الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السلام على نبيّنا محمد الصادق الأمين و على آله و صحبه و إخوانه إلى يوم الدين وبعد :
فهنا بعون الله نضع بين يدي إخواننا الكرام الفوائد المستفادة من شروحات كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد لشيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له الأجر و الثواب و رحمه رحمة واسعة يوم يقوم الحساب.
الفائدة الأولى :
قوله رحمه الله تعالى : " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم "
ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى كتابه بالبسملة اقتداء بكتاب الله العزيز ، و تأسيا بسنّة النبي الكريم صلى الله عليه و سلم ، ثم حمد الله عز وجل ، و ثلّث بالصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه تبعا .
اقتصر - رحمة الله تعالى عليه - على هذا الذي سبق في فاتحة كتابه و لم يجعل له مقدمة يذكر فيها طريقته في تأليفه ، تمام كما فعل الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الجامع الصحيح حيث لم يجعل له خطبة أو مقدمة بين يدي كتابه كما هي عادة الكتّاب و المؤلفين ، فلمّا كان كتابه [ صحيح البخاري ] كتاب سنة ابتدأه مباشرة بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " إنّما الأعمال بالنّيات " ، و لشدّة تأثر المصنّف رحمه الله تعالى بطريقة الإمام البخاري رحمة الله تعالى عليه في تأليفه لكتابه الجامع الصحيح من حيث الاستدلال على الترجمة و التبويب ، فقد كان يبدأ بالآية ثم يعقبها بالحديث ما يدل على تلك الترجمة و ذلك الباب ، و كذا ما يسوقه من كلام الصحابة رضي الله عنهم و التابعين و أئمة الإسلام في تفسير و تفصيل ما قبله من الأدلة ، كذلك فعل المصنّف رحمه الله في هذا الكتاب الماتع- كتاب التوحيد - حيث بدأه بآية من كتاب الله عزّو جلّ [ وهي قوله تعالى : و ما خلقت الجنّ و الإنس إلاّ ليعبدون - الذاريات :56] المتضمنة للحكمة من خلق الجنّ و الإنس ألا و هي التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ، و لم يجعل بينها – الآية – و بين هذا الحق اً ، ذلك أنّ هذا الكتاب إنّما هو كتاب التوحيد و التوحيد هو حق لله عزّو جلّ و الذي دلّ على هذا الحق هو الله سبحانه و تعالى و دليله هو كلامه و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم ، فكان من الأدب في مقام التوحيد ألاّ يفصل بين الحق و بين الدال عليه و كلام الدال عليه ، و هذا لطائف أثر التوحيد في القلب ، وهو من لطيف المعاني التي يراعيها من نوّر الله قلوبهم لمعرفة حقّه و حق رسوله صلى الله عليه و سلم .
المصدر : التمهيد لشرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
شرح معالي الوزير الشيخ صالح بن محمد بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى [ بتصرف]
الفائدة الثانية :
في قوله كتاب التوحيد و قول الله تعالى :
التوحيد : مصدر وحّد يوحِّد توحيدا ، يقال : وحّده و أحّده ، و وحّد الله أي جعله واحدا و اعتقد وحدانيته سبحانه في ألوهيته و ربوبيته و أسمائه و صفاته ، و أنّه ليس اثنين و لا ثلاثة و لا أكثر من ذلك .
كلمة " قول " تقرأ بالجرِّ عطفا على التوحيد ، فتقول : " كتاب التوحيدِ و قولِ الله تعالى " ، و تقرأ أيضا بالرفع حال الإبتداء .
المصدر : التمهيد لشرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
شرح معالي الوزير الشيخ صالح بن محمد بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى [ بتصرف]
الفائدة الثالثة :
في قوله تعالى [ و ما خلقت الجنّ و الإنس إلاّ ليعبدون ] الذاريات: 56
" اللام " في قوله " لـــيعبدون " تسمى لام الحكمة و يسميها بعض العلماء لام التعليل ، و هي غير ملازمة لمعلول – الجنّ و الإنس – فمنهم من يعبد الله و منهم من لا يعبده .
تعريف العبادة :
عرّفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه " العبودية " بقوله :" العبادة اسم جامع لكلّ ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة " .
المصدر : التمهيد لشرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
شرح معالي الوزير الشيخ صالح بن محمد بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى [ بتصرف]
العبادة لغة :الذل والخضوع يقال طريق معبد أي مذلل قد وطئته الأقدام و يقال جمل معبد أي مذلل قد شد عليه ورحل فالعبادة عند العرب الذل والخضوع فسمى الله تكاليفه عبادة لأنها تؤدى بالذل والخضوع له سبحانه.
فوائد من شروحات كتاب التوحيد [ متجدد بإذن الله ]
اً ، ذلك أنّ هذا الكتاب إنّما هو كتاب التوحيد و التوحيد هو حق لله عزّو جلّ و الذي دلّ على هذا الحق هو الله سبحانه و تعالى و دليله هو كلامه و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم ، فكان من الأدب في مقام التوحيد ألاّ يفصل بين الحق و بين الدال عليه و كلام الدال عليه ، و هذا لطائف أثر التوحيد في القلب ، وهو من لطيف المعاني التي يراعيها من نوّر الله قلوبهم لمعرفة حقّه و حق رسوله صلى الله عليه و سلم .
العرض العادي
