منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #16  
قديم 17 Feb 2014, 06:46 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون
(11)".
1- ومما جاء من المجازاة بـ: "إذا" في الشعر قول قيس بن الخطيم:

إذا قصرت أسيافنا كان وصلها *** خطانا إلى أعدائنا فنضارب

فعطف " فنضارب " بالجزم على " كان " لأنه مجزوم، ولو لم يكن مجزوما لقال: فنضارب، بالنصب. وقد تزاد على " إذا " " ما " تأكيدا، فيجزم بها أيضا، ومنه قول الفرزدق:

فقام أبو ليلى إليه ابنُ ظالم *** وكان إذا ما يَسللِ السيفَ يضرب


قال سيبويه: والجيد ما قال كعب بن زهير:

وإذا ما تشاء تبعث منها *** مغرب الشمس ناشطا مذعورا


يعني أن الجيد ألا يجزم بـ: "إذا"، كما لم يجزم في هذا البيت. وحكي عن المبرد أنها في قولك في المفاجأة: خرجت فإذا زيد، ظرف مكان، لأنها تضمنت جثة.
وهذا مردود، لأن المعنى: خرجت فإذا حضور زيد، فإنما تضمنت المصدر كما يقتضيه سائر ظروف الزمان، ومنه قولهم: " اليوم خمر وغدا أمر " فمعناه وجود خمر ووقوع أمر.

2- والأرض: أسفل قوائم الدابة، قال حميد الأرقط يصف فرسا:

ولم يقلب أرضها البيطار *** ولا لحبليه بها حَبَار

أي: لم يقلب قوائمها لعلمه بها، والحَبَار: الأثر.

3- والأرض: النَّفضة والرَّعدة، روى حماد بن سلمة عن قتادة عن عبد الله بن الحارث قال: زلزلت الأرض بالبصرة، فقال ابن عباس: والله ما أدري ! أزلزلت الأرض أم بي أرَضة ؟ أي: أم بي رعدة، وقال ذو الرُّمة يصف صائدا:

إ
ذا توجس ركزا من سنابكها *** أو كان صاحب أرض أو به المُومُ
سنبك: طرف الحافر، والموم: البرسام، والبرسام: علة يهذى بها.
1- قوله تعالى: " مصلحون " اسم فاعل من أصلح.والصَّلاح: ضد الفساد، وصلح الشئ (بضم اللام وفتحها) لغتان، قاله ابن السكيت، والصُّلوح (بضم الصاد) مصدر صَلُح (بضم اللام)، قال الشاعر وهو منسوب لغون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:

فكيف بأطرافي إذا ما شتمتني *** وما بعد شتم الوالدين صُلُوح

أطرافي: أبواه، وإخوانه، وأعمامه، وكل قريب له محرم.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــع

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 27 Feb 2014, 10:39 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى:" ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12) وإذا قيل لهم آمنوا كما ءامن الناس قالوا أنؤمن كما ءامن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13)"


1- وأصل السَّفه في كلام العرب: الخِّفَّة والرِّقَّة، يقال: ثوب سفيه، إذا كان ردئ النسج خفيفَه، أو كان بَالِيًا رقيقا.وتسَفَّهت الريح الشجر: مالت به، قال ذو الرمة:

مَشين كما اهتزت رماح تسَفَّهَت *** أعاليَها مَرُّ الرياح النَّواسِم


النواسم تنسمت الريح أي: تنفست وهو أول هبوبها.
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 Feb 2014, 10:41 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون (14)"

1- إن قيل: لم وصلت " خلوا " بـ " إلى " وعُرفُها أن توصل بالباء ؟ قيل له: " خَلَوْا " هنا بمعنى ذهبوا وانصرفوا، ومنه قول الفرزدق:

كيف تراني قالبًا مِجَنِّى * ** قد قتل الله زيادًا عَنِّي

المِجَنّ: هو التُّرس، وقلبه عبارة عن رميه من يده لعدم الحاجة إليه.

2- والهُزْءُ: السخرية واللعب، يقال: هزِئ به واستهزأ، قال الرَّاجز وهو صخر بن عمير الهذلي:

قد هَزِئَتْ مِنِّيَ أمُّ طَيْسَلَهْ *** قالت: أراه معدَما لا مالَ لَهْ

وفي "الأمالي" للقالي:
تهزأ مني أخت آل طيسله *** قالت: أُراه مبلَطًا لا مال لهْ
وفي "اللسان" عجزه:
...............*** قالت: أراه في الوقار والعَلَهْ
وقيل: أصل الاستهزاء: الانتقام، كما قال الآخر:

قد استهزؤوا منهم بألفَيْ مُدَجَّجِ *** سُرَاتُهم وسْط الصَّحاصِح جُثَّمُ

الصحاصح: جمع صحصح، وهي الأرض الجرداء المستوية، ذات حصى صغار.
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 27 Feb 2014, 10:47 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15)"


1- قوله تعالى: "الله يستهزئ بهم": أي ينتقم منهم ويعاقبهم، ويسخر بهم ويجازيهم على استهزائهم، فسمى العقوبة باسم الذنب، هذا قول الجمهور من العلماء، والعرب تستعمل ذلك كثيرا في كلامهم، من ذلك قول عمرو بن كلثوم:

ألا لا يَجْهَلَنْ أحدٌ علينا *** فنجهلَ فوق جهلِ الجاهلينا

فسمى انتصاره جهلا، والجهل لا يفتخر به ذو عقل، وإنما قال ليزدوج الكلام فيكون أخف على اللسان من المخالفة بينهما.


***************

قوله تعالى:"أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)"
1- و"اشتروا": من الشراء، والشراء هنا مستعار والمعنى استحبوا الكفر على الإيمان، كما قال: " فاستحبوا العمى على الهدى " [ فصلت: 17 ] فعبر عنه بالشراء، لأن الشراء إنما يكون فيما يحبه مشتريه.
فأما أن يكون معنى شراء المعاوضة فلا، لأن المنافقين لم يكونوا مؤمنين فيبيعون إيمانهم، وقال ابن عباس: "أخذوا الضلالة وتركوا الهدى"، ومعناه استبدلوا واختاروا الكفر على الإيمان، وإنما أخرجه بلفظ الشراء توسعا، لـأن الشراء والتجارة راجعان إلى الاستبدال، والعرب تستعمل ذلك في كل من استبدل شيئا بشئ، قال أبو ذؤيب خويلد بن خالد بن محرِّث الشاعر الجاهلي الإسلامي:

فإن تزعُميني كنت أجهلُ فيكم *** فإني شريت الحِلم بعدكِ بالجهل

2- قوله تعالى: "فما ربحت تجارتهم" أسند تعالى الرِّبح إلى التجارة على عادة العرب في قولهم: ربح بيعك، وخسرت صفقتك، وقولهم: ليل قائم، ونهار صائم، والمعنى: ربحت وخسرت في بيعك، وقمت في ليلك وصمت في نهارك، أي فما ربحوا في تجارتهم.وقال الشاعر:

نهارك هائمُ وليلك نائمُ *** كذلك في الدنيا تعيش البهائمُ

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 09 Mar 2014, 10:18 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلمآ أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون (17) "صم بكم عمى فهم لا يرجعون (18)"
1- قوله تعالى: "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا" فمثلهم رفع بالابتداء والخبر في الكاف، فهي اسم، كما هي في قول الأعشى:
أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط *** كالطَّعْن يذهبُ فيه الزيتُ والفُتُلُ
وقول أمرئ القيس بن حجر الكندي – الملك الضليل ذي القروح -:
ورُحنا بِكابن الماء يجنُب وسْطَنا *** تصَوَّب فيه العينُ طورا وترتقي
أراد: مثل الطعن، وبمثل ابن الماء، وقد مضى شرح هذا البيت.
2- قوله: " الذي " يقع للواحد والجمع، قال ابن الشجري هبة الله بن علي (ت:542هـ): ومن العرب من يأتي بالجمع بلفظ الواحد، كما قال الأشهب بن رُمَيْلة:
وإن الذي حانَتْ بفَلْجٍ دماؤهم *** همُ القوم كلُّ القوم يا أمَّ خالدِ
3- واستوقد بمعنى: أوقد، مثل استجاب بمعنى أجاب، فالسين والتاء زائدتان، قاله الأخفش في"معاني القرآن"، ومنه قول كعب بن سعد الغنوي:
وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النَّدى *** فلم يستجبْه عند ذاك مجيبُ
أي: يُجِبْه.
4- وضاءت وأضاءت لغتان، يقال: ضاء القمر يضُوء ضوءا وأضاء يضيء، يكون لازما ومتعديا، وقرأ محمد بن السميقع: ضاءت بغير ألف، والعامة بالألف، قال أبو الطماح القيني وينسب للقيط بن زرارة:
أضاءت لهم أحسابُهم ووجوهُهم *** دجَى الليل حتى نظَّم الجزْع ثاقبُه

***
5- وفي قراءة عبد الله ابن مسعود وحفصة: "صمًّا بكمًا عميًا"، فيجوز النصب على الذم، كما قال تعالى: " ملعونين أينما ثقفوا " [ الأحزاب: 61 ]، وكما قال: " وامرأته حمالةَ الحطب " [ المسد: 4 ]، وكما قال عروة بن الورد:
سقَوْني الخمرَ ثم تكنَّفُوني *** عُداةَ الله من كذِب وزُورِ
فنصب: " عداةَ الله " على الذم.
6- ويقال: رجل أبكم وبكيم، أي: أخرس بين الخَرَس والبَكَم، قال الشاعر:
فليت لساني كان نِصفين منهما *** بَكيمً ونصف عند مَجْرى الكواكبِ

وليس الغرض نفي الإدراكات عن حواسهم جملة، وإنما الغرض نفيها من جهة ما، تقول: فلان أصم عن الخَنا.ولقد أحسن الشاعر حيث قال:
*** أصمُّ عمَّا ساءَه سَميعُ ***
وقال آخر:
وعوراءُ الكلامِ صمَمْتُ عنها *** ولو أنِّي أشاءُ بها سميعُ
وقال الدارمي ربيعة بن عامر الملقب بـ: المسكين (ت:89هـ):
أعْمى إذا ما جارتي خرجت *** حتَّى يواري جارتي الجَدْرُ
ويروى: أغضى بدل أعمى، والخِدر بدل الجَدر.
وقال بعضهم في وصاته لرجل يكثر الدخول على الملوك:
أدخل إذا ما دخلت أعمى *** وأخرج إذا ما خرجت أخرس
وقال قتادة: " صُمٌّ " عن استماع الحق، " بُكْمٌ " عن التكلم به، " عُمْيٌ " عن الإبصار له.
رد مع اقتباس
  #21  
قديم 09 Mar 2014, 10:19 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلمآ أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون (17) "صم بكم عمى فهم لا يرجعون (18)"
1- قوله تعالى: "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا" فمثلهم رفع بالابتداء والخبر في الكاف، فهي اسم، كما هي في قول الأعشى:
أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط *** كالطَّعْن يذهبُ فيه الزيتُ والفُتُلُ
وقول أمرئ القيس بن حجر الكندي – الملك الضليل ذي القروح -:
ورُحنا بِكابن الماء يجنُب وسْطَنا *** تصَوَّب فيه العينُ طورا وترتقي
أراد: مثل الطعن، وبمثل ابن الماء، وقد مضى شرح هذا البيت.
2- قوله: " الذي " يقع للواحد والجمع، قال ابن الشجري هبة الله بن علي (ت:542هـ): ومن العرب من يأتي بالجمع بلفظ الواحد، كما قال الأشهب بن رُمَيْلة:
وإن الذي حانَتْ بفَلْجٍ دماؤهم *** همُ القوم كلُّ القوم يا أمَّ خالدِ
3- واستوقد بمعنى: أوقد، مثل استجاب بمعنى أجاب، فالسين والتاء زائدتان، قاله الأخفش في"معاني القرآن"، ومنه قول كعب بن سعد الغنوي:
وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النَّدى *** فلم يستجبْه عند ذاك مجيبُ
أي: يُجِبْه.
4- وضاءت وأضاءت لغتان، يقال: ضاء القمر يضُوء ضوءا وأضاء يضيء، يكون لازما ومتعديا، وقرأ محمد بن السميقع: ضاءت بغير ألف، والعامة بالألف، قال أبو الطماح القيني وينسب للقيط بن زرارة:
أضاءت لهم أحسابُهم ووجوهُهم *** دجَى الليل حتى نظَّم الجزْع ثاقبُه

***
5- وفي قراءة عبد الله ابن مسعود وحفصة: "صمًّا بكمًا عميًا"، فيجوز النصب على الذم، كما قال تعالى: " ملعونين أينما ثقفوا " [ الأحزاب: 61 ]، وكما قال: " وامرأته حمالةَ الحطب " [ المسد: 4 ]، وكما قال عروة بن الورد:
سقَوْني الخمرَ ثم تكنَّفُوني *** عُداةَ الله من كذِب وزُورِ
فنصب: " عداةَ الله " على الذم.
6- ويقال: رجل أبكم وبكيم، أي: أخرس بين الخَرَس والبَكَم، قال الشاعر:
فليت لساني كان نِصفين منهما *** بَكيمً ونصف عند مَجْرى الكواكبِ

وليس الغرض نفي الإدراكات عن حواسهم جملة، وإنما الغرض نفيها من جهة ما، تقول: فلان أصم عن الخَنا.ولقد أحسن الشاعر حيث قال:
*** أصمُّ عمَّا ساءَه سَميعُ ***
وقال آخر:
وعوراءُ الكلامِ صمَمْتُ عنها *** ولو أنِّي أشاءُ بها سميعُ
وقال الدارمي ربيعة بن عامر الملقب بـ: المسكين (ت:89هـ):
أعْمى إذا ما جارتي خرجت *** حتَّى يواري جارتي الجَدْرُ
ويروى: أغضى بدل أعمى، والخِدر بدل الجَدر.
وقال بعضهم في وصاته لرجل يكثر الدخول على الملوك:
أدخل إذا ما دخلت أعمى *** وأخرج إذا ما خرجت أخرس
وقال قتادة: " صُمٌّ " عن استماع الحق، " بُكْمٌ " عن التكلم به، " عُمْيٌ " عن الإبصار له.
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 10 Mar 2014, 10:54 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19)"
1- قوله تعالى : "أو كصيب من السماء"، قال الطبري: " أو " بمعنى الواو، وقاله الفراء.
وأنشد لتوبة بن الحميِّر الخفاجي:
وقد زعمت ليلى بأنِّي فاجر *** لنفسي تُقَاها أو عليها فجورها
وقال جرير:
نال الخلافةَ أو كانت له قدَرا *** كما أتى ربَّه موسى على قدَرِ
أي: وكانت.
2- والصيب: المطر.واشتقاقه من صاب يصوب إذا نزل، قال علقمة بن عَبَدَة الفحل:
فلا تعْدلي بيني وبين مُغَمَّرِ *** سقتكِ روايا المُزْن حيثُ تَصُوبُ

وأصله: صيوب، اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت، كما فعلوا في ميت وسيد وهين ولين.
وقال بعض الكوفيين: أصله صويب على مثال فعيل. قال النحاس: لو كان كما قالوا لما جاز إدغامه، كما لا يجوز إدغام طويل.وجمع صيب صيايب.
3- قوله تعالى: " من السماء " السماء تذكر وتؤنث، وتجمع على أسمية وسموات وسُمِيّ، على فُعُول، قال العجاج:
تلفه الأرواحُ والسمي *** في دفء أرطاة لها حنِيٌّ

4- والسماء: كل ما علاك فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت: سماء.والسماء: المطر، سمي به لنزوله من السماء.قال حسان بن ثابت:
ديار من بني الحَسْحَاس قَفْر *** تُعفِّيها الرَّوامِسُ والسماءُ

والروامس: الرياح التي تثير التراب وتدفن الآثار.
وقال معاوية بن مالك:
إذا سقط السماءُ بأرض قوم *** رَعَيْناهُ وإن كانوا غِضابا

ويسمى الطين والكلأ أيضا سماء، يقال: ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم.يريدون الكلأ والطين. ويقال لظهر الفرس أيضا سماء لعلوه، وينسب لطفيل الغنوي:
وأحمرَ كالدِّيباج أما سماؤُه *** فرَيَّا وأما أرضه فمُحُولُ

والسماء: ما علا.والأرض: ما سفل، على ما تقدم.
5- الرعد: اسم الصوت المسموع، وقاله علي رضي الله عنه، وهو المعلوم في لغة العرب، وقد قال لبيد في جاهليته:
فجَّعني الرعدُ والصواعقُ بالــ *** ـفارس يوم الكريهة النَّجُدِ

ورعد الرجل وبرق: تهدد وأوعد، قال عمرو ابن أحمر بن العمرَّد، أبو الخطاب الباهلي:
يا جلَّ ما بعُدت عليك بلادُنا *** وطِلابُنا فابْرُق بأرضك وارعُدِ

وحكى أبو عبيدة وأبو عمرو: أرعدت السماء وأبرقت، وأرعد الرجل وأبرق إذا تهدد وأوعد، وأنكره الأصمعي.واحتج عليه بقول الكميت بن يزيد الكوفي (ت:216هـ):
أبرِقْ وأرعِد يا يزيــــ *** ـــــــدُ فما وعيدك لي بِضائر
فقال: ليس الكميت بحجة.
وقرأ الحسن: من " الصواقع " بتقديم القاف، ومنه قول أبي النَّجم الفضل بن قدامة العِجلي:
يحكون بالمصقولة القواطعِ *** تشَقُّقُ البرقِ عن الصَّوَاقعِ

قال النحاس: وهي لغة تميم وبعض بني ربيعة.
ويقال: صعق الرجل صعقة وتصعاقا، أي غشي عليه، وفي قوله تعالى: "وخرَّ موسى صعقا" [ الأعراف: 143 ] فأصعقه غيره.قال ابن مقبل:
ترى النُّعَرات الزُّرْقَ تحت لَبانِه *** أُحادَ ومثنى أصعقتها صواهِلُهْ
وقوله تعالى: " فصعق من في السموات ومن في الأرض " [ الزمر: 68 ] أي مات.
6- قول: "حذر الموت" حذَرَ وحِذَار بمعنى، وقرئ بهما.قال سيبويه: هو منصوب،لأنه موقوع له أي مفعول من أجله، وحقيقته أنه مصدر، وأنشد سيبويه لحاتم الطائي:
وأغفِرُ عوراءَ الكريم ادِّخَارَهْ *** وأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا
وفي ديوانه: وأُصفِح بدل: وأعرض.
وقال الفراء: هو منصوب على التمييز والموت: ضد الحياة. وقد مات يموت، ويَمَاتُ أيضا، قال الراجز:
بُنَيَّتِي سَيِّدَةُ البَنَاتِ *** عِيشِي ولا يُؤْمَنُ أَنْ تَمَاتِي
فهو ميِّت وميْت، وقوم موتى وأموات وميِّتون وميْتون.وأماته الله وموَّته، شدد للمبالغة.وقال الشاعر:
فعُرْوَةُ مات موتا مُستريحا *** فها أنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يومِ
والمستميت للامر: المسترسل له، قال رؤبة:
وزبد البحر له كَتِيتُ *** والليل فوق الماء مستميتُ
والكتيت: صوت البكر، وهو فوق الكشيش.
7- قوله تعالى: "والله محيط بالكافرين" ابتداء وخبر، أي لا يفوتونه. يقال: أحاط السلطان بفلان إذا أخذه أخذا حاصرا من كل جهة، قال الشاعر:
أحطنا بهم حتى إذا ما تيقَّنوا *** بما قد رأوا مالوا جميعا إلى السِّلْمِ
ومنه قول تعالى: " وأحيط بثمره " [ الكهف: 42 ].وأصله محيط، نقلت حركة الياء إلى الحاء فسكنت.
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 10 Mar 2014, 11:01 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19)"
1- قوله تعالى : "أو كصيب من السماء"، قال الطبري: " أو " بمعنى الواو، وقاله الفراء.
وأنشد لتوبة بن الحميِّر الخفاجي:
وقد زعمت ليلى بأنِّي فاجر *** لنفسي تُقَاها أو عليها فجورها
وقال جرير:
نال الخلافةَ أو كانت له قدَرا *** كما أتى ربَّه موسى على قدَرِ

أي: وكانت.
2- والصيب: المطر.واشتقاقه من صاب يصوب إذا نزل، قال علقمة بن عَبَدَة الفحل:
فلا تعْدلي بيني وبين مُغَمَّرِ *** سقتكِ روايا المُزْن حيثُ تَصُوبُ

وأصله: صيوب، اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت، كما فعلوا في ميت وسيد وهين ولين.
وقال بعض الكوفيين: أصله صويب على مثال فعيل. قال النحاس: لو كان كما قالوا لما جاز إدغامه، كما لا يجوز إدغام طويل.وجمع صيب صيايب.
3- قوله تعالى: " من السماء " السماء تذكر وتؤنث، وتجمع على أسمية وسموات وسُمِيّ، على فُعُول، قال العجاج:
تلفه الأرواحُ والسمي *** في دفء أرطاة لها حنِيٌّ
4- والسماء: كل ما علاك فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت: سماء.والسماء: المطر، سمي به لنزوله من السماء.قال حسان بن ثابت:
ديار من بني الحَسْحَاس قَفْر *** تُعفِّيها الرَّوامِسُ والسماءُ
والروامس: الرياح التي تثير التراب وتدفن الآثار.
وقال معاوية بن مالك:
إذا سقط السماءُ بأرض قوم *** رَعَيْناهُ وإن كانوا غِضابا

ويسمى الطين والكلأ أيضا سماء، يقال: ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم.يريدون الكلأ والطين. ويقال لظهر الفرس أيضا سماء لعلوه، وينسب لطفيل الغنوي:
وأحمرَ كالدِّيباج أما سماؤُه *** فرَيَّا وأما أرضه فمُحُولُ
والسماء: ما علا.والأرض: ما سفل، على ما تقدم.
5- الرعد: اسم الصوت المسموع، وقاله علي رضي الله عنه، وهو المعلوم في لغة العرب، وقد قال لبيد في جاهليته:
فجَّعني الرعدُ والصواعقُ بالــ *** ـفارس يوم الكريهة النَّجُدِ
ورعد الرجل وبرق: تهدد وأوعد، قال عمرو ابن أحمر بن العمرَّد، أبو الخطاب الباهلي:
يا جلَّ ما بعُدت عليك بلادُنا *** وطِلابُنا فابْرُق بأرضك وارعُدِ
وحكى أبو عبيدة وأبو عمرو: أرعدت السماء وأبرقت، وأرعد الرجل وأبرق إذا تهدد وأوعد، وأنكره الأصمعي.واحتج عليه بقول الكميت بن يزيد الكوفي (ت:216هـ):
أبرِقْ وأرعِد يا يزيــــ *** ـــــــدُ فما وعيدك لي بِضائر
فقال: ليس الكميت بحجة.
وقرأ الحسن: من " الصواقع " بتقديم القاف، ومنه قول أبي النَّجم الفضل بن قدامة العِجلي:
يحكون بالمصقولة القواطعِ *** تشَقُّقُ البرقِ عن الصَّوَاقعِ
قال النحاس: وهي لغة تميم وبعض بني ربيعة.
ويقال: صعق الرجل صعقة وتصعاقا، أي غشي عليه، وفي قوله تعالى: "وخرَّ موسى صعقا" [ الأعراف: 143 ] فأصعقه غيره.قال ابن مقبل:
ترى النُّعَرات الزُّرْقَ تحت لَبانِه *** أُحادَ ومثنى أصعقتها صواهِلُهْ

وقوله تعالى: " فصعق من في السموات ومن في الأرض " [ الزمر: 68 ] أي مات.
6- قول: "حذر الموت" حذَرَ وحِذَار بمعنى، وقرئ بهما.قال سيبويه: هو منصوب،لأنه موقوع له أي مفعول من أجله، وحقيقته أنه مصدر، وأنشد سيبويه لحاتم الطائي:
وأغفِرُ عوراءَ الكريم ادِّخَارَهْ *** وأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا
وفي ديوانه: وأُصفِح بدل: وأعرض.
وقال الفراء: هو منصوب على التمييز والموت: ضد الحياة. وقد مات يموت، ويَمَاتُ أيضا، قال الراجز:
بُنَيَّتِي سَيِّدَةُ البَنَاتِ *** عِيشِي ولا يُؤْمَنُ أَنْ تَمَاتِي
فهو ميِّت وميْت، وقوم موتى وأموات وميِّتون وميْتون.وأماته الله وموَّته، شدد للمبالغة.وقال الشاعر:
فعُرْوَةُ مات موتا مُستريحا *** فها أنا ذا أُمَوَّتُ كلَّ يومِ
والمستميت للامر: المسترسل له، قال رؤبة:
وزبد البحر له كَتِيتُ *** والليل فوق الماء مستميتُ
والكتيت: صوت البكر، وهو فوق الكشيش.
7- قوله تعالى: "والله محيط بالكافرين" ابتداء وخبر، أي لا يفوتونه. يقال: أحاط السلطان بفلان إذا أخذه أخذا حاصرا من كل جهة، قال الشاعر:
أحطنا بهم حتى إذا ما تيقَّنوا *** بما قد رأوا مالوا جميعا إلى السِّلْمِ
ومنه قول تعالى: " وأحيط بثمره " [ الكهف: 42 ].وأصله محيط، نقلت حركة الياء إلى الحاء فسكنت.
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 11 Mar 2014, 09:11 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شئ قدير (20)
1- " يكاد " معناه يقارب، يقال: كاد يفعل كذا إذا قارب ولم يفعل.
ويجوز في غير القرآن: يكاد أن يفعل، كما قال رؤبة:
*** قد كاد من طول البلى أن يَمْصَحا ***
مشتق من المَصْح وهو الدَّرْس، والأفضل أن تكون بغير "أن"، لأنها لمقاربة الحال، و"أن" تصرف الكلام إلى الاستقبال، وهذا متناف.
خلاصة:
فهذه عشرون آية على عدد الكوفيين، أربع آيات في وصف المؤمنين، ثم تليها آيتان في ذكر الكافرين، وبقيتها في المنافقين.وهي رواية عن ابن جريج، وقاله مجاهد أيضا.
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 18 Mar 2014, 02:45 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون(21)"
1- أصل العبادة: الخضوع والتذلل، يقال طريق معبدَّة: إذا كانت موْطُوءةً بالأقدام، قال طرفة بن العبد:
تباري عِتاقاً ناجياتٍ وأتبعت *** وظيفا وظيفا فوق مَوْرٍ مُعَبَّدِ

الوظيف لكل ذي أربع: ما فوق الرسغ إلى مفصل الساق، والمَوْر: الطريق.
2- وأصل "الخلق": التقدير، قال زهير بن أبي سلمى:
ولأنت تَفْري ما خَلَقْتَ وبعـــ *** ضُ القومِ يخلق تمَّ لا يفري

وتفري أي: تقطع.
3- "لعلَّ" تأتي على ثلاث تأويلات:
الأول: أن "لعل" على بابها في الترجي والتوقع.
الثاني: أن "لعل" مجرَّدَة من الشكِّ بمعنى لام "كي" في قول "قُطرب" و"الطبري": قال الشاعر:
وقلتُم لنا كُفُّوا الحروبَ لعلَّنا *** نَكُفُّ، ووثَّقْتُم لناكلَّ موثَّقِ

فلما كفَفْنا الحربَ كانت عهودُهم *** كلَمْعِ سرابٍ في المَلا مُتَألِّقِ
المعنى: كفوا الحروب لنكفَّ، ولو كانت "لعل" هنا شكًّا لم يوثِّقوا كل موثق.
الثالث: أن "لعل" بمعنى التعرُّض للشيء.
4- "التقوى": تقول العرب: اتَّقاه بحقِّه: إذا استقبله به، قال عنترة بن عمرو بن شداد العبسي:
ولقد كرَرْتُ المُهرَ يَدْمى نَحْرْه *** حتى اتَّقَتني الخيلُ بابنيْ حِذْيَمِ

ابني حذيم: هما "هرم" و"حصين" ابنا "ضمضم المري"، كان عنترة قد قتل أباهما ضمضما، فكانا يتوعَّدانِه.
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 18 Mar 2014, 11:12 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون (22)"
1- "جعل" يأتي بمعنى: أخذ، قال مغلِّس بن لقيط الأسدي:
وقد جعلتْ نفسي تطيب لضَغْمَةٍ *** لضَغْمِهِماها يقرَعُ العظمُ نابُها
ضغمة: عضة، أراد بها الشدة.
وقد تأتي "جعل" زائدة، قال عبدٌ من عَبيد بجيلةَ، وينسب لعمرو بن أحمر الباهلي:
وقد جعلتُ أرى الإثنين أربعةً *** والواحدَ اثنين لما هدَّني الكِبَرُ
ويروى البيت:

فقد جعلتُ أرى الشخصين أربعةً *** والواحدَ اثنين مما بورك البصر

وجعل واجتعل بمعنى واحد، قال أبو زُبيد حرملة بن المنذر الطائي:
ناط أمرَ الضِّعافِ واجتَعلَ الليـ *** ـلَ كحبل العاديَّة الممدودِ
ناط: حمل وكفى، العادية: البئر القديمة، أي: يسير الليل كله لا ينثني.
2- تعقيب:
قال القرطبي رحمه الله: "ويقال: بنى فلان بيتا، وبنى على أهله – بناء فيهما – أي: زفَّها، والعامة تقول: بنى بأهله، وهو خطأ" اهـ.
قال المحقق في هامش (ج1/ص:345): "كذا نقل المصنف عن الجوهري في الصحاح (بنى)، وقد تعقبه غير واحد كما ذكر الزبيدي في تاج العروس، قال ابن الأثير في النهاية: قد جاء في غير موضع من الحديث وغير الحديث، وعاد الجوهري فاستعمله في كتابه! وذكر الزبيدي أنه قد ورد "بنى بأهله" في شعر جران العَوْد، قال:
بنيتُ بها قبل المِحاقِ بليلةٍ *** فكان مِحاقاً كلُّه ذلك الشهرُ

" انتهى التعقيب.
3- "أندادا" واحدها: نِدّ، قال لبيد بن ربيعة العامري:
نحمد الله ولا نِدَّ له *** عنده الخير وما شاء فعل
وفي ديوانه:
أحمد الله فلا نِدَّ له *** بيده الخير ما شاء فعل
وقال حسان بن ثابت:
أتهجوه ولست له بنِدٍّ *** فشرُّكما لخيركما الفِداءُ
ويقال: ند ونديد، قال لَبيد:
لكيلا يكون السَّنْدَرِيُّ نديدَتي *** وأجعلَ أقواما عُموما عَماعِما
السندري: شاعر كان مع علقمة بن عُلاثة، وكان لبيد مع عامر بن الطفيل، فدعي لبيد إلى مهاجاته، فأبى، والعماعم: الجماعات المتفرقون.
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 19 Mar 2014, 10:48 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (23)"
1- العبد مأخوذ من التعبُّد، وهو التَّذَلُّل، قال طرفة:
إلى أن تحامتني العشيرةُ كلُّها *** وأُفرِدتُ إفرادَ البعيرِ المُعَبَّدِ

أي: المُذَلَّل.
2- العبادة أشرف الخصال، قال الشاعر:
يا قومِ قلبي عند زَهْراءِ *** يعرفُه السامعُ والرَّائي
لا تدعُني إلا بِيَا عبدَها *** فإنَّه أشرَفُ أسمائي

وفي "نفح الطيب" الشطر الأول من البيت الأول:
يا عمرو نادِ عبدَ زَهْراءِ *** ..........
3- "دون" نقيض "قوق"، وهو تقصير عن الغاية، ويكون ظرفا، والدُّون: الحقير الخسيس، قال الشاعر:
إذا ما عَلا المرءُ نالَ العلاء *** ويقنَعُ بالدُّونِ من كان دُنا

ولا يشتق منه فعل، وبعضهم يقول منه: دان يدُن دَوْنا، ويقال: هذا دون ذاك، أي: أقرب منه، ويقال في الإغراء بالشيء: دُونَكَهُ، قالت تميم للحجاج: أقبرِرنا صالحا – وكان قد صلبه – فقال: دُونَكُموه.
ومعنى أقبرنا: أمكنا من دفنه في القبر، وصالحا: هو بن عبد الرحمن.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 21 Mar 2014 الساعة 03:58 PM
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 21 Mar 2014, 11:15 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين (23)"
1- من العرب من يجزم بـ : "لن" وهي لغة قليلة كما قال أهل العلم، قال النابغة:
هذا الثناءُ فإن تسمع به حسنًا *** فلن أُعَرِّضْ أبَيْتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ

وفي رواية: فلم أعرض، وفي أخرى: فما أعرض، ومعنى الصفد: العطاء ولا يكون ابتداء إنما هو بمنزلة المكافأة.
2- "التي" فيها ثلاث لغات: "التي" و"اللَّتِ" و"اللَّتْ"، وهي اسم مبهم مؤنث، ولا يجوز نزع الألف واللام منها للتنكير، ولا تتم إلا بصلة، وفي تثنيتها ثلاث لغات: "اللَّتان" و"اللَّتا" و"اللَّتانِّ"، وفي جمعها لغات: "اللاتي" و"اللاتِ" و"اللواتي" و"اللواتِ" و"اللَّوا" و"اللَّائي" و"اللاءِ"، قال الشاعر:
من اللَّواتي والتي واللاتي *** زعَمن أن قد كَبِرَتْ لِداتي
3- وتصغير "التي": "اللَّتَيَّا"، قال العجاج:
بعد اللَّتَيَّا و اللَّتَيَّا والتي *** إذا علتها أنفُس تَرَدَّتِ
4- وأدخلوا "يا" النداء على "التي"، وحروف النداء لا تدخل على ما فيه ألف ولام إلا في قولنا: يا الله، وحده، قال الشاعر:
من أجلِكِ يا التي تَيَّمْتِ قلبي *** وأنتِ بخيلةٌ بالوُدِّ عنِّي
ويروى في عجزه: بالوصل عني، ويروى في صدره: فديتكِ يا التي..
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 22 Mar 2014, 10:52 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها ثمرة رزقا قالوا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون (25)"
1- يجوز حذف الكلام للاختصار، قال الشاعر مهلهل بن ربيعة:
نُبِّئْتُ أنَّ النارَ بعدكَ أُوقدتْ *** واسْتَبَّ بعدكَ يا كُلَيْبُ المجلسُ
أراد: أهل المجلس، فحُذِف.
2- النهر مأخوذ من: أنهرتُ أي: وسَّعتُ، قال قيسُ بن الخَطيم:
ملَكْتُ بها كفِّي فأَنْهَرتُ فَتْقَها *** يرى قائمٌ مِن دونها ما وراءها
ويروى: يرى قائما من خلفها ما وراءها، ويروى: يرى قائما من دونها.
3- قال الأصمعي: لا تكاد العرب تقول: زوجة، وإنما يقال: زوج، وحكى الفرَّاء أنه يقال:زوجة، واختاره الكسائي، قال الفرزدق:
وإنَّ الذي يسعى ليُفسِدَ زوجتي *** كساعٍ إلى أُسد الشَّرى يستَبيلُها
ويروى:
وإن الذي يمشي يحرِّش زوجتي *** كماش.............
ومعنى يستبيلها: يأخذ بولها في يده.
4- الخلود: طول البقاء، قال زهير:
ألا لا أرى على الحوادث باقيًا *** ولا خالدا إلا الجبالَ الرَّواسِيا
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 26 Mar 2014, 12:54 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)"
1- "بعوضةً" في نصبها أربعة أوجه:
الأول: تكون "ما" زائدة، و"بعوضةً" بدلا من "مثلًا".
الثاني: أنها نعت لـ "ما" و"ما" بدل من قوله: "مثلًا" قاله الفراء والزجاج وثعلب.
الثالث: أنها نصبت على تقدير الجارِّ، بحذف "بين" قاله الكسائي والفراء وأنكره ثعلب، قال أعرابي من بني سليم:
يا أحسنَ الناسِ ما قرنًا إلى قدَمِ *** ولا حِبالَ مُحِبٍّ واصلٍ تَصِلُ
أراد: ما بين قرنٍ، فلما أسقط "بين" نصب.
الرابع: أن يكون "يضرب" بمعنى يجعل، فتكون "بعوضةً" المفعول الثاني.
قلت: وكلها أوجه صحيحة، وأقواها الأول ثم الثاني.
2- لغة بني تميم وبني عامر في "أمَّا": أَيْمَا، يبدلون من إحدى الميمين ياءً كراهية التضعيف، قال عمر بن أبي ربيعة:
رأتْ رجلا أيْما الشمسُ عارَضَتْ *** فيَضْحى وأيْما بالعَشِيِّ فيَخْصَرُ
وفي ديوانه: "أمَّا" في الموضعين، وحكى الخلاف في ذلك البغدادي في "خزانة العرب".
ومعنى: "الشمس عارضت": ارتفاعها حيال الرأس، و"يضحى": يعرَق، و"يخصَر": يؤلمه البرد في أطرافه.
3- وزعم ابن الأعرابي أنه لم يسمع في كلام الجاهلية ولا في شعرهم : فاسق، وقد ذكر ابن الأنباري في"الزاهر" قول الشاعر وينسب لرؤبة والعجاج:
يَهوين في نجْدٍ وغَوْرا غائرا *** فواسقا عن قَصْدهم جوائرا
فائدة:
و"الفسق" في عرف استعمال الشرع: الخروج من طاعة الله عزَّ وجلَّ، فقد يقع على من خرج بكفر، وعلى من خرج بعصيان.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 26 Mar 2014 الساعة 04:21 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013