منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 Aug 2013, 03:47 AM
أبو جميل الرحمن طارق الجزائري أبو جميل الرحمن طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 414
افتراضي رسالة السنة للمزني كما رواها أبو طاهر السلفي

قال ابن القيم رحمه الله

إمام الشافعية في وقته أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني: في رسالته في السنة التي رواها أبو طاهر السلفي عنه بإسناده،

ونحن نسوقها كلها بلفظها:

بسم الله الرحمن الرحيم، عصمنا الله وإياكم بالتقوى ووفقنا وإياكم لموافقة الهدى أما بعد.
فإنك سألتني أن أوضح لك من السنة أمراً تصبر نفسك على التمسك به وتدرأ به عنك شبه الأقاويل وزيغٍ محدثات الضالين، فقد شرحت لك منهاجاً موضحاً لم آل نفسي وإياك فيه نصحاً بدأت فيه بحمد اللّه ذي الرشد والتسديد، الحمد للّه أحق ما بدأ وأولى من شكر، وعليه أثني، الواحد الصمد، ليس له صاحبة ولا ولد، جَلَّ عن المثل ولا شبيه له ولا عديل، السميع البصير، العليم الخبير، المنيع الرفيع، عال على عرشه، وهو دان بعلمه من خلقه، أحاط علمه بالأمور، ونفذ في خلقه سابق المقدور، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فالخلقِ عاملون بسابق علمه ونافذون لما خلقهم له من خير وشر، لا يملكون لأنفسهم نفعاً من الطاعة، ولا يجدون إلى صرف المعصية عنها دفعاً، خلق الخلق بمشيئته من غير حاجة كانت به، فخلق الملائكة جميعاً لطاعته، وجبلهم على عبادته، فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون، وطائفة منهم حول عرشه يسبحون وآخرون بحمده يقدّسون، واصطفى منهم رسلاً إلى رسله، وبعض مدبرون لأمره، ثم خلق آدم بيده وأسكنه جنته، وقبل ذلك للأرض خلقه، ونهاه عن شجرة قد نفذ قضاؤه عليه بأكلها، ثم ابتلاه بما نهاه عنه منها، ثم سلط عليه عدوه فأغواه عليها، وجعل أكله إلى الهبوط إلى الأرض سبباً فما وجد إلى ترك أكلها سبيلاً ولا عنه لها مذهباً.
ثم خلق للجنة من ذريته أهلاً، فهم بأعمالها بمشيئته عاملون، وبقدرته وبإرادته ينفذون، وخلق منِ ذريته للنار أهلاً، فخلق لهم أعينَاً لا يبصرون بها، وآذاناً لا يسمعون بها، وقلوباً لا يفقهون بها، فهم بذلك عن الهدى محجوبون، وهم بأعمال أهل النار بسابق قدره يعملون.
والإيمان قول وعمل، وهما شيئان ونظامان وقرينان لا يفرق بينهما، لا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بإيمان، والمؤمنون في الإيمان متفاضلون، وبصالح الأعمال هم متزايدون، ولا يخرجون من الإيمان بالذنوب، ولا يكفرون بركوب كبيرة ولا عصيان، ولا يوجب لمحسنهم غير ما أوجب له النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يشهد على مسيئهم بالنار.
والقرآن كلام الله عز وجل ومن اللّه وليس بمخلوق فيبيد، وقدرة الله ونعمته وصفاته كلها غير مخلوقات دائمات أزلية ليست بمحدثات فتبيد، ولا كان ربنا ناقصاً فيزيد تجَلَّتْ صفاته عن شبه المخلوقين، وقصرت عنه نظر الواصفين، قريب بالإجابة عند السؤال، بعيد بالبعد لا ينال. عال على عرشه بائن من خلقه موجود ليس بمعدوم ولا مفقود.
والخلق ميتون بآجالهم عند نفاد أرزاقهم وانقطاع آثارهم، ثم هم بعد الضغط في القبور مسؤولون، وبعد البلى منشورون، ويوم القيامة إلى ربهم محشورون، وعند العرض عليه محاسبون بحضرة الموازين ونشر صحف الدواوين. أحصاه الله ونسوه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، لو كان غير اللّه عز وجل الحاكم بين خلقه، فالله يلي الحكم بينهم بعدله بمقدار القائلة في الدنيا وهو أسرع الحاسبين، كما بدا لهم شقاوة وسعادة يومئذ تعودون فريق في الجنة وفريق في السعير، وأهل الجنة يومئذ يتنعمون، وبصنوف اللذات يتلذذون، وبأفضل الكرامة يحبرون، فهم حينئذ إلى ربهم ينظرون لا يمارون في النظر إليه ولا يشكون، فوجوههم بكرامته ناضرة، وأعينهم بفضله إليه ناظرة، في نعيم مقيم لا يمسهم فيها نَصَبٌ وما هم منها بمخرجين. " أُكُلها دائم وظلّها، تلك عقبى الذين اتقوا، وعقبى الكافرين النار " ، وأهل الجحد عن ربهم يومئذ لمحجوبون، وفي النار لمسجّرون. لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم إن سخط اللّه عليهم وفي العذاب هم خالدون، لا يقضى عليهم فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها إلا من شاء اللّه إخراجه من الموحدين منها.
والطاعة لأولي الأمر فيما كان عند اللّه عز وجل مرضياً واجتناب ما كان مسخطاً، وترك الخروج عند تعديهم وجورهم، والتوبة إلى اللّه عز وجل كيما يعطف بهم على رعيتهم، والإمساك عن تكفير أهل القبلة والبراءة منهم فيما أحدثوا ما لم يبتدعوا ضلالة، فمن ابتدع منهم ضلالة كان على أهل القبلة خارجاً، ومن الدين مارقاً ويتقرب إلى الله بالبراءة منه، ويهجر ويتجنب عدته، فهي أعدى من عدة الجرب.
ويقال بفضل خليفة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم عمر، فهما وزيرا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وضجيعاه، ثم عثمان، ثم علي رضي اللّه عنهم أجمعين، ثم الباقين من العشرة الذين أوجب لهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الجنة، ويخلص لكل رجل منهم من المحبة بقدر الذي أوجبه له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من يوم التفضيل لسائر أصحابه من بعده رضي اللّه عنهم أجمعين.
ويقال بفضلهم، ويذكرون بمحاسن أفعالهم، ويمسك عن الخوض فيما شجر بينهم، وهم خيار أهل الأرض بعد نبيهم اختارهم اللّه عز وجل، وجعلهم أنصاراً لدينه، فهم أئمة الدين، وأعلام المسلمين، رضي اللّه عنهم أجمعين. ولا تترك حضور صلاة الجمعة، وصلاة مع بَرِّ هذه الأمة وفاجرها ما كان من البدعة برياً، والجهاد مع كل إمام عدل أو جائر، والحج، وقصر الصلاة في الأسفار، والتخيير فيه بين الصيام والإفطار.
هذه مقالات اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى، وبتوفيق اللّه اعتصم بها التابعون قدوة ورضىً وجانبوا التكلف فيما كفوا، فسددوا بعون اللّه ووفقوا، لم يرغبوا عن الاتباع فيقصروا، ولم يجاوزوا فيعتدوا، فنحن بالله واثقون وعليه متوكلون وإليه في اتباع آثارهم راغبون.
فهذا شرح السنة تحريت كشفها وأوضحته، فمن وفقه الله للقيام بما أبنته مع معونته له بالقيام على أداء فرائضه بالاحتياط في النجاسات، وإسباغ الطهارات على الطاعات، وأداء الصلوات على الاستطاعات، وإيتاء الزكاة على أهل الجدات، والحج على أهل الجدة والاستطاعات، وصيام شهر رمضان لأهل الصحات، وخمس صلوات سنها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والوتر في كل ليلة، وركعتا الفجر وصلاة الفطر والنحر وصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء، واجتناب المحارم، والاحتراز من النميمة والكذب والغيبة والبغي بغير الحق، وأن يقول على اللّه ما لا يعلم، كل هذه كبائر محرمات، والتحري في المكاسب والمطاعم والمحارم والمشارب والملابس واجتناب الشهوات، فإنها داعية لركوب المحرّمات، فمن رَعَى حول الحِمى، فإنه يوشك أن يقع في الحمى، فمن يسر لهذا فإنه من الدين على هدى ومن الرحمن على رجاء. وفقنا اللّه وإياك إلى سبيله الأقوم، بمنه الجزيل الأقدم، وجلاله العلي الأكرم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، وعلى من قرأ علينا السلام، ولا ينال سلام الله تعالى الضالون، والحمد لله رب العالمين.

اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ص46

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013