06 Aug 2015, 10:54 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2014
الدولة: بلدية سيدي عيسى ولاية (المسيلة) حرسها الله بالتوحيد و السنة
المشاركات: 1,318
|
|
تفريغ المقطع الصوتي لشيخنا محمد سعيد رسلان
عندنا في كتاب الله في ثلاثة مواضع في ثلاث آيات من كتاب الله جل وعلا :
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)
هل تأمل أحد في هذه الآيات ؟
هل حاول أن يفهمها على مقتضى النصوص التي وردت عن السلف رحمهم الله من الصحابة ومن تبعهم بإحسان ؟
هل أعملوا فيها قواعد العربية ؟ قواعد اللغة الشريفة ؟
تأمل في هذه الآيات العظام وانظر ما تقتضيه لغة العرب التي هي لغة القرآن ، إنك إن فعلت وجدت أنها عامة من وجهين ، هذه الآيات لم يخص الله رب العالمين بها الحكام ـ كما يوهم ذلك فعل التكفيريين الخوارج ، فإنهم لا يُنزلونها إلا على الحكام ـ وهي تشملهم ، هم أيضا داخلون في قول الله جل وعلا : (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) (هم الظالمون) (هم الفاسقون)
هي عامة في جميع المسلمين ، سواء كانوا حاكمين أو محكومين ، تعم الحاكم والقاضي والمحتسب والأستاذ ورب البيت والزوجة وهكذا ، دلالة هذا العموم مأخوذة من الآية نفسها ، ومن الآثار الواردة من السلف رضي الله عنهم في تفسيرها ، فإن قوله سبحانه وتعالى (ومن) يدل على العموم ، إذ أن (من) إحدى صيغ العموم عند أهل العلم فتعم جميع المُخاطبين ، ومن قيدها بالحاكم دون غيره فقد غلط غلطا كبيرا.
(من) من ألفاظ العموم ، فتعم الجميع.
(ومن لم يحكم بما أنزل الله) منكم وممن وراءكم ومن الحكام والمحكومين في كل شيء (فأولئك هم الكافرون)
والعموم في الشق الثاني ، وأن هذه الآية عامة في كل أحكام الله جل وعلا ، فكل حكم لله جل وعلا صغيرا كان أو كبيرا تتناوله هذه الآية بعمومها (ومن لم يحكم بما) ، و(ما) من ألفاظ العموم.
فـ (من) من ألفاظ العموم ، و(ما) من ألفاظ العموم ، فيدخل الجميع في (من) ، وتدخل الأحكام كلها في (ما).
فأكل الربا ، شرب الخمر ، والأكل بالشمال ، وإسبال الثياب ، والتنخم في المسجد ، ووطء الحائض خلال حيضها ،،، كل ذلك جاءت فيه أحكام لله تعالى ، أفمن خالفها يكون كافرا كفرا يُخرج من الملة ؟
هو داخل في العموم في (من) ،،،
(ومن لم يحكم بما أنزل الله) ،،، "ما أنزل الله" عامة في كل حكم.
فهل من تنخم في المسجد فقد توجه إليه الخطاب (من لم يحكم بما أنزل الله) وهو لم يحكم بما أنزل الله وتـنخم في المسجد يكون كافرا كفرا يُخرج من الملة ؟ يكون مرتدا ؟
كل أحكام الله سواء ما ذُكر على سبيل التنبيه أو لم يُذكر داخل في الآية ، ودليل العموم هو قوله سبحانه : (ومن لم يحكم "بما" أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
فـ (ما) من صيغ العموم عن أهل العلم ، فقوله (بما أنزل الله) يشمل كلَ حكم من أحكام الله عزوجل سواء كان حكمه في الزنا أو كان حكمه في الشرب بالشمال.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى المسلم أن يأكل بالشمال ، وحكمه هو حكم الله ، أفمن أكل بشماله يكون كافرا كفرا يُخرج من الملة ؟
هو لم يحكم بما أنزل الله ، فمن حكم الله أن يأكل بيمينه لا بشماله. خالف حكم الله وأكل بشماله ، والله يقول : (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) أفيكون كافرا كفرا أكبر ؟؟؟
السلف ـ رحمهم الله ـ كما فهموا هذه الآية على الوجه المعروف الي يتكلم به العرب بهذه اللغة الشريفة التي نزل بها كتاب الله ، فهموا ذلك من الآية أيضا ـ فأولئك هم الكافرون ـ قالوا : كفر دون كفر.
كفر دون كفر ، كما قال رسول الله : من حلف بغير الله فقد أشرك ، وفي رواية فقد كفر ، وفي رواية فقد أشرك وكفر.
لو قال رجل (والنبي) أو قال (ورحمة أبيه) أو حلف بالكعبة ،،، تُجرى عليه أحكام المرتد ؟ ويكون كافرا كفرا أكبر ؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من حلف بغير الله فقد أشرك ، فقد كفر ، فقد أشرك وكفر ،،، كلها روايات وكلها ثابتة ... أيخرج من الملة ؟ وتُجرى عليه أحكام المرتد ..؟؟
قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ هي به كفر وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله ، هذا الآثر أخرجه ابن جرير الطبري عن هناد ، قال حدثنا وكيع بن الجراح ، وقال أيضا حدثنا ابن وكيع قال حدثني أبي عن سفيان عن معمر بن راشد عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس ، وهذا إسناد في غاية الصحة عن الحبر ، حبر الأئمة ، ترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما
للاخ احمد عبد المنعم
|