الإصلاح بين "أسود وأبيض" تفاخرا أمام الحجاج
رُوي أنَّ الحجاج اشترى غلامين، أحدهما أسود والآخر أبيض، فقال لهما في بعض الأيام: كل واحد يمدح نفسه، ويذمك الآخر.
فقال الأسود: (من الطويل)
ألم تر أنَّ المسك لا شيءَ مثله *** وأنَّ بياض اللِّفت حِمل بدِرْهمِ
وأنَّ سواد العين لا شكَّ نورُها *** وأنَّ بياض العين لا شيء فاعلمِ وقال الأبيض: (من الطويل)
ألم تر أنَّ البدر لا شيء مثلُه *** وأنَّ سواد الفحم حِملٌ بدرهمِ
وأنَّ رجال الله بيض وجوههم *** ولا شكَّ أنَّ السود أهلُ جهنَّمِ فضحك الحجَّاجُ وأجازهما.
****
وقلت – مصلحًا- ليطيب خاطرُهما: (من الطويل)
ولا فرق بين السُّود والبِيض بيننا *** سِوى تقوى الله - جلَّ - حَصِّل لتَغنمِ
فقد جاء في الآي الحكيم بأنه: *** "حبيبٌ" بـ "خيرِ زادٍ" ذاك فَـ"أَكْرِمِ"
بقلبٍ سليمٍ مَنْ أتى اللهَ يُفْلِحُ *** ولا ينفعُ الإنسانَ حِمْلُ الدَّراهِمِ وقد أشرت بحبيب: إلى قوله تعالى: "فاتَّبعونِ يُحبِبْكم الله"، وبخير زاد: إلى قوله تعالى: "فإنَّ خيرَ الزَّادِ التَّقْوى"، وبأكرم: إلى قوله تعالى: "إنَّ أكرمَكم عند الله أتْقاكم".
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 02 Apr 2014 الساعة 10:10 PM
|