعدم كتمانه قال تعالى "لتبيننه للناس ولا تكتمونه"
فكتم جميعهم وغشوا الأمة، وانشغلوا بنسج هالات التقديس وسدلها على بعضهم بعضا لستر عوارهم
واليوم بعد أن فرق الله جمعهم الحزبي، لم يجدوا إلا كتابات السلفيين التي كتبت بدافع الغير على الدين والشرع، ليتراشقوا بها انتقاما ولحضوة نفوسهم ونصرة حزبهم
فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يعيدهم إلى حظيرة الحق ويبعد عنهم المسالك الحزبية ودعاتها
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا وسلم
وكتب أخوكم أبو جميل الرحمن طارق عكير الجزائري