منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02 Mar 2008, 10:07 AM
أبو معاذ حمزة الباتني
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي ما حكم لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه

[الباب السابع]

باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
وقول الله -تعالى- قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ الآية .
-------------------------------------------------------------------------
مناسبة هذا الباب لما قبله من الأبواب: أن الشيخ -رحمه الله- لما ذكر في الباب الذي قبله بيان معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وتفسير التوحيد، وأن ذلك هو عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه؛ ناسب أن يذكر في هذا الباب وما بعده أشياء من الشرك الأكبر أو الأصغر، الذي هو ضد التوحيد، وضد شهادة أن لا إله إلا الله أو منقص لهما .

وقوله -رحمه الله تعالى- باب من الشرك أي: من أنواع الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما مما يعلق على البدن أو على الدابة، أو على السيارة أو على الأبواب من الأشياء التي يعتقدون فيها أنها تدفع عين الحاسد، وأنها تحرس البدن، أو تحرس الدابة، أو تحرس السيارة، أو تحرس البيت أو المتجر من الشرور والمحاذير، وهذه عادة جاهلية لا تزال في بعض الناس إلى اليوم، بل تتزايد بسبب الجهل، فإنهم يعلقون هذه الأشياء على أجسامهم، وعلى أجسام الأطفال، وعلى السيارات، والدكاكين، والبيوت، قصدهم من ذلك أن هذه الأشياء تدفع عنهم الشرور والمحاذير، وهذا من الشرك لأنه تعلق على غير الله -سبحانه وتعالى -؛ لأن الله -جل وعلا- هو الذي يدفع الشر، وهو الذي إذا أراد بعبده شيئا فلا بد أن يقع، إما في نفسه أو في ماله أو في أهله، فلا أحد يدفعه، وإذا منع شيئا فلا أحد ينزله مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .

الأمر كله بيد الله -جل وعلا- فيجب أن تتعلق القلوب بالله -عز وجل- وأن تخلص العبادة لله -عز وجل- وأن لا تخاف إلا من الله -عز وجل- فمن تعلق قلبه بالله ووحد الله، فإنه لا يضره شيء إلا بإذن الله -سبحانه وتعالى- أما من تعلق على غير الله، فإن الله يكله إلى ما تعلق عليه، ويبتليه -كما يأتي- .

قال: وقول الله -تعالى- قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ تتمة الآية: أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ .

هذه الآية من سورة الزمر، السورة العظيمة التي قرر الله فيها التوحيد، وأبطل فيها أنواع الشرك، فالسورة من أولها إلى آخرها تعالج قضية العقيدة، وتعالج قضية أنواع الشرك التي كان المشركون يزاولونها، فأبطلتها هذه السورة ونقضتها، ومن ذلك هذه الآية الكريمة .

قل يا محمد ، الخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- أي قل لهؤلاء المشركين: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ من الأصنام والأحجار والأشجار والقبور والأضرحة والأولياء والصالحين، وكل ما يعبد من دون الله . فالسؤال موجه إلى كل مشرك على وجه الأرض إلى أن تقوم الساعة، هل يستطيع الإجابة عنه؟ لا .

قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ أي: أخبروني مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما عامة لكل ما يدعى من دون الله، لا يستثنى منها شيء، سواء كان من البشر أو من الجماد أو غير ذلك .

إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ يعني: بضرر، أو بفقر، أو بموت، أو أرادني بضياع مال، أو إصابة في قريب، أو غير ذلك مما يضرني في بدني أو في مالي أو في أهلي .

هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ هل هذه المعبودات التي تعبدونها تستطيع أن تكشف الضر عمن دعاها؟ وهذا مثل ما سبق في -قوله تعالى- قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ سؤال استنكار ونفي، أي: لا تكشف الضر عمن دعاها، ولذلك المشركون يمرضون، ويقتلون، ويصابون، وتذهب أموالهم، ولا تستطيع معبوداتهم أن تدفع عنهم شيئا نزل من الله سبحانه وتعالى .

أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ من صحة وغنى وغير ذلك من أنواع الرحمة، هل أحد من الخلق يستطيع أن يمنع نزول الرحمة على أحد من عباد الله؟ فظهر بذلك عجز آلهة المشركين .

والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال لهم هذا وتلا عليهم القرآن، وسألهم هذا السؤال، وأعلنه على رءوس الأشهاد، ولم يجيبوه، ولن يجيبوه إلى أن تقوم الساعة .

هذه من جملة الأسئلة التي وجهها الله في القرآن إلى المشركين ولم يجيبوا عنها، فدل على بطلان الشرك .

قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ أي: هو كافيني؛ لأن الحسب معناه: الكافي، فهذا فيه تفويض الأمور إلى الله -سبحانه وتعالى- وتعليق القلوب بالله -سبحانه وتعالى- دون ما سواه، لما أبطل الشرك في أول الآية قرر التوحيد بقوله: قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ أي: هو كافيني ولن يستطيع أحد أن يضرني ما دون الله أو ينفعني من دون الله؛ ولهذا يقول هود - عليه الصلاة السلام- لقومه: قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِي ثم قال: إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .

عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ولا يتوكلون على الحلقة والخيط والصنم والقبر والولي أو غير ذلك، بل الذي يتوكل عليه هو الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنه بيده مقادير الأشياء .

وفي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعبد الله بن عباس : واعلم أن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف .

فالأمور كلها مرجعها إلى الله -سبحانه وتعالى- فهو الذي يستحق أن يعبد، وأن يتوكل عليه، وأن يدعى، ويرجى، ويخاف -سبحانه وتعالى- وما عداه فإنه خلق من خلق الله، مسخر بيد الله -سبحانه وتعالى- إن شاء سلطه عليك وإن شاء منعه عنك، ما في الأرض من الأشرار من بني آدم ومن الشياطين ومن الجن ومن الإنس ومن الحيات والسباع ومن سائر الأشياء الضارة، كلها بيد الله -سبحانه وتعالى- إن شاء سلطها عليك وإن شاء أمسكها عنك، فلا تخف من غير الله -عز وجل .

وكذلك الخير بيد الله -سبحانه وتعالى- بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ بيده الخير فلا يملك أحد من الخلق أن يعطيك شيئا من الخير إلا إذا أراده الله -سبحانه وتعالى- لك، ويكون هذا الشيء سببا فقط أجرى الله على يده الخير لك، أو سببا أجرى الله على يده الضرر عليك، فهي مجرد أسباب، وإلا فما من شك أن النار تحرق، وأن السبع يفترس، وأن العدو يفتك بعدوه، ولا شك أن الله خلق أشياء فيها ضرر، ولكن هذه الأشياء جنود من جنود الله -سبحانه وتعالى- نواصيها بيد الله: مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا فإذا أراد الله سلط عليك هذه الجنود، وإذا أراد الله حبس عنك هذه الجنود، إذا فلا تعلق قلبك إلا بالله -عز وجل- ولا تتوكل إلا عليه، ولا تفوض أمورك إلا عليه -سبحانه وتعالى- ولا يمنع هذا من أن تتخذ الأسباب الجالبة للخير والأسباب الواقية من الشر، ولكن الاعتماد على الله سبحانه وتعالى .
كتاب المستفيد بشرح كتاب التوحيد
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان(حفظه الله).


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ حمزة الباتني ; 02 Mar 2008 الساعة 10:23 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحلقةوالخيط, الفوزان, توحيد, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013