منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03 Aug 2015, 06:07 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي بوارق الأسنة في الدفاع عن أهل السنة ( رد على الصحف الجزائرية )

بَوَارِقُ الأَسِنَّة فِي الدِّفَاعِ عَن أَهْلِ السُّنَّة



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي *** عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ

بين الفينة والأخرى تطل علينا الصحف الجزائرية بما يُعدُّ محاربة صريحة للدعوة السلفية المباركة، على غرار ما فعلته صحيفة الخبر الجزائرية في مقال: [ سلفيون يجتاحون مداشر تيزي وزو وبجاية ]، متأسياً بقرينتها في العداء للدعوة السلفية المباركة وتشويه صورة الدعوة السلفية وأنها خطر يداهم البلاد، صحيفة الشروق الجزائرية، والتي كانت قد قامت بهجمة مدروسة على المنهج السلفي وأهله، عندما صدَّرَت صفحتها الأولى تحت عنوان: [ "الـمَداخلة" .. سلفيون مصلحون أم علماء بلاط؟ ] بتاريخ 12/جمادى الأولى/ 1436 ه الموافق لـ 03/03/2015 من التاريخ الإفرنجي..


ولما قرأت مقال صحيفة الخبر، قلت في نفسي أنه من الواجب إتمام ما كتبته يومها في بيان كذب القوم على الدعوة السلفية، فأقول مستعينا بالله:


إن أصناف المتكلمين في موضوع السلفية لم يوفوا السَّلَفِيِّينَ -أو "المداخلة" على حد تعبيرهم- حَقَّهُم.



وحيث إننا نرى أن من الإجحاف تشريح السلفية وتوضيح حقيقتها للناس دون الرجوع إلى أهلها وعلمائها لبيان ذلك، وإن ما قامت به صحيفة الشروق في ندوتها يتنافى مع أخلاقيات المهنة ثم مع شعار الصحيفة: " رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب "، فأين هو رأي " غيركم " في هذه الندوة؟!


ولكن اجتمع أهل الندوة -يومها- على أن " المداخلة " يمثلون ( السلفية العلمية )، ومن هنا يكون المنطلق..

  • الحُكْمُ على الشَّيء فَرْعٌ عَن تَصَوُّوره..


وحتى نميط اللثام الذي أخفى به هؤلاء المجتمعون في الندوة حَقِيقَةَ الدعوة السلفية، ينبغي أن نُمَيِّزَ بين السلفية وبين المناهج الأخرى المنتسبة إليها زوراً، وذلك حتى نرى " السلفية " في صورتها الحقيقية..


فالسلفية هي منهج مبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وهم -سلف الأمة- الصحابة رضوان الله عليهم وتابعوهم بإحسان..


وحيث إننا إذا نظرنا إلى الدين الإسلامي بهذا الاعتبار وجدناه يمثل حقيقة الدين الصافي من كل شائبة، فالتمسك بالقرآن الكريم والأحاديث الثابتة هو السبيل المستقيم الذي من تمسك به لن يضل أبداً، وهو الملاذ الآمن للأمة الإسلامية في كل المحن والفتن، وبالتالي كان هذا الإسلام بفهم السلف الصالح هو مصدر قوة المسلمين وسبب تمكينهم في الأرض، قال الله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ ، ومن الفهم الصحيح لسلف الأمة لهذه الآية الكريمة ما قاله عمر رضي الله عنه: « نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله »، وتبعاً لهذا الفهم الصحيح قال العالم السلفي الأثري إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله: « لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ».


ثم ننظر ونقارن بين ثبات المنهج السلفي الرَّباني مذ بزوغ فجر الإسلام إلى يوم الناس هذا، وبين تناقض الفرق الضالة والتي منها ما سماه أصحاب الندوة بـ " السلفية السياسية "و" السلفية الجهادية "، فإننا سنجد أن السلفية التي أطلقوا عليها لقب " العلمية " ثابتة متوافقة مترابطة لم تسقط حلقة واحدة من سلسلتها من أول أمر الإسلام إلى يوم الناس هذا، أما الفرق الإسلامية الضالة فإنك تجد انقطاعا بينها وبين سلف الأمة، وذلك أنها على غير هدي السلف، ومنتهاها إلى أفكار وآراء المؤسسين لها..
وعليه فلا يمكن أن نسمي غير " العلمية " بـالسلفية، لأن السلفية العلمية هي الوحيدة التي تمتد جذورها إلى الإسلام الأول، الإسلام الحق، أما غيرها فلا ولن تكون إلا مناهج منقطعة عن السلف الصالح، وحقيقتها أنها ضالة مضلة عن الحق، فإن الحق واحد لا يمكن أن يتعدد، ولا يمكن أن يكون في غير هدي السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين..




ثانيا: إذا عرفنا أن السلفية هي دين الإسلام الصحيح، عرفنا أن ما جاء به شيخ الإسلام ابن تيمية وما تبعه عليه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله- لم يخرجا فيه -في الجملة- عن شريعة الإسلام الصحيحة، وعليه فإنك لن تجد أحداً يطعن في الدعوة السلفية إلا باختلاق الأكاذيب ونسبتها إلى هذه الدعوة النقية، ومثال ذلك:
  • القول بأن منهج السلفية " التنظير للدماء قبل التّمكين وللطاعة العمياء بعد التمكين " هذا مثال عن الأكاذيب المنسوبة إلى الدعوة السلفية زوراً وبهتاناً،
    أولاً: لأن هذا تناقض من قائله، وذلك أنهم يصفون السلفيين بأنهم مخذلون عن الجهاد، فمن كان مخذلاً عن الجهاد فكيف يكون مُنَظِّراً للدماء؟
    !!
    ثانياً: أن السلفيين معروفون بشدة التنفير عن تكفير المسلمين بغير حق وهدر دمائهم، وكتبهم مبثوثة بين الناس في بيان ذلك، فكيف يُنَظِّرُون للدماء؟!..
أما " الطاعة العمياء " فهذه كذبة أخرى كسابقتها، وذلك أن أهل السنة يرون الطاعة لمن تولى عليهم في المعروف، ولا يرون الطاعة في معصية الله، ويمتثلون واجب النصح لمن ولاه الله أمرهم حفاظاً على وحدة المسلمين وحقناً لدمائهم، ولا يسكتون عن باطل صدر من أيٍّ كان، ولو كان من حكامهم -كما حدث مع الإمام أحمد رضي الله عنه- حفاظاً على دين المسلمين..
  • القول بأن " السلفية تعاني انقسامات وصراعات مردُّها خروج بعض الأشخاص عنها بدعوى طلب الاعتدال في الدعوة ".
    والواقع يُكَذِّبُ هذا، وذلك أنه كما سبق في بيان حقيقة المنهج السلفي، فإنه أصول وقواعد وضوابط ثابتة لا تقبل التغيير، وعليه فإن كل من خالف تلك الضوابط يُعَدُّ مخالفاً للمنهج السلفي، وبعده عن المنهج بقدر بُعده وتخليه عنها..
  • القول بأن " الدعوة المدخلية هي دعوة ركون إلى الظالمين وتهوين لأمر تحكيم غير الشريعة الإسلامية... تأصيلهم حسب الخصوم للقعود دون النهوض بالأمّة أو التفكير بتغيير واقع الحال... دعوة لتخذيل المسلمين عن مواطن نصرة المستضعفين وقضايا الجهاد فيفلسطين..".
أقول: أولا: إنه من عقيدة أهل السنة والجماعة السلفيين التي انفردوا بها وتميزوا عن غيرهم عقيدة " السمع والطاعة " التي يدينون الله بها أنها الحق وأن ما خالفها الباطل، ويرون بذلك سمع من تأمر عليهم وطاعته في السراء والضراء والمنشط والمكره في غير معصية الله..
فبعض الناس يعيبون على السلفيين هذه العقيدة الثابتة بالأدلة الصريحة من القرآن، والصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعيبونها عليهم كل وقت وكل حين، لأنهم في حقيقتهم يريدون رفع راية البيعة لجماعة ( الإخوان المسلمين ) أو غيرها من الجماعات كالشيعة الرافضة، وهذه العقيدة السلفية تتنافى مع منهجهم..


ومع كل هذا فإن الدعوة إلى تحكيم شريعة الإسلام هي من أبجديات الدعوة السلفية، إلا أننا إذا راجعنا مفهوم " الشريعة " عند السلفيين وعند غيرهم وجدنا أن المنهجية المتبعة من طرف السلفيين هي الصحيحة، وأما غيرها فهي غثاء كغثاء السيل، وبيان ذلك فيما يلي:


إن أسمى وأول غاية أراد الله من عباده بلوغها من خلال ما شرعه هي تحقيق توحيد الله تبارك وتعالى، وهو أعظم ما أمر الله به عباده، وبيان ذلك في القرآن والسنة واضح لا يخفى إلا على أعمى البصيرة، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله إلى قومه كانوا أصحاب ملك في أرض العرب، فلم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الملك، وإنما أراد من الحاكم والمحكوم جميعاً امتثال أمر الله لهم بتوحيده سبحانه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل : ﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾. قال: « يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا فاطمة بنت محمد ، سليني ما شئت من مالي ، لا أغني عنك من الله شيئا » رواه البخاري.
ولو كان طلب المُلك أو الحكم أولى من الدعوة إلى التوحيد لما فَوَّتَ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حين عرض عليه قومه الملك والسيادة عليهم فأبى ذلك، فقد قال عتبة بن ربيعة يوماً -وكان سيِّداً في قريش-، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه، وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء ويكف عنَّا؟ -وذلك حين أسلم حمزة رضي اللَّه عنه، ورأوا أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يكثرون ويزيدون-، فقالوا: بلى، يا أبا الوليد قم إليه فكلمه، فقام إليه عتبة، حتى جلس إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا ابن أخي إنك منَّا حيث قد علمت من السطة في العشيرة، والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها، لعلك تقبل منها بعضها، قال: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: « قل يا أبا الوليد أسمع »، قال: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا كيْ تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رِئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه -أو كما قال له- حتى إذا فرغ عتبة، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستمع منه، قال: « أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ » قال: نعم، قال: « فاسمع مني »، قال: أفعل، فقال: بسم اللَّه الرحمن الرحيم ﴿ حم . تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ . كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ . بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ . وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ﴾، ثم مضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عليه ، فلما سمعها منه عتبة أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمداً عليهما يسمع منه، ثم انتهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: « قد سمعتَ يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك »، فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف باللَّه لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني سمعت قولاً واللَّه ما سمعت مثله قط، واللَّه ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فو اللَّه ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب: فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب: فمُلكه ملككم، وعزُّه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك واللَّه يا أبا الوليد بلسانه، قال: هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم. [ حسنه الألباني ]


فهذه صفعة قوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم للخارجين عن هديه القويم، وإبطال لقاعدة " الغاية تبرر الوسيلة "، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمقدوره قبول الملك والسيادة عليهم وإيقاف دعوته إلى التوحيد إلى حين استقرار ملكه ثم يلزم الناس دينه الجديد..


أما عن ادعاء بعض الناس نصرة دين النبي صلى الله عليه وسلم دون السلفيين، أو بالعبارة التي أوردتموها في مقالكم: " تأصيلهم للقعود دون النهوض بالأمّة أو التفكير بتغيير واقع الحال... دعوة لتخذيل المسلمين عن مواطن نصرة المستضعفين وقضايا الجهاد فيفلسطين.. " فأقول ما قاله الله لليهود: ﴿ وَلاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾، فأنتم تعلمون حقيقةً أن السلفيين هم من ينصر هذا الدين حق النصرة، وغيرهم إنما ينصرون أحزابهم دون الله ورسوله، ويجعلون دين الله مطية لبلوغ غايتهم في تقلد مناصب الحكم ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ التِي فِي الصُّدُور ﴾.


وليعلم الناس أن أهل السنة السلفيين هم أنصار الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان وفي كل زمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فماذا يعيب الناس علينا، أتريدون أن نفرح باجتماع الرافضة والصوفية والأشاعرة والمرجئة والخوارج وسائر فرق الضلال في خندق واحد وقلوبهم متفرقة كلهم يدعي أنه ينصر الإسلام؟!!


فليعلم كل من خالف الرسول صلى الله عليه وسلم في هديه وسنته ومنهجه ومعتقده، أننا لا نجتمع معه في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلٌّ منهم له فج غير فج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نستمسك بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نرد من ذلك شيئا، ولا نصف سنته بالقشور وسفاسف الأمور وأن في الدين أشياء ظاهرية سطحية، وغير ذلك من عبارات التنقص لسنته صلى الله عليه وسلم، وإن حدث في آحادنا تقصير في العمل بالسنة فإننا لا نرد ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم لهوى في أنفسنا، فضلا عن تنقص دينه صلى الله عليه وسلم.


قال الله تعالى: ﴿ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني ( كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) الشرك و ( كَلِمَةُ اللَّهِ ) هي : لا إله إلا الله.


فكان النصر الحقيقيُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أعدائه هو نصر التوحيد على الشرك، فمن هم الذين صرفوا جل وقتهم في الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك، أهم حزب الله السلفيون أهلُ السنة والجماعة، أم هم أحزاب الضلال التي جمَّعت في صفوفها المشركين والمبتدعة والنصارى وغيرهم من أهل الضلال، تحت غطاء: الغاية تبرر الوسيلة؟!!
وفي الختام، نلقي نظرة على نتيجة ما عرف بـ " الربيع العربي " وحقيقته أنه " المخطط العِبْرِي "، وبغض النظر عن حكمه شرعاً، وهل القائلون بمنعه هم المصيبون أم القائلون بمشروعيته؟
نجد أن الغاية المنشودة من الخروج على أئمة الجور وهي بسط العدل صارت هباء منثوراً، وصار دين الإسلام عرضة للسب والتشويه وإلصاق تهمة العنف والتخلف به وبأهله، ولم يزدد الفقراء إلا فقراً والضعفاء إلا ضعفاً، فمن كان فقيراً لا يملك إلا غرفة واحدة تجمعه وأهل بيته صار مشرداً بلا مأوى، ومن كان يطرد من أبواب المسئولين ثم يعود إلى بيته مكسور الخاطر صار يفر من الموت الذي يلاحقه في كل مكان في بلده..
أفلا نكون شاكرين لله بما أنعم علينا من نعمة الأمن في الوطن والشبع في البطن، فصور الرفاهية بادية على أصحاب الندوة ليس يشتكي منهم أحد، في حين أن إخواننا في شتى البلاد الجريحة يموتون جوعاً وعطشاً وعرياً وبرداً، نسأل الله أن يكلأهم برعايته وحفظه، وأن يأخذ الذين تسببوا في جراح المسلمين أخذ عزيز مقتدر، إنه وليّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



وكتب أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
18 / شوال / 1436 هـ

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03 Aug 2015, 06:26 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك
حسبنا الله ونعم
حسبنا الله ونعم
حسبنا الله ونعم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03 Aug 2015, 06:28 PM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

مقال رائع زادك الله حرصا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03 Aug 2015, 06:39 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي

جزاك الله خيرا واحسن اليك ، مرحبا بعودتك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03 Aug 2015, 06:48 PM
أبو أويس الشلفاوي أبو أويس الشلفاوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 53
افتراضي

جزاك الله خير أخي أبو حاتم ....وهذه الصحف مأجورة من دولة الرفض لا محالة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03 Aug 2015, 07:01 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا حاتم البُلَيْـــدِي.
وذب الله عن وجهك النار كما ذبيت عن السلفية بمقال موفق مسدد.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03 Aug 2015, 07:38 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي رضوان على نصرتك لدين الله. وجزاك الله خيرا:

وليعلم الناس أن أهل السنة السلفيين هم أنصار الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان وفي كل زمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فماذا يعيب الناس علينا، أتريدون أن نفرح باجتماع الرافضة والصوفية والأشاعرة والمرجئة والخوارج وسائر فرق الضلال في خندق واحد وقلوبهم متفرقة كلهم يدعي أنه ينصر الإسلام؟!!
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04 Aug 2015, 12:23 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله في الإخوة جميعاً..

والله نسأل أن يكفينا أعداءه بما شاء..
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013