منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09 Mar 2008, 09:33 AM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

ثَالِثًا: وَمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ هُوَ الإِسْلاَمُ الَّذِي لاَنَجَاةَ لِأَحَدٍ إِلاَّ بِالدُّخُولِ فِيهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.
رَابِعًا: لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ الإِسْلاَمَ إِلاَّ بِالِإيمَانِ بِالنَّبِيِّ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ﴾)، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيـِّي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾).
وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَ لاَ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ")رَوَاهُ مُسْلِمٌ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ).
خَامِسًا: الدُّخُولُ فِي الإِسْلاَمِ وَالإِيمَانِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ) أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله)
وأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ)لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ) لَمَّا بَعَثَهُ لِلْيَمَنِ «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلىَ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنِّي رَسُولُ الله)، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خمَْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَإِياَّكَ وَكَرَائِمَ) أََمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ») رَوَاهُ مُسْلِمٌ)
------------------

١- تخصيص النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالذكر في أنه جاء بالإسلام مع أنَّ الرسل الكرام كانت دعوتهم إليه، وأصله عبادة الله وحده لا شريك له، حيث أخبرنا تعالى عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه: ﴿فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [يونس: 72] وقول إبراهيم ويعقوب عليهما السلام: ﴿يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 132] وقول يوسف عليه السلام: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾[يوسف: 101]وقول موسى عليه السلام: ﴿يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ﴾ [يونس: 84]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ﴾ [المائدة: 44]، وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾ [المائدة: 111] فهؤلاء رسل الله بعثوا بالإسلام، متفاوتون بحسب شرائعهم الخاصة التي ينسخ بعضها بعضًا إلى أن نُسِخت بشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم التي لا تُنسخ أبد الآبدين، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "الأَنْبِياَءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ" [أخرجه البخاري: 6/478 في "أحاديث الأنبياء" برقم [3443] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
فدينهم واحد هو دين الإسلام في كل وقت وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وإنمَّا تنوَّعت الشرائع في الناسخ والمنسوخ من المشروع فهي بمنزلة أولاد العلات وهم الإخوة من أب واحد وأمهاتهم شتَّى، قال ابن تيمية -رحمه الله- في "الاقتضاء" [2/380]: "فمن خرج عن شريعة موسى قبل النسخ لم يكن مسلمًا، ومن لم يدخل في شريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد النسخ لم يكن مسلمًا"، ولأنَّ الدليل القاطع في إثبات نبوة الأنبياء قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم منتف، فمن أنكر نبوته صلى الله عليه وآله وسلم مع دعوى الإيمان بنبوة غيره يكون متناقضًا من جهة أنَّ هذه النبوات ثبتت بدليل إعجاز القرآن الكريم المثبت لنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فعدم التصديق به هو إنكار لأصل النبوات، ولهذا كان الكفر برسالة أي رسول يُعدُّ كفرًا برسالة الإسلام، لأنَّه يتضمَّن التكذيب ببعض ما جاء في القرآن العظيم.
٢- آية: 162- 163 من سورة الأنعام.
٣- آية 20 من سورة آل عمران.
٤- لا يصير الكافر مسلمًا بمجرَّد شهادة أنَّ محمَّدًا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلو قال: أنا أعلم أنَّه نبيٌّ ولا أتبعه، أو لا أدين بدينه لم يكن مسلمًا، لأنًَّ مجرَّد الإقرار والإخبار بصحة رسالته لا توجب الإسلام إلاَّ أن يلتزم طاعته ومتابعته، وهذا باتفاق الصحابة والتابعين وأئمة السنة، قال ابن القيم -رحمه الله- مبينًا ذلك في "مفتاح دار السعادة" [1/330]: "إنَّ الإيمان لا يكفي فيه قول اللسان بمجرَّده، ولا معرفة القلب مع ذلك، بل لابدَّ فيه من عمل القلب وهو حبُّه لله ورسوله وانقيادُه لدينه، والتزامُه طاعته ومتابعة رسوله"
وقد أحسن المصنف حيث أتى بلفظ "الإيمان بالنبي" لأنَّ مقتضى الإيمان التسليم المطلق فيما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أخبر عنه، وتصديقه وطاعته فيما أمر به أو نهى عنه من غير ضيق أو حرج أو تعقيب أو جدال أو مناقشة، أو الأخذ بالبعض وترك البعض، فهذه نتيجة حتمية للإيمان به والرضى به رسولاً، إذ من التناقض أن يؤمن الرجل بالنَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ثمَّ يتمرَّد على بعض ما جاء به، أو ينازعه في بعض ما جاء به أو لا يرضى بذلك، أو يُنصِّب نفسه معقِّبًا لبعض ما جاء به، ونحو ذلك ممَّا لا يتوافق جذريًّا مع مقتضى الإيمان به.
٥- آية 170 من سورة النساء.
٦- آية 158 من سورة الأعراف.
٧- أخرجه مسلم في كتاب"الإيمان" [2/186] باب في وجوب الإيمان برسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
والحديث دليل على أنَّ رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ناسخة للملل كلِّها، كما أنَّ فيه تصريحًا فيمن سمع بالنَّبي صلى الله عليه وآله وسلم وما أرسل به، وبلَّغه ذلك على الوجه الذي أنزله عليه ممن هو موجود في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم أو بعده إلى يوم القيامة، ثمَّ لم يؤمن به إلاَّ كان مصيره النار -والعياذ بالله- وذكر اليهودي والنصراني تنبيهًا على من سواهما كالمجوسي أو لاديني، لأنَّ المنصوص بذكرهم خصَّصهم الحديث باعتبار الحقيقة الواقعة وهي كونهم أصحاب كتاب منزَّل يعلمون الحقَّ وهم يكتمونه، قال النووي: "لأنَّ اليهود والنصارى لهم كتاب فإذا كان هذا شأنهم مع أنَّ لهم كتابًا فغيرهم ممن لا كتاب له أولى" ، والحديث يدلُّ بمفهومه -أيضا- على أنَّ من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور، جريًا على الأصل المتبع في أنه "لاحكم قبل ورود الشرع" على الصحيح من أقوال أهل العلم، لأنَّ الدليل الشرعي يثبت حكمه من ثواب وعقاب على من قامت عليه الحجة بالرسل والكتب، فلا يجوز إعطاء ما بعد الشرع حكم ما قبل الشرع" [انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية: 21/ 539، شرح مسلم للنووي: 2/188].
٨- هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري أحد الأئمة من حفاظ الحديث، تقوم شهرته ومكانته على كتابه "الجامع الصحيح" الذي يفضّله المغاربة على صحيح البخاري لما امتاز به من جمع الطرق وجودة السياق والمحافظة على أداء الألفاظ من غير تقطيع ولا رواية بالمعنى.هذا، وقد كان مسلم من أوعية العلم، ثقة جليل القدر، له مؤلفات منها: "العلل" و"الأسماء والكنى" و"الطبقات" و"التاريخ" توفي سنة (261ﻫ)، انظر ترجمته في: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: (8/182). الفهرست للنديم: (286). تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: (13/100). اللباب لابن الأثير: (3/38). وفيات الأعيان لابن خلكان: (5/194). سير أعلام النبلاء للذهبي: (12/557). مرآة الجنان لليافعي: (2/174). البداية والنهاية لابن كثير: (11/33). شذرات الذهب لابن العماد: (2/144).
٩- هو الصحابي الجليل الحافظ عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليمني المعروف بكنيته، فهو أول المكثرين من رواية الحديث على الإطلاق، حدَّث عنه خلقٌ كثير من الصحابة والتابعين، ولي إمرة المدينة، وناب عن مروان في إمرتها، وله فضائل ومناقب، توفي سنة: 58ﻫ.
انظر ترجمته في: التاريخ الصغير للبخاري: (1/125) وما بعدها، الطبقات الكبرى لابن سعد: (2/362). (4/325)، المعارف لابن قتيبة: (277)، الاستيعاب لابن عبد البر: (4/1768)، أسد الغابة لابن الأثير: (5/315)، سير أعلام النبلاء للذهبي: (2/578)، طبقات القراء للذهبي: (1/43)، البداية والنهاية لابن كثير: (8/103)، شذرات الذهب لابن العماد: (1/63). (1/63).
١٠- الشهادة تدلُّ على معنى العلم والمعرفة والبيان والإخبار، ويسمى شاهدًا لأنَّه يخبر بما علم ، والشهادة تتضمن معنى الإقرار والإذعان والاعتقاد، فإنَّ الشاهد يعتقد صحة ما يشهد به، فمن شهد بما لا يعتقده كانت شهادته كاذبة، لأنَّ إخباره لا يطابق اعتقاده كما قال تعالى في شأن المنافقين : ﴿إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ [المنافقون: 1] وسبب كذبهم عدم اعتقادهم بصحة ما يقولون وعدم اعتقادهم بما يقولون.
١١- وشهادة "أن لا إله إلاَّ الله" هي الركن الأول من أركان الإسلام كما في حديث جبريل عليه السلام ومعناه: أنِّي أعلم وأقرُّ وأعتقد بأنَّ المعبود بحقِّ الذي لا يستحقُّ العبادة غيره هو الله تعالى وأن أبيِّن ذلك وأظهره بلساني وأفعالي وسلوكي، إذ لا يكفي النطق بها بل يلزم العلم بمعناها، والعمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا قال تعالى: ﴿إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [الزخرف: 86]، وقال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾ [محمد: 19]، فأركان الشهادة اثنان: نفي وإثبات، وحدُّ النفي من الإثبات "لا إله" أي أنفي جميع ما يعبد من دون الله، والإثبات في قوله "إلاَّ الله" لأنَّ الاستثناء من النفي إثبات، أي أثبت العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه، فإفراد الله تعالى بالعبادة الذي يسمى بتوحيد الألوهية الذي يتضمن توحيد الربوبية بمعنى أن توحيد الربوبية جزء من معنى توحيد الألوهية، ومتعلق الربوبية الأمور الكونية: كالخلق والرزق والإحياء والإماتة فمدلول توحيد الربوبية علمي اعتقادي وهو توحيد المعرفة والإثبات أيضًا ومعناه: الاعتقاد والإقرار بأنَّ الله تعالى وحده هو رب العالمين، الخالق، الرزاق ذو القوة المتين، المحي المميت، وهذا التوحيد يستلزم توحيد الألوهية، بمعنى أنَّ توحيد الألوهية خارج عن توحيد الربوبية لكن لا يتحقق توحيد الربوبية إلاَّ بتوحيد الألوهية الذي يتعلَّق بالأوامر والنواهي، فمدلوله عملي طلبي، ويسمى أيضًا توحيد الإرادة والقصد، ولا يخفى أنَّ العملي متضمن للعلمي، فإذا علم العبد أنَّ ربَّه لا شريك له في خلقه وأمره وأسمائه وصفاته نتج عنه أن يعمل على طاعته وعبادته، ومن عبد إلهه وحده يكون قد اعترف أوَّلاً بأنَّ لا ربَّ غيره يشركه في خلقه وأمره، والعكس غير صحيح، لأنَّ أوَّل ما يتعلَّق القلب بتوحيد الربوبية، ثم يرتقي إلى توحيد الألوهية، فصار التوحيد على نوعين:
-توحيد الألوهية: الذي جحده أكثر الخلق من المشركين قديمًا وحديثًا من عباد الأحجار والأشجار والقبور والأضرحة وغيرها، وقد ذكر الله تعالى رفضهم لهذا التوحيد قال تعالى: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص: 5]، وقوله تعالى: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: 3]، وهذا التوحيد هو الذي بعث الله رسله وأنزل كتبه بالدعوة إليه قال ابن القيم رحمه الله في:" إغاثة اللهفان": [ 2/135]:" الإلهية التي دعت الرسل أممهم إلى توحيد الربِّ بها هي العبادة والتأليه، ومن لوازمها توحيد الربوبية الذي أمر به المشركون فاحتجَّ الله عليهم به، فإنَّه يلزم من الإقرار به الإقرار بتوحيد الألوهية".
- توحيد الربوبية: الذي أقرَّ به المشركون غالبًا، وجحده المعطلة فأنكروا وجود الله سبحانه، كالدهرية والملاحدة من الشيوعيين والعلمانيين في عصرنا الحالي، ولم ينكر توحيد الربوبية إلاَّ شواذ تظاهروا بالجحود. مع اعترافهم في الباطن وقرارة قلوبهم مكابرة منهم على الحق كما قال تعالى في شأن فرعون: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾ [القصص: 38]، وقد خاطبه موسى عليه السلام كما جاء في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ﴾ [الإسراء: 102]، وقال تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً﴾ [النمل: 14].
-أمّا توحيد الأسماء والصفات: فالمراد منه إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من صفات الكمال، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من صفات النقص على حدّ قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]، فهو توحيد شامل للنوعين: الربوبية والألوهية معا، ذلك لأنه يقوم على إفراد الله تعالى بكل ما له من الأسماء الحسنى والصفات العلى التي لا تنبغي إلا له سبحانه فمن جملة توحيد الربوبية: الرب، الخالق، الرازق، الملك، ، ومن جملة توحيد الألوهية: الله، الغفور، الرحيم، التوّاب، ، وإنّما جعل توحيد الأسماء والصفات قسما مستقلا لما كثر منكروه من الجهمية وتلامذتهم من المعتزلة والأشاعرة وروَّجوا الشبه حوله أُفرِد بالبحث وصُنِّفت فيه العديد من المصنفات.
وهذه الأنواع الثلاثة تشكل بمجموعها جناب التوحيد فلا يكمل لأحد توحيده إلاّ باجتماع أنواع التوحيد الثلاثة، فلا ينفع توحيد الربوبية بدون توحيد الألوهية ولهذا جرت سنة القرآن الكريم على سوق آيات ربوبية الله تعالى مقرونة بآيات الدعوة إلى توحيد الألوهية كما في قوله تعالى: ﴿ياأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[البقرة: 21-22]، فتوحيد الربوبية لا يُدْخِلُ مَنْ آمن به في الإسلام قال ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" [1/23]: "فأما توحيد الربوبية الذي أقرَّ به الخلق وقرّره أهل الكلام فلا يكفي وحده، بل هو من الحجة عليهم"، كما لا يصح من جهة أخرى قيام توحيد الألوهية بدون توحيد الربوبية لأنه لا يصلح أن يعبد إلا من كان ربًّا خالقا مالكا مدبِّرا، ولا يستقيم توحيد الربوبية والألوهية بدون توحيد الله في أسمائه وصفاته فهي علاقة تلازم وتضمن وشمول، فتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات شامل للنوعين معًا، فشهادة أن "لا إله إلا الله" التي دعا إليها الرسل على أنواع التوحيد الثلاثة، ففيها إثبات العبادة لله وحده ونفيها عما سواه وهذا معنى توحيد العبادة لا معبود بحق إلا الله، كما دلّت على توحيد الربوبية، لأن العاجز لا يكون إلها ولأن المعبود لا بدّ أن يكون خالقا مدبِّرا، كما دلت على توحيد الأسماء والصفات لأن فاقد الأسماء الحسنى وصفات الكمال غير كامل، ولا يَصْلُح مَنْ هذا حاله أن يكون إلها خالقا، فتبيَّن أن الخلل والانحراف في أيِّ نوع منها فهو خلل وانحراف في التوحيد كلِّه[انظر منهاج السنة لابن تيمية: 2/73، الكواشف الجلية للسلمان: 421، دعوة التوحيد للهراس: 73-74].
هذا، وكلمة "لا إله إلا الله" لها أسماء كثيرة منها: كلمة التوحيد، وكلمة الإخلاص، وسمِّيت بذلك لأنها تنفي الشرك وتثبت العبادة لله تعالى، ففيها إخلاص التوحيد وإخلاص العبادة، وتسمَّى كلمة التقوى في قوله تعالى: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ [الفتح: 26]، لأنها تقي مِن النار مَنْ قالها مخلصا، وتسمَّى العروة الوثقى كما في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا﴾ [البقرة: 256]، وهو الحبل الوثيق المحكم، وهي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام باقية في عَقِبِهِ لعلَّهم يرجعون [انظر تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب].
هذا، وتنحصر شروط "لا إله إلا الله" في سبعة وهي:
1- العلم المنافي للجهل.
2- اليقين المنافي للشك.
3- الإخلاص المنافي للشرك.
4- الصدق المنافي للكذب.
5- المحبة المنافية لضدها.
6- الانقياد المنافي للامتناع.
7- القبول المنافي للرد.
١٢- شهادة أن محمدا رسول الله هي الركن الثاني في الشهادتين في الإسلام، ومعناها العلم والتصديق والاعتقاد الجازم بأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا يقتضي طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع، وأن يعظم أمره ونهيه، فلا يقدِّم عليه قول أحد ويسلِّم لحكمه، فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقية هي تجريد متابعته لشرعه، ولا يخفى أن النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء به من ربه إفراد الله بالعبادة بجميع أشكالها وصورها أي تحقيق معنى كلمة التوحيد، فطاعته في حقيقتها طاعة لله قال تعالى: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾ [النساء: 80]، وقال تعالى: ﴿وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ﴾ [التوبة: 62]، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾ [آل عمران: 31]، وقال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾ [النساء: 65] وأمثال ذلك.
١٣-هو الصحابي أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري السلمي المدني، شهد العقبة وبدرا والمشاهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبعثه إلى اليمن يعلم الناس القرآن والأحكام، وكان يردفه في الأسفار، وهو من فقهاء الصحابة ونجبائهم، له مناقب جمة، استشهد في طاعون عمواس بالأردن سنة 18ﻫ ، انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (2/347)، التاريخ الكبير للبخاري: (7/359)، المعارف لابن قتيبة: (245)، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: (8/244)، طبقات الفقهاء للشيرازي: (45)، الاستيعاب لابن عبد البر: (3/1402)، أسد الغابة لابن الأثير: (4/376)، سير أعلام النبلاء للذهبي: (1/443)، البداية والنهاية لابن كثير: (7/94)، الإصابة لابن حجر: 3/426، طبقات الحفاظ للسيوطي: (15)، شذرات الذهب لابن العماد: (1/92).
١٤-قال الشيخ سليمان في "تيسير العزيز الحميد" [127]: "وفيه أنه لا يحكم بإسلام الكافر إلا بالنطق بالشهادتين، قال شيخ الإسلام: فأما الشهادتان إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين، وهو كافر ظاهرا وباطنا عند سلف الأمة وأئمتها وجماهير العلماء".
١٥- جمع كريمة وهي: الشيء النفيس الذي تتعلق به نفس مالكه ويختصُّه له، حيث هي جامعة للكمال الممكن في حقها[النهاية لابن الأثير: [4/167]، قال النووي في "شرح مسلم" [1/197]: "وفيه أنه يحرم على الساعي أخذ كرائم المال في أداء الزكاة، بل يأخذ الوسط، ويحرم على ربّ المال إخراج شر المال، وفيه أن الزكاة لا تدفع إلى كافر ولا تدفع إلى غني من نصيب الفقراء".
١٦- في هذا الحديث عدة أحكام وفوائد ذكرها النووي في "شرح مسلم" [1/197]، وابن حجر في "فتح الباري"[3/359-360][13/349]منها: قبول خبر الواحد ووجوب العمل به، وفيه أن الوتر ليس بواجب لأن بعث معاذ إلى اليمن كان قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقليل بعد الأمر بالوتر والعمل به، وفيه أن الكفار يدعون إلى التوحيد قبل القتال، وفيه أنه لا يحكم بإسلامه إلا بالنطق بالشهادتين وهو مذهب أهل السنة كما تقدم، وفيه أن الصلوات الخمس تجب في كل يوم وليلة، وفيه بيان عظم تحريم الظلم، وأن الإمام ينبغي عليه أن يعظ ولاته ويأمرهم بتقوى الله تعالى ويبالغ في نهيهم عن الظلم ويعرفهم قبح عاقبته، وفيه إيجاب الزكاة في مال الصبي والمجنون لعموم قوله: "من أغنيائهم"، وأن الزكاة لا تدفع إلى الكافر لعود الضمير "في فقرائهم إلى المسلمين"، وأن الفقير لا زكاة عليه.
تنبيه:; تنبيه: الحديث لم يتعرض بالذكر لفريضة الصوم والحج، ومعاذ رضي الله عنه بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آخر الأمر فأشكل ذلك على كثير من العلماء، وقد أجيب بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يذكر في كل مقام ما يناسبه، ولا يخفى أن شأن الصلاة والزكاة ليس كسائر الفرائض لما علم أنهما عبادتان ظاهرتان يقاتل عليهما بخلاف الصوم فإنه أمر باطن وهو مما ائتمن عليه الناس فهو من جنس الوضوء والاغتسال من الجنابة في الائتمان، لذلك لم يذكر في حديث معاذ الصيام لأنه تبع وهو باطن ولا ذكر الحج لأن وجوبه خاص ليس بعام، وهو لا يجب في العمر إلا مرة واحدة، وفيه توجيه آخر ذكره ابن حجر في "الفتح" [3/61] قال: "والسر في ذلك أن الصلاة والزكاة إذا وجبا على المكلف لا يسقطان عنه أصلا، بخلاف الصوم فإنه قد يسقط بالفدية، والحج فإن الغير قد يقوم مقامه فيه كما في المغصوب".
١٧- متفق عليه:أخرجه البخاري في "الزكاة": 3/261، باب:وجوب الزكاة، ومسلم في"الإيمان": (1/195)، باب: الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، والترمذي في "الزكاة": 3/21، باب: ما جاء في كراهة أخذ خيار المال في الصدقة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
هذا، والمصنف رحمه الله استدل بالحديث لبيان أن الذي يقتصر على الاعتقاد بقلبه دين الإسلام وكان قادرا على النطق ولم يأت بالشهادتين لم يكن من أهل القبلة أصلا، لأن أول ما يؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فبذلك يصير الكافر مسلما، والعدو وليا، والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال، ثم إن كان ذلك من قلبه فقد دخل ذلك في الإيمان، وإن قاله بلسانه دون قلبه فهو في ظاهر الإسلام دون باطن الإيمان قال النووي في "شرح مسلم" [1/149]: "واتفق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على أن المؤمن الذي يُحْكَمُ بأنه من أهل القبلة ولا يخلد في النار لا يكون إلا من اعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقادا جازما خاليا من الشكوك ونطق بالشهادتين، فإن اقتصر على إحداهما لم يكن من أهل القبلة أصلا إلا إذا عجز عن النطق لخلل في لسانه أو لعدم التمكن منه لمعالجة المنية أو لغير ذلك فإنه يكون مؤمنا".
قلت: sp;قلت: وليس المراد بالنطق بالشهادتين مجرد قولها بل لابد مع اعتقاد القلب بها، والعمل بمقتضاها وتحقيق شروطها، وموالاة أهلها، ومعاداة من خالفها، ولا يشترط في صحة الإسلام النطق بالتَّبَرِّي من كل دين يخالف دين الإسلام، لأن اعتقاد الشهادتين يستلزم ذلك.

... يتبع ...

الجزائر في: 04 رجب 1427ﻫ
المـوافق ﻟ: 29 يوليو 2006م

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09 Mar 2008, 09:44 AM
أبو معاذ حمزة الباتني
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك

وحفظ الله الشيخ محمد فركو س ووفقه للمزيد
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العقائدالإسلامية, عقيدة, فركوس


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013