منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 Jun 2015, 05:24 PM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي [لأول مرة / صوتي ومفرغ] (العشر الأواخر من رمضان 1) لسماحة الشيخ العلامة: صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله [21-9-1424هـ]

[لِأَوَّل مرَّة / صوتي ومُفرَّغ]

العَشْرُ الأَواخِر من رمضان -۱-

لسماحة الشَّيخ العلاَّمة:
صالح بن مُحمَّد اللُّحَيْدَان
حفظه الله تعالى ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء



كلمةٌ لسماحة الشَّيخ يوم 21-9-1424هـ بالحرم المكِّي
وبعدها تفضل بالإجابة على بعض أسئلة الحاضرين
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها الجميع



للتحميل:

الجُزء الأوَّل
الجُزء الثَّاني



تفريغ الكلمة:

.. والصَّلاة والسّلام على سيِّد الأوّلين والآخرين سيّدنا ونبيّنا محمّد وعلى آله وصحابته والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وبعد:

هذا الصَّباح يا عباد الله أوّل أيَّام العشر الأواخر من رمضان، وقد ثبت في الصَّحيحين من حديث عائشة –رضي الله عنها- أنّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- اعتكف العشر الأواخر، كان يعتكف حتّى تُوفّي –صلّى الله عليه وسلّم-، واعتكف أزواجه معه وبعده، وكان عددٌ من الصَّحابة يعتكف العشر الأواخر، وكان اعتكف العشر الوُسط فلمّا أصبح من آخر أيَّام العشر الوسط أخبر الصَّحابة أنَّهُ أُرِيَ ليلة القدر وأنّها في العشر الأواخر، وقال: (من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر)، ولزم ذلك –صلّى الله عليه وسلّم- إلى أن مات.

فالاعتكاف مشروعٌ، ذكره الله -جلّ وعلا- في كتابه الكريم، وأنّ المعتكف لا يكون له يقرب النِّساء مادام عاكفًا في المساجد، وكان النّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- يتّخذ في المسجد (كلمة لم أفهمها) حصيرًا يخلو فيه بربِّه –جلّ وعلا- يتعبَّد، ثُمَّ لا يخرج إلاّ لقضاء حاجةٍ أو طعامٍ أو صلاة بالجماعة –صلّى الله عليه وسلّم-.

وأصلُ الاعتكاف: أَنْ يحبس الإنسان نفسه في المسجد، والغالب أنّه في رمضان، لا وجوبًا وإنّما لأهميَّة ما يُطلب في شهر رمضان من موافقة ليلة القدر التي نوّه الله –جلّ وعلا- بذكرها في أكثر من موضع في القرآن الكريم، وبيَّن أنّها خيرٌ من ألف شهر، فكان النّبيّ –عليه الصّلاة والسّلام- يتحرّاها، ويقول لأصحابه: (من كان منكم مُتحرّيها فليتحرّى في العشر الأواخر في الوتر منه)، واختلف العلماء: هل هي في كلِّ عام؟ أو في كلِّ العام؟ لكن المُهمّ أن نتطلّبها في العشر كلِّها.

ومن اعتكف؛ فالشَّأن في المُعتكِف: أن يُقلِّل من العلاقات الدّنيويَّة، لا يُكرِّر الاتّصالات، ولا يخرج لزيارة مريض ولا لاتّباع جنازة، وفي مكّة لا يخرج لأداء عمرة، ما دام عاكفًا فَلْيُوفِّر الوقت كلّه لاعتكافه من صلاة وقراءة قرآن وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وسؤال وطلب، يُقلِّل من الأحاديث الدّنيويَّة ما أمكن، ولأنّ الهواتف في هذا الزّمن صارت مع النّاس في كلِّ مكان.

ينبغي للمعتكف أن يهجر الاتّصالات الهاتفيَّة إلاَّ في أمرٍ لابدّ ضروريّ، أمّا إذا أراد أن يعتكف ويده على أذنه جلّ الوقت فما هو الاعتكاف.

الاعتكافُ عبادةٌ، صلاةٌ وتلاوةٌ للقرآن، سؤال وذكرٌ، ليُدرِك الإنسان ما قصد من الأجر والثّواب، وقَبول الدّعاء.

وقيل: أقلّ الاعتكاف يوم وليلة، وقيل: ليلة، والأولى في هذا الشّهر لمن همَّ بالاعتكاف أن يعتكف بقيَّة شهره هذا، وكان النّبيّ يدخل –صلّى الله عليه وسلّم- في مُعتكفه إذا صلَّى الفجر في اليوم الحادي والعشرين، ثُمّ لا يُنهي اعتكافه إلاّ بغروب شمس يوم الثّلاثين أو ثبوت دخول شهر شوَّال.
فمن اعتكف فينبغي له أن يقتدي برسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-.

والاعتكاف لا يُشترط أن يكون في رمضان، يجوز في غيره، لكنّ أفضل الاعتكاف ما كان في رمضان، لأنّه هو الذي واظب عليه رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-، ومن كان في هذه البلد عند هذا البيت العتيق وَفَد إلى بيت الله مُعتمرًا فحَسَنٌ أن يعتكف، لأنّه لا أعمال هامَّة تتطلَّبُه، لِيَعتكف حتّى يُوفِّر الوقت كلّه لطاعة الله، يُصلِّي في أوقات الإباحة ما تيسَّر له، ويترك الصَّلاة في أوقات النّهي إلاّ إن طاف صلّى ركعتي الطّواف.

وقد يُوفَّق الإنسان في هذه الأيَّام إن اعتكف أو اجتهد في العبادة ولو لم يعتكف بأن يدعُوَ ربّه –جلّ وعلا- ثُمّ تُصادف الدّعوة ساعةً يُقبل فيها الدّعاء فيكتب الله له بما يتقبّله من دعاء سعادة الدُّنيا والآخرة.

والنِّساء يجوز لهنّ أن يعتكفن لكن بشرط: أن تأمنَ على نفسها، وأن تتجنَّب التّبرّج والظّهور بمظهر الفتنة، وأن تحرص أن تكون في الأماكن التي يقلّ غشيان الرِّجال لها أَوْ لا يَغْشَوْنها، وإذا خافَت أن لا تُحْكِم الاعتكاف فخيرٌ لها أن لا دخل في شيءٍ لا تُجيدُ العمل به.

فاحرص أيُّها المسلم على شغل أوقاتك من نهارٍ وليلٍ بما ينفعك، وما زاد عن مطالب معيشتك وقيامك بالعمل الذي أنت مُلْزَمٌ به أحسِن علاقتك بعبادة ربِّك وتلذَّذ بها فإنّها حياةُ القلوب، وصحَّة القلوب، وإذا صحَّ القلبُ وكان في حياةٍ جيِّدة صلُحَت الأعمال، وعظمت المكاسب، وتحقّق بإذن الله –جلّ وعلا- تحصيلُ الثَّواب.

وإذا رغبتَ طوافًا فاشغل وقت الطّواف بتأمّلٍ بهذه العبادة، وحُسن أداء، واشتغالاً بالذِّكر، وتجنَّب المزاحمة المُؤذِيَة لك أو للطَّائفين، وإذا كان تكرار الطّواف يزيدُ الزِّحام المُرهق فيكفي من طاف سابقًا أن يُقلِّل إلاّ في ساعات خفّة المطاف وتيسّر الطّواف.

والطّواف وسائر العبادات إنّما شُرِعت لإقامة ذكر الله، فينبغي أن يُشغَل المقام بالإكثار من التّسبيح والتّهليل والتّحميد والتّكبير، وقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، اللهمّ اغفر لي)، وقول: (لا حول ولا قوّة إلاّ بالله)، وقول: ﴿ربّنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار.

للعبد حاجاتٌ قبل طلبها يُثني على الكريم الأكرم الربّ الرّحيم؛ يُمجِّده وهو أهلٌ لكلِّ حمد؛ يُثني عليه وهو أهلُ الثَّناء؛ ثُمّ يطلب حاجته، والله لا يُخيِّب رجاء من رجاه، ولا يُذِلّ من استعزّ به صدقًا، ولا يردّ من أقبل عليه طائعًا تائبًا نادمًا لا يردّه خائبًا.

فأسألُ الله جلّ وعلا بأسمائه وصفاته أن يُعيننا جميعًا على أداء الأعمال الصَّالحات، وأن يُوفِّقنا لإخلاص العمل لله، وموافقة هدي رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-.
اللهم يا ذا الجلال والإكرام نسألك بأنّك أنت الله الذي لا إله إلاّ أنت؛ أنت الحيُّ القيّوم ذو الجلال والإكرام؛ نسألك أن تغفر ذنوبنا، وتُقيل عثراتنا، وتُؤمّن خوفنا، وتجبُرَ كسرنا، وتُغنينا يا إلهنا عن خلقك.
اللهم أغننا بفضلك عن خلقك، ولا تكلنا إلى عبادك، ولا إلى أنفسنا طرفة عين، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعزّ دينك، وأعلِ كلمتك، وانصر الحقّ وانصر أولياءك، واحظر الباطل وأهله يا حيُّ يا قيُّوم.
ربّنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار.
ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنّك أنت الوهَّاب.
اللهم يا حيّ يا قيُّوم، يا مُجيب الدُّعاء، يا كاشف الضّرّ والبلوى، نسألك أن تكشف ضرّ المسلمين، وترفع عنهم البلوى، وتُحقِّق لهم الأمن في أوطانهم على تمسّكٍ بدينك، وتعظيمٍ لشرعك، وانتصار على أعدائك، يا حيُّ يا قيُّوم.
اللهمّ أرنا في أعداء الإسلام في اليهود والنّصارى وسائر طوائف الكفر عجائب قدرتك.
اللهم إنّا نسألك أن تكفينا شرّهم، وتضع قدرهم، وتُذلّ سلطانهم في كلِّ مكان.
اللهم أخرجهم من بلاد الإسلام أذلّة خاسرين عاجلاً غير آجل يا ربّ العالمين.
اللهم أصلح قادتنا، ووفِّقهم للعمل الصَّالح، وثبّتهم بالقول الثّابت، واجعل أهمّ أمورهم عندهم خوفَك ورجاءك وإرضاءك يا ربّ العالمين، وخُصّ يا إلهنا من ولّيته أمر هذه البلاد بمزيدٍ من التّوفيق والتّسديد والصَّلاح والهُدَى.
اللهمّ اهده وأصلحه، واهد وأصلح له ذريته وإخوانه وأعوانه وأهل بلده والمسلمين أجمعين.
اللهم احفظ به أمن بلادنا، وصُن به مقدّساتنا، وأمِّن به سبلها، وانشر به الخير والبركة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام.
سبحانك لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
وصلى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا.

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
13 / رمضان / 1436هـ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013