منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 03 Jul 2015, 07:47 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي موضوع سورة من القرآن ... الحلقة الخامسة: ﴿ سورة الأنعام ﴾ .

بسم الله الرحمن الرحيم


موضوع سورة من القرآن
[ سبب تسميتها ونزولها وفوائد مستنبطة]
الحلقة الخامسة ﴿ سورة الأنعام ﴾ .


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أمابعد:



سورة الأنعام هي اول سورة مكية في ترتيب المصحف بعد ما سبقها من سور مدنية،نزلت بعد سورة الحجر وعدد آياتها 165 آية. وهي ثاني سورة ابتدأت بالحمد (الحمد لله الذي خلق السموات والأرض)،لأن سور القرءان التي بدأها الله عز وجل بالحمد خمس سور هي :الفاتحة ,الأنعام ,الكهف ,سبأ وفاطر
يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى : ...فالله تعالى يحمد نفسه عند الأمور العظيمة لأن هذه الأمور العظيمة توجب للعبد المتأمل أن يحمد الله عز وجل على كمال صفاته وعلى كمال إفضاله وإنعامه. [ تفسير سورة الأنعام].
ومن مميزاتها أنها نزلت ليلاً دفعة واحدة ، وقد اشتملت على دلائل التوحيد والعدل والنبوة والمعاد وإبطال مذاهب المبطلين والملحدين يقول الإمام القرطبي إن هذه السورة أصلُ في محاجة المشركين وغيرهم من المبتدعين ومن كذّب بالبعث والنشور وهذا يقتضي إنزالها جملة واحدة. ونزولها ليلاً لما في الليل من سكينة للقلب ومدعاة للتأمل والتفكر في قدرة الله تعالى وعظمته. وتناولت سورة الأنعام القضايا الأساسية الكبرى لأصول العقيدة والإيمان
سميّت هذه السورة بالأنعام: لما ذكرت فيها الأنعام ، ولإن الأنعام هي المواشي التي يقوم الناس برعيها ويأكلون لحمها، ولكن ما العلاقة بين الأنعام وبين سورة تتحدث عن توحيد الله تعالى.
إن العلاقة بينهما وثيقة جداً، فإن السورة تناولت موضوع توحيد الله تعالى، وهي تحذر الناس من الاعتقاد بأنّ التوحيد يكون بأنْ يقول المرء في نفسه أنا أوحّد الله وواقع حياته لا يشهد بذلك، بل ينبغي أن يوحّد الله اعتقادا قولا وعملا .
وسبب تسمية السورة بالأنعام أنّ العرب كانوا ينظرون للأنعام على أنها ثروتهم الأساسية وعصب حياتهم، فتعاملوا معها على أنها تخصهم ولا علاقة لله تعالى بها - بزعمهم - يقول تعالى: { وَجَعَلُواْ لله مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلاْنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـٰذَا لله بِزَعْمِهِمْ وَهَـٰذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى ٱلله وَمَا كَانَ لله فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}.
وبعد ذلك يقول {]وَقَالُواْ هَـٰذِهِ أَنْعَـٰمٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَـٰمٌ حُرّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَـٰمٌ لاَّ يَذْكُرُونَ ٱسْمَ ٱلله عَلَيْهَا ٱفْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ * وَقَالُواْ مَا فِى بُطُونِ هَـٰذِهِ ٱلانْعَـٰمِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوٰجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }.
فهذا تحذير من توحيد الله قولا فقط دون أن يكون لهذا التوحيد أثر في التطبيق.
يقول الشيخ مقبل بن هادي اليمني رحمه الله تعالى :في سبب نزول هذه الآية من سورة الأنعام
في قوله تعالى:{وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} الآية 121.
حدثنا محمد بن كثير قال أنا إسرائيل حدثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} يقولون ما ذبح الله فلا تأكلوه فأنزل الله {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}.
يقول بن السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:
ويدخل تحت هذا المنهي عنه, ما ذكر عليه اسم غير الله كالذي يذبح للأصنام, وآلهة المشركين.
فإن هذا, مما أهل لغير الله به, المحرم بالنص عليه خصوصا.
ويدخل في ذلك, متروك التسمية, مما ذبح الله, كالضحايا, والهدايا, أو للحم والأكل, إذا كان الذابح متعمدا ترك التسمية, عند كثير من العلماء.
ويخرج من هذا العموم, الناسي بالنصوص الأخر, الدالة على دفع الحرج عنه.
ويدخل في هذه الآية, ما مات بغير ذكاة من الميتات, فإنها مما لم يذكر اسم الله عليه.
قال بن السعدي رحمه الله تعالى : فإن المشركين - حين سمعوا تحريم الله ورسوله الميتة, وتحليله للمذكاة, وكانوا يستحلون أكل الميتة - قالوا - معاندة لله ورسوله, ومجادلة بغير حجة ولا برهان - أتأكلون ما قتلتم, ولا تأكلون ما قتل الله؟ يعنون بذلك: الميتة.
وهذا رأي فاسد, لا يستند على حجة ولا دليل بل يستند إلى آرائهم الفاسدة التي لو كان الحق تبعا لها, لفسدت السماوات والأرض, ومن فيهن.
فتبا لمن قدم هذه العقول, على شرع الله وأحكامه, الموافقة للمصالح العامة, والمنافع الخاصة.
وفي هذه السورة جاءت الوصايا العشر تذكرنا وتنبهنا على أمور مهمة في قوله تعالى :
قُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيكُم أَلّا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم مِن إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وَإِيّاهُم وَلا تَقرَبُوا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلّا بِالحَقِّ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلونَ ﴿١٥١﴾ وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقِسطِ لا نُكَلِّفُ نَفسًا إِلّا وُسعَها وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا وَلَو كانَ ذا قُربى وَبِعَهدِ اللَّـهِ أَوفوا ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ ﴿١٥٢﴾ وَأَنَّ هـذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ ﴿١٥٣﴾.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى : {قلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } إلى أن قال : { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً}.
ولأن التوحيد يشمل جميع نواحي الحياة جاء ختام السورة { قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لله رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ ٱلله أَبْغِى رَبّا وَهُوَ رَبُّ كُلّ شَىْء وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا } (162 - 164).
قال تعال : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
قال السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره :أي: يخلف بعضكم بعضا, واستخلفكم الله في الأرض, وسخر لكم جميع ما فيها من النعم والأنعام , وابتلاكم, لينظر كيف تعملون. ورفع بعضكم فوق بعض في الرزق والقوة والعافية ... فيعاقب من عصى وكفر ويثيب من أطاعه وشكر .
فوائد مستنبطة:
1 – سورة الأنعام بدأت بالحمد : فالله تعالى يحمد نفسه عند الأمور العظيمة، فيجب حمد الله على كل نعمة وشكره عليها.
2 – سورة الأنعام نزلت ليلاً دفعة واحدة .
3 – سميت السورة بالأنعام لأن العرب كان ثروتهم وكانوا يعتقدون أن الأنعام تخصهم هم ولا علاقة لها بالله وتوحيده.
4 - التحذير من توحيد الله قولا فقط دون أن يكون لهذا التوحيد أثر في الواقع.
5 – النهي عن ذبح الأنعام لغير الله فأنه شرك ،وكذلك ما ذكرعليه اسم غير الله فهو مما أهل لغير الله به.
6 – من ترك التسمية متعمدا لا تأكل ذبيحته ،أما الناسي فلا حرج عليه.
7 – من مات من الأنعام بغير ذكاة, فإنها مما لم يذكر اسم الله عليه.
8 – التحذير من تقديم العقل على الشرع ومعاندة حكم الله .
9 – الوصايا العشر التي جاءت في السورة هي:
النهي عن الشرك ، الوصية بالوالدين والنهي عن عقوقهما ، النهي عن قتل الأولاد، النهي عن اقتراب الفواحش ، النهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، النهي عن أكل مال اليتيم ، الأمر بالوفاء في الكيل والميزان ، الأمر بالعدل بين الناس ، الوفاء بالعهد ، الأمر باتباع الصراط المستقيم.
10 – التوحيد يشمل جميع نواحي الحياة .
11 – أعطانا الله النعم والأنعام واستخلفنا في الأرض ليبلونا أيّنا أحسن عملا.


ولمزيد فائدة فليرجع إلى تفسير الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى لهذه السورة ، وكذلك شرح الوصايا العشر من سورة الأنعام للشيخ ربيع بن هادي المدخلي على موقعه.

يتبع إن شاء الله
الحلقة السادسة سورة الأعراف.

كتبه وجمعه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الجمعة 16 رمضان, 1436 هجري.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 03 Jul 2015 الساعة 11:31 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, تفسير, قرآن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013