منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 21 Sep 2016, 06:40 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي [خطبةجمعة مفرغة] للشيخ خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله بعنوان " تربية البنات "

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

خطبة جمعة مفرغة للشيخ خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله بعنوان" تربية البنات "

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:

عباد الله: ما منكم من أحد إلا سيبعثه الله بعد موته، ويُسأله ويحاسبه عما قدم فى دينه ودنياه، وإن مما يسأل عنه العبد أهله وولده، كيف رعايته إياهم، و تربيته لهم، وفى هذا يقول ﷺ (الرجل راعٍ فى أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)، ومما ينبغي الاهتمام به في باب التربية ما يتعلق بتربية البنات خاصة، لعظم شأنهن وبالغ أثرهن فى المجتمع أخلاقا وسلوكا، فإن البنت إذا كبرت صارت الزوجة والأم والمعلمة وغير ذلك، مما ينتظرها من مهمات الحياة، فإذا صلحت صلح شئ كثير و إذا فسدت فسد شئ كثير، وإذا نظرنا فى كتاب الله وجدناه يشنع على أهل الجاهلية الأولى، أن الواحد منهم كان يستأ إذا بشر بالأنثى يظل وجهه مسودا وهو كظيم، ثم يستحي من قومه فيتوارى عنهم خجلا ، ثم يأخذ يحدث نفسه ، أيأدها فيدفنها حية أم يبقيها على الهون و الذل ،فشنع الله عليهم ذلك وعابه، وهذه المشاعر الجاهلية لا تزال تعشعش فى قلوب بعض الرجال ولا سيما اذا كثر من إمراته انجاب البنات مع أن المرأة كالأرض تنبت ما يلقي الزارع فيها من البذور، وقد يحصل الحال ببعضهم الى تطليق إمرأته عقب ولادتها ببنت- نعوذ بالله من الجهل والجفاء، إن الإنجاب أمر قدري أمره بيد الله تعالى فهو يهب لمن يشأ إناثا ويهب لمن يشأ الذكور ويجمع لأخرين الذكور والإناث، ويبتلي أخرين بالعقم، قال الله تعالى { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } وتأمل كيف قدم الإناث ردا على من كان يحقر من شأنهن وينتقص من مقدارهن ولا يعدهن شيئا، فأرضى بما قسم الله لك، فإنك لا تدري أين الخير، كم من أب فرح يوم أن بشر بمقدم ولد ذكر ثم كان وبالا عليه وسببا لتنغيص عيشه ودوام همه وغمه، وكم من أب ضجر يوم أن بشر بمقدم بنت فى حين كان يترقب الذكر فتكون هذه البنت يدا حانية وقلبا رحيما وعونا على نوائب الدهر، يقول ﷺ (لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات)ومن هنا ندرك أن قرة العين على الحقيقة ليس بأن يكون المولود ذكرا أو أنثى، إنما تتحقق إذا كانت ذرية صالحة طيبة، ذكورا كانوا أو إناثا، يقول الله تعالى فى وصف عباد الرحمنﭐ
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
عباد الله:إذا رزقك الله بشئ من البنات فأحسن القيام عليهن، تربية ونفقة ومعاملة، محتسبا في ذلك الأجر من الله تعالى، أو تدري مالك من الأجر عند الله إذا فعلت ذلك، إنك إذا فعلت كنت من النبي ﷺ في الآخرة ،ففى حديثه عليه الصلاة والسلام يقول:" من عال جاريتين-أي بنتين- حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو، وضم أصابعه عليه الصلاة والسلام" رواه مسلم، وقال ﷺ: " من أبتلي من هذه البنات بشئ فأحسن إليهن كن له سترا من النار" متفق عليه.
والإحسان إليهن يكون بأمور كثيرة ومنها حسن اختيار الأم وهذا أول صور الإحسان إلى الذرية فإن صلاح الأم من أسباب صلاح أبنائها، كم حفظ الله من ذرية بصلاح آبائها، وكذلك حسن اختيار الاسم ، وتوفير حاجات البدن من غذاء ولباس ودواء ، والسعي لأجل هذا الغرض من أسباب دخول الجنة، فقد دخلت على عائشة- رضى الله عنها- أمرأة ومعها بنتان لها، وكانت المرأة فقيرة معدمة، قالت عائشة: فسألتني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا، ثم قامت فخرجت وأبنتاها فدخل النبي ﷺ فحدثته حديثها فقال:" إن الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار" متفق عليه.
كما ينبغي إكرامهن والعطف عليهن ورحمتهن، كان النبي ﷺ إذا دخلت عليه فاطمة قال مرحبا بابنتي، وخرج يوما يصلى بالناس وهو يحمل أمامة بنت بنته زينب، فكان إذا ركع وضعها وإذا قام حملها.
وكلما كبرت الفتاة احتاجت إلى مزيد من الشعور بالتقدير والاحترام ، فإذا وفرت لها هذه الحاجة وأحست بأن لها في بيت أبويها قيمة ومنزلة كان ذلك أدعى إلى استقرار نفسيتها وطمأنينتها واستقامة أحوالها، أما إذا رأت الاحتقار والإهمال ، فلا تعامل إلا بلغة الأمر والنهى والطلب والخدمة أورثها ذلك كرها لبيتها ولأهلها، وربما وسوس لها الشيطان فأخذت تبحث عما تفقده من العطف والحنان بالطرق المحرمة التى تؤدي بها إلى هاوية سحيقة الله أعلم أين يكون قرارها.
عباد الله: يجب عليكم تربية بناتكم تربية إسلامية وتعاهدها منذ مدارج العلم الأولى، تربيتها على أداب الإستئذان ، أداب الطعام والشراب، أداب اللباس، تلقينها ما تيسر من القرآن والأذكار الشرعية، تعليمها الوضوء والصلاة وأمرها بها إذا كانت بنت سبعٍ ,وإلزامها بها إذا صارت بنت عشرٍ، فإنها إذا نشأت على الخير ألفته وأحبته، سهل عليها الإلتزام به والثبات عليه، اللهم إنا نسالك أن ترزقنا الذرية الصالحة، اللهم أصلحنا وأصلح ذرياتنا وأولادنا يا رب العالمين.

الخطبة الثانية:ـــــــــــــــــــــــــ
عباد الله: من أهم الأمور التى يجب عدم إغفالها في شأن البنات هو المبادرة إلى تزويجها إذا بلغت مبلغ النساء ، وتقدم لها من يُرضى دينه وأمانته وخلقه ورضيت به ، فإن هذا من أعظم الإحسان ، لإن تأخير الفتاة عن التزويج من أعظم أسباب الانحراف عن الطريق السوية لا سيما في هذا العصر الذى كثرت فيه الفتن، وتيسير ولي الفتاة أمر زواجها من مهر ومتطلبات أخرى، كل ذلك مما يشجع الراغبين في التقدم إلى الفتاة ثم إلى أخواتها من بعدها ، وتعاهدها بالصلة والزيارة بعد تزويجها، وتلمس حاجاتها وعلاج ما يعترضها من المشكلات ومشاركتها في أفراحها وأتراحها.. ولتحذر الأسرة ولا سيما الأم من التدخل المباشر في حياة إبنتها فإن كثرة دخولها في مالا يعنيها قد يودي بحياة إبنتها الزوجية،، ثم على الزوج بعد ذلك أن يتقى الله تعالى في هذه المرأة التى تركت بيتها وأهلها وعزها وأصبحت تحت يده ومسوؤليته، فليأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر ويعاشرها بالمعروف ويحسن صحبتها ولا يظلمها ويهينها كما قال النبي ﷺ " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم- أى أسيرات عندكم- وخيركم خيركم لآهله"، وكان النبيﷺ خير الناس لأهله.
وتنبهوا عباد الله إلى وجوب العدل بين النساء فمن رزقه الله تعالى زوجتين فأكثر ، فإنه يجب العدل بينهن بالسوية في القسمة والنفقة فيما يحتجن إليه، فمن خالف القسمة والعدل فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وبعض الأزواج لا يرى زوجته ولا يكلمها إلا في يومها فهذا من الظلم، فإنه مسؤول عنها فيواصلها بالاتصال والزيارة وتفقد أحوالها فهى قد رضيت لك أن تكون ثانية أو ثالثة أو رابعة، فلا تجعلها في غير يومها في بيتها وحيدة حزينة ، دون سؤال ولا تفقد ولا رعاية، تجتالها الوساوس والأحزان والندم، وتحوم حولها الفتن و أسباب الشرور، فاتقوا الله أيها الأزواج في نسائكم فإنكم عنهن مسؤولون محاسبون، يقول النبي ﷺ "من كان له إمرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل".
عباد الله: لا يخفى عليكم أننا نعيش في زمن كثرت فيه الفتن وتهيأت فيه من سبل الفساد والضلال مالم يتهيأ مثله في عصر من العصور السابقة، وهذا يؤكد علينا المسؤولية ويوجب مضاعفة الجهد في التربية والنصح والتوجيه، والأخذ بأسباب السلامة، ومن سبل الوقاية على وجه الإيجاز ، استقامة الأب والأم وصلاحهما، وكذلك العناية بشأن الدعاء فإن له أثرا عظيما، وهكذا ينبغي أن يعلم الأبناء ويلقنون منه ما ينفعهم الله به، فمن أسباب الصلاح كذلك تعاهد الفتاة بالتوجيه والتنبيه بالأسلوب المناسب بالمباشرة أو التلميح حسب ما يقتضيه الحال، وكذلك توجيهها إلى إحسان إختيار الصديقة، فخصوصا الأم فإن الصداقة لها أثر عظيم في السلوك والأفكار وغير ذلك، ومنها تجنيب البيت وسائل الهدم والتدمير، فإن كثيرا من القنوات الفضائية وكثيرا من مواقع الإنترنت تهدم أكثر مما تبني، وكم ضاع بسببها من شرف وكم تلطخ بسببها من عرض، فالسلامة في البعد عنها ، فإن وجدت هذه الوسائل في المنزل فليراعي رب الأسرة ألا تكون هذه الوسائل مفتوحة الباب على مصراعيها لأهله يتابعون منها ما يشاؤون ويتصلون بالشبكة متى يريدون لأنهم بذلك يضرون أنفسهم ضررا عظيما، و هكذا أيضا بالنسبة لأجهزة الهاتف فإنها لم تعد اليوم وسيلة مكالمة فقط فانتبهوا لهن وراقبوهن ولا تغفلوا عن ذرياتكم.

سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013