هل الراجحي و السلف مرجئة يا خطيب الحدادية !

[أبو زيد رياض الجزائري]

بسم الله الرحمن الرحيم

خرج علينا الجهني من جديد في "حلقة ثانية" -ولم يسم رده الأول بالحلقة الأولى فلا أدري لما أكثر الكلام على الشيخ ربيع حينما سمى رده الثاني بالحلقة الثانية- من رده على ما أسماه "خطيب المرجئة" وحُق أن يسمى هو بـ "خطيب الحدادية" وحاشا العلامة ربيعا هذا الوصف فهو عالم سلفي بل علامة شهد له بالعلم وصحة المعتقد الجبال ولله الحمد.

خرج علينا وهو يزعم أن الشيخ ربيعا إنما رد كلمة سفيان بن عيينة في قوله "حتى لا يبقى منه شيء" بسبب أصله الإرجائي وأنه يصحح الإيمان بلا عمل الجوارح إلى آخر هذيانه، وحقيقة كيف يستطيع أن يكتب فلسفة كتلك !

يقول خطيب الحدادية وبليدهم : "وأنتم حينما خالفتم السلف في مسألة العمل فصححتم الإيمان من غير عمل قادكم ذلك إلى مخالفة السلف في مسألة النقص هذه فصرتم تقولون إن الإيمان لا يذهب بالكلية بل يبقى منه شيء"
ويقول أيضا: " وكل من لا يكفر تارك العمل لا يمكنه أن يقول – كما قال الأئمة - إن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء , لأنه سيكون عندئذ متناقضا"

يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله في شرحه على السنة للبربهاري (الشريط الخامس):
"قوله "يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء"
الصواب أنه لا بد أن يبقى منه شيء، ما يمكن ، إذا لم يبقَ منه شيء جاء الكفر، هذه العبارة ليست سليمة "ولا يبقى منه شيء"، بل لا بد أن يبقى منه شيء، إلا إذا أريد أنه بالنسبة للكافر، نعم، ينتهي حتى لا يبقى منه شيء هذا بالنسبة للكافر، أما المؤمن فلا بد أن يبقى منه شيء، فهذا الإيمان ولو كان قليلا يضعف بالمعاصي، إذا كثرت المعاصي والجرائم ضعف الإيمان حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة، أو أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان، لكن لا يخلد في النار، وهو التوحيد، ولا ينفي إلا إذا جاء الكفر.

إذا جاء الكفر الأكبر أو الشرك الأكبر انتهى الإيمان ولا يبقى منه شيء، أما المعاصي ولو عظمت لا تقضي على الإيمان، لا بد أن يبقى فيه بقية، وهذه البقية من الإيمان يخرج بها من النار العصاة، وفي الحديث، في حديث الشفاعة:*أخرج من النار من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان لا بد أن يبقى شيء من الإيمان، ولو عظمت ولو كثرت المعاصي لا تقضي على الإيمان، إنما يقضي على الإيمان الكفر الأكبر والنفاق الأكبر والشرك الأكبر، هذا يقضي عليه، والظلم الأكبر والفسق الأكبر والجهل الأكبر، هذه التي تقضي على أيش؟ على الإيمان، أما المعاصي ولو عظمت لا تقضي عليه، لا بد أن يبقى منه شيء، لكنها تضعفه إذا كثرت، ولا يبقى إلا القليل، لكن هذا القليل لا بد أن يبقى." اهـ المقصود

أريد جوابا صريحا من الجهني أو أحد السذج: هل الراجحي الآن عندكم مرجئ ؟ هل الراجحي خالف السلف في مسألة العمل فصحح الإيمان من غير عمل فقاده ذلك إلى مخالفة السلف في مسألة النقص هذه فصار يقول إن الإيمان لا يذهب بالكلية بل يبقى منه شيء ؟

جواب فقط يا خطيب الحدادية، جواب فقط يا حجاج الحدادية، يا من تهرف بما لا تعرف، فقط لإسقاط العلماء والسلفيين وإلصاق الإرجاء بهم ولو بدون غراء.

كفاك يا خطيب الحدادية وتذكر أنك ستقف بين يدي الله وأنك ستعد جوابا بلا روغان.

أمر آخر أردت التنبيه عليه، وقد دلسه الحدادية كعادتهم، أن الشيخ ربيعا نبه إلى أن قول السلف المشهور المحكي عنهم هو أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وأن أول من قال تلكم الكلمة هو سفيان.
فماذا تكثر يا خطيب الحدادية من الكلام والتلبيس وترمي الشيخ ربيعا بالكذب *والتلبيس *أليس هذا حقا ؟! أتعجب من جرأتك الشديدة على المراوغة وإلباس الحق بالباطل!
سأسوق الآن جملة من كلام السلف في تقرير ما قاله العلامة ربيع:
1. كتب عمر بن عبدالعزيز إلى عدي بن عدي أحد عماله على الجزيرة: (أما بعد: فإن للإيمان حدودا وشرائع وفرائض، من استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان). علقه البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه، وقال ابن حجر مبينا سبب ذكر البخاري له: (والغرض من هذا الأثر أن عمر بن عبدالعزيز كان ممن يقول بأن الإيمان يزيد وينقص، حيث قال: استكمل ولم يستكمل).
2.عن مجاهد بن جبر قال: (الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص). رواه البيهقي في الشعد وعبد الله بن أحمد في السنة.
3. عن عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي: (الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص فمن زعم أن الإيمان يزيد ولا ينقص فاحذروه فإنه مبتدع) رواه الآجري في الشريعة واللالكائي في شرح الاعتقاد.
4.عن سفيان الثوري: (الإيمان يزيد وينقص) رواه ابن بطة وعبد الله بن أحمد في السنة.
5.قال ابن هانئ في مسائله: (سمعت أبا عبدالله ابن أبي رزمة ما كان أبوك يقول عن عبدالله بن المبارك في الإيمان؟ قال: كان يقول: الإيمان يتفاضل.

قال أبو عبدالله: يا عجباه، إن قال لكم يزيد وينقص رجمتموه، وإن قال يتفاضل تركتموه، وهل شيء يتفاضل إلا وفيه الزيادة والنقصان).
6.*روى النجاد عن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت عبدالله بن المبارك يقول: (الإيمان قول وعمل يزيد وينقص) .
7.خالد بن الحارث: (الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص) رواه عبد الله في السنة.
8.جرير بن عبدالحميد: (الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص) رواه أبو داود في مسائل أحمد.
9.وكيع بن الجراح: (الإيمان يزيد وينقص)رواه أبو داود في مسائل أحمد.
10. وقال يحيى القطان: (ما أدركت أحدا من أصحابنا إلا على سنتنا في الإيمان ويقولون: الإيمان يزيد وينقص) . رواه ابن هانئ في مسائل أحمد.
11.قال النضر بن شميل: (الإيمان قول وعمل، والإيمان يتفاضل) رواه عبد الله في السنة.
12.قال الإمام الشافعي (الإيمان قول وعمل يزيد وينقص) رواه الحاكم في مناقب الشافعي.
13.قال عبدالرزاق الصنعاني: (سمعت معمرا وسفيان الثوري ومالك بن أنس، وابن جريج، وسفيان بن عيينة يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص) رواه عبد الله في السنة.
14. عبدالله بن الزبير الحميدي: (الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل ولا قول إلا بنية، ولا قول وعمل بنية إلا بسنة) *قاله في أصول السنة.
15. قال الإمام أحمد(الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، إذا عملت الخير زاد، وإذا ضيعت نقص) رواه الخلال في السنة.
16.قال أبو زرعة الرازي: (الإيمان عندنا قول وعمل، يزيد وينقص، ومن قال غير ذلك فهو مبتدع مرجئ) رواه أبو يعلى في الطبقات.
17.وقال أبو حاتم الرازي: (مذهبنا واختيارنا وما نعتقده وندين الله به ونسأله السلامة في الدين والدنيا: أن الإيمان قول وعمل.. يزيد وينقص) رواه أبو يعلى في الطبقات.

فهذه نقول كثيرة عن أئمة الإسلام و أعلامه كلها فيها أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وليس فيها لفظة "حتى لا يبقى منه شيء" فهل هؤلاء كلها مرجئة ؟ أم أن أصولهم الإرجائية قادتهم إلى عدم قول تلك الجملة ؟!!

عجيب أمركم والله، تدعون التحقيق وأنتم أبعد الناس عنه، تزخرفون للناس القول حتى ترموا أهل السنة بالبدعة ولا تخشون الله في ذلك !

كما أحب أن أنبه القراء الكرام إلى أن البحث الذي زعن الجهني أو خطيب الحدادية أن أحدهم أرسله إليه عبر البريد أنه موجود منذ زمن وأن الحدادية في مرحلة فالح استعملوه في حرب الشيخ ربيع فلا تكذب يا جهني فأنت تسير على خطى سلفك.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.[/size][/font]

[أبو عبد الله حيدوش]

عن أبي هريرة- رضي الله عنه -عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كان رجل ممن قبلكم لم يعمل خيرا قط، إلا " التوحيد "، فلما إحتضر قال لأهله إذا أنا مت، أن يحرقوه حتى يدعوه حمما، ثم اذروه في يوم ريح ، ثم ذرو نصفه في البر. ..قال فغفر له بها ولم يعمل قط إلا التوحيد ) الصحيحة 3048

جزاك الله خيرا على هذا المقال النافع.