نظم تفسير الاستعاذة والبسملة وسورة الفاتحة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
أما بعد: فهذا نظم في تفسير الاستعاذة والبسملة وسورة الفاتحة, أرجومن الإخوة الفضلاء أن لا يبخلوا علي بملاحظاتهم واقتراحاتهم.
المــــقــــدمــة اَلْحَمْــــدُ لله العليـــمِ أنزلَا *** كتـــــابَه منــجــّـما مُــرتَّـــلَا
وأفضــلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ *** على النَّبِيِّ المصطفى الإمـــامِ
وآلِــهِ وصحْبِهِ الأبـــــرارِ *** والتَّابعين مُقتـــــفِي الآثَــــارِ
وبعدُ إنَّ هـــذه مـنـظــومَـــهْ *** مرجـوزةٌ ألفاظُها مفهومَــهْ
وقد حوت تفسيرَ آيِ الفاتحهْ *** بلُغـــــةٍ يسـيــرةٍ وواضحهْ
وأسأل اللهَ العظيمَ الهادي *** أن أسلكَ الرُّشدَ مع السَّدادِ
تفسير الاستعاذة قل مِن معاني قولِنا أعوذُ *** معتصمًا ملتجئًا ألـــــــــوذُ
و الباء قد جاءت للاستعانهْ *** أبــعــدنا اللهُ عــن المهــــانهْ
أين وجدْتَ لفظةَ الشَّيطانِ *** فَهْوَ البعيدُ مِن حِمى الرَّحمـانِ
وقد عنـَـــــوْا بلفظةِ الرَّجيمِ *** هو الطريــدُ مــن حِمَى الرَّحيمِ
تفسير البسملة
الجـــارُ والمجرورُ قد تَعَلَّقْ *** بالفِــعْلِ أقرأُ وذي لا تنطِقْ
وأخَّروا تقديرَه للحصرِ *** والاِبتدا باســمِ الإلـــهِ فادرِ
لفظ الجلالة اسم الله قل علمْ *** على إلــهِنا العظيم ذي النعمْ
فلا تُسَــــمِّ أحدًا سِواهُ *** به وبالعصيــــــانِ لا تلقــــــاهُ
هو المألوهُ للعبادةِ استحقْ *** سبحانَه هو الغنِي ربُّ الفلقْ
إنَّ اسْمَيِ الرَّحيمِ والرَّحمـــانِ *** اِسمانِ في القرآنِ مَتْلُوَانِ
ذو الرَّحمةِ الواسعةِ الرَّحمانُ *** سبحان ربي وحدَهُ المنَّانُ
ذو الرَّحمةِ الواصلةِ الرَّحيمُ *** سبحان ربي الواسعُ الحكيمُ
تفسير سورة الفاتحة
أمُّ القُرَانِ سمِّيت لِمَا حوتْ*** من المعاني والأمورِ والنُّكتْ
وقد أتت في فضلها الآثارُ*** من أجْلِها يحسُدنا الكفارُ
زد ْهي رقية كذا شفاءُ *** إذا اعتراك مرضٌ أو داءُ( 2)
الحمدُ وصف اللهِ بالكمالِ *** في الذَّاتِ والصِّفاتِ والفعالِ
وأنْ تحبَّه مع التَّعظيمِ *** جزاك ربِّي جنة النَّعيمِ
واللامُ في اسم الله باتِّفاقِ *** لِلِاختصاص ولِلِاستحقاقِ
وربِّ وصفٌ جاء في التفسيرِ *** أيْ أنه ذو الخلقِ والتَّدبيرِ
والأمرِ والمُلكِ وذو السِّيادهْ *** للمؤمنين منه زد إفادهْ( 3)
والعالمين مَن سوى الدَّيَّانِ *** بل إنَّها دلَّت على الرحمانِ
يوم الجزا معنًى ليوم الدينِ *** فلْنعْملِ الخيرَ بكلِّ حينِ
ومالكِ اختُصَّتْ بذاك اليومِ *** معْ أنَّـــــه مالكُ كلِّ يومِ
ليظهرَ الملوكُ والعـــبـيـدُ *** بمستوًى ويفــلح السـعيدُ
إيَّاك نعبد فذا قد وجدَا *** في أفصح التفسيرِ أن لا نعبدَا
سواك معبودًا فأنت الصَّمدُ *** سبحانك اللَّهمَّ أنت الأحدُ
ونعبدُ المعنى فقل يا سامعُ *** إنَّ العبادةَ هي اسمٌ جامعُ
لكل ما يُرضي الإلهَ العالي *** مِن قولِنا كذا مِنَ الأعمالِ
وليس يرضى ربُّنا الجليلُ *** إلا على الذي حوى الدليلُ
والقولُ في إيَّاك نستعينُ *** اللهُ ربي وحده المعينُ
إيَّاك مفعولٌ أتى في الصَّدر*** وأُخِّر الفعلُ لأجل الحصرِ
قل في اهدنا الهدايةُ اثنتانِ*** هدايةُ التوفيقِ والبيانِ
وشرحُها أي دلَّنا وارشُدنا *** بَيِّنْ لنا وللهدى وفِِّّقْنا
معنى الصراطِ قل طريقُ اللهِ *** بيَّنَـــهُ نبـِـــيُّــنا ذو الجــاهِ
وَهْو طـــــــريقُ الرُّسْلِ أجمعينَا*** والشُّـهداءِ قلْ وَصَالِحِينا
وكلِّ صِدِّيقٍ أُُخيَّ فانتسِبْ *** فقولُ أنعمت عليهم قد وجبْ
قد غضب اللهُ على اليهودِ *** لِوصفِهِم بالنَّقضِ للعُهودِ
ووصفِهم بالعلمِ دون العملِ *** فَلْنجتنبْ نحن طريقَ الهملِ
إنَّ النصارى بالضلال وُصفوا *** لأنهم عن الطريق صُرفوا
والسَّببُ الجهلُ وطولُ الأمدِ *** فَلْنَسْلُكَنْ نحن طريقَ الرَّشَدِ
ولْيحذرِ العُبَّادُ والأعلامُ *** أنْ يُشبِهوا فيَسريَ الظَّلامُ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 2) مرض القلب وداء البدن .
(3 ) أي أن للمؤمنين تربية خاصة خصهم الله بها زيادة على باقي المخلوقين.انظر تفسير السعدي ص:39
التعديل الأخير تم بواسطة عبد القادر شكيمة ; 30 Mar 2017 الساعة 10:22 AM
|